كيف تتعامل المربية مع طفل القسم التحضيري
لكي نستطيع أن نفهم طفل القسم التحضيري ونؤثر عليه وبالتالي نوجه سلوكه ، فإننا نحتاج أولاً إلى فهم واسع له في هذه المرحلة التي تعد مرحلة نمو قائمة بحد ذاتها لها صفاتها ومميزاتها ، وهي تختلف عن أية مرحلة سابقة أو لاحقة ، وقد سميت بالمرحلة الحركية لأهمية التعلم فيها بواسطة الحواس وأهمية كثرة حركة الطفل فيها ، ودعيت أيضاً بالمرحلة الصورية للتركيز على أن إدراك الطفل يتميز فيها بكل ما هو ملموس ومحسوس فتصعب عليه عمليات التجريد والترميز ، لذلك نتوقع من طفل القسم التحضيري أن يستوعب مفهوم الحجر والقلم ونتوقع منه صعوبة استيعاب التضحية والإخلاص والغيرة ، ويمكن وصف التعلم بإيجاز في المرحلة التحضيرية بالآتي :-
ـ يتعلم طفل الروضة بكامل حواسه ، يسمع وينصت ، يلمس ، يتأمل ويراقب ، يفحص ، يشم ويتذوق .
- يتعلم وينمو من خلال تعامله المباشر مع المواد المحيطة به فهو يمسك الشئ بيده ، يرفعه ثم ينزله يقصيه ويدنيه يطرقه على الأرض وينصت إلى أصواته يقارنه مع شئ آخر ، يضعه فوق شئ آخر ، يدخله ويخرجه ويقيم عليه تجارب .
ـ يتعلم وينمو بواسطة حركته : يمشي ، يجري ، يقفز ، يتدحرج ، يزحف ، يتسلق ، يركض ، يهبط ، يدور ، يختبئ ، يتكور .
ـ يتعلم وينمو وهو يعبر عن نفسه لغوياً : فيتكلم ، يشرح ويسأل ، يجيب ويردد ، يستفهم ويوضح ، ينشد ويكرر ، يصرخ ويرفض ، يقلد ، ويشير ويحاور ، ويصف ويهمس ، ويتمتم .
ـ يتعلم وينمو وهو يعبر عن نفسه بطرق مختلفة : فهو يرسم ، يدهن ، يصمم ، يبني ، يهدم ، يشكل ، ينحت ، يلون ، يقلد ، يتخيل ، يقص ويلصق .
خصائص مميزة لطفل القسم التحضيري
يعتبر كل طفل إنساناً منفرداً بذاته مختلفاً عن بقية الأطفال ، فعلى الرغم من خصائص العمر المتشابهة إلا أن كل طفل ينمو بسرعة خاصة به وطور خاص به ويكون له طابع مميز ومهارات وسلوك وردود فعل تختلف عن أي كائن آخر .
فكما أنه لا يوجد طفل تتطابق أوصافه الجسدية كاملة مع طفل آخر كذلك تتنوع صفاته الأخرى وتتعدد وتنفرد عن بقية الأطفال ، ويعبر كل طفل حصيلة تفاعل وراثي بيئي مستقل إلا أن العديد من الدراسات اتفقت
على الخصائص التالية :
النمو الجسدي – الحركي ، النمو العقلي – الفكري ، النمو الاجتماعي ، النمو العاطفي .
لذا على المربية السعي لاكتساب المعرفة المتعلقة بكل خاصية لتحسن التعامل مع الأطفال و توفق في اختيار الأنشطة المناسبة لهم وبالأخص في توجيه سلوكهم وإرشادهم
.
عملية توجيه السلوك
تتعرف المربية على خصائص نمو أطفالها فتتفهم سلوكهم وتتعامل معهم بفعالية أكثر ، ثم توجه اهتمامها للتعرف على كل طفل على حده ، فالطفل إنسان متميز له خصائصه الفريدة التي تنبع من مجموع تجانس والتحام طبيعته وخصائص نموه وبيئته ومعالمها المتميزة ومكانته ووضعه فيها ، بذلك تعترف المعلمة بأن أحمد غير خالد وإن كان ابن عمه ، أو جار داره ، وان هيام غير سلمى وإن كانتا صديقتين وكل واحدة منهما اكبر أخواتها ، فمجموع العوامل الوراثية والبيئية المختلفة لكل طفل تتفاعل باستقلالية لتعطيه بصمة الإصبع الخاصة به وبصمة التفرد الخاصة بشخصه .
بناء على معرفة المعلمة وقناعتها بهذه المسلمات ، تتعامل مع أطفالها لتوجيه سلوكهم بوضوح رؤيا وتخطيط منظم ، ويعد توجيه سلوك الأطفال من أهم المهام الملقاة على عاتق مربية القسم التحضيري .
عوامل تساعد على تقليل المشاكل السلوكية :
1- معرفتها بنفسها ، وبقيمها ، وأساليب التعامل التي تستعملها عادة مع أطفالها .
2- معرفتها بأساليب توجيه السلوك المتبعة من أهل الطفل .
3- معرفتها بأساليب توجيه السلوك المثالي والتي تتناسب وأطفال المرحلة.
4- معرفتها بكفاءات البرنامج المسطر
5- معرفتها بخصائص أطفالها العامة وحاجاتهم الأساسية .
6- معرفتها بفردية وتميز كل طفل تتعامل معه .
إن التوجيه هو تعديل السلوك من غير المرغوب فيه إلى سلوك مرغوب هو مساعدة الطفل على تعلم سلوك جديد من خلال طرح بدائل سلوكية مقبولة تحفزه على التفكير وتقبل الأمور بواقعية على أن تكون مرتبطة بخصائص عمره الفكرية بهدف إيصاله إلى سلوك الضبط الداخلي فيتعلم من نفسه التحكم بنفسه، والتوجيه هو أنواع من المهارات التربوية المبنية على قناعات أخلاقية تلتزم بها المربية بوعي وتقوم بها من اجل الوصول إلى غايات محددة .
وهذ عادة ويحتاج لمساعدة من اجل تعديلها وتغييرها :
- نسيان البسملة قبل تناوله الوجبة ، وحمد الله تعالى بعد الانتهاء منها .
ـ تعبيره عن غضبه بالرفس والعض والتخريب والبصق واستعمال الكلمات النابية وغير ذلك .
ـ خطف المواد والألعاب من أيدي الأطفال الآخرين .
ـ ضرب طفل آخر لأسباب عديدة .
ـ التكلم بصوت عال .
ـ الصراخ والبكاء باستمرار عندما لا يحصل على ما يريد .
- الاصطدام دائماً بالأطفال المنهمكين باللعب .
- ترك الألعاب والمواد والكتب دون إعادتها إلى مكانها .
- عدم المحافظة على إنتاجه .
- الرفض الكلي للاشتراك باللعب مع الأطفال الآخرين .
- البدء بعمل ما ، ثم تركه دون أن ينهيه لينتقل إلى عمل آخر .
- تخريب عمل طفل آخر .
تتعدد أساليب الوقاية في توجيه السلوك فتشمل :
1- تنظيم وإعداد البيئة التربوية.
2- الأسلوب القدوة (المربية القدوة) .
3- التعامل مع الطفل حسب خصائصه العمرية وذلك يحد من المشاكل التي تنبع من عدم معرفة المربية لصفات الطفل وقدراته في هذه المرحلة 4- الأخذ بعين الاعتبار حاجات كل طفل في المجموعة ، الأمر الذي يتطلب التعامل معه بصورة فردية .
5- التعامل مع كل طفل بأسلوب مفتوح منطقي فالمربية هي الراشدة التي تحاول تفهم سلوك الطفل ووضعه في قالب تفسيري منطقي يسع حدود إدراكه ، وتمد يد المساعدة له لتدعمه في نموه وتطوره الطبيعي المستمر
6- وضع أنظمة واضحة ومحدودة الكلمات والمواضيع ، فالسلوك الذي يؤذي الطفل أو الأطفال الآخرين أو يمس ممتلكات القسم هو سلوك مرفوض ، وتمنع المربية الأطفال من القيام به بأسلوب حازم بعيد عن العنف والقسوة ، ثم توضح للطفل أسباب المنع بأسلوب واضح ومبسط ، وهكذا توضع الأنظمة ، محدودة ، واضحة الكلمات إيجابية الاتجاه حتى لا تخنق الطفل من كثرتها ، وتطبق هذه الأنظمة على كافة الأطفال من كافة المربيات دون تسيب أو تفاوت في الأساليب ، والقاعدة الأساسة في تطبيقها هي وضوح الأنظمة وبساطتها وسهولة استيعابها وتطبيقها .
7- المثابرة والثبات في التعامل مع الأطفال من اجل التوصل إلى الضبط الداخلي :عندما يسلك الأطفال سلوكاً نابعاً من حاجات الطفل وخصائص نموه تعمل المعلمة على توجيه السلوك أي تحويل مساره وتعديله من السلبي إلى الايجابي ، وتراقب الوضع عن كثب وتعزز للطفل سلوكه الايجابي كلما قام به وتشجعه على التحكم في نفسه وضبط سلوكه لإثبات قدراته الداخلية وقوة إرادته ، فعملية توجيه السلوك عملية تربوية تعليمية تقوم فيها المربية بالتكلم مع الطفل ، وشرح الوضع له ، ووضع الحدود أمامه مع توضيح الأسباب ، وبالمثابرة والتكرار وتذكير الأطفال بالأنظمة الموضوعة يتدربون عليها ويتعاملون بها حسب حدودها حتى تصبح أدلة داخلية لسلوكهم ، ويصبح السلوك الجديد جزء من تصرفات الطفل الاعتيادية يقوم بها تلقائياً بوجود المربية وغيابها ، ويتحول بالمران والصبر إلى سلوك نابع من ذاته .
8- التعامل مع الأطفال باللين والرفق والرحمة بغرض التعليم : إذا واجهت المربية مشكلة سلوكية من الطفل آو صعب حلها في القسم تتصل بالوالدين من أجل التعاون على اكتشاف أسبابها ووضع الأساليب والاتفاق على مسار توجيه السلوك سوياً ، فبالاتفاق مع بيئة الطفل ومحيطه الأول تتكاتف القوى من اجل تحقيق هذا الهدف ، ويتم ذلك بأساليب من الرفق والرحمة ، فالأطفال في هذا العمر لا يزالون ضعافاً يحتاجون إلى مربية متميزة حتى يألفوا الدنيا ويشتد عودهم ، وقد علمنا صلى الله عليه وسلم في قوله (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) مما يؤكد أن اللين والرفق هما الأصل في معاملة الأطفال الصغار ، وقد روي عن الرشيد انه أيضاً وصى معلم ولده الأمين فقال له ( ..وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة ) .
9- عرض بدائل سلوكية مقبولة : عندما يدخل الطفل القسم التحضيري للمرة الأولى يواجه بيئة جديدة ذات قواعد وأصول مختلفة وذات الهداف أخلاقية اجتماعية قد لا تتماشى مع السلوك الذي تعود عليه في بيته ، وعندئذ تحتاج المربية إلى تعديل سلوكه وتحويله إلى سلوك مقبول ومفيد له ولجماعته الجديدة ، وقد يجد الطفل نفسه حائراً أمام موقف جديد عليه لم يواجهه من قبل ولا يجد في خبرته السابقة ما يدله على كيفية التصرف السليم فيظهر مشاعر الخوف أو الغضب أو الاستياء من ذلك ويتصرف بأسلوب مؤذ أو ينسحب من الموقف ويتراجع وينزوي أو يسأل مربيته عما يجب عليه القيام به ، حينئذ تتدخل المربية وتعرض للطفل بدائل متعددة لسلوك جديد يختار منها ما يناسبه ، وتحاوره وتسأله لتساعده على اختيار ما هو أنسب له ولمجموعته وما يحقق الأهداف التربوية بعيدة المدى التي تصبو إليها .
10- توجيه السلوك من منطلق الاستمرارية مما يحتم التعاون مع الأم : إن عملية توجيه السلوك عملية مستمرة تبدأ قبل دخول الطفل القسم التحضيري وتتم على يد أهله وذويه ولا تنتهي بعد خروجه من القسم لأنه يظل طفلاً يخطئ ويصيب في المراحل العليا الأخرى ، لذلك يتحتم على مربية القسم التحضيري أن تتعرف على والدة كل طفل أو مربيته الأساسية جدة كانت أو عمة ، أو خالة ...... ، ومن خلال تعرفها عليها تتعرف على الأساليب التي تتبعها والأنظمة التي تضعها لتوجيه سلوك الطفل في البيت .
القدوة : الأسلوب الأمثل لتوجيه السلوك :
ربط القدوة بمبدأ التمثل ، والتمثل هو أسلوب للتمكن من العالم الذي يحيط بنا بتقليد كلام الغير أو سلوكه
ويبدأ الطفل الصغير عادة بالتمثل بوالديه أول الأمر لارتباطه بهما عاطفياً وكلما كبر زاد تعرفه على راشدين يخصونه ، فيظهرون له أنماطاً من السلوك جديدة عليه ويخصونه بالحب والحنان في آن واحد ، فيقتدي بهم أو بالوالدين يشعر بأهميتهم ، وتتسع دائرة معارف الطفل فتتاح له فرص اكبر في مراقبة وتقليد أشخاص عديدين يقابلهم في حياته اليومية فيتمثل بهم أيضاً ، ويدخل الطفل القسم التحضيري وتصبح مربيته احد هؤلاء الأشخاص المهمين بالنسبة له ، وكثيراً لا تدرك ولا غيرها من الراشدين هذا الدور الحيوي الفعال الملقى على عاتقها فتفاجأ بتقليد الأطفال لها كلاماً وسلوكاً ، وأحيانا كثيرة منطقاً ويستشهدون بأفعالها وأقوالها عن محبة وانتماء وثقة ، من هنا تنبع المسؤولية والخطورة في دور القدوة وأهمية وضوح رؤية المربية لها والتقيد بأصولها .
وقد أوضحت الأبحاث الحديثة أن اقتباس السلوك الاجتماعي الايجابي أو السلبي ، ينتج عن مؤثرات خارجية مرتبطة بعواطف الطفل وأحاسيسه ، وتساعد هذه المؤثرات على تنشئته وتعطيه الأمثلة المطلوب منه الاقتداء بها ، وفحوى هذه النظرية أن الطفل وهو يقلد سلوك البالغ أو كلامه ، يتلقى تشجيعاً منه وتعزيزاً يبدو له بشكل مكافأة معنوية ، فالبالغ يبتسم للطفل أو يربت على ذراعه تشجيعاً له عندما يقلد السلوك المرغوب فيه والمرضي عنه ، فيتكون سلوك الطفل حسب القدوة التي سيقتدي بها متعاونة كانت أو عنيفة ، وتؤثر عليه في صغره وكبره ، ويعتبر هذا حلقة مفرغة إذا بدأت يصعب انتهاؤها .
ويتمسك الطفل بالسلوك المطلوب ويحافظ عليه عندما يتعلم أن هذا السلوك يؤدي إلى نجاحه ويظهر قدراته ، وإذا أعجب الكبار وأثنوا عليه يكرره مراراً حتى يصبح جزء منه ، وقد كان ذكر علماء المسلمين لهذه النظرية واضحاً في كثير من كتاباتهم وتوجيهاتهم ، فمثلاً روي الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان دفع ولده إلى معلم وقال له ( وليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينيك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت)
وإليك سيدتي المربية هذا المثال لتوضيح أهمية القدوة
.المثال :
يستعمل سفيان وهو طفل في القسم التحضيري كلمات نابية تعلمها من سماعه لبعض الراشدين من حوله ، وقلدهم ذات مرة فاعتبروه خفيف الظل وضحكوا عليه ، أعاد سفيان استعمال الكلمات دون فهم لمعناها لأنه شعر أنه باستعمالها يفرح من يهمهم أمره ، كما أعتبر الكبار أن هذه الألفاظ التي يستخدمها تبعث على الضحك والتسلية فضحكوا من جديد ، ففهم سفيان موقفه هذا انه باستعمال تلك الكلمات يحصل على مكافأة ، فأخذ يعيدها ويكررها ما دام أهله فرحين به راضين عنه .
إن تكوين القدوة ترتبط بعدة مفاهيم وهي :
أولاً : ترتبط عملية تقليد السلوك ومحاكاته ، بالعاطفة التي يكنها المقلد لمن يقلده ، فالطفل الذي يعامل برفق ورحمة يرتبط عاطفياً بمصدر الحنان عنده ويتبعه كظله في مشيته وسكونه وكلامه وسلوكه .
ثانياُ : أن يكون الفعل مطابقاً للقول ، إن المربية القدوة تعبر عما توقن به قولاً وعملاً ، فتعمل حسب أقوالها ومبادئها وتعيش مبادئها .
لذا يتوجب على من توجه سلوك الغير مراقبة سلوكها أولاً والاعتراف بينها وبين نفسها على الأقل بعيوبها وضعفها ، والعمل على تحسين قدراتها وضبط سلوكها بنفسها وتحاول أن تكون القدوة المثلى .
ثالثاًُ : يقتدي الطفل بالراشد المتمكن من عالمه ، القادر على تسيير أموره بنجاح ، فالقدوة شرطها أن يكون المقتدي به مثالاً للخلق الرفيع وقادراً على النجاح فيما يقوم به .
رابعاًُ : إن ارتباط عملية التقليد بما يتبعها من تشجيع فعال يعزز السلوك المرغوب ويشجع الطفل على إعادة السلوك الذي قام به إذا وصف له بأنه أسلوب إيجابي فيعرف أن ما فعله قد حاز على الرضى من معلمته أو من يهمه من الراشدين حوله .
خامساًًُ : حين يتفق الأشخاص الذين يمثلون القدوة لمن يتبعهم فإن القيم المثلى والسلوك الحميد تتعزز وتتضح ، لذا يتعين على أم الطفل ومعلمته أن تتفقا على ما تريدان تعليمه للطفل من اتجاهات وعادات وقيم وسلوك وأن تكونا معاً خير قدوتين .
المربية القدوة :
تحتاج كل معلمة إلى تفهم معنى القدوة عملياً لتلم بكل ما يخص الموضوع ، فالمعلمة القدوة تعرف نفسها جيداً إنسانياً ومسلكياً ، وتعرف أيضاً مواقفها واتجاهاتها وتختار عن قصد اتخاذ القرارات بما يتناسب وإحاطتها بدقة لكافة الأمور من حولها ، فتكون صادقة مع نفسها ومع غيرها خاصة الأطفال ، وتكون ذات خبرة واطلاع تحسن التعبير بدقة عما يجول بخاطرها ، تقتنع بالمساواة والعدل ، وتعرف حدود علمها ومعلوماتها وعملها وتلتزم بذلك ، كما تعترف بأخطائها وتعتذر عنها
والمعلمة القدوة ثابتة في اتجاهاتها وقيمها فيعرف أطفالها ما يتوقعون منها من يوم لآخر ويشعرون بالأمن والطمأنينة ويثقون بها ، والقدوة كلام يرتبط بالسلوك والعمل والمظهر ويعتمد على القلب والفكر ... فالمعلمة التي تقتنع في قرارة نفسها برفق الحيوان ينعكس على أفعالها وإن لم تفصح عنه .
إن المربية القدوة تراعي شعور أطفالها وتحترم حاجاتهم فتعد لهم ما يحبون وتبتعد عما يكرهون من أنشطة وخبرات ، وتقدم لهم بأسلوب مشوق ما تدرك فائدته من أنشطة معدة حسب ميوله ، وتراقب الأطفال وتميز حاجاتهم الآنية لحظة إحساسهم بها ، فتحتضن من تشعر بحاجته للمحبة وتغير مكان من تشعر بأن وجوده سيسبب مشكلة له أو لغيره ، وهكذا يرى الأطفال معلمتهم أمامهم مثلاً حياً من الاهتمام بالإنسان ، ومراعاة شعوره فيحاكونها ويتمثلون بها في تعاملهم مع بعضهم ، تراعي المعلمة مبدأ القدوة مع أطفالها مظهراً وعمقاً حسب النواحي التالية .
• يقلد الأطفال المربية في التعامل والتواصل مع الآخرين كباراً وصغاراً . مثلاً :
1. تعطي المعلمة لأطفالها وقتاً لتستمع إلى حديثهم .
2. تطلب المعلمة بأسلوب مهذب ولطيف من أطفالها وزميلاتها و مديرتها وزائراتها مساعدتها في إعداد آو تنفيذ نشاط ما .
• يقلد الأطفال المعلمة في التعامل مع الأشياء من حولهم . مثلاً :
1. تحافظ المعلمة على جهاز التسجيل في صفها فتضع فوقه غطاء بعد استعماله .
2. تتناول المعلمة اللعبة من رف الألعاب بكل عناية وتضعها على طاولة العاب التركيب فتفك أجزاءها قطعة قطعة وتبدأ بتركيبها .
• يقلد الأطفال المعلمة في الملبس . مثلاً :
1. ترتدي المعلمة ثياباً عملية المظهر واسعة وبسيطة وسهلة الاعتناء بها في الحجرة .
2. تضع المعلمة لباساً فوق ثيابها عند استخدام الدهان ، أو إعداد الطعام أو اللعب بالرمل .
• يقلد الأطفال المعلمة في التمكن من المهارات . مثلاً :
1. تتدرب المعلمة على إعداد معجون التشكيل مسبقاً لتقوم بعمله أمام الأطفال بمهارة .
2. تحكي المعلمة لأطفالها قصة من كتاب سبق لها أن قرأته أمامهم بأسلوب معبر يشد انتباههم .
• يقلد الأطفال المعلمة في أسلوب الحديث . مثلاً :
1. تحدث المعلمة أطفالها بجدية بصوت هادئ ثابت ، واضح النبرات .
2. تعطي المربية الأطفال الفرصة للتحدث معها في الحلقة مستخدمة أسلوب الحوار المفتوح وتفسح المجال لكل طفل ليتعلم الإنصات لغيره وانتظار دوره ليقول ما عنده .
• يقلد الأطفال المعلمة في التعبير الصامت . مثلاً :
1. توضح المعلمة بتعابيرها وحركات يديها وتحركها عن اهتمامها الحقيقي بكل طفل يتعلم في صفها ، فتبتسم له وتدنو منه لتكون عند مستوى نظره ، وتجلس بجانبه تربت على كتفه تشجيعاً له .
2. تعبر المعلمة مستخدمة جسمها وحركات يديها عن اهتمامها بعملية التعلم الحسية التي يمر بها الأطفال ، فتجلس بجانبهم في أركانهم المختلفة وتراقب بدقة ما يقومون به أو يقولونه ، آو تقرب بينهم وبين جهاز آو أداة يحتاجون إليها وتفحص معهم ما يقومون بعرضه عليها .
• يقلد الأطفال المعلمة القدوة في تطبيق القيم الإسلامية . مثلاً :
1. تظهر المربية اهتماما واضحاً بالطفل الغائب فتسأل عنه وتخبر بقية الأطفال بمرضه وتقدم لهم اختبارات من أعمال يمكنهم القيام بها كمجموعة واحدة للسؤال عنه ، والاطمئنان عليه ، وتقدم هدايا من صنع أيديهم لإظهار مشاركتهم المعنوية له .
2. تعد المعلمة ركناً في مكان بارز بالصف تعرض فيه إنتاج الأطفال نتيجة أعمالهم الحرة ، وإبداعهم في الصناعات اليدوية ، تعلق رسوم الأطفال على لوحة واسعة مثبتة على حائط وتدون تحت كل رسم اسم الطفل على بطاقة واضحة ، آو تعرض على طاولة نظيفة مغطاة بمفرش جميل ما قام الأطفال بصنعه بشكل ملفت للنظر ، وتسجل بجانب كل إنتاج اسم الطفل الذي قام به .
أساليب شائعة في توجيه السلوك :
عندما تجتمع مجموعة من المعلمات أو الأمهات يدور الحديث ويتشعب حول مواضيع تتعلق بتربية أطفالهن ، وسرعان ما يطفو إلى سطح الحديث أساليب العقاب والثواب المستعملة والناجحة في آن واحد ، المجربة من قبلهن والتي أوقفت السلوك غير المرغوب فيه آو حسنت منه وينتهي الحديث بسؤال يتعلق بالأسلوب الأكثر فائدة والأقل ضرراً ويتم اتفاق الجميع على تحاشي إيذاء الأطفال وترك آثار سلبية في حياتهم .
العقـــــــاب:
يتراوح العقاب عادة بين إيذاء الطفل جسمياً حتى يشعر بالألم ، أو إيذائه معنوياً فيشعر بالذل والمهانة أو الحرمان ، ويستعمل هذان النوعان من العقاب في البيت والقسم بتنوع وتباين واضح ، فقد يكون أسلوب الضرب غير مسموح به ولكنه يستعمل بشكل مقنع بهز الطفل أو الضغط على جزء من جسده أو إمساكه بعنف وشدة ، ويهان الطفل إعانة كبرى إذا وجهت إليه كلمة تعطيه صفة من صفات الحيوان ، أو اسم لحيوان معين ويشعر بالذل أيضا حين يوصف بأنه كسول ، بليد ، أو قاصر الذكاء وغير ذلك مما يقال له وجهاً لوجه أمام بقية زملائه وبأسلوب عنيف قاسي التعبير ، ويمكن أن يكون لهذه الأساليب فعالية آنية ، فبعض الأطفال يبتعد عن السلوك غير المرضي نتيجة مواجهة بينه وبين معلمته وقد لا يكرر القيام به أمامها أبدا ، لذلك توجه الأسئلة الآتية التي تحتاج منها إلى تفكير وإجابة بوعي وفهم : -
• هل يمكن وصف هذه الأساليب بأنها تربوية – تعلميه ؟
• هل تنجح هذه الأساليب في بناء الضبط الداخلي عند الطفل .
• هل تكشف هذه الأساليب الحقيقية من وراء تصرفات الطفل غير المقبولة، وتعمل على إزالتها ؟
• هل يؤدي استعمالها إلى بناء سلوك جديد مطلوب ومرغوب ؟
إن منطلقالتربية عند توجيه سلوك الطفل يتبع مبدأ تعليم الطفلوتدريبه على انتهاج سلوك جديد وذلك من خلال الآتي :
• يكون السلوك نابعاً من أعماق الطفل ، مقتنعاً به فيتأثر به ، ويستمر بالقيام به خلال وجود المعلمة أو غيابها .
• يشعر بالاعتزاز بنفسه ، وبسلوكه الجديد الذي اختاره ، وذلك لاقتناعه به ويشعر بمعنى آخر انه الحاكم لنفسه .
• يتبناه بالاقتناع بجدواه وأخلاقية هذا السلوك .
تعتقد المربية عادة بأنها نجحت في استعمال أسلوب من أساليب العقاب عندما يتوقف الطفل عن ممارسة هذا السلوك غير المرغوب أمامها ، ماذا سيحدث إذا لم يرتدع الطفل وكرره للمرة الثانية ، هل تضيف للعقاب نوعاً جديداً لم تستعمله من قبل ؟ وما نهاية هذا الأمر كله ؟ وعند أي حد تتوقف المعلمة ؟ إذا فكرت بعمق في الأسلوب الذي استعملته ، وجدت أن الطفل هو المتحكم والمحرك للتصرف في هذا الموقف ، إذاً ما الغاية والفائدة المنشودة من هذا العقاب ؟
إن اعتماد المربية على العقاب يقف حائلاً دون العثور على أسباب السلوك السيئ وطرق التوجيه المناسبة لتحويل مجرى السلوك من المرفوض إلى المقبول المرغوب والأخلاقي ، إضافة لذلك يتحول العقاب إذا كثر استعماله إلى هدف وغاية فيكون هم الطفل هو التهرب منه خوفاً إن الطفل الذي يعامل بأسلوب لا يعطي فيه الفرصة للتفكير والتعبير عن نفسه أو اتخاذ القرار ، لا يتدرب على تحمل المسئولية والانضباط الداخلي ، وكلما زاد حجم العقاب وتعددت أنواعه في هذه المرحلة الحساسة ، كلما تأكد لديه الشعور بالعجز وعدم قدرته على ضبط نفسه وخرجت مسؤوليته من يده وتعلقت بأعناق الراشدين من حوله ، فيكبر وهو اقل استعدادا لمواجهة نفسه وغيره وتحمل مسؤولية أخطائه ، واقل استعدادا لتصحيح تلك الاخطاء وتعديلها ومن ثم قيادة نفسه أو غيره .
إن العلاقة السوية المطلوب بناؤها بين المربية والأطفال تتصف بالمودة والرحمة والثقة والتآخي والاحترام ، واستعمال العقاب في هذا العمر ، يؤثر على هذه العلاقة ويحولها إلى حرب مستمرة ، تكون فيها المعلمة القدوة مثالاً للعنف والإيذاء وتصبح حصيلتها طفلاً مهيض الجناح ، ذليلاً صاغراً أو طفلاً فاقد الإحساس عنيفاً لا يرى نفسه إلا منتصراً أو مهزوماً كل هذا يتعارض مع الأهداف التربوية المنشودة من توجيه السلوك وتعديله ، بأن يتعلم الطفل في هذه المرحلة في سلوكه ورغباته وعاداته بنفسه ، بقناعة ورضى ، محافظاً على كرامته وإنسانيته ، فيتعامل مع أطفال عمره بتعاون وأخوة ويتعامل مع الراشدين من حوله بمحبة واحترام .
الثـــــــــواب :
مواصفات التشجيع أو المديح الفعال :
1. أن يكون التشجيع أو المديح الفعال أمر خاص بين المعلمة والطفل ، وليس من الضروري أن يكون أمام أطفال آخرين ، لأنه يشعرهم بعدم قدرتهم على ما توصل إليه رفيقهم ، وبمعنى آخر تبتعد المربية عن دعوة الأطفال للتصفيق كلما أعجبها عمل احدهم .
2. أن يكون التشجيع أو المديح الفعال خاصاً بوصف العمل ذاته ولا يكون حكماً أو تقويماً للإنجاز ، فالمعلمة تركز في وصفها مستعملة الدقة والإيجابية في التعابير تجاه السلوك المرضي عنه .
3. تتطلب كلمات المديح والتشجيع الفعال صدقاً في التعبير ونبرة صوت مناسبة تؤكد المعنى ، لذا تقال الجملة بشكل واقعي عادي كأي جملة أخرى دون تضخيم ، إذ تصف كلمات التشجيع والمديح الفعال حالة الطفل في العمل ، وتركز عليها لتؤكد له اعتزازه بنفسه وعمله وإنجازه ، وبهذا يشعر أن المربية تقدر عمله وأسلوب أدائه وشعوره الداخلي .
4. من خلال كلمات التشجيع والمديح الفعال تعترف المعلمة بعمل الطفل فيكون حديثها دعماً لأسلوبه ، ومظهراً لتقبلها له ، وتترك للطفل الحكم على جودة عمله تبعاً للفترة التي أنجز بها ذلك العمل .
5. يمكن للمعلمة أن تشارك بعض الأطفال في أعمالهم إذا تطلب العمل ذلك أو عند طلبهم المساعدة ، وفي موقفها هذا تستعمل كلمات تشجيع فعالة توضح فيها متعة العمل الثنائي أو العمل الجماعي ، واصفة مشاعرها خلاله ، فتعلمهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم حول أسلوب عملهم وإنتاجهم ، وتظهر لهم متعة المشاركة والتعاون في القيام بمسؤوليات وإنجاز مهام .
لكي نستطيع أن نفهم طفل القسم التحضيري ونؤثر عليه وبالتالي نوجه سلوكه ، فإننا نحتاج أولاً إلى فهم واسع له في هذه المرحلة التي تعد مرحلة نمو قائمة بحد ذاتها لها صفاتها ومميزاتها ، وهي تختلف عن أية مرحلة سابقة أو لاحقة ، وقد سميت بالمرحلة الحركية لأهمية التعلم فيها بواسطة الحواس وأهمية كثرة حركة الطفل فيها ، ودعيت أيضاً بالمرحلة الصورية للتركيز على أن إدراك الطفل يتميز فيها بكل ما هو ملموس ومحسوس فتصعب عليه عمليات التجريد والترميز ، لذلك نتوقع من طفل القسم التحضيري أن يستوعب مفهوم الحجر والقلم ونتوقع منه صعوبة استيعاب التضحية والإخلاص والغيرة ، ويمكن وصف التعلم بإيجاز في المرحلة التحضيرية بالآتي :-
ـ يتعلم طفل الروضة بكامل حواسه ، يسمع وينصت ، يلمس ، يتأمل ويراقب ، يفحص ، يشم ويتذوق .
- يتعلم وينمو من خلال تعامله المباشر مع المواد المحيطة به فهو يمسك الشئ بيده ، يرفعه ثم ينزله يقصيه ويدنيه يطرقه على الأرض وينصت إلى أصواته يقارنه مع شئ آخر ، يضعه فوق شئ آخر ، يدخله ويخرجه ويقيم عليه تجارب .
ـ يتعلم وينمو بواسطة حركته : يمشي ، يجري ، يقفز ، يتدحرج ، يزحف ، يتسلق ، يركض ، يهبط ، يدور ، يختبئ ، يتكور .
ـ يتعلم وينمو وهو يعبر عن نفسه لغوياً : فيتكلم ، يشرح ويسأل ، يجيب ويردد ، يستفهم ويوضح ، ينشد ويكرر ، يصرخ ويرفض ، يقلد ، ويشير ويحاور ، ويصف ويهمس ، ويتمتم .
ـ يتعلم وينمو وهو يعبر عن نفسه بطرق مختلفة : فهو يرسم ، يدهن ، يصمم ، يبني ، يهدم ، يشكل ، ينحت ، يلون ، يقلد ، يتخيل ، يقص ويلصق .
خصائص مميزة لطفل القسم التحضيري
يعتبر كل طفل إنساناً منفرداً بذاته مختلفاً عن بقية الأطفال ، فعلى الرغم من خصائص العمر المتشابهة إلا أن كل طفل ينمو بسرعة خاصة به وطور خاص به ويكون له طابع مميز ومهارات وسلوك وردود فعل تختلف عن أي كائن آخر .
فكما أنه لا يوجد طفل تتطابق أوصافه الجسدية كاملة مع طفل آخر كذلك تتنوع صفاته الأخرى وتتعدد وتنفرد عن بقية الأطفال ، ويعبر كل طفل حصيلة تفاعل وراثي بيئي مستقل إلا أن العديد من الدراسات اتفقت
على الخصائص التالية :
النمو الجسدي – الحركي ، النمو العقلي – الفكري ، النمو الاجتماعي ، النمو العاطفي .
لذا على المربية السعي لاكتساب المعرفة المتعلقة بكل خاصية لتحسن التعامل مع الأطفال و توفق في اختيار الأنشطة المناسبة لهم وبالأخص في توجيه سلوكهم وإرشادهم
.
عملية توجيه السلوك
تتعرف المربية على خصائص نمو أطفالها فتتفهم سلوكهم وتتعامل معهم بفعالية أكثر ، ثم توجه اهتمامها للتعرف على كل طفل على حده ، فالطفل إنسان متميز له خصائصه الفريدة التي تنبع من مجموع تجانس والتحام طبيعته وخصائص نموه وبيئته ومعالمها المتميزة ومكانته ووضعه فيها ، بذلك تعترف المعلمة بأن أحمد غير خالد وإن كان ابن عمه ، أو جار داره ، وان هيام غير سلمى وإن كانتا صديقتين وكل واحدة منهما اكبر أخواتها ، فمجموع العوامل الوراثية والبيئية المختلفة لكل طفل تتفاعل باستقلالية لتعطيه بصمة الإصبع الخاصة به وبصمة التفرد الخاصة بشخصه .
بناء على معرفة المعلمة وقناعتها بهذه المسلمات ، تتعامل مع أطفالها لتوجيه سلوكهم بوضوح رؤيا وتخطيط منظم ، ويعد توجيه سلوك الأطفال من أهم المهام الملقاة على عاتق مربية القسم التحضيري .
عوامل تساعد على تقليل المشاكل السلوكية :
1- معرفتها بنفسها ، وبقيمها ، وأساليب التعامل التي تستعملها عادة مع أطفالها .
2- معرفتها بأساليب توجيه السلوك المتبعة من أهل الطفل .
3- معرفتها بأساليب توجيه السلوك المثالي والتي تتناسب وأطفال المرحلة.
4- معرفتها بكفاءات البرنامج المسطر
5- معرفتها بخصائص أطفالها العامة وحاجاتهم الأساسية .
6- معرفتها بفردية وتميز كل طفل تتعامل معه .
إن التوجيه هو تعديل السلوك من غير المرغوب فيه إلى سلوك مرغوب هو مساعدة الطفل على تعلم سلوك جديد من خلال طرح بدائل سلوكية مقبولة تحفزه على التفكير وتقبل الأمور بواقعية على أن تكون مرتبطة بخصائص عمره الفكرية بهدف إيصاله إلى سلوك الضبط الداخلي فيتعلم من نفسه التحكم بنفسه، والتوجيه هو أنواع من المهارات التربوية المبنية على قناعات أخلاقية تلتزم بها المربية بوعي وتقوم بها من اجل الوصول إلى غايات محددة .
وهذ عادة ويحتاج لمساعدة من اجل تعديلها وتغييرها :
- نسيان البسملة قبل تناوله الوجبة ، وحمد الله تعالى بعد الانتهاء منها .
ـ تعبيره عن غضبه بالرفس والعض والتخريب والبصق واستعمال الكلمات النابية وغير ذلك .
ـ خطف المواد والألعاب من أيدي الأطفال الآخرين .
ـ ضرب طفل آخر لأسباب عديدة .
ـ التكلم بصوت عال .
ـ الصراخ والبكاء باستمرار عندما لا يحصل على ما يريد .
- الاصطدام دائماً بالأطفال المنهمكين باللعب .
- ترك الألعاب والمواد والكتب دون إعادتها إلى مكانها .
- عدم المحافظة على إنتاجه .
- الرفض الكلي للاشتراك باللعب مع الأطفال الآخرين .
- البدء بعمل ما ، ثم تركه دون أن ينهيه لينتقل إلى عمل آخر .
- تخريب عمل طفل آخر .
تتعدد أساليب الوقاية في توجيه السلوك فتشمل :
1- تنظيم وإعداد البيئة التربوية.
2- الأسلوب القدوة (المربية القدوة) .
3- التعامل مع الطفل حسب خصائصه العمرية وذلك يحد من المشاكل التي تنبع من عدم معرفة المربية لصفات الطفل وقدراته في هذه المرحلة 4- الأخذ بعين الاعتبار حاجات كل طفل في المجموعة ، الأمر الذي يتطلب التعامل معه بصورة فردية .
5- التعامل مع كل طفل بأسلوب مفتوح منطقي فالمربية هي الراشدة التي تحاول تفهم سلوك الطفل ووضعه في قالب تفسيري منطقي يسع حدود إدراكه ، وتمد يد المساعدة له لتدعمه في نموه وتطوره الطبيعي المستمر
6- وضع أنظمة واضحة ومحدودة الكلمات والمواضيع ، فالسلوك الذي يؤذي الطفل أو الأطفال الآخرين أو يمس ممتلكات القسم هو سلوك مرفوض ، وتمنع المربية الأطفال من القيام به بأسلوب حازم بعيد عن العنف والقسوة ، ثم توضح للطفل أسباب المنع بأسلوب واضح ومبسط ، وهكذا توضع الأنظمة ، محدودة ، واضحة الكلمات إيجابية الاتجاه حتى لا تخنق الطفل من كثرتها ، وتطبق هذه الأنظمة على كافة الأطفال من كافة المربيات دون تسيب أو تفاوت في الأساليب ، والقاعدة الأساسة في تطبيقها هي وضوح الأنظمة وبساطتها وسهولة استيعابها وتطبيقها .
7- المثابرة والثبات في التعامل مع الأطفال من اجل التوصل إلى الضبط الداخلي :عندما يسلك الأطفال سلوكاً نابعاً من حاجات الطفل وخصائص نموه تعمل المعلمة على توجيه السلوك أي تحويل مساره وتعديله من السلبي إلى الايجابي ، وتراقب الوضع عن كثب وتعزز للطفل سلوكه الايجابي كلما قام به وتشجعه على التحكم في نفسه وضبط سلوكه لإثبات قدراته الداخلية وقوة إرادته ، فعملية توجيه السلوك عملية تربوية تعليمية تقوم فيها المربية بالتكلم مع الطفل ، وشرح الوضع له ، ووضع الحدود أمامه مع توضيح الأسباب ، وبالمثابرة والتكرار وتذكير الأطفال بالأنظمة الموضوعة يتدربون عليها ويتعاملون بها حسب حدودها حتى تصبح أدلة داخلية لسلوكهم ، ويصبح السلوك الجديد جزء من تصرفات الطفل الاعتيادية يقوم بها تلقائياً بوجود المربية وغيابها ، ويتحول بالمران والصبر إلى سلوك نابع من ذاته .
8- التعامل مع الأطفال باللين والرفق والرحمة بغرض التعليم : إذا واجهت المربية مشكلة سلوكية من الطفل آو صعب حلها في القسم تتصل بالوالدين من أجل التعاون على اكتشاف أسبابها ووضع الأساليب والاتفاق على مسار توجيه السلوك سوياً ، فبالاتفاق مع بيئة الطفل ومحيطه الأول تتكاتف القوى من اجل تحقيق هذا الهدف ، ويتم ذلك بأساليب من الرفق والرحمة ، فالأطفال في هذا العمر لا يزالون ضعافاً يحتاجون إلى مربية متميزة حتى يألفوا الدنيا ويشتد عودهم ، وقد علمنا صلى الله عليه وسلم في قوله (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) مما يؤكد أن اللين والرفق هما الأصل في معاملة الأطفال الصغار ، وقد روي عن الرشيد انه أيضاً وصى معلم ولده الأمين فقال له ( ..وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة ) .
9- عرض بدائل سلوكية مقبولة : عندما يدخل الطفل القسم التحضيري للمرة الأولى يواجه بيئة جديدة ذات قواعد وأصول مختلفة وذات الهداف أخلاقية اجتماعية قد لا تتماشى مع السلوك الذي تعود عليه في بيته ، وعندئذ تحتاج المربية إلى تعديل سلوكه وتحويله إلى سلوك مقبول ومفيد له ولجماعته الجديدة ، وقد يجد الطفل نفسه حائراً أمام موقف جديد عليه لم يواجهه من قبل ولا يجد في خبرته السابقة ما يدله على كيفية التصرف السليم فيظهر مشاعر الخوف أو الغضب أو الاستياء من ذلك ويتصرف بأسلوب مؤذ أو ينسحب من الموقف ويتراجع وينزوي أو يسأل مربيته عما يجب عليه القيام به ، حينئذ تتدخل المربية وتعرض للطفل بدائل متعددة لسلوك جديد يختار منها ما يناسبه ، وتحاوره وتسأله لتساعده على اختيار ما هو أنسب له ولمجموعته وما يحقق الأهداف التربوية بعيدة المدى التي تصبو إليها .
10- توجيه السلوك من منطلق الاستمرارية مما يحتم التعاون مع الأم : إن عملية توجيه السلوك عملية مستمرة تبدأ قبل دخول الطفل القسم التحضيري وتتم على يد أهله وذويه ولا تنتهي بعد خروجه من القسم لأنه يظل طفلاً يخطئ ويصيب في المراحل العليا الأخرى ، لذلك يتحتم على مربية القسم التحضيري أن تتعرف على والدة كل طفل أو مربيته الأساسية جدة كانت أو عمة ، أو خالة ...... ، ومن خلال تعرفها عليها تتعرف على الأساليب التي تتبعها والأنظمة التي تضعها لتوجيه سلوك الطفل في البيت .
القدوة : الأسلوب الأمثل لتوجيه السلوك :
ربط القدوة بمبدأ التمثل ، والتمثل هو أسلوب للتمكن من العالم الذي يحيط بنا بتقليد كلام الغير أو سلوكه
ويبدأ الطفل الصغير عادة بالتمثل بوالديه أول الأمر لارتباطه بهما عاطفياً وكلما كبر زاد تعرفه على راشدين يخصونه ، فيظهرون له أنماطاً من السلوك جديدة عليه ويخصونه بالحب والحنان في آن واحد ، فيقتدي بهم أو بالوالدين يشعر بأهميتهم ، وتتسع دائرة معارف الطفل فتتاح له فرص اكبر في مراقبة وتقليد أشخاص عديدين يقابلهم في حياته اليومية فيتمثل بهم أيضاً ، ويدخل الطفل القسم التحضيري وتصبح مربيته احد هؤلاء الأشخاص المهمين بالنسبة له ، وكثيراً لا تدرك ولا غيرها من الراشدين هذا الدور الحيوي الفعال الملقى على عاتقها فتفاجأ بتقليد الأطفال لها كلاماً وسلوكاً ، وأحيانا كثيرة منطقاً ويستشهدون بأفعالها وأقوالها عن محبة وانتماء وثقة ، من هنا تنبع المسؤولية والخطورة في دور القدوة وأهمية وضوح رؤية المربية لها والتقيد بأصولها .
وقد أوضحت الأبحاث الحديثة أن اقتباس السلوك الاجتماعي الايجابي أو السلبي ، ينتج عن مؤثرات خارجية مرتبطة بعواطف الطفل وأحاسيسه ، وتساعد هذه المؤثرات على تنشئته وتعطيه الأمثلة المطلوب منه الاقتداء بها ، وفحوى هذه النظرية أن الطفل وهو يقلد سلوك البالغ أو كلامه ، يتلقى تشجيعاً منه وتعزيزاً يبدو له بشكل مكافأة معنوية ، فالبالغ يبتسم للطفل أو يربت على ذراعه تشجيعاً له عندما يقلد السلوك المرغوب فيه والمرضي عنه ، فيتكون سلوك الطفل حسب القدوة التي سيقتدي بها متعاونة كانت أو عنيفة ، وتؤثر عليه في صغره وكبره ، ويعتبر هذا حلقة مفرغة إذا بدأت يصعب انتهاؤها .
ويتمسك الطفل بالسلوك المطلوب ويحافظ عليه عندما يتعلم أن هذا السلوك يؤدي إلى نجاحه ويظهر قدراته ، وإذا أعجب الكبار وأثنوا عليه يكرره مراراً حتى يصبح جزء منه ، وقد كان ذكر علماء المسلمين لهذه النظرية واضحاً في كثير من كتاباتهم وتوجيهاتهم ، فمثلاً روي الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان دفع ولده إلى معلم وقال له ( وليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينيك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت)
وإليك سيدتي المربية هذا المثال لتوضيح أهمية القدوة
.المثال :
يستعمل سفيان وهو طفل في القسم التحضيري كلمات نابية تعلمها من سماعه لبعض الراشدين من حوله ، وقلدهم ذات مرة فاعتبروه خفيف الظل وضحكوا عليه ، أعاد سفيان استعمال الكلمات دون فهم لمعناها لأنه شعر أنه باستعمالها يفرح من يهمهم أمره ، كما أعتبر الكبار أن هذه الألفاظ التي يستخدمها تبعث على الضحك والتسلية فضحكوا من جديد ، ففهم سفيان موقفه هذا انه باستعمال تلك الكلمات يحصل على مكافأة ، فأخذ يعيدها ويكررها ما دام أهله فرحين به راضين عنه .
إن تكوين القدوة ترتبط بعدة مفاهيم وهي :
أولاً : ترتبط عملية تقليد السلوك ومحاكاته ، بالعاطفة التي يكنها المقلد لمن يقلده ، فالطفل الذي يعامل برفق ورحمة يرتبط عاطفياً بمصدر الحنان عنده ويتبعه كظله في مشيته وسكونه وكلامه وسلوكه .
ثانياُ : أن يكون الفعل مطابقاً للقول ، إن المربية القدوة تعبر عما توقن به قولاً وعملاً ، فتعمل حسب أقوالها ومبادئها وتعيش مبادئها .
لذا يتوجب على من توجه سلوك الغير مراقبة سلوكها أولاً والاعتراف بينها وبين نفسها على الأقل بعيوبها وضعفها ، والعمل على تحسين قدراتها وضبط سلوكها بنفسها وتحاول أن تكون القدوة المثلى .
ثالثاًُ : يقتدي الطفل بالراشد المتمكن من عالمه ، القادر على تسيير أموره بنجاح ، فالقدوة شرطها أن يكون المقتدي به مثالاً للخلق الرفيع وقادراً على النجاح فيما يقوم به .
رابعاًُ : إن ارتباط عملية التقليد بما يتبعها من تشجيع فعال يعزز السلوك المرغوب ويشجع الطفل على إعادة السلوك الذي قام به إذا وصف له بأنه أسلوب إيجابي فيعرف أن ما فعله قد حاز على الرضى من معلمته أو من يهمه من الراشدين حوله .
خامساًًُ : حين يتفق الأشخاص الذين يمثلون القدوة لمن يتبعهم فإن القيم المثلى والسلوك الحميد تتعزز وتتضح ، لذا يتعين على أم الطفل ومعلمته أن تتفقا على ما تريدان تعليمه للطفل من اتجاهات وعادات وقيم وسلوك وأن تكونا معاً خير قدوتين .
المربية القدوة :
تحتاج كل معلمة إلى تفهم معنى القدوة عملياً لتلم بكل ما يخص الموضوع ، فالمعلمة القدوة تعرف نفسها جيداً إنسانياً ومسلكياً ، وتعرف أيضاً مواقفها واتجاهاتها وتختار عن قصد اتخاذ القرارات بما يتناسب وإحاطتها بدقة لكافة الأمور من حولها ، فتكون صادقة مع نفسها ومع غيرها خاصة الأطفال ، وتكون ذات خبرة واطلاع تحسن التعبير بدقة عما يجول بخاطرها ، تقتنع بالمساواة والعدل ، وتعرف حدود علمها ومعلوماتها وعملها وتلتزم بذلك ، كما تعترف بأخطائها وتعتذر عنها
والمعلمة القدوة ثابتة في اتجاهاتها وقيمها فيعرف أطفالها ما يتوقعون منها من يوم لآخر ويشعرون بالأمن والطمأنينة ويثقون بها ، والقدوة كلام يرتبط بالسلوك والعمل والمظهر ويعتمد على القلب والفكر ... فالمعلمة التي تقتنع في قرارة نفسها برفق الحيوان ينعكس على أفعالها وإن لم تفصح عنه .
إن المربية القدوة تراعي شعور أطفالها وتحترم حاجاتهم فتعد لهم ما يحبون وتبتعد عما يكرهون من أنشطة وخبرات ، وتقدم لهم بأسلوب مشوق ما تدرك فائدته من أنشطة معدة حسب ميوله ، وتراقب الأطفال وتميز حاجاتهم الآنية لحظة إحساسهم بها ، فتحتضن من تشعر بحاجته للمحبة وتغير مكان من تشعر بأن وجوده سيسبب مشكلة له أو لغيره ، وهكذا يرى الأطفال معلمتهم أمامهم مثلاً حياً من الاهتمام بالإنسان ، ومراعاة شعوره فيحاكونها ويتمثلون بها في تعاملهم مع بعضهم ، تراعي المعلمة مبدأ القدوة مع أطفالها مظهراً وعمقاً حسب النواحي التالية .
• يقلد الأطفال المربية في التعامل والتواصل مع الآخرين كباراً وصغاراً . مثلاً :
1. تعطي المعلمة لأطفالها وقتاً لتستمع إلى حديثهم .
2. تطلب المعلمة بأسلوب مهذب ولطيف من أطفالها وزميلاتها و مديرتها وزائراتها مساعدتها في إعداد آو تنفيذ نشاط ما .
• يقلد الأطفال المعلمة في التعامل مع الأشياء من حولهم . مثلاً :
1. تحافظ المعلمة على جهاز التسجيل في صفها فتضع فوقه غطاء بعد استعماله .
2. تتناول المعلمة اللعبة من رف الألعاب بكل عناية وتضعها على طاولة العاب التركيب فتفك أجزاءها قطعة قطعة وتبدأ بتركيبها .
• يقلد الأطفال المعلمة في الملبس . مثلاً :
1. ترتدي المعلمة ثياباً عملية المظهر واسعة وبسيطة وسهلة الاعتناء بها في الحجرة .
2. تضع المعلمة لباساً فوق ثيابها عند استخدام الدهان ، أو إعداد الطعام أو اللعب بالرمل .
• يقلد الأطفال المعلمة في التمكن من المهارات . مثلاً :
1. تتدرب المعلمة على إعداد معجون التشكيل مسبقاً لتقوم بعمله أمام الأطفال بمهارة .
2. تحكي المعلمة لأطفالها قصة من كتاب سبق لها أن قرأته أمامهم بأسلوب معبر يشد انتباههم .
• يقلد الأطفال المعلمة في أسلوب الحديث . مثلاً :
1. تحدث المعلمة أطفالها بجدية بصوت هادئ ثابت ، واضح النبرات .
2. تعطي المربية الأطفال الفرصة للتحدث معها في الحلقة مستخدمة أسلوب الحوار المفتوح وتفسح المجال لكل طفل ليتعلم الإنصات لغيره وانتظار دوره ليقول ما عنده .
• يقلد الأطفال المعلمة في التعبير الصامت . مثلاً :
1. توضح المعلمة بتعابيرها وحركات يديها وتحركها عن اهتمامها الحقيقي بكل طفل يتعلم في صفها ، فتبتسم له وتدنو منه لتكون عند مستوى نظره ، وتجلس بجانبه تربت على كتفه تشجيعاً له .
2. تعبر المعلمة مستخدمة جسمها وحركات يديها عن اهتمامها بعملية التعلم الحسية التي يمر بها الأطفال ، فتجلس بجانبهم في أركانهم المختلفة وتراقب بدقة ما يقومون به أو يقولونه ، آو تقرب بينهم وبين جهاز آو أداة يحتاجون إليها وتفحص معهم ما يقومون بعرضه عليها .
• يقلد الأطفال المعلمة القدوة في تطبيق القيم الإسلامية . مثلاً :
1. تظهر المربية اهتماما واضحاً بالطفل الغائب فتسأل عنه وتخبر بقية الأطفال بمرضه وتقدم لهم اختبارات من أعمال يمكنهم القيام بها كمجموعة واحدة للسؤال عنه ، والاطمئنان عليه ، وتقدم هدايا من صنع أيديهم لإظهار مشاركتهم المعنوية له .
2. تعد المعلمة ركناً في مكان بارز بالصف تعرض فيه إنتاج الأطفال نتيجة أعمالهم الحرة ، وإبداعهم في الصناعات اليدوية ، تعلق رسوم الأطفال على لوحة واسعة مثبتة على حائط وتدون تحت كل رسم اسم الطفل على بطاقة واضحة ، آو تعرض على طاولة نظيفة مغطاة بمفرش جميل ما قام الأطفال بصنعه بشكل ملفت للنظر ، وتسجل بجانب كل إنتاج اسم الطفل الذي قام به .
أساليب شائعة في توجيه السلوك :
عندما تجتمع مجموعة من المعلمات أو الأمهات يدور الحديث ويتشعب حول مواضيع تتعلق بتربية أطفالهن ، وسرعان ما يطفو إلى سطح الحديث أساليب العقاب والثواب المستعملة والناجحة في آن واحد ، المجربة من قبلهن والتي أوقفت السلوك غير المرغوب فيه آو حسنت منه وينتهي الحديث بسؤال يتعلق بالأسلوب الأكثر فائدة والأقل ضرراً ويتم اتفاق الجميع على تحاشي إيذاء الأطفال وترك آثار سلبية في حياتهم .
العقـــــــاب:
يتراوح العقاب عادة بين إيذاء الطفل جسمياً حتى يشعر بالألم ، أو إيذائه معنوياً فيشعر بالذل والمهانة أو الحرمان ، ويستعمل هذان النوعان من العقاب في البيت والقسم بتنوع وتباين واضح ، فقد يكون أسلوب الضرب غير مسموح به ولكنه يستعمل بشكل مقنع بهز الطفل أو الضغط على جزء من جسده أو إمساكه بعنف وشدة ، ويهان الطفل إعانة كبرى إذا وجهت إليه كلمة تعطيه صفة من صفات الحيوان ، أو اسم لحيوان معين ويشعر بالذل أيضا حين يوصف بأنه كسول ، بليد ، أو قاصر الذكاء وغير ذلك مما يقال له وجهاً لوجه أمام بقية زملائه وبأسلوب عنيف قاسي التعبير ، ويمكن أن يكون لهذه الأساليب فعالية آنية ، فبعض الأطفال يبتعد عن السلوك غير المرضي نتيجة مواجهة بينه وبين معلمته وقد لا يكرر القيام به أمامها أبدا ، لذلك توجه الأسئلة الآتية التي تحتاج منها إلى تفكير وإجابة بوعي وفهم : -
• هل يمكن وصف هذه الأساليب بأنها تربوية – تعلميه ؟
• هل تنجح هذه الأساليب في بناء الضبط الداخلي عند الطفل .
• هل تكشف هذه الأساليب الحقيقية من وراء تصرفات الطفل غير المقبولة، وتعمل على إزالتها ؟
• هل يؤدي استعمالها إلى بناء سلوك جديد مطلوب ومرغوب ؟
إن منطلقالتربية عند توجيه سلوك الطفل يتبع مبدأ تعليم الطفلوتدريبه على انتهاج سلوك جديد وذلك من خلال الآتي :
• يكون السلوك نابعاً من أعماق الطفل ، مقتنعاً به فيتأثر به ، ويستمر بالقيام به خلال وجود المعلمة أو غيابها .
• يشعر بالاعتزاز بنفسه ، وبسلوكه الجديد الذي اختاره ، وذلك لاقتناعه به ويشعر بمعنى آخر انه الحاكم لنفسه .
• يتبناه بالاقتناع بجدواه وأخلاقية هذا السلوك .
تعتقد المربية عادة بأنها نجحت في استعمال أسلوب من أساليب العقاب عندما يتوقف الطفل عن ممارسة هذا السلوك غير المرغوب أمامها ، ماذا سيحدث إذا لم يرتدع الطفل وكرره للمرة الثانية ، هل تضيف للعقاب نوعاً جديداً لم تستعمله من قبل ؟ وما نهاية هذا الأمر كله ؟ وعند أي حد تتوقف المعلمة ؟ إذا فكرت بعمق في الأسلوب الذي استعملته ، وجدت أن الطفل هو المتحكم والمحرك للتصرف في هذا الموقف ، إذاً ما الغاية والفائدة المنشودة من هذا العقاب ؟
إن اعتماد المربية على العقاب يقف حائلاً دون العثور على أسباب السلوك السيئ وطرق التوجيه المناسبة لتحويل مجرى السلوك من المرفوض إلى المقبول المرغوب والأخلاقي ، إضافة لذلك يتحول العقاب إذا كثر استعماله إلى هدف وغاية فيكون هم الطفل هو التهرب منه خوفاً إن الطفل الذي يعامل بأسلوب لا يعطي فيه الفرصة للتفكير والتعبير عن نفسه أو اتخاذ القرار ، لا يتدرب على تحمل المسئولية والانضباط الداخلي ، وكلما زاد حجم العقاب وتعددت أنواعه في هذه المرحلة الحساسة ، كلما تأكد لديه الشعور بالعجز وعدم قدرته على ضبط نفسه وخرجت مسؤوليته من يده وتعلقت بأعناق الراشدين من حوله ، فيكبر وهو اقل استعدادا لمواجهة نفسه وغيره وتحمل مسؤولية أخطائه ، واقل استعدادا لتصحيح تلك الاخطاء وتعديلها ومن ثم قيادة نفسه أو غيره .
إن العلاقة السوية المطلوب بناؤها بين المربية والأطفال تتصف بالمودة والرحمة والثقة والتآخي والاحترام ، واستعمال العقاب في هذا العمر ، يؤثر على هذه العلاقة ويحولها إلى حرب مستمرة ، تكون فيها المعلمة القدوة مثالاً للعنف والإيذاء وتصبح حصيلتها طفلاً مهيض الجناح ، ذليلاً صاغراً أو طفلاً فاقد الإحساس عنيفاً لا يرى نفسه إلا منتصراً أو مهزوماً كل هذا يتعارض مع الأهداف التربوية المنشودة من توجيه السلوك وتعديله ، بأن يتعلم الطفل في هذه المرحلة في سلوكه ورغباته وعاداته بنفسه ، بقناعة ورضى ، محافظاً على كرامته وإنسانيته ، فيتعامل مع أطفال عمره بتعاون وأخوة ويتعامل مع الراشدين من حوله بمحبة واحترام .
الثـــــــــواب :
مواصفات التشجيع أو المديح الفعال :
1. أن يكون التشجيع أو المديح الفعال أمر خاص بين المعلمة والطفل ، وليس من الضروري أن يكون أمام أطفال آخرين ، لأنه يشعرهم بعدم قدرتهم على ما توصل إليه رفيقهم ، وبمعنى آخر تبتعد المربية عن دعوة الأطفال للتصفيق كلما أعجبها عمل احدهم .
2. أن يكون التشجيع أو المديح الفعال خاصاً بوصف العمل ذاته ولا يكون حكماً أو تقويماً للإنجاز ، فالمعلمة تركز في وصفها مستعملة الدقة والإيجابية في التعابير تجاه السلوك المرضي عنه .
3. تتطلب كلمات المديح والتشجيع الفعال صدقاً في التعبير ونبرة صوت مناسبة تؤكد المعنى ، لذا تقال الجملة بشكل واقعي عادي كأي جملة أخرى دون تضخيم ، إذ تصف كلمات التشجيع والمديح الفعال حالة الطفل في العمل ، وتركز عليها لتؤكد له اعتزازه بنفسه وعمله وإنجازه ، وبهذا يشعر أن المربية تقدر عمله وأسلوب أدائه وشعوره الداخلي .
4. من خلال كلمات التشجيع والمديح الفعال تعترف المعلمة بعمل الطفل فيكون حديثها دعماً لأسلوبه ، ومظهراً لتقبلها له ، وتترك للطفل الحكم على جودة عمله تبعاً للفترة التي أنجز بها ذلك العمل .
5. يمكن للمعلمة أن تشارك بعض الأطفال في أعمالهم إذا تطلب العمل ذلك أو عند طلبهم المساعدة ، وفي موقفها هذا تستعمل كلمات تشجيع فعالة توضح فيها متعة العمل الثنائي أو العمل الجماعي ، واصفة مشاعرها خلاله ، فتعلمهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم حول أسلوب عملهم وإنتاجهم ، وتظهر لهم متعة المشاركة والتعاون في القيام بمسؤوليات وإنجاز مهام .
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد