الطفل محمد الدرة يبيع الشاي في حديقة بوسط غزة وزبائنه يسألونه مندهشين: هل خرجت من القبر؟

يشبه الطفل الفلسطيني الذي استشهد برصاص الإسرائيليين اسما وحجما وطولا ويقول إنه فخور بذلك

غزة: عبد الله عيسى
قبل اكثر من عامين وفي بداية انتفاضة الأقصى قتل الطفل محمد جمال الدرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع. وقد هزت صورة الطفل محمد جمال الدرة مشاعر العالم بأكمله. فقد استهدف الجيش الإسرائيلي طفولته البريئة في حضن والده بالقرب من مفترق الشهداء «نتساريم» حينما كانت تدور اشتباكات بين الشباب الفلسطينيين الذين كانوا يحتجون على قيام ارييل شارون، زعيم حزب الليكود المعارض آنذاك، بزيارة للقدس في 28 سبتمبر (أيلول) .2000 وفي هذه الأيام يثير ظهور طفل يقارب الشهيد محمد الدرة عمرا وطولا وحجما بل وحتى اسما انتباه الكثيرين. «الشرق الأوسط» توجهت الى ساحة الجندي المجهول في غزة حيث يبيع الطفل محمد الدرة الشاي مساء وسألته عن اسمه فأجاب «اسمي محمد الدرة أبلغ من العمر 12 سنة وأعيش مع عائلتي في مخيم البريج وسط مدينة غزة، وأنا طالب في المدرسة الابتدائية، وأعمل بائعا للشاي في المساء لأساعد في مصروف البيت فأبي مريض لا يعمل منذ عامين او اكثر وانا اعمل مع أخوي فادي (15عاما) وشادي (12عاما) في بيع الشاي لمساعدته».
وحول تشابه اسمه مع اسم الشهيد الدرة قال محمد الدرة: «أنا سعيد كثيرا بهذا الاسم، ولأن اسمي يشابه اسم الشهيد محمد الدرة والذي اصبح معروفا في العالم اجمع فان هذا يجعلني اشعر بالفخر والاعتزاز دائما بالشهيد محمد الدرة». وأضاف «عندما يسألني الزبائن الذين اقدم لهم الشاي عن اسمي أقول لهم: محمد الدرة. لكنهم يضحكون ويسألون: هل خرجت من القبر؟ كما ان زملائي في المدرسة يقولون لي كثيرا: رأيناك على شاشة التلفزيون لك أغنية وما شابه ذلك».

وعن يوم استشهاد محمد الدرة قال محمد الدرة «كنت يومها في البيت حزنت عليه كثيرا عندما رأيته يقتل وهو بحضن والده ولا يستطيع والده ان يفعل شيئا. لقد قتلوه ببرود والعالم لم يتحرك من أجله. لقد بكيت كثيرا وشاركت في تشييع جثمانه الطاهر وقد اعتقد الكثير من أصدقائي بأنني الشهيد وصدموا عندما شاهدوني في صباح اليوم التالي». وعن حياته، قال الدرة «انا سعيد لأنني أشارك في مصروف البيت وأعمل منذ صغري وأتوجه للمدرسة صباحا واعمل ليلا وذلك لا يؤثر على دراستي كثيرا». وقال «احلم بأن أساعد أبي دائما وان اسعد اخوتي أما حلمي الكبير فهو نيل الشهادة ومرافقة الشهيد محمد الدرة في الجنة».

وقال أحد أصدقاء الطفل محمد الدرة الذي يبيع معه الشاي «ان محمد الدرة يعمل يوميا ويأتي من مخيم البريج وهذا يعتبر مشقة عليه لكنه هو المتميز بيننا وذلك بسبب تشابه اسمه مع اسم الشهيد محمد جمال الدرة والحقيقة انه محبوب لدى الجميع وله أصدقاء كثيرون ونحن نحبه جميعا وعندما يسأله أحد عن اسمه ويجيبه يستغرب السائل تشابه الاسم والحجم والعمر بينه وبين الشهيد محمد الدرة». وقال حسن، وهو صديق آخر للدرة «ان محمد الدرة صديق طيب وعندما تعرفت عليه لم اصدقه عندما سألته عن اسمه فأجابني محمد الدرة فقلت له انه استشهد». وأضاف «احرص على الاستماع لردود فعل السائلين عن اسمه وهو يضطر لأن يشرح تشابه اسمه مع اسم الشهيد محمد الدرة».