عيد العمال بين الأمس واليوم

عيد العمال بين الأمس واليوم
تلقيت أمسية الأمس مكالمة طيبة من الأستاذة الفاضلة ابنتي سهام لتهنئتي بعيد العمال رغم انني ضمن تعداد المتقاعدين الـذين كانوا عمالا أيام الزمن الجميل ، يوم كان يحتفى بفاتح ماي يوم الشغل في أبهى صورة وأفضل أجواء يوم كنا نستقبله ببشرى زفت لنا عن طريق التلفاز بالأبيض والأسود بزيادة في الأجور وخطاب يبرز المنشآت المدشنة والمرافق المضافة والمكاسب المحققة ، يوم كانت مجموعات العمال تشارك بالزي الرسمي في المسيرت تحت أنغام الأناشيد الوطنية الحماسية مبرزة ما حققته من إنتاج فوق عربات ، يوم كانت الخطابات تلقى للإشادة بالعمال ودورهم في تنمية الوطن وتبيان قيمة العمل حاثة على مضاعفة الجهد لتطوير الاقتصاد واللحاق بالأمم المتقدمة ، يوم كان فرصة يلتقي فيها العمال بمختلف الفئات في فضاء متسم بالانسجام والألفة يتبادلون الخبرات والطموحات .
فأين نحن الآن من ذاك الزمن الجميل ، هل العمل أصبح لا قيمة له حتى تمر الـذكرى حزينة كئيبة ماعدا الاستفادة من يوم راحة مدفوعة الأجر ، هل مكانة العمل في مجتمعنا تدحرجت إلى أسفل الدرجات حتى أصبحنا نهمل الاحتفاء بالعمال وننسى تكريم المجدين والإشادة بالمخلصين من أبناء هـذا الوطن المحتاج لكل عامل مهما كانت رتبته كي يساهم في بنائه كما تفعل الدول المتقدمة التي تقدس العمل وتسعى لجعل العامل في منزلة محترمة تجعله يقبل على خدمة الوطن بفخر واعتزاز .
تهانينا لجميع العمال ، كل عام وأنتم بخير ، كل سنة وأنتم بصحة وعافية .