لمحتويات
م الموضوع الصفحة
1 المحتويات
2 مقدمة
3 مرتكزات النظرية
4 مراحل النمو العقلي
المستوى الحسي: Enactive Level
المستوى شبه المجرد أو الأيقوني: Iconic Level
المستوى المجرد Symbolic Lvel
5 التعلم عند برونر
6 عمليات العلم عند برونر
عمليات اكتساب المعلومات الجديدة
عملية تحويل المعلومات
مرحلة التقويم أو الاختبار
7 تطبيقات نظرية برونر التربوية
التعليم بالاكتشاف
• معنى التعليم بالاكتشاف
• دور المعلم في عملية التعليم بالاكتشاف
• مراحل التعليم بالاكتشاف عند برونر
• شروط التعلم بالاكتشاف عند برونر
• أنواع التعلم بالاكتشاف
• فوائد التدريس بالاكتشاف
تعلم المفاهيم
• دور المفاهيم في العملية التعليمية
بعض نواحي الإفادة من نظرية برونر
نقد النظرية
المراجع
ولد جيروم . س . برونر Gerome.S.Bruner عام 1915 ويعتبر من علماء النفس درس في جامعة هارفارد الأمريكية وتخرج فيها، وأسس في نفس الجامعة مركزا للدراسات المعرفية، وكتب عدة كتب ومقالات تناول فيها النظريات المعرفية، وأُسُسَ استخدامها وتطبيقاتها التربوية، واهتم بالبحث عن طرق تحديث التربية العلمية والمنهجية بالمدارس؛ لذلك انتشرت آراؤه المتعلقة بالمناهج ونظريات التعليم التي أوردها في كتابه نحو نظرية للتعليم أو العملية التربوية The Process of Education.
نادى برونر بضرورة وجود نظرية أو مجموعة من النظريات في مجال التعليم كي تتكامل مع نظريات التعلم في رفع كفاءة العملية التعليمية كما وكيفا من خلال تتبع الأسس والخطوات اللازمة لتقديم المادة التعليمية للتلاميذ في صورة مناسبة.
ومنذ أوائل الخمسينات وحتى السبعينات من هذا القرن بدأ اهتمام برونر بالتعلم المعرفي، حيث أدت أفكاره وكتاباته المتعددة إلى بلورة اللبنات الأولى لنظريته في التعليم والتي ظهرت في كتابه المعروف نحو نظرية للتعليم.
وتنتمي نظرية برونر إلى الاتجاه المعرفي في التربية والذي يهدف إلى تكوين صورة واضحة ومتكاملة لبنية المادة الدراسية لدى المتعلمين، ويقصد برونر بهذه البنية مجموع المبادئ والمفاهيم والعموميات والنظريات الخاصة بأي فرع أكاديمي ثم طرائق وأساليب البحث التي أدت إلى التوصل لهذه الأساسيات المعرفية، حيث أن طرق البحث أكثر بقاء لدى المتعلم من الحقائق المعرفية والعموميات.
ومما يجدر ذكره هنا أن برونر هو من تزعّم حركة العودة إلى الأساسيات Back to Basic Movement، إثر محاولات إصلاح التعليم، بعد أزمة سبوتنيك عام 1957م. وكان كتابه الشهير (العملية التربوية) بمثابة إنجيل إصلاح المنهج في التعليم الابتدائي والثانوي.
ولب نظرية برونر هو الدعوة إلى تجديد البُنية الأساسية للتعليم، مع المحافظة على الحواجز بين كل مادة وأخرى. وهو يعتمد على مسلمة مؤداها: أن كل الأنشطة العقلية في أي موقع من ميادين المعرفة هي واحدة، مهما تضخّمت المعرفة أو تقلصت.
مرتكزات النظرية:
من مرتكزات نظرية برونر ما يلي:
• التركيز على النواحي الحيوية في التعلم أي أن عملية التعلم تتضمن معالجة حيوية ونشطة للمعلومات.
• التركيز على كيفية تنظيم المتعلم للأشياء التي حوله وفي بيئته وكيفية الاستفادة منها لزيادة حصيلته التعليمية المعرفية.
• يتوجه التركيز في التعليم على المهارات والعمليات والاتجاهات أكثر من التركيز على الحقائق.
• تركز النظرية على كيفية حدوث الشيء أو لماذا حدث هذا الشيء.
• اهتم برونر بدور اللغة في التفكير والتعلم، واعتبرها أداة التعلم، وتقدمها الثقافة والبيئة للطفل؛ لتمكنه من توسيع استخدامات العقل أي تمكنه من التعلم، فاللغة تزود الطفل بوسائل تشغيل المعلومات وكذلك تزوده بخبرات فردية في أشكال رمزية.
مراحل النمو العقلي عند برونر:
ذكر برونر ثلاث مراحل للنمو العقلي، ويتضح من تقسيمه هذا أنه اتخذ من عمل بياجيه قاعدة رتب عليها نظرته وتقسيمه للنمو العقلي، وهذه المراحل هي:
المستوى الحسي: Enactive Level
وهي تشابه المرحلة الحركية عند بياجيه، وهذا المستوى يغلب على الطفولة المبكرة، ولكنه مفيد جداً في التعليم في شتى المراحل العمرية، وفي هذا المستوى يتم استخدام الأشياء مباشرة أثناء عملية التعلم عن طريق الحواس الخمس، ويمثل رافدا ناجحا عند اتخاذه أساسا لأي تعلم آخر.
المستوى شبه المجرد أو الأيقوني: Iconic Level
وهي تشابه مرحلة ما قبل العمليات عند بياجيه، وفي هذه المرحلة يتعامل المتعلم مع صور الأشياء، بدلا من الأشياء الحقيقية المحسوسة حيث يكوِّن تصورات واضحة عن الأشياء، ويمكنه أن يفسر رسوما تخطيطية أو حل مسائل غير صعبة التركيب.
المستوى المجرد Symbolic Lvel
وفي هذا المستوى تزيد قدرة المتعلم على تعلم الأشياء المجردة حيث يتعامل مع الكائنات والأشياء من خلال الرموز المجردة وربطها بالواقع.
التعلم عند برونر:
هو عملية تتضمن معالجة حيوية ونشطة للمعلومات وبصورة بنائية بطريقة مختلفة من فرد إلى آخر، وذلك من خلال ثلاث عمليات هي:
اكتساب المعلومات ـ تحويل المعلومات ـ تقويم المعلومات ، وهذه الثلاثة هي عمليات العلم عند برونر.
عمليات العلم عند عند برونر:
تتضمن عملية العلم عند برونر ثلاثة عمليات أساسية هي:
• عمليات اكتساب المعلومات الجديدة: وهي العملية التي يستقبل فيها المتعلم المعلومات الخارجية، حيث تحل المعلومات الجديدة مكان المعلومات القديمة أو تطورها وتنميها، وتجعلها أكثر تعقيدا من سابقتها.
• عملية تحويل المعلومات: وهي عملية خلق معنى لهذه المعلومات ، وربطها بما لدية من خبرات، بحيث تصبح ذات معنى ومفيدة للمتعلم.
• مرحلة التقويم أو الاختبار : وهو عملية التيقن من صحة وسلامة هذه المعلومات.
ويري برونر أن هذه العمليات تتم بشكل متزامن. ومن خلال فهمنا لهذه العمليات نجد أن المتعلم لا يستطيع أن يكتسب معلومات من الخارج إلا إذا وجد لها تفسيراً باستخدام خبرته في هذا الموضوع ، ولكي تصبح هذه المعلومات من ضمن تكوينه المعرفي لابد أن يخضعها للتجربة والاختبار.
تطبيقات نظرية برونر:
من تطبيقات نظرية برونر التربوية تطبيقان تربويان مشهوران هما:
التعليم بالاكتشاف تعليم المفاهيم
التعليم بالاكتشاف
يتفق برونر مع بياجيه في الإطار العام لخطوات تسلسل تعلم الطلاب، إلا أن نظريته ركزت على جوانب التعلم في الرياضيات والعلوم بشكل أكبر من نظرية بياجيه، ويعد برونر من مؤيدي التعليم بالاكتشاف، وقد بنى نظريته على هذا الأساس، وله في ذلك مقولة مشهورة: "يمكن تدريس الطفل أي مفهوم رياضي بشرط أن يُقدَّم له ذلك المفهوم بلغة سهلة ومناسبة"
ويعد التعليم بالاكتشاف امتداداً للتفكير المعرفي لمفهوم التعلم، فقد قام برونر بتطبيق أسس التعلم المعرفي في مجال التعليم حيث انطلق من مبدأ أن الإنسان كائن فاعل ومتفاعل مع البيئة؛ لذلك يجب أن تعكس مواقف التعلم جميعها هذا المفهوم ، فتتيح للفرد فرصة التعلم من خلال استثمار طاقاته العقلية ، وإبراز دوره الإيجابي في مواقف التعلم؛ ولتحقيق ذلك يجب أن يتحول موقف التعلم من حشو ذهن المتعلم بالمعلومات والحقائق فقط إلى تقديم المعلومات بطريقة تمكن المتعلم من اكتشاف العلاقات بينها ، والوصول إلى القوانين والمبادئ التي تحكمها . وبهذا يؤكد برونر في عملية التعليم بالاكتشاف علي عملية التعليم وليس علي نتائج التعليم.
معنى التعليم بالاكتشاف:
إن التعليم بالاكتشاف هو قدرة المتعلم علي إدراك العلاقات بين عناصر الموضوع، والخروج بقوانين لمجموعة الأمثلة والحقائق التي يقدمها المعلم.
دور المعلم في عملية التعليم بالاكتشاف:
من خلال تعريف التعلم بالاكتشاف، يتضح لنا كيفية تحديد برونر لدور المعلم في هذه العملية، حيث يتمثل في تقديم المعلومات اللازمة التي تمكن المتعلم من القيام بعملية اكتشاف القوانين والقواعد، فيمكن للمدرس أن ينظم موقفا تعليميا لانكسار الضوء في الماء ، من خلال غمس مسطرة في حوض به ماء ، أو أن يطلب من التلاميذ أن يصيبوا هدفا منغمرا في إناء به ماء، ويطلب منهم تلخيص نتائج ملاحظاتهم ، واستنتاج مبدأ عام حول ظاهرة انكسار الضوء.
مراحل التعليم بالاكتشاف عند برونر:
ميَّز برونر بين ثلاثة مراحل من التعلم:
الأولى : ويتم التعليم فيها من خلال الخبرة المباشرة حيث يتم التعلم بالاتصال الحسي مع الأشياء الخارجية كأن يتعلم الطفل الفرق بين المثلث والدائرة بإعطائه نموذجاً للمثلث وللدائرة.
الثانية: وفيها يتم تكوين صورة بصرية لما تعلمه في المرحلة الأولى حيث يمكن القول إن المتعلم وصل إلى مرحلة تمثيل العالم الخارجي ذاته بشكل صور ذهنية، فيبدأ بالتعامل مع العالم من خلال مطابقة هذه الصور مع الواقع، ونحن نعرف أن الطفل الصغير يستجيب بكلمة ماما لكل امرأة تظهر أمامه لكنة يتحول بعد فترة لأن يستجيب بهذه الكلمة لأمه الحقيقة فقط . ونستنج من ذلك أن الطفل استطاع أن يكون صورة بصرية للأم، ويختزنها داخل عقلة ثم يستخرجها كلما رأى أمه.
الثالثة: وهي مرحلة التعلم الرمزي وهي مرحلة من مراحل التعلم التي يبدأ المتعلم فيها بالتفكير المجرد أي القدرة على التعامل مع كثير من المفاهيم التي ليس لها تطبيقات حسية مباشرة على أرض الواقع كالديمقراطية والعدالة والفضيلة وما شابه ذلك.
شروط التعلم بالاكتشاف عند برونر:
وضع برونر مجموعة من النقاط الهامة والتي يمكن عدها شروطاً للتعلم بالاكتشاف وهذه الشروط هي:
• استثارة اهتمام التلاميذ بموضوع التعلم(الدافعية)
قبل أن يبدأ موضوع الدرس يجب أن نتأكد من أن التلاميذ على درجة من الانتباه والتيقظ والرغبة في التعلم؛ لأن هذا العامل على درجة عالية من الأهمية ولا يمكن حدوث التعلم مع عدم توافره، ومن هنا لا نتوقع من المتعلم أن يتعلم، أو يكتسب معلومة وذهنه مشغول في أمور أخري ، أو إذا كان يري عدم أهمية هذا الموضوع بالنسبة له. ويمكن للمدرس أن يحقق الاستثارة الضرورية لجذب اهتمام التلاميذ بأساليب عدة ، كأن يبدأ بسؤالهم عن بعض القضايا المرتبطة بالموضوع أو بأهمية هذا الموضوع لحياتهم الخاصة، وحياة الناس في المجتمع بشكل عام.
• أخذ مستويات التلاميذ بعين الاعتبار
لا يمكن أن يتم التعلم إذا لم يأخذ المعلم باعتباره المستويات العقلية للتلاميذ فكما نعرف أن التلاميذ ، في أي سنة دراسية أو مرحلة تعليمية ، لهم مستويات عقلية تختلف عن السنوات والمراحل الأخرى؛ لذلك يجب أن يعكس التدريس هذه المستويات.
ومن هنا كان من الضروري أن يفهم المعلم ، ويتفهم هذه القدرات ، ويعرف الكيفية التي يتعلم من خلالها التلاميذ . فلا يتعامل مع تلاميذ المرحلة الابتدائية بالصور نفسها كما لو كانوا في المرحلة الثانوية ، وبالمنطق نفسه لا يدرس طلبة المرحلة الثانوية بالطريقة نفسها التي يدرس بها التلاميذ في المرحلة الابتدائية.
• تسلسل المعلومات
يري برونر أن كثيرا من الموضوعات يمكن تدريسها للتلاميذ في المراحل المختلفة ، لكن الأمر يعتمد علي الكيفية التي تنظم بها هذه الموضوعات ، وهذا ما يطلق عليه اسم المنهج الحلزوني أو اللولبي ، ففي هذا المنهج يمكن إعادة كثير من الموضوعات في المراحل الدراسية المختلفة ، لكن بشكل موسع من جانب ، وباستخدام أنماط التعليم المختلفة من جانب أخر.
ففي المرحلة الابتدائية يمكن تعليم الطلاب فكرة التعاون من خلال تنظيم أنشطة داخل الفصل حول هذا المفهوم ، أما في المرحلة المتوسطة، فيمكن التطرق لهذا المفهوم من خلال التعرض لفكرة الجمعيات التعاونية مثلا وترتيب زيارات لها ، ودراسة أهدافها ، وقد ينتقل بالتلاميذ في المرحلة الثانوية إلى دراسة موضوع التعاون بين الدول في الجوانب الاقتصادية فيدرسون مثلا الفكرة الأساسية من إقامة مجلس التعاون لدول الخليج العربي وتأسيس رابطة العالم الإسلامي مثلاً، ونلاحظ اشتراك المراحل الثلاث في نفس الموضوع لكن اختلفت طريقة التقديم والمعالجة حيث تضمنت مستويات أوسع وأكثر تشعباً وتعقيداً كلما تقدم الطالب من مرحلة إلى أخرى.
• التغذية الراجعة
من الضروري أن يعرف المتعلم مستوي أدائه في كل مرحله من مراحل التعلم حيث يمثل هذا تعزيزاً لأدائه الحالي. حيث ينطلق بعد ذلك إلى خطوات ومراحل أخرى وجديدة من الأداء، أو يعدل مسار الأداء الحالي.
إن التغذية الراجعة تقترب من مفهوم السلوكيين لموضوع تعزيز السلوك من جانب، لكنها تختلف عنه بأن التغذية الراجعة توضح مدي الإخفاق أو النجاح في أداء المتعلم من جانب أخر.
ويميِّز برونر بين نوعين من التعزيز أو التغذية الراجعة هما:
1) تعزيز خارجي: يقدمه المعلم في صورة معلومات تصحيحية تقدم في وقتها المناسب.
2) تعزيز ذاتي: يسمح للمتعلم بتصحيح مسار تعلمه بنفسه وفقا لمحك يقارن به نتائج إنجازه ويكشف أخطاءه ـ إن وجدت ـ ويصححها.
ويمكن تنظيم التعلم بالاكتشاف بحسب نوع التوجيه في القاعدة والحل كما يتضح في الجدول التالي:
القاعدة المعطى نوع التوجيه
معطى معطى إلقاء وتلقين
معطى غير معطى اكتشاف موجه (استدلال)
غير معطى معطى اكتشاف موجه (استقراء)
غير معطى غير معطى اكتشاف بحث
أنواع التعلم بالاكتشاف:
1)التعلم بالاكتشاف الحر:
وفي هذا النوع يعطى المتعلم الحرية كاملة في السير للتعلم من حيث تحديد أهداف التعلم ومحتوى التعلم وأنشطة التعلم وأساليب التعلم وكل ما يتعلق بعلمية التعلم.
2) التعلم بالاكتشاف الموجه:
وفي هذا النوع يتقاسم المعلم والمتعلم الدور، حيث يحدد المعلم أهداف التدريس والنقاط الأساسية لمحتوى التعلم وإجراءات التعلم، وعلى الطالب أن يسير في هذه ا لخطوات للوصول إلى النتائج التي يريدها المعلم وهنا يتدخل المعلم من فترة لأخرى ليصحح للمتعلم خطواته ويزوده بالتغذية الراجعة المطلوبة.
وهناك نوع ثالث حيث يتم فيه الدمج بين النوعين السابقين وهو عبارة عن خليط من الاكتشاف الموجه والحر ويسمى الاكتشاف شبه الموجه.
فوائد التدريس بالاكتشاف
للتدريس بالاكتشاف فوائد كبيرة وجليلة ومنها:
• قدره أكبر على نقل المعلومات المكتشفة إلى مواقف جديدة، وقدرة أكبر على استعادتها
• القدرة العقلية الإجمالية لدى المتعلم، حيث يصبح قادراً على النقد والتوقع والتصنيف والتمييز.
• تكسب المتعلم القدرة على استعمال أساليب البحث والاكتشاف وحل المسائل وبالتالي تؤثر ايجابيا على نواح أخرى كثيرة من حياة المتعلم.
• تكسب المتعلم أيضا الشعور بقيمة التحليل العقلاني.
• تزيد من شغفه للتعلم، نتيجة الحماس الذي يعيشه أثناء البحث.
• تكسبه الشعور بأن المواد التي يدرسونها ذات قيمة وقابلة للاكتشاف وليست مجردة خاصة في مواد مثل الرياضيات.
تعلم المفاهيم:
من أحدث الاتجاهات التربوية في مجال التعليم الاهتمام بتدريس المفاهيم ، حيث ترتبط المفاهيم في شبكة من العلاقات تبرز الهيكل البنائي لكل ميدان معرفي وتساعد في توسيع خبرة الفرد واستمرار تعلمه.
وتختلف استراتيجيات التدريس المستخدمة في تدريس تلك المفاهيم تبعا لنوع المفهوم. ومن أهم الطرق في تعليم المفاهيم وتنميتها، الطريقة القائمة على الاستنتاج وتقوم على تقديم معلومات عن المفهوم ويتم التوصل إلى الأجزاء من القاعدة العامة وهي الطريقة الاستنتاجية، كما أن هناك الطريقة القائمة على الاستقراء التي تعتمد على فرض الفروض والتوصل إلى القاعدة العامة من الجزئيات.
ويؤكد برونر على أن هناك خمسة عناصر مهمة بالنسبة للمفهوم العلمي، والتي تعمل على تسهيل تعلمه، وهذه العناصر هي:
ولقد حدد برونر مراحل ثلاث لتشكيل المفاهيم هي نفسها مراحل التعلم بالاكتشاف، فإذا كان المفهوم الذي يراد تشكيله لدى المتعلم هو التفاحة، فإذا عرضنا على المتعلم تفاحة فإنها تمثل المدرك الحسي، وبناء على الخصائص التي تشترك جميع حبات التفاح تتشكل لدى الطفل أو يرسمها دون أت تكون أمامه حيث يضطر إلى استخدام الصورة الذهنية التي عمل على تشكيلها من الخصائص المشتركة بين التفاح، وهكذا يتشكل لديه مفهوم التفاح وتصبح الكلمة او الرمز دليلا على هذا المفهوم.
كما يؤكد برونر على عامل النضج في تشكيل المفهوم خاصة في المفاهيم المجردة كالصديق والأجنبي والأمانة والفعل والفاعل والتكافؤ وغيرها.
دور المفاهيم في العملية التعليمية:
أولاً: في التدريس:
• التقليل من إعادة التعلم، حيث يتعلم الطالب المفهوم ثم يبدأ يطبقه في مواقف عديدة وجديدة دون الحاجة إلى تعلمه مرة أخرى.
• بناء عملية التعليم بناء على التتابع والتسلسل والانطلاق من السهل إلى الصعب ومن المحسوس إلى المجرد عند بناء المفاهيم وتكوين البنى المعرفية.
• التركيز على التعلم القبلي والخبرات السابقة ومستوى النضج لدى المتعلم، لأن المفاهيم منها المادي والمجرد وتختلف هذه المفاهيم من حيث استيعابها وطرق تدريسها والمتطلبات اللازمة لتعلمها وكذلك مستوى النضج فينبغي أن يراعي المعلم هذه العوامل عند تعليمه للمفاهيم.
ثانياً: في بناء المنهج المدرسي:
• بناء المنهج بشكل مستمر ومتتابع ومتكامل في المراحل المدرسية المختلفة، حيث يكون التركيز مستمرا على المفهوم ومشتقاته من جهة، ومتتابعا للانتقال من السهل إلى الصعب من جهة أخرى، ومتكامل مع مفهوم آخر من جهة ثالثة.
• تفيد المفاهيم في تسهيل انتقال أثر التعلم وبالتالي حل بعض صعوبات التعلم خلال انتقال التلاميذ من صف إلى آخر، حيث ما يأتي أولا من المفاهيم يستخدم كنقطة ارتكاز لما سيأتي بعد ذلك.
• تعتبر المفاهيم من أدوات التفكير والاستقصاء الأساسية في المنهج المدرسي؛ لذا ينبغي العناية بها وتشكيلها وتنميتها عند الطلاب.
بعض نواحي الإفادة من نظرية برونر:
• الاستفادة من النظرية في إثراء بيئة التعلم وإحاطة المتعلم بالوسائل والبدائل حتى يتعامل معها مما يساعده على التعلم بصورة أكثر فعالية.
• إتاحة الفرصة للمتعلم ليختبر ويجرب المعلومات والمفاهيم التي حصلها أثناء تعلمه حتى تصبح ذات معنى لديه وترغبه في تعلم أشياء جديدة وتولد لديه الرغبة في عملية التعلم.
• التركيز على تعلم المفاهيم بصورة تساعده على الاستنتاج والبحث واختصار كثير من الجهد في تعلم كثير من الأشياء والرموز والحوادث يمكن أن تندرج تحت مفهوم واحد.
• بناء عملية التعلم على أساس من التسلسل والترابط من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب وكذلك الربط بين المعلومات والمفاهيم السابقة باللاحقة.
• التركيز على الخبرات المباشرة والحسية في عملية التعلم حيث يكون أثرها فعالا في عملية التعلم وبقاء أثر التعلم كلما كان ذلك ممكناً.
• استخدام المدخل الاكتشافي في التدريس يثري البيئة التعليمية، ويثير الحماس الحيوي والمشاركة الفعالة من قبل المتعلمين.
• يخرج التعلم عن طريق الاكتشاف عملية التعلم عند المتعلمين من التعلم الجاف والمجرد إلى تعلم ذي معنى وتطبيق ملموس في حياته مما يشعره بالمتعة والفائدة من عملية التعليم.
نقد النظرية
الإيجابيات:
• قدم برونر المنهج الحلزوني لبناء المنهج
• راعى المستويات العقلية للمتعلم بصورة متدرجة من المحسوس إلى المجرد
• اهتم بالعمليات العقلية التي تتم من خلال الاكتشاف وليس بالنواتج
• تقديم المفهوم للمتعلم بما يتناسب وقدراته واستعداداته
• اهتم بعمليتي التعزيز والتقويم واختبار المعلومات بما لتثبيت عملية التعلم
• الأخذ بالمدخل الكشفي في التعلم
السلبيات:
1) ركز على العمليات وأهمل النواتج
2) قد لا يستطيع المتعلم التعلم بالاكتشاف لصعوبة بعض المواقف التعليمية.
3) قد يتطلب الاكتشاف في بعض الأحيان إمكانات يصعب توفرها في كثير من المدارس.
المراجع
1) الزيات، فتحي مصطفى(1995): الأسس المعرفية للتكوين العقلي وتجهيز المعلومات، المنصورة: مطابع الوفاء.
2) الزيات، فتحي مصطفى(1996): سيكولوجية التعلم، القاهرة: دار النشر للجامعات.
3) سعادة، جودت أحمد؛ إبراهيم، عبدالله إبراهيم(2004): المنهج المدرسي المعاصر، ط4، عمان: دار الفكر العربي.
4) السيد، علي سليمان(1996): نظريات التعلم وتطبيقاتها في التربية، مكتبة الصفحات الذهبية الخاصة.
5) عبد الهادي، جودت(2000): نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية، عمان: دار الثقافة.
م الموضوع الصفحة
1 المحتويات
2 مقدمة
3 مرتكزات النظرية
4 مراحل النمو العقلي
المستوى الحسي: Enactive Level
المستوى شبه المجرد أو الأيقوني: Iconic Level
المستوى المجرد Symbolic Lvel
5 التعلم عند برونر
6 عمليات العلم عند برونر
عمليات اكتساب المعلومات الجديدة
عملية تحويل المعلومات
مرحلة التقويم أو الاختبار
7 تطبيقات نظرية برونر التربوية
التعليم بالاكتشاف
• معنى التعليم بالاكتشاف
• دور المعلم في عملية التعليم بالاكتشاف
• مراحل التعليم بالاكتشاف عند برونر
• شروط التعلم بالاكتشاف عند برونر
• أنواع التعلم بالاكتشاف
• فوائد التدريس بالاكتشاف
تعلم المفاهيم
• دور المفاهيم في العملية التعليمية
بعض نواحي الإفادة من نظرية برونر
نقد النظرية
المراجع
ولد جيروم . س . برونر Gerome.S.Bruner عام 1915 ويعتبر من علماء النفس درس في جامعة هارفارد الأمريكية وتخرج فيها، وأسس في نفس الجامعة مركزا للدراسات المعرفية، وكتب عدة كتب ومقالات تناول فيها النظريات المعرفية، وأُسُسَ استخدامها وتطبيقاتها التربوية، واهتم بالبحث عن طرق تحديث التربية العلمية والمنهجية بالمدارس؛ لذلك انتشرت آراؤه المتعلقة بالمناهج ونظريات التعليم التي أوردها في كتابه نحو نظرية للتعليم أو العملية التربوية The Process of Education.
نادى برونر بضرورة وجود نظرية أو مجموعة من النظريات في مجال التعليم كي تتكامل مع نظريات التعلم في رفع كفاءة العملية التعليمية كما وكيفا من خلال تتبع الأسس والخطوات اللازمة لتقديم المادة التعليمية للتلاميذ في صورة مناسبة.
ومنذ أوائل الخمسينات وحتى السبعينات من هذا القرن بدأ اهتمام برونر بالتعلم المعرفي، حيث أدت أفكاره وكتاباته المتعددة إلى بلورة اللبنات الأولى لنظريته في التعليم والتي ظهرت في كتابه المعروف نحو نظرية للتعليم.
وتنتمي نظرية برونر إلى الاتجاه المعرفي في التربية والذي يهدف إلى تكوين صورة واضحة ومتكاملة لبنية المادة الدراسية لدى المتعلمين، ويقصد برونر بهذه البنية مجموع المبادئ والمفاهيم والعموميات والنظريات الخاصة بأي فرع أكاديمي ثم طرائق وأساليب البحث التي أدت إلى التوصل لهذه الأساسيات المعرفية، حيث أن طرق البحث أكثر بقاء لدى المتعلم من الحقائق المعرفية والعموميات.
ومما يجدر ذكره هنا أن برونر هو من تزعّم حركة العودة إلى الأساسيات Back to Basic Movement، إثر محاولات إصلاح التعليم، بعد أزمة سبوتنيك عام 1957م. وكان كتابه الشهير (العملية التربوية) بمثابة إنجيل إصلاح المنهج في التعليم الابتدائي والثانوي.
ولب نظرية برونر هو الدعوة إلى تجديد البُنية الأساسية للتعليم، مع المحافظة على الحواجز بين كل مادة وأخرى. وهو يعتمد على مسلمة مؤداها: أن كل الأنشطة العقلية في أي موقع من ميادين المعرفة هي واحدة، مهما تضخّمت المعرفة أو تقلصت.
مرتكزات النظرية:
من مرتكزات نظرية برونر ما يلي:
• التركيز على النواحي الحيوية في التعلم أي أن عملية التعلم تتضمن معالجة حيوية ونشطة للمعلومات.
• التركيز على كيفية تنظيم المتعلم للأشياء التي حوله وفي بيئته وكيفية الاستفادة منها لزيادة حصيلته التعليمية المعرفية.
• يتوجه التركيز في التعليم على المهارات والعمليات والاتجاهات أكثر من التركيز على الحقائق.
• تركز النظرية على كيفية حدوث الشيء أو لماذا حدث هذا الشيء.
• اهتم برونر بدور اللغة في التفكير والتعلم، واعتبرها أداة التعلم، وتقدمها الثقافة والبيئة للطفل؛ لتمكنه من توسيع استخدامات العقل أي تمكنه من التعلم، فاللغة تزود الطفل بوسائل تشغيل المعلومات وكذلك تزوده بخبرات فردية في أشكال رمزية.
مراحل النمو العقلي عند برونر:
ذكر برونر ثلاث مراحل للنمو العقلي، ويتضح من تقسيمه هذا أنه اتخذ من عمل بياجيه قاعدة رتب عليها نظرته وتقسيمه للنمو العقلي، وهذه المراحل هي:
المستوى الحسي: Enactive Level
وهي تشابه المرحلة الحركية عند بياجيه، وهذا المستوى يغلب على الطفولة المبكرة، ولكنه مفيد جداً في التعليم في شتى المراحل العمرية، وفي هذا المستوى يتم استخدام الأشياء مباشرة أثناء عملية التعلم عن طريق الحواس الخمس، ويمثل رافدا ناجحا عند اتخاذه أساسا لأي تعلم آخر.
المستوى شبه المجرد أو الأيقوني: Iconic Level
وهي تشابه مرحلة ما قبل العمليات عند بياجيه، وفي هذه المرحلة يتعامل المتعلم مع صور الأشياء، بدلا من الأشياء الحقيقية المحسوسة حيث يكوِّن تصورات واضحة عن الأشياء، ويمكنه أن يفسر رسوما تخطيطية أو حل مسائل غير صعبة التركيب.
المستوى المجرد Symbolic Lvel
وفي هذا المستوى تزيد قدرة المتعلم على تعلم الأشياء المجردة حيث يتعامل مع الكائنات والأشياء من خلال الرموز المجردة وربطها بالواقع.
التعلم عند برونر:
هو عملية تتضمن معالجة حيوية ونشطة للمعلومات وبصورة بنائية بطريقة مختلفة من فرد إلى آخر، وذلك من خلال ثلاث عمليات هي:
اكتساب المعلومات ـ تحويل المعلومات ـ تقويم المعلومات ، وهذه الثلاثة هي عمليات العلم عند برونر.
عمليات العلم عند عند برونر:
تتضمن عملية العلم عند برونر ثلاثة عمليات أساسية هي:
• عمليات اكتساب المعلومات الجديدة: وهي العملية التي يستقبل فيها المتعلم المعلومات الخارجية، حيث تحل المعلومات الجديدة مكان المعلومات القديمة أو تطورها وتنميها، وتجعلها أكثر تعقيدا من سابقتها.
• عملية تحويل المعلومات: وهي عملية خلق معنى لهذه المعلومات ، وربطها بما لدية من خبرات، بحيث تصبح ذات معنى ومفيدة للمتعلم.
• مرحلة التقويم أو الاختبار : وهو عملية التيقن من صحة وسلامة هذه المعلومات.
ويري برونر أن هذه العمليات تتم بشكل متزامن. ومن خلال فهمنا لهذه العمليات نجد أن المتعلم لا يستطيع أن يكتسب معلومات من الخارج إلا إذا وجد لها تفسيراً باستخدام خبرته في هذا الموضوع ، ولكي تصبح هذه المعلومات من ضمن تكوينه المعرفي لابد أن يخضعها للتجربة والاختبار.
تطبيقات نظرية برونر:
من تطبيقات نظرية برونر التربوية تطبيقان تربويان مشهوران هما:
التعليم بالاكتشاف تعليم المفاهيم
التعليم بالاكتشاف
يتفق برونر مع بياجيه في الإطار العام لخطوات تسلسل تعلم الطلاب، إلا أن نظريته ركزت على جوانب التعلم في الرياضيات والعلوم بشكل أكبر من نظرية بياجيه، ويعد برونر من مؤيدي التعليم بالاكتشاف، وقد بنى نظريته على هذا الأساس، وله في ذلك مقولة مشهورة: "يمكن تدريس الطفل أي مفهوم رياضي بشرط أن يُقدَّم له ذلك المفهوم بلغة سهلة ومناسبة"
ويعد التعليم بالاكتشاف امتداداً للتفكير المعرفي لمفهوم التعلم، فقد قام برونر بتطبيق أسس التعلم المعرفي في مجال التعليم حيث انطلق من مبدأ أن الإنسان كائن فاعل ومتفاعل مع البيئة؛ لذلك يجب أن تعكس مواقف التعلم جميعها هذا المفهوم ، فتتيح للفرد فرصة التعلم من خلال استثمار طاقاته العقلية ، وإبراز دوره الإيجابي في مواقف التعلم؛ ولتحقيق ذلك يجب أن يتحول موقف التعلم من حشو ذهن المتعلم بالمعلومات والحقائق فقط إلى تقديم المعلومات بطريقة تمكن المتعلم من اكتشاف العلاقات بينها ، والوصول إلى القوانين والمبادئ التي تحكمها . وبهذا يؤكد برونر في عملية التعليم بالاكتشاف علي عملية التعليم وليس علي نتائج التعليم.
معنى التعليم بالاكتشاف:
إن التعليم بالاكتشاف هو قدرة المتعلم علي إدراك العلاقات بين عناصر الموضوع، والخروج بقوانين لمجموعة الأمثلة والحقائق التي يقدمها المعلم.
دور المعلم في عملية التعليم بالاكتشاف:
من خلال تعريف التعلم بالاكتشاف، يتضح لنا كيفية تحديد برونر لدور المعلم في هذه العملية، حيث يتمثل في تقديم المعلومات اللازمة التي تمكن المتعلم من القيام بعملية اكتشاف القوانين والقواعد، فيمكن للمدرس أن ينظم موقفا تعليميا لانكسار الضوء في الماء ، من خلال غمس مسطرة في حوض به ماء ، أو أن يطلب من التلاميذ أن يصيبوا هدفا منغمرا في إناء به ماء، ويطلب منهم تلخيص نتائج ملاحظاتهم ، واستنتاج مبدأ عام حول ظاهرة انكسار الضوء.
مراحل التعليم بالاكتشاف عند برونر:
ميَّز برونر بين ثلاثة مراحل من التعلم:
الأولى : ويتم التعليم فيها من خلال الخبرة المباشرة حيث يتم التعلم بالاتصال الحسي مع الأشياء الخارجية كأن يتعلم الطفل الفرق بين المثلث والدائرة بإعطائه نموذجاً للمثلث وللدائرة.
الثانية: وفيها يتم تكوين صورة بصرية لما تعلمه في المرحلة الأولى حيث يمكن القول إن المتعلم وصل إلى مرحلة تمثيل العالم الخارجي ذاته بشكل صور ذهنية، فيبدأ بالتعامل مع العالم من خلال مطابقة هذه الصور مع الواقع، ونحن نعرف أن الطفل الصغير يستجيب بكلمة ماما لكل امرأة تظهر أمامه لكنة يتحول بعد فترة لأن يستجيب بهذه الكلمة لأمه الحقيقة فقط . ونستنج من ذلك أن الطفل استطاع أن يكون صورة بصرية للأم، ويختزنها داخل عقلة ثم يستخرجها كلما رأى أمه.
الثالثة: وهي مرحلة التعلم الرمزي وهي مرحلة من مراحل التعلم التي يبدأ المتعلم فيها بالتفكير المجرد أي القدرة على التعامل مع كثير من المفاهيم التي ليس لها تطبيقات حسية مباشرة على أرض الواقع كالديمقراطية والعدالة والفضيلة وما شابه ذلك.
شروط التعلم بالاكتشاف عند برونر:
وضع برونر مجموعة من النقاط الهامة والتي يمكن عدها شروطاً للتعلم بالاكتشاف وهذه الشروط هي:
• استثارة اهتمام التلاميذ بموضوع التعلم(الدافعية)
قبل أن يبدأ موضوع الدرس يجب أن نتأكد من أن التلاميذ على درجة من الانتباه والتيقظ والرغبة في التعلم؛ لأن هذا العامل على درجة عالية من الأهمية ولا يمكن حدوث التعلم مع عدم توافره، ومن هنا لا نتوقع من المتعلم أن يتعلم، أو يكتسب معلومة وذهنه مشغول في أمور أخري ، أو إذا كان يري عدم أهمية هذا الموضوع بالنسبة له. ويمكن للمدرس أن يحقق الاستثارة الضرورية لجذب اهتمام التلاميذ بأساليب عدة ، كأن يبدأ بسؤالهم عن بعض القضايا المرتبطة بالموضوع أو بأهمية هذا الموضوع لحياتهم الخاصة، وحياة الناس في المجتمع بشكل عام.
• أخذ مستويات التلاميذ بعين الاعتبار
لا يمكن أن يتم التعلم إذا لم يأخذ المعلم باعتباره المستويات العقلية للتلاميذ فكما نعرف أن التلاميذ ، في أي سنة دراسية أو مرحلة تعليمية ، لهم مستويات عقلية تختلف عن السنوات والمراحل الأخرى؛ لذلك يجب أن يعكس التدريس هذه المستويات.
ومن هنا كان من الضروري أن يفهم المعلم ، ويتفهم هذه القدرات ، ويعرف الكيفية التي يتعلم من خلالها التلاميذ . فلا يتعامل مع تلاميذ المرحلة الابتدائية بالصور نفسها كما لو كانوا في المرحلة الثانوية ، وبالمنطق نفسه لا يدرس طلبة المرحلة الثانوية بالطريقة نفسها التي يدرس بها التلاميذ في المرحلة الابتدائية.
• تسلسل المعلومات
يري برونر أن كثيرا من الموضوعات يمكن تدريسها للتلاميذ في المراحل المختلفة ، لكن الأمر يعتمد علي الكيفية التي تنظم بها هذه الموضوعات ، وهذا ما يطلق عليه اسم المنهج الحلزوني أو اللولبي ، ففي هذا المنهج يمكن إعادة كثير من الموضوعات في المراحل الدراسية المختلفة ، لكن بشكل موسع من جانب ، وباستخدام أنماط التعليم المختلفة من جانب أخر.
ففي المرحلة الابتدائية يمكن تعليم الطلاب فكرة التعاون من خلال تنظيم أنشطة داخل الفصل حول هذا المفهوم ، أما في المرحلة المتوسطة، فيمكن التطرق لهذا المفهوم من خلال التعرض لفكرة الجمعيات التعاونية مثلا وترتيب زيارات لها ، ودراسة أهدافها ، وقد ينتقل بالتلاميذ في المرحلة الثانوية إلى دراسة موضوع التعاون بين الدول في الجوانب الاقتصادية فيدرسون مثلا الفكرة الأساسية من إقامة مجلس التعاون لدول الخليج العربي وتأسيس رابطة العالم الإسلامي مثلاً، ونلاحظ اشتراك المراحل الثلاث في نفس الموضوع لكن اختلفت طريقة التقديم والمعالجة حيث تضمنت مستويات أوسع وأكثر تشعباً وتعقيداً كلما تقدم الطالب من مرحلة إلى أخرى.
• التغذية الراجعة
من الضروري أن يعرف المتعلم مستوي أدائه في كل مرحله من مراحل التعلم حيث يمثل هذا تعزيزاً لأدائه الحالي. حيث ينطلق بعد ذلك إلى خطوات ومراحل أخرى وجديدة من الأداء، أو يعدل مسار الأداء الحالي.
إن التغذية الراجعة تقترب من مفهوم السلوكيين لموضوع تعزيز السلوك من جانب، لكنها تختلف عنه بأن التغذية الراجعة توضح مدي الإخفاق أو النجاح في أداء المتعلم من جانب أخر.
ويميِّز برونر بين نوعين من التعزيز أو التغذية الراجعة هما:
1) تعزيز خارجي: يقدمه المعلم في صورة معلومات تصحيحية تقدم في وقتها المناسب.
2) تعزيز ذاتي: يسمح للمتعلم بتصحيح مسار تعلمه بنفسه وفقا لمحك يقارن به نتائج إنجازه ويكشف أخطاءه ـ إن وجدت ـ ويصححها.
ويمكن تنظيم التعلم بالاكتشاف بحسب نوع التوجيه في القاعدة والحل كما يتضح في الجدول التالي:
القاعدة المعطى نوع التوجيه
معطى معطى إلقاء وتلقين
معطى غير معطى اكتشاف موجه (استدلال)
غير معطى معطى اكتشاف موجه (استقراء)
غير معطى غير معطى اكتشاف بحث
أنواع التعلم بالاكتشاف:
1)التعلم بالاكتشاف الحر:
وفي هذا النوع يعطى المتعلم الحرية كاملة في السير للتعلم من حيث تحديد أهداف التعلم ومحتوى التعلم وأنشطة التعلم وأساليب التعلم وكل ما يتعلق بعلمية التعلم.
2) التعلم بالاكتشاف الموجه:
وفي هذا النوع يتقاسم المعلم والمتعلم الدور، حيث يحدد المعلم أهداف التدريس والنقاط الأساسية لمحتوى التعلم وإجراءات التعلم، وعلى الطالب أن يسير في هذه ا لخطوات للوصول إلى النتائج التي يريدها المعلم وهنا يتدخل المعلم من فترة لأخرى ليصحح للمتعلم خطواته ويزوده بالتغذية الراجعة المطلوبة.
وهناك نوع ثالث حيث يتم فيه الدمج بين النوعين السابقين وهو عبارة عن خليط من الاكتشاف الموجه والحر ويسمى الاكتشاف شبه الموجه.
فوائد التدريس بالاكتشاف
للتدريس بالاكتشاف فوائد كبيرة وجليلة ومنها:
• قدره أكبر على نقل المعلومات المكتشفة إلى مواقف جديدة، وقدرة أكبر على استعادتها
• القدرة العقلية الإجمالية لدى المتعلم، حيث يصبح قادراً على النقد والتوقع والتصنيف والتمييز.
• تكسب المتعلم القدرة على استعمال أساليب البحث والاكتشاف وحل المسائل وبالتالي تؤثر ايجابيا على نواح أخرى كثيرة من حياة المتعلم.
• تكسب المتعلم أيضا الشعور بقيمة التحليل العقلاني.
• تزيد من شغفه للتعلم، نتيجة الحماس الذي يعيشه أثناء البحث.
• تكسبه الشعور بأن المواد التي يدرسونها ذات قيمة وقابلة للاكتشاف وليست مجردة خاصة في مواد مثل الرياضيات.
تعلم المفاهيم:
من أحدث الاتجاهات التربوية في مجال التعليم الاهتمام بتدريس المفاهيم ، حيث ترتبط المفاهيم في شبكة من العلاقات تبرز الهيكل البنائي لكل ميدان معرفي وتساعد في توسيع خبرة الفرد واستمرار تعلمه.
وتختلف استراتيجيات التدريس المستخدمة في تدريس تلك المفاهيم تبعا لنوع المفهوم. ومن أهم الطرق في تعليم المفاهيم وتنميتها، الطريقة القائمة على الاستنتاج وتقوم على تقديم معلومات عن المفهوم ويتم التوصل إلى الأجزاء من القاعدة العامة وهي الطريقة الاستنتاجية، كما أن هناك الطريقة القائمة على الاستقراء التي تعتمد على فرض الفروض والتوصل إلى القاعدة العامة من الجزئيات.
ويؤكد برونر على أن هناك خمسة عناصر مهمة بالنسبة للمفهوم العلمي، والتي تعمل على تسهيل تعلمه، وهذه العناصر هي:
ولقد حدد برونر مراحل ثلاث لتشكيل المفاهيم هي نفسها مراحل التعلم بالاكتشاف، فإذا كان المفهوم الذي يراد تشكيله لدى المتعلم هو التفاحة، فإذا عرضنا على المتعلم تفاحة فإنها تمثل المدرك الحسي، وبناء على الخصائص التي تشترك جميع حبات التفاح تتشكل لدى الطفل أو يرسمها دون أت تكون أمامه حيث يضطر إلى استخدام الصورة الذهنية التي عمل على تشكيلها من الخصائص المشتركة بين التفاح، وهكذا يتشكل لديه مفهوم التفاح وتصبح الكلمة او الرمز دليلا على هذا المفهوم.
كما يؤكد برونر على عامل النضج في تشكيل المفهوم خاصة في المفاهيم المجردة كالصديق والأجنبي والأمانة والفعل والفاعل والتكافؤ وغيرها.
دور المفاهيم في العملية التعليمية:
أولاً: في التدريس:
• التقليل من إعادة التعلم، حيث يتعلم الطالب المفهوم ثم يبدأ يطبقه في مواقف عديدة وجديدة دون الحاجة إلى تعلمه مرة أخرى.
• بناء عملية التعليم بناء على التتابع والتسلسل والانطلاق من السهل إلى الصعب ومن المحسوس إلى المجرد عند بناء المفاهيم وتكوين البنى المعرفية.
• التركيز على التعلم القبلي والخبرات السابقة ومستوى النضج لدى المتعلم، لأن المفاهيم منها المادي والمجرد وتختلف هذه المفاهيم من حيث استيعابها وطرق تدريسها والمتطلبات اللازمة لتعلمها وكذلك مستوى النضج فينبغي أن يراعي المعلم هذه العوامل عند تعليمه للمفاهيم.
ثانياً: في بناء المنهج المدرسي:
• بناء المنهج بشكل مستمر ومتتابع ومتكامل في المراحل المدرسية المختلفة، حيث يكون التركيز مستمرا على المفهوم ومشتقاته من جهة، ومتتابعا للانتقال من السهل إلى الصعب من جهة أخرى، ومتكامل مع مفهوم آخر من جهة ثالثة.
• تفيد المفاهيم في تسهيل انتقال أثر التعلم وبالتالي حل بعض صعوبات التعلم خلال انتقال التلاميذ من صف إلى آخر، حيث ما يأتي أولا من المفاهيم يستخدم كنقطة ارتكاز لما سيأتي بعد ذلك.
• تعتبر المفاهيم من أدوات التفكير والاستقصاء الأساسية في المنهج المدرسي؛ لذا ينبغي العناية بها وتشكيلها وتنميتها عند الطلاب.
بعض نواحي الإفادة من نظرية برونر:
• الاستفادة من النظرية في إثراء بيئة التعلم وإحاطة المتعلم بالوسائل والبدائل حتى يتعامل معها مما يساعده على التعلم بصورة أكثر فعالية.
• إتاحة الفرصة للمتعلم ليختبر ويجرب المعلومات والمفاهيم التي حصلها أثناء تعلمه حتى تصبح ذات معنى لديه وترغبه في تعلم أشياء جديدة وتولد لديه الرغبة في عملية التعلم.
• التركيز على تعلم المفاهيم بصورة تساعده على الاستنتاج والبحث واختصار كثير من الجهد في تعلم كثير من الأشياء والرموز والحوادث يمكن أن تندرج تحت مفهوم واحد.
• بناء عملية التعلم على أساس من التسلسل والترابط من السهل إلى الصعب ومن البسيط إلى المركب وكذلك الربط بين المعلومات والمفاهيم السابقة باللاحقة.
• التركيز على الخبرات المباشرة والحسية في عملية التعلم حيث يكون أثرها فعالا في عملية التعلم وبقاء أثر التعلم كلما كان ذلك ممكناً.
• استخدام المدخل الاكتشافي في التدريس يثري البيئة التعليمية، ويثير الحماس الحيوي والمشاركة الفعالة من قبل المتعلمين.
• يخرج التعلم عن طريق الاكتشاف عملية التعلم عند المتعلمين من التعلم الجاف والمجرد إلى تعلم ذي معنى وتطبيق ملموس في حياته مما يشعره بالمتعة والفائدة من عملية التعليم.
نقد النظرية
الإيجابيات:
• قدم برونر المنهج الحلزوني لبناء المنهج
• راعى المستويات العقلية للمتعلم بصورة متدرجة من المحسوس إلى المجرد
• اهتم بالعمليات العقلية التي تتم من خلال الاكتشاف وليس بالنواتج
• تقديم المفهوم للمتعلم بما يتناسب وقدراته واستعداداته
• اهتم بعمليتي التعزيز والتقويم واختبار المعلومات بما لتثبيت عملية التعلم
• الأخذ بالمدخل الكشفي في التعلم
السلبيات:
1) ركز على العمليات وأهمل النواتج
2) قد لا يستطيع المتعلم التعلم بالاكتشاف لصعوبة بعض المواقف التعليمية.
3) قد يتطلب الاكتشاف في بعض الأحيان إمكانات يصعب توفرها في كثير من المدارس.
المراجع
1) الزيات، فتحي مصطفى(1995): الأسس المعرفية للتكوين العقلي وتجهيز المعلومات، المنصورة: مطابع الوفاء.
2) الزيات، فتحي مصطفى(1996): سيكولوجية التعلم، القاهرة: دار النشر للجامعات.
3) سعادة، جودت أحمد؛ إبراهيم، عبدالله إبراهيم(2004): المنهج المدرسي المعاصر، ط4، عمان: دار الفكر العربي.
4) السيد، علي سليمان(1996): نظريات التعلم وتطبيقاتها في التربية، مكتبة الصفحات الذهبية الخاصة.
5) عبد الهادي، جودت(2000): نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية، عمان: دار الثقافة.
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد