وحتى لا تصاب بقرحة المعدة:لا تقلق

كلنا نعرف سلبيات القلق وأضراره التي قد تصل إلى درجة الإصابة بالكثير من الأمراض النفسية. ويقول علماء النفس إن مسببات القلق تختلف تماماً بين فرد وآخر، فالموقف الذي يسبب لك الضغط النفسي والقلق أحياناً لا يوثر هذا الموقف نفسه في شخص آخر.ويعتبر القلق من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسانية، والقلق يؤدي لتوتر الأعصاب واحتداد المزاج ويؤثر في أعصاب المعدة ويحيل العصارات الهاضمة إلى عصارات سامة تؤدي في كثير من الأحيان إلى قرحة المعدة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول الدكتور (جوزيف. ف. مونتاجي) إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكله ولكنها تأتي مما «يأكلك». وقد أوضحت الدراسات التي قام بها د (و. س. الفاريز) أن 150.000 مريض عولجوا من اضطرابات المعدة في مستشفى «مايو» وقد اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لمرضهم أساس عضوي على الإطلاق بل أساسه الخوف، القلق، البغضاء ، الأنانية.القلق في مرحلة الطفولةيخرج الطفل إلى العالم بإمكانيات بيولوجية قليلة ومن ثم فهو عاجز عن إشباع حاجاته وهذا العجز يجعله يصرخ، وصرخة الميلاد تعتبر أول قلق أو ذعر يقابله الطفل في حياته ثم تزداد حدة القلق عندما يكبر في السن فخوفه من فقدان حب الوالدين ورعايتهما له يسبب له القلق والقلق هو رد فعل من الأنا ينذر بخطر خارجي، وهذا النوع من القلق سوي، والقلق عرفه علماء النفس بأنه حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر ويصحبها خوف غامض وأعراض نفسية وجسمية. وينتج القلق في كثير من الأحيان من الاضطرابات النفسية لذلك يعرف بالقلق العصابي.القلق عند المراهقترجع حساسية المراهق الانفعالية واضطرابه الانفعالي وظهور القلق عليه نتيجة عدم قدرته على التلاؤم مع البيئة التي يعيش فيها إذ يدرك المراهق عندما تتقدم به السن قليلاً أن طريقة معاملته لا تتناسب مع ما وصل إليه من نضج وما طرأ عليه من تغيير، ويفسر المراهق كل مساعدة له من قبل والديه على أنها تدخل في أمور حياته ومن بين الأسباب الأخرى التي تعمل على اضطرابه وعدم استقراره الانفعالي. عجزه المالي الذي يقف دون تحقيق رغباته فهو بين مجموعة رفاق ينفقون عن سعة وهو عاجز عن مجاراتهم ومشاركتهم في مسراتهم، كل ذلك يسبب له الضيق وعدم الطمأنينة ويؤدي إلى قلقه.دور الكبار في علاج القلق لدى المراهقينمن واجبات الكبار سواء كانوا مدرسين أو آباء مساعدة أبنائهم المراهقين على التعبير عن مشاعرهم المكبوتة فلا شك أن ذلك يسهل كثيراً مواجهة مشاعر الأبناء والعمل على إخراجها من اللاشعور لتبدو سافرة واضحة أمام الكبار.أما إذا كانت العلاقة بينهما يشوبها الخوف والقلق، فإنه من الصعب على المدرس أو الوالد أن يفهم مشاعر ابنه، لذلك ينصح اختصاصيو علم النفس بعدم تجاهل مشاعر الابن والعمل على تقويم سلوكه باستمرار، وكشف الأسباب عما يقلقه وعلاج هذه الأسباب التي تؤدي إلى قلقه وشعور المراهق بالحب والتقدير من الكبار يشعره ذلك بالثقة في النفس، وبالتالي التغلب على قلقه وأسلوب المراهق لا يعدو أن يكون تعبيراً عادياً عن بعض المشاعر، ولكنه تعبير قد يبدو غير مألوف في نظر الراشدين لأنهم قد نسوا أو تناسوا ما مر بهم في مراهقتهم.تصنيف القلقيصنف القلق إلى القلق الموضوعي العادي ويطلق عليه القلق الصحيح ويحدث في مواقف التوقع أو الخوف من فقدان شيء أو امتحان مقدم عليه الشخص.والقلق الصعابي هو داخلي وأسبابه لا شعورية مكبوته غير معروفة السبب ويعوق التفوق والإنتاج. ويعتبر عرض من أعراض الاضطرابات النفسية وهو أشيع لدى الإناث من الذكور ويكثر في الطفولة والمراهقة.أسباب القلقü الاستعداد الوراثي في بعض الحالات ينقل القلق إلى الأبناء كعامل وراثي.ü الاستعداد النفسي والشعور بالتهديد الداخلي أو التوتر الناتج من الأزمات والمتاعب والشعور بالذنب.ü مواقف الحياة الضاغطة والضغوط الحضارية والثقافية والحرمان من حنان أحد الوالدين يؤدي للشعور بعدم الأمن والناتج النهائي هو القلق.ü التعرض للحوادث والخبرات الحادة عاطفياً أو تربوياً تؤدي إلى القلق.أعراض القلقالأعراض الجسمية:الضعف العام ونقص الطاقة الحيوية والنشاط وتوتر العضلات والتعب من أقل مجهود والصداع المستمر الذي لا يصلح معه الأسبرين وتصبب العرق وارتعاش الأصابع وسرعة النبض وارتفاع لضغط الدم واضطرابات التنفس وعسر الهضم وجفاف الحلق واضطرابات النوم والأرق والكابوس.الأعراض النفسيةيظهر القلق في صورة التوتر المستمر وشعور بعدم الاستقرار وسهولة الاستثارة والهياج والشك والارتباك والتشاؤم وتوهم المرض وهو اعتقاد راسخ لدى المريض بوجود مرض رغم عدم وجود دليل طبي على ذلك، ويظهر أيضاً ضعف القدرة على العمل والهم والاكتئاب.ونلاحظ أن كل الرغبات الإنسانية تجد لها منفذاً أو تبزغ إلى الوجود في نطاق المواقف الاجتماعية، وتتشكل المواقف الاجتماعية وتتنوع وغالباً ما تحدث التوترات العصبية من فراغ. والتوتر العصبي جسمي في طبيعته، وهذا هو السبب في الكثير من الأمراض تحدث نتيجة صراعات انفعالية وغالباً ما يكون سبب شعورنا بالقلق ناتجاً من دمج هذين العاملين.المواقف والظروف الصعبة التي نجد أنفسنا فيها، والأسلوب الذي نستجيب به لتلك الظروف.كيف نواجه القلقمهما كانت نظرتنا للموقف باعتباره مقلقاً فبإمكاننا دائماً تغيير نظرتنا السلبية لهذا الموقف إلى نظرة إيجابية، وهذا فن لو تعلمناه لجنبنا أنفسنا الكثير من حالات القلق التي نقع فريسة لها، ومن المدمر نفسياً وجسمياً أن نضع أنفسنا فريسة سهلة للظروف والمؤثرات الخارجية لأن هذا يعني أن نعرض أنفسنا للشعور بالقلق في أغلب ساعات اليوم، ولكن الحكمة هي أن نختار الطريقة التي ننظر بها للأمور ونحاول دائماً أن نغير الظروف المقلقة إلى ظروف تساعدنا على أن ننجز شيئاً مفيداً. وحين يستطيع الإنسان أن يحدث التوافق في حياته بحيث يحياً مستبشراً مقبلاً على الحياة حيئذ يستطيع مواجهة القلق وبنجاح.كيف يهرب الفرد من القلق؟ترى هورني (Horney) أن هناك أربع طرق يلجأ الفرد إليها للهرب من القلق هي التبرير والإنكار والتحذير وتجنب المواقف التي قد تستثير هذا القلق أو تؤدي إلى التفكير فيه فيحاول الفرد بالتبرير أن يحول القلق إلى مخاوف معقولة فالأم التي تبدي قلقاً زائداً على أولادها قد تبرر قلقها بالخوف عليهم من الأمراض أو تعرضهم للحوادث والفرد يبرر قلقه بخوفه من الظلام واللصوص.خطوات عملية للتغلب على القلق1- اتخذ موقفاً إيجابياً للتخلص من القلق أي انظر للظروف التي تعتبرها مقلقة بنظرة إيجابية فقد تساعدك هذه الظروف في تحديد أسلوب حياتك المستقبلية ويتم ذلك بتحليل أسباب القلق وحاول أن تجد حلاً لكل سبب على حدة.2- عبر عن مشاعرك الداخلية ولا تكبت هذه المشاعر ولا تحاول أن تخفي قلقك وأعرض أسباب قلقك على أحد الأصدقاء المقربين أو الوالدين أو أحد الأخوة.3- أعد ترتيب أولوياتك فتوزيع الوقت بشكل صحيح يكفي التزاماتك المختلفة ويؤدي ذلك للشعور بالارتياح والتغلب على القلق.4- درب نفسك على وضع برنامج زمني ليومك وكن عملياً في وضع هذا البرنامج وحاول تحويل القلق السلبي إلى قلق إيجابي بالإحساس بالمسؤولية والميل إلى الإنجاز، فالقلق الإيجابي والإحساس بالمسؤولية يعطينا الطاقة الإبداعية اللازمة للإنجاز المتقن وواقع الأمر أننا نحتاج أن نقلق من وقت إلى آخر وإلا ظلت حياتنا راكدة لا تقدم فيها ولا إنجاز متميز. علاج القلقالقلق العصابي أكثر الأمراض العصبية استجابة للعلاج ومن أهم التوصيات العلاجية.ü العلاج النفسي ويهدف إلى تطوير شخصية المريض وزيادة بصيرته وتحقيق التوافق باستخدام التنفيس والإيحاد والإقناع والتدعيم والمشاركة الوجدانية والتشجيع وإعادة الثقة في النفس وقطع دائرة المخاوف المرضية والشعور بالأمن، ويفيد التحليل النفسي في إظهار الذكريات المطمورة وتحديد أسباب القلق الدفينة في اللاشعور وتنفيس الكبت وحل الصراعات الأساسية، ويستخدم العلاج السلوكي خصوصاً لفك الأشراط المرضي المتعلق بالقلق وللقضاء على الأزمات العصبية الحركية. وتفيد المناقشة والشرح والتفسير والتفهيم وكشف الأسباب ودينامياتها وشرح الجهاز العصبي المركزي والتغيرات الفسيولوجية المصاحبة للقلق، كل ذلك يطمئن المريض ويشعره بالارتياح والأمل في الشفاء.ü كما يستخدم الإرشاد العلاجي بحل مشكلات المريض وتعليمه كيفية حل المشكلات بمهاجمتها دون الهروب منها.ü العلاج البيئي بتعديل العوامل البيئية ذات الأثر الملحوظ مثل تغير العمل وتخفيف أعباء المريض من مثيرات التوتر والعلاج الاجتماعي بالرياضة والرحلات والصداقات والتسلية والعلاج بالعمل.ü العلاج الطبي للأعراض الجسمية المصاحبة باستخدام بعض المسكنات مثل الباربتيورات «اميتال» (AMYTAL) واستخدام المهدئات مثل ستيلازين والعقاقير المضادة للقلق مثل ليبرويوم ويجب الحرص في استخدام المهدئات خشية إدمانها ويلجأ للعلاج الطبي في النهاية عند فشل الطريق السابق في العلاج.