منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً .. أهلاً بك بين اخوانك واخواتك آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً .. أهلاً بك بين اخوانك واخواتك آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا

منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 29 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 29 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 320 بتاريخ السبت 17 ديسمبر 2016 - 23:28

المواضيع الأخيرة

»  صور مشبات رخاميه صور مشبات حجر ملكيه اشكال 2021
الغموض في لغة الشاعر Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك

» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الغموض في لغة الشاعر Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك

»  صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الغموض في لغة الشاعر Emptyالإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك

» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الغموض في لغة الشاعر Emptyالثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك

»  كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الغموض في لغة الشاعر Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri

» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الغموض في لغة الشاعر Emptyالإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams

» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الغموض في لغة الشاعر Emptyالثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams

» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الغموض في لغة الشاعر Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams

» Le Nom .مراجعة
الغموض في لغة الشاعر Emptyالجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 16045 مساهمة في هذا المنتدى في 5798 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 11084 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو houda-56 فمرحباً به.

.: زوار ينبوع المعرفة :.

لغة الينبوع

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

برامج للكمبيوتر

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

+google

مواقيت الصلاة


    الغموض في لغة الشاعر

    حسيبة
    حسيبة
    Admin

    عدد المساهمات : 613
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010
    العمر : 52
    25072010

    الغموض في لغة الشاعر Empty الغموض في لغة الشاعر

    مُساهمة من طرف حسيبة



    لا جدال في أن لكل عصر لغة تختلف عن لغة الجيل السابق، وأسلوبًا يتباين حسب الأزمان والأوقات، وتركيب جمل تمليه الحضارة المعاصرة، وأسلوبًا كتابيًا تفرضه أساليب البيان الجديدة.

    ولا أريد أن أفرض على الشاعر المعاصر لغة العصر الجاهلي الموغل في الكلمات التي ماتت، ولا أطالبه بأسلوب العصر الأموي، برغم محافظة هذه اللغة على أسلوبها وجمالها وأثرها الواضح في لغتنا المعاصرة، ولكن يجب أن نعرف حقيقة واضحة بأن اللغة العربية قطعت مراحل حضارية وفكرية لم تقطعها اللغات الأوروبية، لطول عمرها واستمرار عملية التجديد والتطور في كيانها وتراكيبها وأساليبها ومعانيها، باستثناء مرحلة الجمود والركود الحضاري الذي ران على الفكر العربي.

    إن التطور سنة الحياة، والتجديد يفرضه اختلاف المجتمعات، ووجود آراء جديدة ومخترعات حديثة وفلسفات لا نعرفها من قبل، وبتجدد مطالب الحياة تتجدد اللغة والأدب والحياة، وتختلف الثقافة وتتنوع الحضارة. فاللغة البدوية ليست مثل لغة الحضارة. وأهل الزراعة يختلفون في لغتهم عن محترفي الصناعة، لأن اللغة تاريخ الأمة الحضاري، ويمكن معرفة حضارتها من لغتها وأساليبها اللفظية، وطريقة استعمال المعاني.

    غير أن بعض الشعراء الذين عاصرونا وجاءوا بعدنا. انغمسوا في لغة تحتاج إلى فهم اللغز الرمزي فيها والغموض اللفظي في طياتها فقد قال أحمد عبدالمعطي حجازي في قصيدة (حلم ليلة فارغة). وأعجب للشاعر أن يكون الحلم فارغًا ما دامت الليلة عرفته بهذا الحلم؟ لنأخذ منها مقطعًا واحدًا ففي القصيدة خاطب المقاعد الصامتة ووفق في المخاطبة لكنه سقط في فراغ عندما قال:

    وبعد صمت لم يطل

    الطائر الأخضر طار

    الغصن ما زال بسحره يميل

    كأنه ما غادر الغصن ولا اختفى

    كأن نجمة خفيفة تدور

    كأنني أحس رحلة العصير

    وهو يسير في شرايين الزهر

    كأنني شجرة من الشجر

    مرت بها الأمطار

    فسار في أعماقها حلم الثمر

    وانحلت الأسرار

    بعد طفولة طويلة بعد انتظار[1].

    إن الموسيقى الداخلية للشاعر فيها إيحاء ولكن هذا الإيحاء غامض، غموض الغموض وسكون السكون. ماذا يريد صديقنا الشاعر بالرسالة التي يرسلها؟ وما هذه الرسالة التي طار بها طائره؟ فقد أوحى لنا بموسيقى مشوشة قلقة مضطربة، ولم يحدد ما يريد هل وصف دبيب الحياة في جسمه؟ هل يريد أن نشعر بشعوره دون أن نفهم؟ أأراد أن نلغي العقل في همهمات مبحوحة، وألفاظ ضبابية أقرب إلى النثر منها للشعر، فيها كلمات محشورة حشرًا دون نسق؟ زهر ونجم وحلم وشجر وأمطار... أهذا قول معتنق عقيدة وصاحب رأي يدعو له؟:

    أسأل نفسي ما أحلام الشجر وهل تحلم الأشجار والأثمار؟ لعل شاعرنا تصور هذه الأحلام.. ولم ينظم هذه الألفاظ إلا لوجود غموض في العاطفة. وفقر في الإحساس. إن العاطفة العميقة غلبته، فانكفأ على الكلمات المحدودة وردد (كأن). لضعف اللغة وتدفق القريحة، فأضاع الشاعر المعنى اللغوي للألفاظ، وفاته أثر الإيحاء القوي للكلمات ووحي الألفاظ، دون أن يستفيد من الدلالات التي امتصتها اللغة العربية طوال أربعة عشر قرنًا أو أكثر.

    والغموض جميل والإيحاء الموسيقي أجمل، وكل شعر جميل لابد أن يوحي وأن تكون فيه ألغام لفظية موحية، ويفترض أن يكون كل بيت فيه غموض سهل الفهم، ممتع الوقع، لذيذ الإيحاء، فقد قال الناقد القديم: "وليس في الأرض بيت من أبيات المعاني لقديم أو محدث إلا ومعناه غامض مستتر، ولولا ذلك لم تكن كغيرها من الشعر ولم تفرد فيها الكتب المصنفة، وتشغل باستخراجها الأفكار البارعة"[2].

    ويقصد الناقد أن الأدب يجب أن يوحي وأن يعين المتلقي على المتعة في الغموض، ويسرح في خياله للفهم الجميل.


    إن الحياة فرضت علينا لغة جديدة، وذلك حق طبيعي، ولكنني أريد أن أفهم هذه اللغة، وأتذوق المعنى الجميل الذي أراده الشاعر، وذلك من حقي الطبيعي أن أمتع حاستي الفنية، ولذتي الروحية من قراءة الشعر أو سماعه، وإلا فمكان الشعر سلة المهملات، يرمى بها كل ما لا حاجة لنا فيه، وأنزه الشاعر عن هذه النتيجة.

    واللغة الحضارية لا تبتعد عن الحاجات الإنسانية الفنية، ومن الضرورة أن تكون تجربة الشاعر صادقة، لتحمل في طياتها معناها، وإلا أصبح هذا الشعر نثرًا، لا قيمة له في دنيا النقد الفني، لابتعاده عن الفصاحة والأصالة لأن المنتج يجهل تركيبه اللفظي، ولا يحس بالأسلوب العربي الأصيل.

    إن الشاعرية الحقة، هي التي توحي بالجمال الممتع، بما تنسقه من ألفاظ متداخلة مع المشاعر والأحاسيس، وإذا لم يكن الشاعر قادرًا لغويًا، فلن يكون شعره موحيًا، أو ممتعًا أو مفيدًا.

    والإخفاق اللفظي والفهم السريع وحب إثبات الذات جرت إلى مزالق في التركيب الفني، والأسلوب الشعري فنبذته الأذن المرهفة، ورفضه الذوق الفني السليم، لبعده عن الحاجة النفسية والفائدة الاجتماعية. فقد نظم صلاح عبدالصبور قصيدة في سأمه، والسأم طبيعة الفنان الذي يريد التطور والتجديد، ولكن هذا السأم دعاه إلى حشر ألفاظ لا يقبلها الذوق الأصيل، فقد رفض المجتمع العربي شعر ابن سكرة وابن الحجاج، ولم ينشر شعرهما، لكن دعاة التطور والتجديد نشروا شعر صلاح عبدالصبور الذي قال فيه:

    هذا زمان السأمْ

    نفخ الأراجيل سأمْ

    دبيب ............. سأم

    لا عمق للألمْ

    لأنه كالزيت فوق صفحة السأمْ

    لا طعم للندمْ

    لأنهم لا يحملون الوزر إلا لحظة

    ويهبط السأم[3].

    ومنها:

    لأنه يعيشه سأمْ

    يزني بها سأمْ

    يموتها سأم.

    إنها أبيات ساذجة، نثرية، تائهة في بيداء، تُظهر على النفس التقزز من تكرار لفظه (سأم)؛ فبين اثنتين وعشرين كلمة تكررت سأم، خمس مرات.. ثم عاد وكررها ثلاث مرات في ثماني كلمات، ولم أعرف القصد الفكري، والإيحاء النفسي من هذا الدبيب.. ولن يفهم الرجل السوي. مثل هذا النثر المشعور في قول أحمد عبدالمعطي حجازي:

    رأيت نفسي أعبر الشارع، عاري الجسد

    أغض طرفي خجلاً من عورتي

    فلم أمده لأستجدي التفاتا عابرا، نظرَةْ إشفاق عليّ من أحد

    فلم أجد إذن لو أنني – لا قدر الله – أصبت بالجنون

    وسرت أبكي عاريًا بلا حياء

    فلن يرد واحد عليّ أطراف الرداء[4]

    لماذا يرد عليك الناس الرداء، وقد عذرك الفكر العربي لأنك مجنون ولا حجر على المجنون.. إنه يتحدث عن ذاته، ويمثل القلق والحيرة والضياع، التي يعيش فيها، وقد وفق عندما أشار إلى نفسه بمثل ما ضاع من رباط إنساني، بين البشر وعطف بين المجتمع المعاصر.. فالمجتمع الذي يريده: مجتمع بعيد عن الإنسانية، مادي أناني لا يستر العري والعورة، ولا يرعى حرمة أدب المجتمع الإنساني الأصيل، الذي يرعى المجنون ويسد خلة المحتاج، ويغطي عورته.

    إن ذكر العورة صراحة له معنى عند علماء النفس لا يُرضي الشاعر الرقيق، وإن فرويد يشخص أمراض هؤلاء النفسية والجنسية، ويعزوها إلى قضايا تسود وجه الحياء، إن كان هناك حياء؟ قال في قصيدة:

    اخضرت الأشجار

    واحمرت الأزهار

    فوق خضرة الأسوار

    وجاءنا ريح من الصحراء حار

    وعرّت البنت ذراعها

    فبصت العيون من تحت الجفون

    وارتعشت أهدابها

    ثم تراخت في انكسار[5]

    أما كان الأجدر أن يقول (كشفت عن ذراعها) واكتفى وأوحى للمتلقي بما في نفسه؟ لكنه مغرم ومفتون بالعري!!

    إنه حرمان روحي وجسدي، استكن في اللاشعور منذ حياة المراهقة، ظهرت في شعره كثير من موحياتها، فالزهرتان عاريتان (وعريها طفولي) و(النسمات ابتدأت تمسح عري الشجر) و(للجسد العاري) وغيرها كثير من تكلس اللاشعور سرت في شعره.

    ورحم الله علماء النفس، فالنظرية تصدق على هؤلاء، وفيها ما يقزز النفس، والذوق العام الذي ظهرت صوره في شعر محمد عفيفي مطر عندما قال:

    مدائح الزنى

    وولد السِّفاح

    يسأل كل عابر

    مطالبًا بما يبيعه من عرق الأفخاذ[6].

    أليس في الغموض والإشارة في قول شوقي ما يحمل الحياء وحسن إشارة إن رأتني للمتلقي أن يجنح بخياله:

    إن رأتني تميل عني كأنْ لَمْ

    يكُ بيني وبينها أشياء

    وقول الشاعر:

    فكان ما كان مما لست أذكره

    فظن خيرًا ولا تسأل عن الخبر

    وفي شعر امرئ القيس ومتجردة النابغة برغم وضوحه عبر الشاعر عن حالاته الجنسية بتعابير تلائم حياته الاجتماعية، وتسير مع الذوق الفني، ولم تهبط تعابيره كما هبط الشاعر المعاصر. إن فقدان الحس الاجتماعي، وضياع المفهوم الخلقي والفني، دليل نفسي علقه على تقليد الغرب، دون أن يعرف ما يريد الغرب، فضاعت هذه الشخصية، وأرادت أن تجدد حتى في أتفه الأمور فقد قال قائلهم:

    شربت مرق الأحذية المنقوعة

    في الخوف والنحيب

    أكلت ما يخبزه الأسفلت

    في جوفه من حِنطة التعذيب

    وقال آخر:

    في حذائي مسمار

    وفي ذقني شوكة

    هذه ممتلكاتي

    افتح الشمسية والقناني

    أتزلج في الجغرافيا، في عنق زرافة اصطاف[7].

    وبلغ التقليد الأعمى بأحد هؤلاء بأن وضع عناوين قصائده بالحرف اللاتيني[8] تقليدًا للشاعر الغربي، وهو لا يعرف أن الغربي يدرس اللغة اللاتينية التي يعرفها كل شعب أوروبي، ولكن صاحبنا ركبه الجهل والتقليد، دون أن يعرف أن كثيرًا من القراء العرب لا يعرفون هذه اللغة.


    ولما وضع (إليوت) بعض التعابير باللغة الفرنسية في شعره وضعها وهو مدرك أن اللغة الفرنسية معروفة عند الإنكليزي، ويدرس الأدب الفرنسي في المدارس والكليات، وهناك صلات فكرية وعلاقة وطيدة بين فرنسا وبريطانيا – التي أخذت اسمها من شمالي فرنسا – ويقضي الإنكليزي عطلته في فرنسا، ويزور الفرنسيون إنجلترا دون صعوبات لغوية، وعندما وضع إليوت في ((الأرض الخراب)) The Waste Land بعض تعبيرات بودلير يعرف أن الانكليزي يعرفها بسهولة، فلماذا يضع صلاح عبدالصبور هذا في شعره؟..

    هل كل قراء الشاعر يعرفون اللغات الأجنبية؟ وهو الذي يدعو إلى الجماهيرية والشعبية؟ أما أحس بنبوّ هذا العمل في الذوق العام... أم أنه شعور بالنقص أمام الغرب؟.. وأمام بودلير، دعاه إلى ذلك؟ حاول الدكتور عز الدين إسماعيل أن يعلل هذه الظاهرة، وهو من أصدقاء الشاعر ومحبي أدبه فقال: (.. ولا أظن أحدًا يخطئ هذه الدائرة التي دارت فيها عبارة بودلير، حتى وجدنا الشاعر العربي كلم بودلير بنفس كلماته، لقد قال (بودلير) هذين السطرين ذات يوم، ولكنه فيما يبدو لم يكن ينطق بلسانه وحده، بل كان ينطق بلسان إنسان العصور الحديثة كلها، ومن ثم لم يكن غريبًا أن يبرز صوته من خلال إليوت، ثم من خلال صلاح عبدالصبور. فلئن اختلفت مداخل التجربة التي أراد كل من الثلاثة التعبير عنها فلقد اتحدت أبعاد رؤيتهم، فكانت الكلمة الأخيرة للواحد منهم هي كلمة الآخرين)[9].

    أشهد بالله أنني أوغلت في الخطأ ولم أفهم إدراك هذه الدائرة كما لم يفهمها الكاتب ولا الشاعر نفسه، إنما هو تقليد وادعاء بفهم اللغة الفرنسية، وضياع الشخصية العربية في الانبهار الغربي، وعلى رأسهم الصديق الدكتور عز الدين نفسه، الذي أراد الإيحاء بأنه ضليع باللغة الفرنسية وأنه يفهمها... إنه تعليل غريب أن ينظم عربي من القاهرة في القرن العشرين.. وفرنسي في القرن التاسع عشر وإنكليزي أمريكي مخضرم.. الحاجات النفسية ذاتها دون تطور أو تبدل، أو أثر للحضارات المختلفة في القارات، ولا جدال في أن العواطف الإنسانية العميقة واحدة في صدقها، لكنما قول الصديق لَيٌّ، لعنق الحقيقة، مصدره شعور بالنقص أمام الأدب الفرنسي، عندما أراد الكاتب الفاضل أن يحشر نفسه أيضًا في هذه الدعوة وقال إنه شاعر وذكر أنه نظم قصيدة (الكل باطل)[10] ووضع فيها بعض الجمل باللغة الفرنسية، ونشرها في كتابه وفيها بعض كلمات من بليك وبول إيلوار، ولعله لا يعرف سواهما... لأن الزميل الفاضل لم يُعرف شاعرا، ولم يترجم شيئًا من الأدبين الإنكليزي والفرنسي إلى اللغة العربية له أهمية فنية فعلام هذا القول؟!


    كان حريًا به أن يترجم الصوتين ليفهم عشاق أدبه – وأنا منهم – ما أراد. وللأسف إن عدم الترجمة حالت دون أن أتمتع بهذا الأدب الذي أرجو أن يكون رفيعًا...!! لعله أراد أن يقول إن صلاح عبدالصبور جاء بصوت واحد فأنا جئت بصوتين، فأنا خير من صلاح عبدالصبور، وأشهد أنه أكثر منه علمًا وفضلاً، ولكن صلاح خير منه شاعرًا وفنانًا.


    ولا أتهم شعر هؤلاء الشعراء كلهم بالأسلوب السيئ والتراكيب الضعيفة، والمعاني السقيمة، ففيهم من نظم جيد الشعر وأعذب القصيد، وما أساؤوا إلى لغتهم مثل بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وصلاح عبدالصبور وكتبوا غرر الشعر العربي الذي سيذكره التاريخ ومن ذلك مسرحيات صلاح عبدالصبور، التي رسم فيها خطوطًا جديدة في الفن المسرحي التي أغفل النقاد هذا الجانب الفني منها، واتجهوا إلى شعره الوجداني، لأن نقاد هذا العصر يركضون وراء السهل والسطحية، وأكثرهم خالي الوفاض من الفن والنقد والأدب ومن سطحيي الفكر، ولا يملك الذوق الأصيل المرهف الجميل. ودراسة المسرحيات بحاجة إلى ذوق وصبر وسعة اطلاع على النقد الحديث والقديم.
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 6 مايو 2024 - 14:14