في إطار التنويع والسعي الجاد للإفادة ، يشرفني أن أقترح على متصفحي ينبوع المعرفة الطارف نافذة جديدة بعنوان ( معزوفات تربوية ) وهي عبارة عن مقالات يكتبها أسبوعيا : لمباركية نوّار بجريدة صوت الأحرار .
للأخ الكاتب على المساهمة في المنتدى والترخيص لنا بالنشر بعد تزويدنا بها عن طريق البريد الألكتروني ، ونحن ننشرها لتعم المردة على المربين .
بسم الله الرحمن الرحيم
العدد:4901 ـ الخميس 20 مارس 2014 ـ الصفحة:18
معزوفات تربوية
يكتبها أسبوعيا: لمباركية نوّار
سُعار ديماغوجي سخيف؟؟ (2)
الكتاب المدرسي هو مؤلف ديداكتيكي وضع خصيصا لغرض ممارسة العمليات التعلمية والتكوينية. ويختلف الكتاب المدرسي في مضمونه وشكله عن أي كتاب آخر. ويختلف الكتاب المدرسي الحديث عن المتون، وهي الكتب التعليمية التي كانت متداولة في الكتاتيب والزوايا قديما. وفيها تكون المادة العلمية مركزة، ومكتوبة بلغة سهلة وبأسلوب بسيط حتى يتمكن الطلبة من حفظها من دون عنت. وكثيرا ما تحفظ مواد المتون حفظا مغلقا لا يصطحب فهما واستيعابا. وكانت القاعدة المروّج لها في التعامل مع مضامينها تنص على ما يلي: ) أحفظ المتن والفهم يأتيك فيما بعد(.
استحضرت الكتب المدرسية في مسيرة تطوّرها الأولى هذه الوظيفة مستنسخة، وحوت بين غلافيها موادا علمية لا تقابل إلا بكثرة الحفظ المنفر. ومما زاد في ترسيخ هذه الفكرة، هو أن التقويم التربوي ظلت الإجابة عن أسئلته تعتمد على استرجاع المعلومات المخزنة في الذاكرة، أي أنه استمر يركز على قدرة واحدة من بين عشرات القدرات الشخصية، وهي القدرة على الحفظ.
لم يعد للكتاب المدرسي الذي تسلق سبل التطوّر سريعا لمسايرة المقاربات التدريسية نفس وظيفته التقليدية التي لا يميز فيها بينه وبين المعلم، والتي تعني أن غياب المعلم يمكن تعويضه بالكتاب المدرسي لما يكون الأمر مقتصرا على موضوع التعلم الساقط في مهاوي تكديس المعارف. وأصبحت أوراق الكتاب المدرسي، اليوم، مساحات لعرض أنشطة التعلم التي تهدف إلى تطوير قدرات المتعلمين، ومساعدتهم على بناء كفاءات للاستفادة منها في الحياة اليومية. ولعل المثال المبسط الموالي يعيننا في مقاربة المشكلة المناقشة، فإذا حفظ أحدنا كتابا في رياضة السباحة أو في رياضة كرة القدم حفظا تاما، فلا يعني ذلك أنه سيصبح بمجرد الانتهاء من الحفظ سباحا ماهرا أو نجما من نجوم كرة القدم؟؟. فحفظ الكتاب في هذه الحالة لا يجلب فائدة. وهو المنوال الذي سار عليه الآباء والأجداد دهورا في حفظ القرآن الكريم من غير فهم لمعاني آياته.
من أفضال المقاربات التدريسية الحديثة أنها حطمت الجدر الفاصلة بين مختلف المواد التعليمية، وجاءت بفكرة التنسيق بين المواد، وخطّت مفهوم: "النقل المعرفي" الذي يراد به إمكانية الاستفادة من المعرفة المكتسبة في حقل معرفي معين لمواجهة المشكلات المعرفية المقابلة في حقل آخر. وأصبحت المعارف قابلة للنقل والترحال وإعادة التبيئة في مواطن جديدة من غير أن تضعف حيويتها لما يحسن التصرف معها كمفاتيح جاهزة ومهيأة للاستخدام.
لم يبق للقراءة العابرة والفورية لنصوص الكتب المدرسية في اللغات وفي كل المواد التعليمية الأخرى وجود في الأقسام التعليمية، فقد استبدلت القراءة المنهجية والمركزة والتحليلية. ومن أهم خصائص هذه القراءة الأخيرة أنها تساعد المتعلم على تعلم تجنيد معارفه المحصلة وإجراء مقارنات بين تصوّراته الأولية الخاصة وإقامة علاقات بين المعلومات الجديدة المحمولة في النص المقروء ومكتسباته الفارطة للوصول إلى الغربلة التي تفصل بين الغث والسمين، وبين ما يمكث مستقرا في الأذهان وما يذهب مذروا.
أخطأ شيخ القناة التلفزيونية لما أراد أن يجعل من انتقاده غير الموزون للنص الأدبي: "كيف خلقت الضفادع" صيدا ثمينا وقعت عليه يداه. ومن باب التحري والتريث، كان من الواجب عليه أن يستشير أهل الذكر كما يستشار هو من طرف المواطنين حول بعض قضايا دينهم ودنياهم، وألا يتسرع في إصدار أحكام قاسية تتسمم بالتشدد والتطرف، وأن يحكّم عقله وعلمه. وأن لا يكيل التهم الثقيلة جزافا للمدرسة ولوزارة التربية الوطنية من مجرد إطلاعه على نص أدبي لم يستجمع مقاصده. وكم تمنيته لو وسع من دائرة بحثه كمستقص عن الحقيقة في ثبات مجرد من الأحكام الاستعجالية المسبقة حتى لا يتلفظ بكلمة: "الكفر". وكان عليه أن يعرف أن النص موجه إلى متعلمين يبلغون من العمر مستوى من النضج مما يمكنهم من إعمال عقولهم إعمالا نقديا. ولو عمل معدّو المناهج التعليمية وفق نظرة هذا الشيخ، لوجب حذف عدد من الدروس المقررة كدرس التخمر وغيره من مناهج مادة علوم الطبيعة والحياة، باعتبار أن الخمر حرام؟؟. وهو ينسى أن ظاهرة التخمر تجري في مطابخ منازلنا بشكل مستمر.
أراد الشيخ أن يسمع نداءه بصياحات عالية ومفزعة مستغلا إضراب المعلمين، فراح يستجدي بعدة جهات منها نقابات التربية والتعليم لتكون له سندا ومعينا. وطلب منها أن تجعل من هذا النص الأدبي واحدا من شكاويها تضمه إلى لائحة مطالبها التي ترفعها في وزارة التربية الوطنية. وهو مطلب غبي؛ لأن صاحبه لم يَـعِ أن شواغل هذه النقابات هي من صنف آخر، وأنها لا تمنح له بالا أو اعتبارا. ولو كانت نقابات التربية والتعليم تشقى من أجل مصالح المتعلمين وجودة تكوينهم، فكيف تحرمهم من الدراسة على امتداد أسابيع، وترضى بأن تبقى أبواب المدارس مغلقة والنشاط فيها متوقفا؟؟.
لا أريد أن أقيم حواجز وسدودا بين ما هو تربوي وما هو ديني. وأنا من الداعين إلى التكامل بينهما، وإلى أن يكون كل درس من الدروس الذي يقدم إلى المتعلمين غير متوقف عند حدود الإجابة عن مجرد سؤال، وإنما أن يزيدهم تعلقا بعظمة الله التي تتجلى في بدائع مخلوقاته وأحكامه وشريعته.
ضمن هذا السياق، يتعيّن لي ضرورة أن يقوّم الكتاب المدرسي انطلاقا من الإحاطة الشاملة بمختلف التحولات التي شهدتها هذه الأداة التعليمية في الإعداد وفي الممارسة التعليمية، وفي إطار عدة مستويات مع إبقاء العلاقة ممدودة بينه وبين المناهج وفق نظرة نسقية تخالف التفكيك والتجزيء.
لقد تطوّر تقويم نصوص الكتب المدرسية، ففي العالم المتقدم بلغوا حد قياس مقروئيتها. ويعني مفهوم المقروئية هنا تلك العلاقة التفاعلية الكائنة بين النص وقارئه، ويسخر في حساب درجة صعوبتها أو سهولتها العمليات الرياضياتية. وهي غير المقروئية المحرفة التي يقصد بها نسب قراءة الصحف وعد مبيعاتها.
لا بد أن نبقي تقويم الكتب المدرسية بين أيدي البيداغوجيين وحدهم، وإلا اختلط الحابل بالنابل، وتاهت بنا الطريق.
lombarkia.nouar@gmail.com
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد