رابعا:
إن الاعداد الذهني المسبق لدى المتعلم من أجل استقبال المعلومات أمر أكدته التربويات الحديثة فكان لابد لمصمم الوسيلة التكنلوجية من تضمينها الحوافز التي تتمكن من تعزيز قدرة المتعلم على مراقبة ومتابعة العناصر المعرفية المراد له تعلمها مما يسهل عليه توقع هذه المثيرات ومن ثم الاستجابة لها لمساعدته فيما بعد بإعادة وترتيب المجال الادراكي عنده .
خامسا:
إنّ إتاحة الفرصة للمتعلم للقيام بجملة استجابات منشطة تحقيقا لعملية تعليمية له اثر شديد في إدراك ما يتعلم لذا كان من المحتم على من يصمم الوسيلة التكنلوجية أن تحتوي على مواقف وخبرات تشجع المتعلم وتمنحه الفرصة بأن يمارس نشاطات فعالة للمادة التعليمية وبذلك تضمن له المشاركة في العملية التعليمية مشاركة جادة .
سادسا:
لابد من اشتمال الوسيلة الكنلوجية على ما يعزز السلوك المرغوب لدى المتعلم لذا لزم على مصمم الوسيلة أن يستخدم من خلالها عبارات التشجيع والاسستحسان للاستجابات السليمة والصحيحة ويمكن اعطاء الاستجابات الصحيحة ليقارن المتعلمون بينها وبين استجاباتهم .
مما تقدم ذكره يمكننا التوصل إلى نتيجة مفادها إن من الأسس النفسية والتربوية للإعداد الجيد للوسائل التكنلوجية للتعليم ما يلي :
(1). تحديد الاهداف التربوية بدقة على المستوى السلوكي وبالتفصيل .
(2). ارتباط الوسيلة بالمنهج وطرق التعليم وعلم النفس .
(3). الاخذ بخصائص المتعلمين من العمر الزمني والعقلي وميله ورغباته وخبراته وبيئته .
(4). الاخذ بخصائص المعلم من حيث معرفة قدرته على استخدام الوسيلة بالاطلاع على أنواعها ومصادرها وطرق انتاجها وكيفية تشغيلها .
(5). تجربة الوسيلة عمليا من خلال مرحلة الاعداد لها وقبل مرحلة استخدامها وحتى قبل مرحلة انتاجها للتأكد من صلاحيتها .
(6). توفير المناخ المناسب لاستعمال الوسيلة من مراعاة للظروف الطبيعية المحيطة باستخدام الوسيلة كالإضاءةوالتهوية وتوفير الاجهزة وطريقة وضعها .
(7). عدم ازدحام الدرس بالوسائل التكنلوجية ويتحقق هذا من خلال اختيار المعلم للوسيلة المناسبة لدرسه وطلابه وعلى ضوء الاهداف التربوية .
(. تقويم وتقدير قيمة الوسيلة ومدى ملاءمتها للدرس وللدارسين بمرحلتين :
الاولى: التقويم الداخلي للوسيلة ويعني التقويم عند الاعداد والتصميم والتنفيذ للوسيلة
ثانيا: التقويم الخارجي والذي يعني تجريب الوسيلة على عينة ممثلة لمن يتعلم بهذه الوسائل التكنلوجية والتي تختار عشوائيا فإن حققت الوسيلة أهدافها تم تعميمها وإن فشلت يمكن مراجعتها للتعديل .
(9). استمرارية الوسيلة وذلك بأن تضمن الوسيلة مقترحات ببعض الانشطة التعليمية التي يمكن للمتعلمين تنفيذها بعد استخدام الوسيلة بمعنى الحرص على عدم انتهاء الفائدة من الوسيلة بانتهاء استعمالها .
الاسباب الدافعة إلى استخدام الوسائل التكنلوجية في التعليم
هناك جملة من الاسباب التي استعت استخدام الوسيلة التكنلوجية المبرمجة بحيث اصبح هذا الاستعمال ضرورة لاغنى عنها في تحقيق الاهداف المعرفية والسلوكية للنشاط التربوي ومن هذه الاسباب ما يلي :
أولا: الانفجار المعرفي
تعيش البشرية الان زمن صنع المعرفة بشكل متزايد وسريع حيث تطل علينا في كل يوم اختراعات واكتشافات وابحاث جديدة في كافة المجالات المعرفية ولما كان الهدف من التربية في الأساس نقل المعرفة من الجيل الذي توصل إليهل للجيل الذي بعده اصبحت التربية تتسم بالاستمرارية ولكي تحافظ على هذه الاستمرارية كان لابد عليها استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة ويمكن تصنيف الانفجار المعرفي من عدة زوايا :
1. النمو المتضاعف وزيادة حجم المعارف .
2. استحداث تصنيفات وتفريعات جديدة للمعرفة الواحدة .
3. ظهور مجلات تقنية جديدة بدأ استعمالها في العملية التعليمية لنقل المعلومة والاحتفاظ بها مثل التلفاز والفيديو والسبورة الضوئية والكومبيوتر .
4.زيادة في عدد المتعلمين مما أدى إلى زيادة الاقبال على البحث العلمي الذي ادى بدوره إلى زيادة حجم المعرفة .
ثانيا: الانفجار السكاني
يعيش عالمنا اليوم مشكلة حادة وخطيرة تتمثل بزيادة عدد السكان وما يرافق هذه الزيادة من مشكلات اقتصادية واجتماعية وتربوية ولعل المشكلة التربوية من أهم تحديات العصر الراهن حيث تواجه التربية في كل مكان مشكلة زيادة عدد طالبي العلم والمعرفة لادراك الأمم ما في المعرفة من فائدة ونفع تقف عليه أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والانتقال بهم إلى أعلى درجات السلم الاجتماعي ولعلمها بأن أرقى أنواع الاستثمار هو الاستثمار العلمي الذي يقود إلى الاستثمار البشري فاتاحت الفرصة للتعليم أمام كل المواطنين بغض النظر عن ظروفه المادية والصحية والاجتماعية ليصبح واحدا من حقوق المواطنة التي تقاس بها حضارية الامة مما دفع بتلك الأمم إلى فتح مدارس جديدة وتسخير الامكانيات الطبيعية والمادية لكل مدرسة والامكانات البشرية والعلمية قدر الامكان مما ألجأها بالتالي إلى استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة في التعليم لأجل تأمين فرص التعليم واتاحته لاكبر عدد ممكن من طالبيه .
ثالثا: انخفاض الكفاءة في العملية التربوية
إن انخفاض الكفاءة في العملية التربوية عملية معقدة ومركبة تتضمن مناحٍ عديدةً وفي كل منحى نجد مفقودا :التلاميذ ينسلون هاربين من مدارسهم والذين حاربوا أميتهم عادوا إلى أميتهم مرة أخرى والذين ينتهون من مرحلة تعليمية لا يتأقلمون بسرعة مع المرحلة التي تليها أما الذين أكتفوا بما حصلوه من معارف وخرجوا إلى الحياة لم يجدوا فيما تعلموه ما يرتبط بحياتهم اليومية العملية أو ما يعينهم على مواجهة الحياة . كما أن تركيز المعلمين في تعليمهم على هدف تحصيل المعلومات وحفظها من أجل الامتحان فقط واهمالهم المهارات العقلية والحركية والخلقية وتكوين القيم والمثل والتدريب على التفكير السليم كل هذه أمور فشلت كثير من تربيات الامم في تحقيقها ولكي تراجع التربيات أهدافها وتطور أساليبها لزيادة كفاءتها وعائدها وجب عليها استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة للتعليم في العملية التربوية لربط التربية بالحياة وإثارة الدافع لدى المتعلم على التعلم وتكوين المهارات السليمة والتدريب على انماط العقل النقدي التحليلي الابتكاري .
رابعا: الفروق الفردية بين المتعلمين
قاد الانفجار السكاني واهتمام الامم بالتعليم باعتباره أرقى أنواع الاستثمار الانساني إلى اتساع القاعدة الطلابية وهذا قاد بدوره إلى عدم تجانس الفصول التعليمية فظهرت الفروق الفردية للمتعلمين داخل الفصل الدراسي الواحد فقد يتفقون في العمر الزمني إلا أنهم يختلفون في العمر العقلي مما يؤدي بالنتيجة إلى اختلاف القدرات والاستعدادات والميول والرغبات .
وقد لا تكون مشكلة الفروق الفردية واضحة المعالم في المرحلة التعليمية الأولى إلا أن ظهورها يتوالى بروززا منذ المرحلة المتوسطة ثم تشتد في المرحلة الثانوية لتكون في المرحلة الجامعية على اشدها .
وحتى تتجاوز النظم التربوية اشكالية الفروق الفردية لابد من اللجوء إلى استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة للتعليم لما توفره هذه الوسائل من مثيرات متعددة النوعية وعرضها لهذه المثيرات بطرق واساليب مختلفة تتيح للمتعلم فرصة الاختيار المناسب منها الذي يتفق مع قابلياته ورغباته وميوله .
خامسا: تطوير نوعية المعلم
المعلم المعاصر يواجه تحديات عديدة تتمثل بالتطور التكنلوجي ووسائل الاعلام وازدحام الفصول والقاعات الدراسية وتطور فلسفة التعليم مما جعل اعداده عملية معقدة وطويلة ولا يمكن أن يكتفي بهذا الاعداد قبل الخدمة بل اصبح يدرب ويعاد تدريبه أثناء الخدمة ليساير هذه التطورات ويتمكن من مواجهة تحديات العصر .
لم تعد التربية الحديثة تنظر إلى المعلم نظرة "الملقن والمحفظ" للمتعلمين بل ترى فيه الموجه والمرشد والمصمم للمنظومة التعليمية داخل الفصل التعليمي بما يقوم به من تحديد الاهداف الخاصة بالدرس وتنظيم الفعاليات والخبرات واختيار أفضل الوسائط لتحقيق اهدافه التربوية ووضع استراتيجية تمكنه من استخدامها في حدود الامكانات المتاحة له داخل البيئة المدرسية.
إذا تم النظر إلى المعلم بهذا التوصيف التربوي المعاصر ستظهر مشكلة هامة تتمثل بقلة عدد المعلمين المتصفين بهذه الصفات علميا وتربويا ومن أجل معالجة هذه الاشكالية كان لابد من اللجوء إلى التقنية المبرمجة للتعليم .
سادسا: تشويق المتعلم في التعلم
إن طبيعة الوسائل التكنلوجية سواء أكانت مواد تعليمية متنوعة أو اجهزة تعليمية أو أساليب عرض طبيعة تتصف بالاثارة لأنها تقدم المادة التعليمية باسلوب جديد يختلف عن الطريقة اللفظية التقليدية وهذا ما يحبب إلى نفس المتعلم ما يتعلم ويثير لديه الرغبة فيه كما أن التعليم التكنلوجي يتيح للمتعلم انماطا عديدة من طرق العرض مما يتيح له حرية الاختيار للخبرات التعليمية ولأسلوب تعلمه بما يتفق وميوله وقدراته فيزيد هذا من مشاركته في العملية التعليمية وبناء المفاهيم المفيدة لديه .
سابعا: جودة طرق التعليم
يساعد استعمال الوسائل التقنية المبرمجة على تكوين مدركات وفاهيم علمية سليمة مفيدة فمهما كانت اللغة واضحة في توصل المعلومة للمتعلم يبقى أثرها محدودا ومؤقتا بالمقارنة مع أثر استخدام الوسائل التقنية التي تزيد القدرة على الاستيعاب والتذوق وتعين على تكوين الاتجاهات والقيم بما تقدمه لهم من امكانية على دقة الملاحظة والتمرين على اتباع أسلوب التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات وترتيب واستمرار الافكار التي يكونها المتعلم . كما أنها توفر لديه خبرات حقيقية تقرب واقعه إليه مما يؤدي إلى زيادة خبرته فتجعله أكثر استعدادا للتعلم .
عند استخدام وسائل التعليم التقني المبرمج يتضح دور كل من المعلم والتلميذ في العمبلية التربوية من تحديد الاهداف التربوية وصياغتها والخبرات التعليمية وخلق المواقف التعليمية واختيار الاجهزة التعليمية ورسم استتراتيجية استخدامها وتقرير انواع التعلم وواجب كل منهم اتجاهه لكي يتم الوصول إلى مرحلة التقويم وهذا ما يفعّل العملية التربوية التعليمية ويعمقها .
شروط الوسيلة التعليمية الناجحة
مما تقدم يمكننا استخلاص الشروط لأساسية التالية التي تتوقف عليها الوسيلة التعليمية الناجحة:
1. أن تكون مناسبة للعمر الزمني والعقلي للمتعلم .
2. أن تكون الوسيلة التعليمية نابعة من المقرر الدراسي وتحقق أهدافه .
3. أن تجمع بين الدقة العلمية والجمال الفني مع المحافظة على وظيفة الوسيلة بحيث لا تغلب الناحية الفنية لها على المادة العلمية .
4. أن تتناسب مع البيئة التي تعرض فيها من حيث عاداتها وتقاليدها ومواردها الطبيعية أو الصناعية .
5. أن تكون الرموز المستعملة ذات معنى مشترك وواضح بالنسبة للمعلم والمتعلم .
6.أن تكون مبسطة بقدر الامكان وأن تعطي صورة واضحة للآفكار والحقائق العلمية شريطة عدم الاخلال بهذه الحقائق .
7. أن يكون فيها عنصر التشويق الجذاب .
8. أن تكون الوسائل مبتكرة بعيدة عن التقليد.
9. أن يكون بها عنصر الحركة قدر الامكان .
10. أن يغلب عليها عنصر المرونة بمعنى امكانية الوسيلة على التعديل لتحقيق هدف جديد من خلال إدخال إضافات أو حذف بعض العنصر فيها .
11. أن تحدد المدة الزمنية لعرضها والتي تتناسب مع المتعلمين وطبيعة المادة التعليمية .
12. أن تكون قليلة التكاليف وحجمها ومساحتها وصوتها إن وجد يتناسب وعدد المتعلمين .
11. أن تكون متقنة وجيدة التصميم من حيث تسلسل عناصرها وأفكارها وانتقالها من هدف تعليمي إلى آخر والتركيز على العناصر الآساسية للمادة التعليمية .
ماهية التفكير
ليس هناك من تعريف محدد ومطلق يتفق عليه التربويون والنفسيون على ماهيه التفكير البشري ولكن هناك جملة تفسيرات تتسم بعمومية يتفق عليها الكثير فيعرف البعض التفكير بأنه استخدام الوظائف النفسية لحل مشكلة ما Problem solving ) ) بصياغة حلول ناجعة للمشكلة لتعرض هذه الحلول على العقل كي يختار منها الحل المناسب ليتم تنفيذ هذا الحل في خطوات متصلة مترابطة .
وفسره البعض أمثال فؤاد أبو حطب (1971) بأنه تجربة عقلية ذهنية تتضمن كل الفعاليات العقلية التي تستخدم رموزا كالصور الذهنية والمعاني والالفاظ والارقام والذكريات والاشارات والتعبيرات والإيحات التي تحل محل الأشياء والاشخاص والمواقف والاحداث المختلفة التي يفكر فيها الفرد من أجل فهم موقف محدد.
ويمكننا أن نأخذ باستنتاج سيد خير الله (1981) في تفسير التفكير والذي يعد الاقرب إلى بيان ماهية التفكير ومفاده وهو أن الانسان عند مواجهته أي معضلة ولا يجد في خبراته ومعلوماته السابقة ما يعينه على حلها والتغلب عليها سيقوم وقتها بنشاط فكري خاص يمكّنه من الوصول إلى حل مناسب لهذه المعضلة على أن يتميز هذا النشاط الفكري بالسمات التالية :
1. القابلية على إدراك العلاقات الأساسية في الموقف المُشكل .
2. القابلية على اختيار البديل الاكثر ملائمة من البدائل المتوفرة .
3. القابلية على الاستبصار وإعادة تنظيم الخبرات السابقة .
4. القابلية على إعادة تنظيم الافكار المتاحة من أجل الوصول إلى افكار جديدة .
نمطيات التفكير الانساني .
الحقيقة العلمية والحياتية تؤكد بأنه ما من شخصين يتفقان في تفكيرهما وفي طبيعتهما وقابلياتهما على القيام بأي نشاط حياتي . فالبشر مختلفون في طرائق التفكير والفهم حتى وإن كان هناك اتفاق بينهما في العمر الزمني والبيئي وهذا ما دفع التربويين والنفسيين إلى تمييز أنماط عديدة من التفكير البشري نوجزها على الشكل التالي :
1. التفكير الملموس ( Tangible thinking )
هو التفكير الخاص بالمظهر الخارجي للحوافز دون محاولة فهم معناها بمعنى أنه فهم يتعلق بالاشياء الملموسة التي نتمكن من ادركها بواسطة الحواس خلال اليوم العادي والتي لا يتطلب ادركها جهدا عقليا كبيرا ويتصف بهذا النوع من التفكير عادة الاطفال وبعض البالغين بمرض مخي .
2. التفكير المجرد (Abstract thinking )
هو التفكير المتعلق المتعلق بالاشياء غير المحسوسة التي من غير الممكن رؤيتها أو سمعها أو وزنها لأنها تدور في مفاهيم مجردة ويتصف بهذا النوع من التفكير البالغون الاسوياء .
3. التفكير الموضوعي (Objective thinking)
هو التفكير بالاشياء ذات الوجود الفعلي في عالمنا الذي نحياه ويستند على ثلاثة أسس متتابعة:
أ. الفهم: أي إدراك العلاقات بين الاجزاء وبين الجزء والكل .
ب.التنبوء: أي التوصل إلى علاقات جديدة من خلال إدراك العلاقات في الفقرة (أ) .
ج. التحكم: اي القدرة على التحكم في الظروف المحيطة بأحداث بالعلاقة الجديدة المراد تحقيقها .
4. التفكير الذاتي (Subjective thinking)
هو التفكير المتعلق باشياء ليس لها وجود إلا في خيال الفرد المفكر وأوهامه وتتعلق به شخصيا وقد يكون التفكير الذاتي الشخصي ايجابيا ينتج عنه ابتكار عشوائي مفيد ما وقد يكون سلبيا نتيجة أمراض نفسية تعكسها سلوكيات غير متزنة .
5. التفكير النقدي (Critical thinking)
هو التفكير الذي يعتمد على التحليل والفرز والاختيار والاختبار لما لدى الفرد من معلومات بهدف التمييز بين الافكار الصحية والافكار الخاطئة .
6. التفكير التعميمي (Generalization thinking)
هو التفكير الذي يتميز بقدرته على تنظيم وتصنيف ما يحتويه العالم الخارجي من مكونات واشياء والقدرة على تكوين مفاهيم من حيث الشكل والمضمون عن هذه المكونات والاشياء .
7. التفكير التمييزي (Distinctive thinking )
هو التفكيرالذي يتميز بالقدرة على بيان الفروق الأساسية بين الاشياء أو المكونات التي تنتمي إلى نوع معين منها .
8. التفكير الابتكاري (Creative thinking)
هو التفكير فيما هو غير واضح والذي ينتج عنه حلول وأفكار تبتعد عن الاطار المعرفي للفرد المفكر أو البيئة التي يعيش فيها بمعنى هو العملية التي تقود إلى وجود ناتج ينفصل في وجوده عمن أوجده وللتفكير الابتكاري ثلاثة محاور تعرض إليها عبد السلام عبد الغفار (1977) نوجز رأيه على الشكل التالي
أولا: الابتكار ناتج محدد وأسلوب للحياة إن العملية الابتكارية عملية ينشأ عنها أو ينتج منها ناتج جديد نتيجة للتفاعل بين الفرد باسلوبه الخاص في التفاعل مع ما يتوفر في محيطه وفي بيئته . وهذا ما يقود إلى قناعة جدلية مفادها أنه حيثما يوجد ناتج جديد يوجد ابتكار والابتكار يوصف بالجدة اذا كان جديدا بالنسبة لمن أنتجه ولم يسبق له معرفة سابقة به . فالابتكار بالمعنى العام إذن هو كل نشاط يقوم به الانسان وينتج عنه شيء جديد والجدة هنا منسوبة للفرد الذي صدر عنه النشاط وليس لما يوجد في المجال الذي يحدث فيه الابتكار . فالابتكار هو القوة الدافعة بالفرد إلى محاولته في الاكتمال وتحسين الذات وتنميتها وطريقته في أن يعيش وجوده كما يتبغي ان يعيشه الإنسان وبالتالي فالابتكار وتحقيق الذات عنصران متلازمان لايفترقان .
ثانيا: الابتكار عملية عقليةالابتكار كما تقدم ذكره عملية انتاجية يتم حدوثها وينتج عنها ناتج ابتكاري إذن الابتكار هو أيضا عملية تتضمن الإحساس بالمشكلات وابلفجوات في مجال ما ثم تكوين بعض الافكار أو الفروض التي تعالج هذه المشكلات واختبار صحة هذه الفروض وإيصال النتائج التي يصل إليها المفكر إلى الآخرين وهذا ما يتفق مع تعريف محمد لبيب النجيحي (1973) وآخرون للتفكير الابداعي بأنه قدرة الفرد على الانتاج انتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائية والاصالة بالتداعيات البعيدة كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير . إن تعريف النجيحي للتفكير الابداعي يتمن أربعة عناصر ومرتكزات أساسية للتفكير الابتكاري يمكننا إيجازها على الشكل التالي :
أولا: الطلاقة الفكرية ( Ideational Fluency )
تعني القاباية على استدعاء أكبر عدد ممكن من الافكار المناسبة في فترة زمنية محددة لمشكلة أو موقف مثير .
ثانيا: المرونة التلقائية (Spontaneous Flexibility )
تعني القدرة على انتاج استجابات مناسبة لمشكلة أو مواقف مثيرة وتتسم هذه الاستجابات بالتنوع واللانمطية وبمقدار زيادة الاستجابات الفريدة الجديدة تكون زيادة المرونة التلقائية .
ثالثا: الأصالة (Originality)
تعني القدرة على انتاج استجابات اصيلة أي قليلة التكرار بالمعنى الاحصائي داخل الجماعة التي ينتمي إليها الفرد أي أنه كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها .
رابعا: التداعي البعيد (Remote Associate)
تعني قابلية الفرد على انتاج استجابات متداعية متجاوزا في ذلك فجوة متسعة اتساعا غير عادي .
العلاقة بين التفكير الابتكاري وتكنلوجيا التعليم
سبق وأن تمّ تعريف تقنية التعليم بمفهومها المعاصر بأنها طريقة في التفكير تعتمد على اسلوب المنظومات في تصميمها وانتاجها وتطبيقها بمعنى أنها – تكنلوجيا التعليم- طريقة تتكون من مجموعة عناصر متداخلة ومتفاعلة فيما بعضها ولا يمكن الاستغناء عن أي عنصر فيها أو أهمال الآخر أو تفضيل عنصر على آخر فجميع هذه العناصر والاجزاء تمثل مكونات المنظومة وهذه المكونات أو العناصر تقسم كما تمت الإشارة إليه إلى مدخلات المنظومة و عمليات المنظومة ومخرجات المنظومة والتي بها يستدل على مدى نجاح المنظومة في تحقيق أهدافها وإن لم تتحقق هذذه الاهداف طبقا للمعايير والشروط المحددة لها مسبقا فتعود الاسباب في ذلك إلى إما لعنصر المدخلات أو لعنصر العمليات داخل هذه المنظومة ويستدل على ذلك بالرجع أي بالتغذية الراجعة (Feed back ) .
مما تقدم يتبين لنا بأن تكنلوجيا التعليم هي طريقة في التفكير أي أن تقنية التعليم تعتمد اعتمادا حيويا على التفكير ولا يمكنها الاستغناء عنه أو التنصل منه . ولكونها عملية تسير في خطوات منظمة يمر بها المتعلم أثناء تعلمه خبرات جديدة تؤدي إلى تحسين أسلوب حياته ومعيشته وتنمي ذاته وشخصيته فإنه –المتعلم- عن طريق هذه الخبرات يمكنه أن يعيش وجوده كما يجب أن يعيشه أي إنسان متعلم . ومن هذا يتبين لنا بأن تقنية التعليم لها علاقة بالتفكير الابداعي الابتكاري كأسلوب للحياة .
وعند الكلام عن مدى تحقيق أهداف المنظومة التعليمية ونوعية هذه الاهداف وكميتها ومدى أصالتها وجِدَّتِها فإننا نعرف الابتكار وكأنه ناتج محدد وعندما نذكر بأن تكنلوجيا التعليم تسير في خطوات منظمة تؤثر وتتأثر كل منها بالآخرى فإن تحديد هذه الخطوات واختبار صحتها ومدى ارتباطها ببعض ومدى تحقيقها للاهداف التعليمية التي وضعت من أجلها فإننا نتحدث بهذا كله عن عن الابتكار كعملية عقلية .
يعتقد تورنس وآخرون (1978) بأن برنامج التفكير الابتكاري في التعليم والتدريب يجب أن يتضمن التركيز على ثلاثة أبعاد رئيسية تساهم في تعميق فهمنا عن الابتكار ووسائل الابتكار لتنمية القدرة لدى المتعلم على التفكير الابداعي ويمكننا تلخيص هذه الابعاد على الوجه التالي:
أولا : الاتجاهات الابتكارية (Creative Attitudes)
الاتجاهات الابتكارية شرط للسلوك الابتكاري ويمكن تعديل السلوك الابتكاري في اتجاه أكثر مرونة وأكثر قدرة على التخيل .
ثانيا: القدرات الابتكارية الابداعية (Creative Abilities )
القدرات الابداعية قدرات فطرية يمكن تنميتها من خلال التمرين والتدريب المتواصل .
ثالثا: طرق ووسائل التفكير الابتكاري (techniques Creative Thinking)
هناك طرق عديدة ومختلفة ثلاثة طرق تعين المتعلم على الابتكار وتفعيل قابلية الابداع لديه منها:
(أ). طريقة التركيب الشكلي (Morphological Synthesis )
(ب). طريقة قائمة المراجعة (Check-listing )
(ج). طريقة المجاز (Synecdoche )
والطرق الثلاثة في مجموعها تهدف إلى مساعدة المتعلم وتدريبه على إنتاج الافكار الجديدة وإلى خلق حالة من التآلف والترابط الجديد لهذه الأفكار .
إن الاعداد الذهني المسبق لدى المتعلم من أجل استقبال المعلومات أمر أكدته التربويات الحديثة فكان لابد لمصمم الوسيلة التكنلوجية من تضمينها الحوافز التي تتمكن من تعزيز قدرة المتعلم على مراقبة ومتابعة العناصر المعرفية المراد له تعلمها مما يسهل عليه توقع هذه المثيرات ومن ثم الاستجابة لها لمساعدته فيما بعد بإعادة وترتيب المجال الادراكي عنده .
خامسا:
إنّ إتاحة الفرصة للمتعلم للقيام بجملة استجابات منشطة تحقيقا لعملية تعليمية له اثر شديد في إدراك ما يتعلم لذا كان من المحتم على من يصمم الوسيلة التكنلوجية أن تحتوي على مواقف وخبرات تشجع المتعلم وتمنحه الفرصة بأن يمارس نشاطات فعالة للمادة التعليمية وبذلك تضمن له المشاركة في العملية التعليمية مشاركة جادة .
سادسا:
لابد من اشتمال الوسيلة الكنلوجية على ما يعزز السلوك المرغوب لدى المتعلم لذا لزم على مصمم الوسيلة أن يستخدم من خلالها عبارات التشجيع والاسستحسان للاستجابات السليمة والصحيحة ويمكن اعطاء الاستجابات الصحيحة ليقارن المتعلمون بينها وبين استجاباتهم .
مما تقدم ذكره يمكننا التوصل إلى نتيجة مفادها إن من الأسس النفسية والتربوية للإعداد الجيد للوسائل التكنلوجية للتعليم ما يلي :
(1). تحديد الاهداف التربوية بدقة على المستوى السلوكي وبالتفصيل .
(2). ارتباط الوسيلة بالمنهج وطرق التعليم وعلم النفس .
(3). الاخذ بخصائص المتعلمين من العمر الزمني والعقلي وميله ورغباته وخبراته وبيئته .
(4). الاخذ بخصائص المعلم من حيث معرفة قدرته على استخدام الوسيلة بالاطلاع على أنواعها ومصادرها وطرق انتاجها وكيفية تشغيلها .
(5). تجربة الوسيلة عمليا من خلال مرحلة الاعداد لها وقبل مرحلة استخدامها وحتى قبل مرحلة انتاجها للتأكد من صلاحيتها .
(6). توفير المناخ المناسب لاستعمال الوسيلة من مراعاة للظروف الطبيعية المحيطة باستخدام الوسيلة كالإضاءةوالتهوية وتوفير الاجهزة وطريقة وضعها .
(7). عدم ازدحام الدرس بالوسائل التكنلوجية ويتحقق هذا من خلال اختيار المعلم للوسيلة المناسبة لدرسه وطلابه وعلى ضوء الاهداف التربوية .
(. تقويم وتقدير قيمة الوسيلة ومدى ملاءمتها للدرس وللدارسين بمرحلتين :
الاولى: التقويم الداخلي للوسيلة ويعني التقويم عند الاعداد والتصميم والتنفيذ للوسيلة
ثانيا: التقويم الخارجي والذي يعني تجريب الوسيلة على عينة ممثلة لمن يتعلم بهذه الوسائل التكنلوجية والتي تختار عشوائيا فإن حققت الوسيلة أهدافها تم تعميمها وإن فشلت يمكن مراجعتها للتعديل .
(9). استمرارية الوسيلة وذلك بأن تضمن الوسيلة مقترحات ببعض الانشطة التعليمية التي يمكن للمتعلمين تنفيذها بعد استخدام الوسيلة بمعنى الحرص على عدم انتهاء الفائدة من الوسيلة بانتهاء استعمالها .
الاسباب الدافعة إلى استخدام الوسائل التكنلوجية في التعليم
هناك جملة من الاسباب التي استعت استخدام الوسيلة التكنلوجية المبرمجة بحيث اصبح هذا الاستعمال ضرورة لاغنى عنها في تحقيق الاهداف المعرفية والسلوكية للنشاط التربوي ومن هذه الاسباب ما يلي :
أولا: الانفجار المعرفي
تعيش البشرية الان زمن صنع المعرفة بشكل متزايد وسريع حيث تطل علينا في كل يوم اختراعات واكتشافات وابحاث جديدة في كافة المجالات المعرفية ولما كان الهدف من التربية في الأساس نقل المعرفة من الجيل الذي توصل إليهل للجيل الذي بعده اصبحت التربية تتسم بالاستمرارية ولكي تحافظ على هذه الاستمرارية كان لابد عليها استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة ويمكن تصنيف الانفجار المعرفي من عدة زوايا :
1. النمو المتضاعف وزيادة حجم المعارف .
2. استحداث تصنيفات وتفريعات جديدة للمعرفة الواحدة .
3. ظهور مجلات تقنية جديدة بدأ استعمالها في العملية التعليمية لنقل المعلومة والاحتفاظ بها مثل التلفاز والفيديو والسبورة الضوئية والكومبيوتر .
4.زيادة في عدد المتعلمين مما أدى إلى زيادة الاقبال على البحث العلمي الذي ادى بدوره إلى زيادة حجم المعرفة .
ثانيا: الانفجار السكاني
يعيش عالمنا اليوم مشكلة حادة وخطيرة تتمثل بزيادة عدد السكان وما يرافق هذه الزيادة من مشكلات اقتصادية واجتماعية وتربوية ولعل المشكلة التربوية من أهم تحديات العصر الراهن حيث تواجه التربية في كل مكان مشكلة زيادة عدد طالبي العلم والمعرفة لادراك الأمم ما في المعرفة من فائدة ونفع تقف عليه أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والانتقال بهم إلى أعلى درجات السلم الاجتماعي ولعلمها بأن أرقى أنواع الاستثمار هو الاستثمار العلمي الذي يقود إلى الاستثمار البشري فاتاحت الفرصة للتعليم أمام كل المواطنين بغض النظر عن ظروفه المادية والصحية والاجتماعية ليصبح واحدا من حقوق المواطنة التي تقاس بها حضارية الامة مما دفع بتلك الأمم إلى فتح مدارس جديدة وتسخير الامكانيات الطبيعية والمادية لكل مدرسة والامكانات البشرية والعلمية قدر الامكان مما ألجأها بالتالي إلى استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة في التعليم لأجل تأمين فرص التعليم واتاحته لاكبر عدد ممكن من طالبيه .
ثالثا: انخفاض الكفاءة في العملية التربوية
إن انخفاض الكفاءة في العملية التربوية عملية معقدة ومركبة تتضمن مناحٍ عديدةً وفي كل منحى نجد مفقودا :التلاميذ ينسلون هاربين من مدارسهم والذين حاربوا أميتهم عادوا إلى أميتهم مرة أخرى والذين ينتهون من مرحلة تعليمية لا يتأقلمون بسرعة مع المرحلة التي تليها أما الذين أكتفوا بما حصلوه من معارف وخرجوا إلى الحياة لم يجدوا فيما تعلموه ما يرتبط بحياتهم اليومية العملية أو ما يعينهم على مواجهة الحياة . كما أن تركيز المعلمين في تعليمهم على هدف تحصيل المعلومات وحفظها من أجل الامتحان فقط واهمالهم المهارات العقلية والحركية والخلقية وتكوين القيم والمثل والتدريب على التفكير السليم كل هذه أمور فشلت كثير من تربيات الامم في تحقيقها ولكي تراجع التربيات أهدافها وتطور أساليبها لزيادة كفاءتها وعائدها وجب عليها استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة للتعليم في العملية التربوية لربط التربية بالحياة وإثارة الدافع لدى المتعلم على التعلم وتكوين المهارات السليمة والتدريب على انماط العقل النقدي التحليلي الابتكاري .
رابعا: الفروق الفردية بين المتعلمين
قاد الانفجار السكاني واهتمام الامم بالتعليم باعتباره أرقى أنواع الاستثمار الانساني إلى اتساع القاعدة الطلابية وهذا قاد بدوره إلى عدم تجانس الفصول التعليمية فظهرت الفروق الفردية للمتعلمين داخل الفصل الدراسي الواحد فقد يتفقون في العمر الزمني إلا أنهم يختلفون في العمر العقلي مما يؤدي بالنتيجة إلى اختلاف القدرات والاستعدادات والميول والرغبات .
وقد لا تكون مشكلة الفروق الفردية واضحة المعالم في المرحلة التعليمية الأولى إلا أن ظهورها يتوالى بروززا منذ المرحلة المتوسطة ثم تشتد في المرحلة الثانوية لتكون في المرحلة الجامعية على اشدها .
وحتى تتجاوز النظم التربوية اشكالية الفروق الفردية لابد من اللجوء إلى استخدام الوسائل التكنلوجية المبرمجة للتعليم لما توفره هذه الوسائل من مثيرات متعددة النوعية وعرضها لهذه المثيرات بطرق واساليب مختلفة تتيح للمتعلم فرصة الاختيار المناسب منها الذي يتفق مع قابلياته ورغباته وميوله .
خامسا: تطوير نوعية المعلم
المعلم المعاصر يواجه تحديات عديدة تتمثل بالتطور التكنلوجي ووسائل الاعلام وازدحام الفصول والقاعات الدراسية وتطور فلسفة التعليم مما جعل اعداده عملية معقدة وطويلة ولا يمكن أن يكتفي بهذا الاعداد قبل الخدمة بل اصبح يدرب ويعاد تدريبه أثناء الخدمة ليساير هذه التطورات ويتمكن من مواجهة تحديات العصر .
لم تعد التربية الحديثة تنظر إلى المعلم نظرة "الملقن والمحفظ" للمتعلمين بل ترى فيه الموجه والمرشد والمصمم للمنظومة التعليمية داخل الفصل التعليمي بما يقوم به من تحديد الاهداف الخاصة بالدرس وتنظيم الفعاليات والخبرات واختيار أفضل الوسائط لتحقيق اهدافه التربوية ووضع استراتيجية تمكنه من استخدامها في حدود الامكانات المتاحة له داخل البيئة المدرسية.
إذا تم النظر إلى المعلم بهذا التوصيف التربوي المعاصر ستظهر مشكلة هامة تتمثل بقلة عدد المعلمين المتصفين بهذه الصفات علميا وتربويا ومن أجل معالجة هذه الاشكالية كان لابد من اللجوء إلى التقنية المبرمجة للتعليم .
سادسا: تشويق المتعلم في التعلم
إن طبيعة الوسائل التكنلوجية سواء أكانت مواد تعليمية متنوعة أو اجهزة تعليمية أو أساليب عرض طبيعة تتصف بالاثارة لأنها تقدم المادة التعليمية باسلوب جديد يختلف عن الطريقة اللفظية التقليدية وهذا ما يحبب إلى نفس المتعلم ما يتعلم ويثير لديه الرغبة فيه كما أن التعليم التكنلوجي يتيح للمتعلم انماطا عديدة من طرق العرض مما يتيح له حرية الاختيار للخبرات التعليمية ولأسلوب تعلمه بما يتفق وميوله وقدراته فيزيد هذا من مشاركته في العملية التعليمية وبناء المفاهيم المفيدة لديه .
سابعا: جودة طرق التعليم
يساعد استعمال الوسائل التقنية المبرمجة على تكوين مدركات وفاهيم علمية سليمة مفيدة فمهما كانت اللغة واضحة في توصل المعلومة للمتعلم يبقى أثرها محدودا ومؤقتا بالمقارنة مع أثر استخدام الوسائل التقنية التي تزيد القدرة على الاستيعاب والتذوق وتعين على تكوين الاتجاهات والقيم بما تقدمه لهم من امكانية على دقة الملاحظة والتمرين على اتباع أسلوب التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات وترتيب واستمرار الافكار التي يكونها المتعلم . كما أنها توفر لديه خبرات حقيقية تقرب واقعه إليه مما يؤدي إلى زيادة خبرته فتجعله أكثر استعدادا للتعلم .
عند استخدام وسائل التعليم التقني المبرمج يتضح دور كل من المعلم والتلميذ في العمبلية التربوية من تحديد الاهداف التربوية وصياغتها والخبرات التعليمية وخلق المواقف التعليمية واختيار الاجهزة التعليمية ورسم استتراتيجية استخدامها وتقرير انواع التعلم وواجب كل منهم اتجاهه لكي يتم الوصول إلى مرحلة التقويم وهذا ما يفعّل العملية التربوية التعليمية ويعمقها .
شروط الوسيلة التعليمية الناجحة
مما تقدم يمكننا استخلاص الشروط لأساسية التالية التي تتوقف عليها الوسيلة التعليمية الناجحة:
1. أن تكون مناسبة للعمر الزمني والعقلي للمتعلم .
2. أن تكون الوسيلة التعليمية نابعة من المقرر الدراسي وتحقق أهدافه .
3. أن تجمع بين الدقة العلمية والجمال الفني مع المحافظة على وظيفة الوسيلة بحيث لا تغلب الناحية الفنية لها على المادة العلمية .
4. أن تتناسب مع البيئة التي تعرض فيها من حيث عاداتها وتقاليدها ومواردها الطبيعية أو الصناعية .
5. أن تكون الرموز المستعملة ذات معنى مشترك وواضح بالنسبة للمعلم والمتعلم .
6.أن تكون مبسطة بقدر الامكان وأن تعطي صورة واضحة للآفكار والحقائق العلمية شريطة عدم الاخلال بهذه الحقائق .
7. أن يكون فيها عنصر التشويق الجذاب .
8. أن تكون الوسائل مبتكرة بعيدة عن التقليد.
9. أن يكون بها عنصر الحركة قدر الامكان .
10. أن يغلب عليها عنصر المرونة بمعنى امكانية الوسيلة على التعديل لتحقيق هدف جديد من خلال إدخال إضافات أو حذف بعض العنصر فيها .
11. أن تحدد المدة الزمنية لعرضها والتي تتناسب مع المتعلمين وطبيعة المادة التعليمية .
12. أن تكون قليلة التكاليف وحجمها ومساحتها وصوتها إن وجد يتناسب وعدد المتعلمين .
11. أن تكون متقنة وجيدة التصميم من حيث تسلسل عناصرها وأفكارها وانتقالها من هدف تعليمي إلى آخر والتركيز على العناصر الآساسية للمادة التعليمية .
ماهية التفكير
ليس هناك من تعريف محدد ومطلق يتفق عليه التربويون والنفسيون على ماهيه التفكير البشري ولكن هناك جملة تفسيرات تتسم بعمومية يتفق عليها الكثير فيعرف البعض التفكير بأنه استخدام الوظائف النفسية لحل مشكلة ما Problem solving ) ) بصياغة حلول ناجعة للمشكلة لتعرض هذه الحلول على العقل كي يختار منها الحل المناسب ليتم تنفيذ هذا الحل في خطوات متصلة مترابطة .
وفسره البعض أمثال فؤاد أبو حطب (1971) بأنه تجربة عقلية ذهنية تتضمن كل الفعاليات العقلية التي تستخدم رموزا كالصور الذهنية والمعاني والالفاظ والارقام والذكريات والاشارات والتعبيرات والإيحات التي تحل محل الأشياء والاشخاص والمواقف والاحداث المختلفة التي يفكر فيها الفرد من أجل فهم موقف محدد.
ويمكننا أن نأخذ باستنتاج سيد خير الله (1981) في تفسير التفكير والذي يعد الاقرب إلى بيان ماهية التفكير ومفاده وهو أن الانسان عند مواجهته أي معضلة ولا يجد في خبراته ومعلوماته السابقة ما يعينه على حلها والتغلب عليها سيقوم وقتها بنشاط فكري خاص يمكّنه من الوصول إلى حل مناسب لهذه المعضلة على أن يتميز هذا النشاط الفكري بالسمات التالية :
1. القابلية على إدراك العلاقات الأساسية في الموقف المُشكل .
2. القابلية على اختيار البديل الاكثر ملائمة من البدائل المتوفرة .
3. القابلية على الاستبصار وإعادة تنظيم الخبرات السابقة .
4. القابلية على إعادة تنظيم الافكار المتاحة من أجل الوصول إلى افكار جديدة .
نمطيات التفكير الانساني .
الحقيقة العلمية والحياتية تؤكد بأنه ما من شخصين يتفقان في تفكيرهما وفي طبيعتهما وقابلياتهما على القيام بأي نشاط حياتي . فالبشر مختلفون في طرائق التفكير والفهم حتى وإن كان هناك اتفاق بينهما في العمر الزمني والبيئي وهذا ما دفع التربويين والنفسيين إلى تمييز أنماط عديدة من التفكير البشري نوجزها على الشكل التالي :
1. التفكير الملموس ( Tangible thinking )
هو التفكير الخاص بالمظهر الخارجي للحوافز دون محاولة فهم معناها بمعنى أنه فهم يتعلق بالاشياء الملموسة التي نتمكن من ادركها بواسطة الحواس خلال اليوم العادي والتي لا يتطلب ادركها جهدا عقليا كبيرا ويتصف بهذا النوع من التفكير عادة الاطفال وبعض البالغين بمرض مخي .
2. التفكير المجرد (Abstract thinking )
هو التفكير المتعلق المتعلق بالاشياء غير المحسوسة التي من غير الممكن رؤيتها أو سمعها أو وزنها لأنها تدور في مفاهيم مجردة ويتصف بهذا النوع من التفكير البالغون الاسوياء .
3. التفكير الموضوعي (Objective thinking)
هو التفكير بالاشياء ذات الوجود الفعلي في عالمنا الذي نحياه ويستند على ثلاثة أسس متتابعة:
أ. الفهم: أي إدراك العلاقات بين الاجزاء وبين الجزء والكل .
ب.التنبوء: أي التوصل إلى علاقات جديدة من خلال إدراك العلاقات في الفقرة (أ) .
ج. التحكم: اي القدرة على التحكم في الظروف المحيطة بأحداث بالعلاقة الجديدة المراد تحقيقها .
4. التفكير الذاتي (Subjective thinking)
هو التفكير المتعلق باشياء ليس لها وجود إلا في خيال الفرد المفكر وأوهامه وتتعلق به شخصيا وقد يكون التفكير الذاتي الشخصي ايجابيا ينتج عنه ابتكار عشوائي مفيد ما وقد يكون سلبيا نتيجة أمراض نفسية تعكسها سلوكيات غير متزنة .
5. التفكير النقدي (Critical thinking)
هو التفكير الذي يعتمد على التحليل والفرز والاختيار والاختبار لما لدى الفرد من معلومات بهدف التمييز بين الافكار الصحية والافكار الخاطئة .
6. التفكير التعميمي (Generalization thinking)
هو التفكير الذي يتميز بقدرته على تنظيم وتصنيف ما يحتويه العالم الخارجي من مكونات واشياء والقدرة على تكوين مفاهيم من حيث الشكل والمضمون عن هذه المكونات والاشياء .
7. التفكير التمييزي (Distinctive thinking )
هو التفكيرالذي يتميز بالقدرة على بيان الفروق الأساسية بين الاشياء أو المكونات التي تنتمي إلى نوع معين منها .
8. التفكير الابتكاري (Creative thinking)
هو التفكير فيما هو غير واضح والذي ينتج عنه حلول وأفكار تبتعد عن الاطار المعرفي للفرد المفكر أو البيئة التي يعيش فيها بمعنى هو العملية التي تقود إلى وجود ناتج ينفصل في وجوده عمن أوجده وللتفكير الابتكاري ثلاثة محاور تعرض إليها عبد السلام عبد الغفار (1977) نوجز رأيه على الشكل التالي
أولا: الابتكار ناتج محدد وأسلوب للحياة إن العملية الابتكارية عملية ينشأ عنها أو ينتج منها ناتج جديد نتيجة للتفاعل بين الفرد باسلوبه الخاص في التفاعل مع ما يتوفر في محيطه وفي بيئته . وهذا ما يقود إلى قناعة جدلية مفادها أنه حيثما يوجد ناتج جديد يوجد ابتكار والابتكار يوصف بالجدة اذا كان جديدا بالنسبة لمن أنتجه ولم يسبق له معرفة سابقة به . فالابتكار بالمعنى العام إذن هو كل نشاط يقوم به الانسان وينتج عنه شيء جديد والجدة هنا منسوبة للفرد الذي صدر عنه النشاط وليس لما يوجد في المجال الذي يحدث فيه الابتكار . فالابتكار هو القوة الدافعة بالفرد إلى محاولته في الاكتمال وتحسين الذات وتنميتها وطريقته في أن يعيش وجوده كما يتبغي ان يعيشه الإنسان وبالتالي فالابتكار وتحقيق الذات عنصران متلازمان لايفترقان .
ثانيا: الابتكار عملية عقليةالابتكار كما تقدم ذكره عملية انتاجية يتم حدوثها وينتج عنها ناتج ابتكاري إذن الابتكار هو أيضا عملية تتضمن الإحساس بالمشكلات وابلفجوات في مجال ما ثم تكوين بعض الافكار أو الفروض التي تعالج هذه المشكلات واختبار صحة هذه الفروض وإيصال النتائج التي يصل إليها المفكر إلى الآخرين وهذا ما يتفق مع تعريف محمد لبيب النجيحي (1973) وآخرون للتفكير الابداعي بأنه قدرة الفرد على الانتاج انتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائية والاصالة بالتداعيات البعيدة كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير . إن تعريف النجيحي للتفكير الابداعي يتمن أربعة عناصر ومرتكزات أساسية للتفكير الابتكاري يمكننا إيجازها على الشكل التالي :
أولا: الطلاقة الفكرية ( Ideational Fluency )
تعني القاباية على استدعاء أكبر عدد ممكن من الافكار المناسبة في فترة زمنية محددة لمشكلة أو موقف مثير .
ثانيا: المرونة التلقائية (Spontaneous Flexibility )
تعني القدرة على انتاج استجابات مناسبة لمشكلة أو مواقف مثيرة وتتسم هذه الاستجابات بالتنوع واللانمطية وبمقدار زيادة الاستجابات الفريدة الجديدة تكون زيادة المرونة التلقائية .
ثالثا: الأصالة (Originality)
تعني القدرة على انتاج استجابات اصيلة أي قليلة التكرار بالمعنى الاحصائي داخل الجماعة التي ينتمي إليها الفرد أي أنه كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها .
رابعا: التداعي البعيد (Remote Associate)
تعني قابلية الفرد على انتاج استجابات متداعية متجاوزا في ذلك فجوة متسعة اتساعا غير عادي .
العلاقة بين التفكير الابتكاري وتكنلوجيا التعليم
سبق وأن تمّ تعريف تقنية التعليم بمفهومها المعاصر بأنها طريقة في التفكير تعتمد على اسلوب المنظومات في تصميمها وانتاجها وتطبيقها بمعنى أنها – تكنلوجيا التعليم- طريقة تتكون من مجموعة عناصر متداخلة ومتفاعلة فيما بعضها ولا يمكن الاستغناء عن أي عنصر فيها أو أهمال الآخر أو تفضيل عنصر على آخر فجميع هذه العناصر والاجزاء تمثل مكونات المنظومة وهذه المكونات أو العناصر تقسم كما تمت الإشارة إليه إلى مدخلات المنظومة و عمليات المنظومة ومخرجات المنظومة والتي بها يستدل على مدى نجاح المنظومة في تحقيق أهدافها وإن لم تتحقق هذذه الاهداف طبقا للمعايير والشروط المحددة لها مسبقا فتعود الاسباب في ذلك إلى إما لعنصر المدخلات أو لعنصر العمليات داخل هذه المنظومة ويستدل على ذلك بالرجع أي بالتغذية الراجعة (Feed back ) .
مما تقدم يتبين لنا بأن تكنلوجيا التعليم هي طريقة في التفكير أي أن تقنية التعليم تعتمد اعتمادا حيويا على التفكير ولا يمكنها الاستغناء عنه أو التنصل منه . ولكونها عملية تسير في خطوات منظمة يمر بها المتعلم أثناء تعلمه خبرات جديدة تؤدي إلى تحسين أسلوب حياته ومعيشته وتنمي ذاته وشخصيته فإنه –المتعلم- عن طريق هذه الخبرات يمكنه أن يعيش وجوده كما يجب أن يعيشه أي إنسان متعلم . ومن هذا يتبين لنا بأن تقنية التعليم لها علاقة بالتفكير الابداعي الابتكاري كأسلوب للحياة .
وعند الكلام عن مدى تحقيق أهداف المنظومة التعليمية ونوعية هذه الاهداف وكميتها ومدى أصالتها وجِدَّتِها فإننا نعرف الابتكار وكأنه ناتج محدد وعندما نذكر بأن تكنلوجيا التعليم تسير في خطوات منظمة تؤثر وتتأثر كل منها بالآخرى فإن تحديد هذه الخطوات واختبار صحتها ومدى ارتباطها ببعض ومدى تحقيقها للاهداف التعليمية التي وضعت من أجلها فإننا نتحدث بهذا كله عن عن الابتكار كعملية عقلية .
يعتقد تورنس وآخرون (1978) بأن برنامج التفكير الابتكاري في التعليم والتدريب يجب أن يتضمن التركيز على ثلاثة أبعاد رئيسية تساهم في تعميق فهمنا عن الابتكار ووسائل الابتكار لتنمية القدرة لدى المتعلم على التفكير الابداعي ويمكننا تلخيص هذه الابعاد على الوجه التالي:
أولا : الاتجاهات الابتكارية (Creative Attitudes)
الاتجاهات الابتكارية شرط للسلوك الابتكاري ويمكن تعديل السلوك الابتكاري في اتجاه أكثر مرونة وأكثر قدرة على التخيل .
ثانيا: القدرات الابتكارية الابداعية (Creative Abilities )
القدرات الابداعية قدرات فطرية يمكن تنميتها من خلال التمرين والتدريب المتواصل .
ثالثا: طرق ووسائل التفكير الابتكاري (techniques Creative Thinking)
هناك طرق عديدة ومختلفة ثلاثة طرق تعين المتعلم على الابتكار وتفعيل قابلية الابداع لديه منها:
(أ). طريقة التركيب الشكلي (Morphological Synthesis )
(ب). طريقة قائمة المراجعة (Check-listing )
(ج). طريقة المجاز (Synecdoche )
والطرق الثلاثة في مجموعها تهدف إلى مساعدة المتعلم وتدريبه على إنتاج الافكار الجديدة وإلى خلق حالة من التآلف والترابط الجديد لهذه الأفكار .
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد