درس اليوم في مسجد الفتح الطارف ....للأخ الفاضل فوزي رمضاني

دار درس الجمعة اليوم في مسجدنا حول قوله صلّى الله عليه وسلّم عن أبي هريرة رضي الله عنه: {إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) رواه مسلم.
فبعد أن سلّم الإمام على المصلّين وحيّاهم بتحيّة الإسلام، سألهم عن دواعي واسباب خلق الله لهم وللناس جميعا. وكان ذلك مدخلا أخبرهم من خلاله بأنّ دواعي خلقهم ووجودهم في الدنيا، تدور في المجمل حول اغتنام الطيّبات واجتناب الخبائث. وذكّرهم بعدها بقوله صلّى الله عليه وسلّم عن أبي هريرة: {إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له) رواه مسلم.
وفي معرض شرحه وتحليله للحديث أخبر الإمام المصلّين بأنّه يتحدث عن أثر الكسب الطيّب في قبول العمل وقبول الدعاء وأسباب قبول الدعاء وموانعه. وقال إنّ في الجديث الشريف مسائل هامّة لا يتّسع الوقت اليوم للتحدّث حولها جميعا لذلك سيتحدّث في بعضها فقط وهي:
المسالة الأولى: في الحديث وصف الله بالطيب والطيب هنا معناه الطاهر والمعنى أنه تعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب كلها. ومن أثر تلك الصفة أنه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طاهرا من المفسدات كلها ولا من الأموال إلا ماكان طيبا حلالا فإن الطيب يوصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات؛ كقوله تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ). وقال تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ). وقد وصف الله سبحانه المؤمنين بالطيب فقال تعالى ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ). فالمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما سكن في قلبه من الإيمان وظهر على لسانه من الذكر وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان وداخلة في اسمه وهذه الطيبات كلها يقبلها الله تعالى. وقد ضرب الإمام للمصلين موعدا الجمعة المقبلة بحول الله لاستكمال شرح الحديث واستخراج ما فيه من درر وجواهر.