المقاصد الكبرى لشهر الله
أن لرسالة رمضان هذه ثلاثة مقاصد كبرى :
1 ــ ركنية الصوم، كونه ركنا من أركان الإسلام وخمس البناء الإسلامي
2 ــ خطورة مقام المراقبة من موقع الإحسان
3 ــ الأثر التربوي الفردي والاجتماعي للصائم.
وبما أننا في زمن آلفنا التهاون في التعاطي مع مستحقات الصوم، و استرخاء في الصف، وضعف في الجاهزية لأخذ الكتاب بقوة ، وغلبة"العادة" على العبادة، مما قد يتسبب في تفشي مرضين خطيرين :
- مرض التقليد المحافظ على الأشكال دون كبير اهتمام بالمضامين
- ومرض الإكتفاء بمجرد أداء الواجب في حدود ما تسمح به الرخص.
وكلاهما داءان يقودان صاحبهما إلى ما حذر منه المصطفى عليه الصلاة و السلام من مخاطر الوقوع في حب الدنيا وكراهية الموت عندما تتحول العبادة من "روح يسري" إلى "شكل يغري" ومن مراقبة لله من موقع الإحسان "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" إلى مراقبة للناس بطلب السمعة منهم وعبادة الله على حرف
1- الركنية :
دائرة الصوم محكومة بالسرية في علاقة خفية بين العبد (الصائم) ومعبوده (العالم بالخفايا)، أي أن الصوم –على خلاف كل العبادات- عبادة سرية يتم من خلالها شحن داخلي لمعاني التسليم بأن الله "كتب" علينا الصيام وعلينا أن نذعن ونسلّم ونعطي لهذا الركن حقه الكامل في تجسيد مفهوم المراقبة التي تبدأ بمجرد النية في الإمساك المادي وتنهي باستحضار عظمة الله بالصوم المعنوي : "إني نذرْت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا"، فالصيام عن الكلام لحاجة تربوية صيام، وصيام الجوارح كلها لنفس العرض صيام، وأعظم صيام – بعد توفير الشروط الفقهية للإمساك- هو تلمس محصّلات التقوى التي هي الهدف الأسمى من إحياء هذا الركن العظيم : "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
فإحياء هذا الركن يبدأ من تعظيم هذه الشعيرة كونها واحدا من أركان الإسلام الخمسة، وينتهي بمراقبة لله تعالى في السرّ والعلن..ليدرك المسلم أن الله تعالى هو المراقب، وأن الصيام سرّ بين العبد وربه وأن الله تعالى قد اختبر به إيمان عباده ليقيموه من موقع التمايز بين ممسك لتحصيل الحمية وصائم لتحصيل التقوى.
2- المراقبة:
نتذكر دائما أن الجلسة التربوية التي حضرها جبريل (عليه السلام) في هيئة رجل "شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر.." بدأت بالسؤال المتدرج عن الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان، ثم الساعة، ثم علاماتها وأماراتها.. وهو ما يعني :
- أننا نبدأ حياتنا مع الله بالإسلام (ظاهر الفعل)
- ونقترب من الملكوت الأعلى بالإيمان (باطن النية)
- ونسلّم الروح والجسد لله بالإحسان (استشعار المعية)
- ونجهز أنفسنا للرحيل بالتقوى (اختيار الآخرة)
وشهر رمضان فرصة تتجمع فيها هذه القيم الأربع، فمظاهر الصوم (في بعدها الفقهي الظاهر) التزام بالإسلام، والتجرد مع التشبه بالملائكة بالامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع نية صادقة..اقتراب من الملكوت عبر جسر الإيمان، وفرض الرقابة الصارمة على كل الجوارح (السمع، البصر، الفؤاد..الخ) تجسيد لمعاني المراقبة من مقامات الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
وكل من يحقق في نفسه هذه المعاني يجد نفسه مستجمعا لمشاعر الاستعداد للرحيل، مصداقا لما عرف به الإيمان علي (رضي الله عنه) التقوى في أربع كلمات :
- الخوف من الجليل (خوف الله تعالى)
- والعمل بالتنزيل (الاجتهاد في التمسك بالقرآن)
- والرضى بالقليل (مع ضرورة الأخذ بالأسباب)
- والاستعداد ليوم الرحيل (تحضير النفس لليوم الآخر)
وهو ما يعني أن المراقبة – في كل لحظة من لحظات حياتنا عامة وفي شهر رمضان خاصة- ليست مجرد رياضة فكرية أو ممارسة تربوية ندرب أنفسنا عليها فحسب، وإنما هي عقيدة نحن مطالبون بأن نحييها في نفوسنا لأنها "جوهر" العبادة ولبّ ما من أجله كتب الله علينا الصوم : "لعلكم تتقون".
3- بين الأثر والتأثير : لكل عبادة ثمرة، وثمرة الصوم زيادة منسوب التقوى (تربية، وتزكية، وعلاقات) ومن بركات شهر رمضان أن الله تعالى جعله لحظة للتوبة، وفرصة للمراجعة ومحطة لاستدراك ما فات، وضاعف فيه الحسنات :
- الفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه
- النافلة كأنها فريضة
- الذكر مضاعف والصمت تسبيح
- والنوم لللاستقواء على العبادة عبادة.
وأهم ما فيه "تجديد" العلاقات في دوائرها الثلاث :
- دائرة الربط بالله وفتح كل الأبواب المغلقة على الخيرات والبركات.. في أول ليلة منه عندما تفتّح أبواب الجنان وتغلّق أبواب النيران وتصفد الشياطين..
- ودائرة الربط بالنفس بمراجعة حساب سنة خلت وعقد العزم على تجديد التوبة وتعميقها وتوسيعها فيما بقي من عمرك
- ودائرة تحسين العلاقة بالناس بدءا بذوي الأرحام والقربى وانتهاء بكل من لا يقاتلنا في الدين ولم يتحالف مع أعدائنا وخصومنا..ليسعى في الأرض فسادا.
وعملية التجديد الإيماني إنما تقوم على وضع خطة تربوية أو برنامج عمل رمضاني يعقد فيه كل مؤمن العزم مع الله تعالى على أن يبدأ حياة جديدة ملؤها الطاعة والاجتهاد في التقرب من الله عز وجل بكل وسيلة شرعية تجعل قلب العبد معلقا بالله مراقبا لأنعامه وآلائه وأفضاله عليه.. صائما نهاره قائما ليله، داعيا ومتضرعا وعازما على الانخراط الجاد في زمرة الذين أنعم الله عليهم، وبذلك يحصل التأثر العاطفي الموصل إلى رحمة الله ومنه يبدأ التأثير التربوي والروحي في المحيط الأسري والاجتماعي ليتحول شهر رمضان إلى "مدرسة" للتواصل والتناصح والتواد والتراحم، ويتحقق بذلك مفهوم الجسد الواحد إذا أقبلنا على رمضان بجوارحنا وعظمنا شعائر الله بتقوى القلوب..
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد