-مجزرة الثامن ماي 1945 :
اغتنم زعماء الحركة الوطنية فرصة الاحتفال بالعيد العالمي للشغل 01 ماي 1945، وكذلك الاحتفال بالهدنة من نفس الشهر نتيجة انتهاء الحرب العالمية الثانية، فنظموا مظاهرات سلمية تندد بالقمع الاستعماري، ( ) وتؤكد للعالم مشروعية الطموحات الوطنية للشعب الجزائري وتفند مقولة السياسة "الجزائر فرنسية " فقد أعلن رجالات الحركة الوطنية تطليق الامبريالية وتحقيق الاستقلال( )
فإذا كان مناضلي حزب الشعب قد استطاعوا احتواء إعداد الجماهير في الجزائر العاصمة، فان الوضع بسطيف وما جاورها لم يتوقف عند هذا الحد، حيث لم يستطع المشرفون احتواء غضب الجماهير فانفرط عقد المسيرة وانتشر أفرادها عبر شوارع المدينة واشتبكوا مع القوات الاستعماري ومع اللفيف الأوربي، ( ) وبالرغم من كون المسيرة كانت سلمية إلا أنها أخذت ضحايا في اليوم الأول تراوحت أعدادهم مابين 29 أو 27 قتيلا، ولكن بعدها انتشر القمع وراح سكان سطيف يهاجمون المراكز
الكولونيالية، نتيجة للتصعيد في الإجراءات القمعية، فقد طبقت القوات الفرنسية في حملتها القمعية إستراتيجية العمليات الكاسحة،( ) فتم استخدام الطائرات المقنبلة بأمر من السلطات السياسية الفرنسية " وزير الخارجية تيكسيه " ووزير الطــيران " تيون " teyon ، الشيوعي لتدمير المد اشر والقرى وأقدمت
الوحدات البرية المشكلة من اللفيف الأجنبي والدرك والشرطة والمعمرين، إلى استباحة قتل كل جزائري يصادفونه أماهم وتدمير وحرق كل بيت مازال واقفا لم يسقط تحت نيران الطيران( )
ومهما كانت الأعذار التي تبرأت بها السلطات الفرنسية فان كل الشهادات الفرنسية والأجنبية والجزائريين تؤكد على أن القمع الذي مورس على الجزائريين كان لامبرر له، وانه كان كان مبالغ فيه، وأكدوا أن السلطات الفرنسية كان بإمكانها إنهاء القمع بانتهاء المظاهرات في نفس اليوم، كما يقع في كثير من المناسبات الشبيهة، ( ) وكان بإمكانها اجتناب أعمال القمع والتقتيل والإعدام دون محاكمة، فقد كتب عن هذا شارل أندري جوليان مايلي: " توجد وسائل قمع أخرى تمت ممارستها على الشعب الجزائري، فقد القي ببعضهم داخل الأفران في هيليوبوليس (بالقرب من قالمة) وكان اشياري وهو نائب عامل العمالة
قد أطلق شخصيا النار على المتظاهرين " وباعتراف من السيد كيطولي، الناطق باسم المعمرين ورئيس بلدية سكيكدة.( )
فالقتل والتدمير والإعدام الجماعي وقنبلة القرى والمد اشر والأرياف بالإضافة إلى الاعتقالات وحملات النفي التي استمرت لمدة أسبوع، تبين النوايا الإجرامية مع سبق الإصرار والترصد للسلطات الفرنسية بالتخطيط المسبق لارتكاب المجزرة،( ) ومن أهم المصادر التي أكدت ذلك صحيفة" ستارز- اندرستربيرز" لسان حال الجيش الأمريكي في 28 ماي 1945 حيث ورد فيها مايلي: " ... إن قاذفات القنابل الفرنسية قد حطمت قرى آهلة بالسكان بأكملها ... لقد طار الطيارون الفرنسيون حوالي ثلاثمائة مرة في اليوم الواحد مستعملين القاذفات الأمريكية الثقيلة والمتوسطة، حتى سويت القرى بعدد من القرى ... والدواوير... أثناء حملة دامت تسعة أيام( )
وتدل الحصيلة النهائية لعدد القتلى الجزائريين مدى عظمة الحقد الاستعماري اتجاه الشعب الجزائري ومدى الرغبة في إنهاء وجوده، وان اختلفت الإحصائيات فالتقديرات الجزائرية تشير إلى أن عدد الضحايا بلغت مابين 45 ألف إلى 100 ألف شهيد،( ) بالإضافة إلى ألاف الجرحى.
بينما التقديرات الأجنبية المقربة من فرنسا ومنها الأمريكية تقدرها بين 07 ألاف و 18 ألف ضحية وأكدت على انه أمام الاستخدام الواسع للطائرات المقنبلة والإعدام الجماعي ساهم في ارتفاع عدد القتلـى
غير المبلغ عنهم كما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز". وجاء في البرقية الصادرة عن كتابة الدولة الأمريكية للخارجية بمقر السفارة مايلي: " بخصوص الوضع في الجزائر الناتج عن انتفاضة الأهالي يوم 08 ماي والإجراءات الردعية والقمعية التي اتخذتها السلطات الفرنسية بعد ذلك ... وفي هذا الإطار يمكنك أن تشير إلى أننا أخذنا علنا بالكلمة التي أذاعها "تيكسيه" في 29 يونيو بعد التحقيق في الانتفاضة والتي قال فيها بان عدد المسلمين الذين قتلوا لا يتجاوز عددهم 1500 نسمة. إن معظم المصادر المعتمدة تقدر بان عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير، ولكن حتى لو سلمنا بإحصاء " تيكسيه "، فانه يدل على تجاوز الحد في الإجراءات القمعية( )
حتى المصادر الفرنسية تذهب إلى أن العدد الحقيقي يتجاوز ما أكدته السلطات الفرنسية برئاسة الوزير " تيكسيه " بأربع أو خمس مرات والتي تقدرها بـ: 1500 ضحية،( ) ولم تتوقف السلطات الفرنسية بارتكاب هذه المجزرة بل لجأت إلى اعتقال مايقارب 2400 جزائري والحكم على 49 و 64 بالمؤبد والأعمال الشاقة،و 329 بالأعمال الشاقة المؤقتة،( ) إلى جانب حل الأحزاب السياسية واعتقال الزعماء السياسيين.
وعليه فانه ورغم كل التضحيات التي قدمها الجزائريون إلى فرنسا في الحرب العالمية الثانية، إلا أن قادة الاحتلال الفرنسي أبوا إلا أن يتركوا بصمتهم في يوم احتفل به العالم ضد النازية والاحتلال، ويتركوا خلف وحشيتهم 45 ألف شهيد، وكان مفهوم السلام والأمن العالميين يمس شعوب أوربا دون سواهم.
أعمال القمع والإجرام زادت حدتها عندما انطلقت شرارة المقاومة والثورة التحريرية في 01 نوفمبر 1954 بهدف قمع الثوار وإخماد نار الثورة، ومنها عرفت هذه الفترة من تاريخ الجزائر أحداثا ومجازر لا تختلف عن سابقاتها إلا من حيث المكان والزمان.
اغتنم زعماء الحركة الوطنية فرصة الاحتفال بالعيد العالمي للشغل 01 ماي 1945، وكذلك الاحتفال بالهدنة من نفس الشهر نتيجة انتهاء الحرب العالمية الثانية، فنظموا مظاهرات سلمية تندد بالقمع الاستعماري، ( ) وتؤكد للعالم مشروعية الطموحات الوطنية للشعب الجزائري وتفند مقولة السياسة "الجزائر فرنسية " فقد أعلن رجالات الحركة الوطنية تطليق الامبريالية وتحقيق الاستقلال( )
فإذا كان مناضلي حزب الشعب قد استطاعوا احتواء إعداد الجماهير في الجزائر العاصمة، فان الوضع بسطيف وما جاورها لم يتوقف عند هذا الحد، حيث لم يستطع المشرفون احتواء غضب الجماهير فانفرط عقد المسيرة وانتشر أفرادها عبر شوارع المدينة واشتبكوا مع القوات الاستعماري ومع اللفيف الأوربي، ( ) وبالرغم من كون المسيرة كانت سلمية إلا أنها أخذت ضحايا في اليوم الأول تراوحت أعدادهم مابين 29 أو 27 قتيلا، ولكن بعدها انتشر القمع وراح سكان سطيف يهاجمون المراكز
الكولونيالية، نتيجة للتصعيد في الإجراءات القمعية، فقد طبقت القوات الفرنسية في حملتها القمعية إستراتيجية العمليات الكاسحة،( ) فتم استخدام الطائرات المقنبلة بأمر من السلطات السياسية الفرنسية " وزير الخارجية تيكسيه " ووزير الطــيران " تيون " teyon ، الشيوعي لتدمير المد اشر والقرى وأقدمت
الوحدات البرية المشكلة من اللفيف الأجنبي والدرك والشرطة والمعمرين، إلى استباحة قتل كل جزائري يصادفونه أماهم وتدمير وحرق كل بيت مازال واقفا لم يسقط تحت نيران الطيران( )
ومهما كانت الأعذار التي تبرأت بها السلطات الفرنسية فان كل الشهادات الفرنسية والأجنبية والجزائريين تؤكد على أن القمع الذي مورس على الجزائريين كان لامبرر له، وانه كان كان مبالغ فيه، وأكدوا أن السلطات الفرنسية كان بإمكانها إنهاء القمع بانتهاء المظاهرات في نفس اليوم، كما يقع في كثير من المناسبات الشبيهة، ( ) وكان بإمكانها اجتناب أعمال القمع والتقتيل والإعدام دون محاكمة، فقد كتب عن هذا شارل أندري جوليان مايلي: " توجد وسائل قمع أخرى تمت ممارستها على الشعب الجزائري، فقد القي ببعضهم داخل الأفران في هيليوبوليس (بالقرب من قالمة) وكان اشياري وهو نائب عامل العمالة
قد أطلق شخصيا النار على المتظاهرين " وباعتراف من السيد كيطولي، الناطق باسم المعمرين ورئيس بلدية سكيكدة.( )
فالقتل والتدمير والإعدام الجماعي وقنبلة القرى والمد اشر والأرياف بالإضافة إلى الاعتقالات وحملات النفي التي استمرت لمدة أسبوع، تبين النوايا الإجرامية مع سبق الإصرار والترصد للسلطات الفرنسية بالتخطيط المسبق لارتكاب المجزرة،( ) ومن أهم المصادر التي أكدت ذلك صحيفة" ستارز- اندرستربيرز" لسان حال الجيش الأمريكي في 28 ماي 1945 حيث ورد فيها مايلي: " ... إن قاذفات القنابل الفرنسية قد حطمت قرى آهلة بالسكان بأكملها ... لقد طار الطيارون الفرنسيون حوالي ثلاثمائة مرة في اليوم الواحد مستعملين القاذفات الأمريكية الثقيلة والمتوسطة، حتى سويت القرى بعدد من القرى ... والدواوير... أثناء حملة دامت تسعة أيام( )
وتدل الحصيلة النهائية لعدد القتلى الجزائريين مدى عظمة الحقد الاستعماري اتجاه الشعب الجزائري ومدى الرغبة في إنهاء وجوده، وان اختلفت الإحصائيات فالتقديرات الجزائرية تشير إلى أن عدد الضحايا بلغت مابين 45 ألف إلى 100 ألف شهيد،( ) بالإضافة إلى ألاف الجرحى.
بينما التقديرات الأجنبية المقربة من فرنسا ومنها الأمريكية تقدرها بين 07 ألاف و 18 ألف ضحية وأكدت على انه أمام الاستخدام الواسع للطائرات المقنبلة والإعدام الجماعي ساهم في ارتفاع عدد القتلـى
غير المبلغ عنهم كما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز". وجاء في البرقية الصادرة عن كتابة الدولة الأمريكية للخارجية بمقر السفارة مايلي: " بخصوص الوضع في الجزائر الناتج عن انتفاضة الأهالي يوم 08 ماي والإجراءات الردعية والقمعية التي اتخذتها السلطات الفرنسية بعد ذلك ... وفي هذا الإطار يمكنك أن تشير إلى أننا أخذنا علنا بالكلمة التي أذاعها "تيكسيه" في 29 يونيو بعد التحقيق في الانتفاضة والتي قال فيها بان عدد المسلمين الذين قتلوا لا يتجاوز عددهم 1500 نسمة. إن معظم المصادر المعتمدة تقدر بان عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير، ولكن حتى لو سلمنا بإحصاء " تيكسيه "، فانه يدل على تجاوز الحد في الإجراءات القمعية( )
حتى المصادر الفرنسية تذهب إلى أن العدد الحقيقي يتجاوز ما أكدته السلطات الفرنسية برئاسة الوزير " تيكسيه " بأربع أو خمس مرات والتي تقدرها بـ: 1500 ضحية،( ) ولم تتوقف السلطات الفرنسية بارتكاب هذه المجزرة بل لجأت إلى اعتقال مايقارب 2400 جزائري والحكم على 49 و 64 بالمؤبد والأعمال الشاقة،و 329 بالأعمال الشاقة المؤقتة،( ) إلى جانب حل الأحزاب السياسية واعتقال الزعماء السياسيين.
وعليه فانه ورغم كل التضحيات التي قدمها الجزائريون إلى فرنسا في الحرب العالمية الثانية، إلا أن قادة الاحتلال الفرنسي أبوا إلا أن يتركوا بصمتهم في يوم احتفل به العالم ضد النازية والاحتلال، ويتركوا خلف وحشيتهم 45 ألف شهيد، وكان مفهوم السلام والأمن العالميين يمس شعوب أوربا دون سواهم.
أعمال القمع والإجرام زادت حدتها عندما انطلقت شرارة المقاومة والثورة التحريرية في 01 نوفمبر 1954 بهدف قمع الثوار وإخماد نار الثورة، ومنها عرفت هذه الفترة من تاريخ الجزائر أحداثا ومجازر لا تختلف عن سابقاتها إلا من حيث المكان والزمان.
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد