نظام ''أل أم دي'' خيار سياسي تجاهل الواقع الجزائري

رئيس المجموعة المتخصصة في إعداد مناهج اللغة العربية وآدابها أن نظام ''أل أم دي'' خيار سياسي تجاهل الواقع الجزائري يجب دمج التربية والتعليم العالي والتكوين المهني في وزارة واحدة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كشف رئيس المجموعة المتخصصة في إعداد مناهج اللغة العربية وآدابها، الدكتور حسين شلوف، في حوار مع ''الخبر''، بأن المنظومة التربوية قد جنت بعض ثمار الإصلاح، مقارنة بالنقائص التي حملها، والتي يتحمل فيها مؤلفو الكتب المدرسية جزءا كبيرا من المسؤولية لعدم كفاءتهم. موضحا أنه سيتم كتابة المناهج لاستدراك الوضع.
ماذا قدمت المجموعة المتخصصة في إعداد مناهج اللغة العربية وآدابها للمنظومة التربوية؟
يكفي أن المنهاج القديم المبني على المحتويات في مرحلتي الابتدائي والمتوسط كان ينظر إلى المتعلم على أن عقله مستودع فارغ ينبغي ملؤه بالمعرفة، والآن أصبح ينظر إليه وفق المنهج الجديد مساهما فعالا بسعيه إلى البحث والاكتشاف. وفي التعليم الثانوي، فإن الجديد هو تناول الدرس الأدبي بمنهجية جديدة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي ككل.
ما هي المقاربة البيداغوجية التي اعتمدتموها في إعداد مناهج اللغة العربية؟ وكيف تم تطبيقها في أطوار التعليم الثلاث؟
المقاربة البيداغوجية التي اعتمدتها اللجنة الوطنية للمناهج تتمثل في المقاربة بالكفاءات. ومن هذه المقاربة انطلقت عملية بناء المناهج بالنسبة إلى جميع المواد بما في ذلك مادة اللغة العربية. والمقاربة بالكفاءات تنطلق من مبدأ مفاده أن المعلم لا يقدم معارف جاهزة، وإنما يكتفي بالتوجيه، بما يسمح للمتعلم ببناء المعلومات بنفسه.
يشتكي الأساتذة والتلاميذ من كثافة البرامج. ما رأيكم في هذا الانشغال، وهل هناك تفكير للتخفيف منه؟
المناهج وثائق بيداغوجية رسمية أنجزتها المجموعات المتخصصة للمواد وصادقت عليها اللجنة الوطنية للمناهج ثم أصدرتها وزارة التربية. وعندما نزلت إلى الميدان ظهرت بعض النقائص، ذلك أن التأقلم مع الجديد يتطلب وقتا. أضف إلى ذلك، أن مجال تكوين الأساتذة لم يرق إلى حجم التغيير البيداغوجي الذي جاء به إصلاح المناهج. وهناك سبب آخر أدى إلى الشعور بالكثافة، وهو أن تأليف الكتب المدرسية لم يسند دائما إلى ذوي الكفاءة والخبرة، الأمر الذي جعل هذه الكتب المدرسية لا تفي أحيانا بما جاء في المناهج. واللجنة الوطنية للمناهج والمجموعات المتخصصة للمواد بصدد إعادة كتابة المناهج، وأثناء هذه العملية ستؤخذ بعين الاعتبار كل النقائص التي أفرزها الميدان.
ما مدى امتداد إصلاح المنظومة التربوية إلى التعليم العالي؟
يفترض أن يتبنى مبدأ التدريس في الجامعة نموذج المقاربة بالكفاءات، وذلك حتى يحدث انسجام في بناء الشخصية الفكرية للطالب. ولكن أرضية الواقع تؤكد أن الدروس في الجامعة مازالت تقدم بالنموذج الموسوعي. كما أن غياب التنسيق بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد يفسر بغياب إستراتيجية محكمة تتكفل بتكوين الشخص الجزائري تكوينا متكاملا، وتحرص على رعايته من جميع الجوانب ووفق مؤهلاته. ولعل ضم وزارات التعليم العالي والتربية والتكوين المهني تحت لواء وزارة واحدة سيمثل العلاج الأمثل للعديد من الإشكالات.
هل تعتقد أن عدم تحيين البرامج البيداغوجية في التعليم العالي هو من صنّف الجامعة الجزائرية ضمن الجامعات العالمية المتأخرة؟
إن الجامعة الجزائرية قد اختارت أن تفتح أبوابها لجميع الطلبة، الأمر الذي ورثها نموا عدديا معتبرا. هذا الأخير أفرز اختلالات تراكمت بمرور الزمن. ومن هنا ظهرت النية في إعداد إصلاح شامل في إطار ما اصطلح على تسميته بالإستراتيجية العشرية لتطوير القطاع (2004ـ 2013). ويسعى هذا الإصلاح إلى إخراج الجامعة الجزائرية من الأزمة التي تمر بها. وفيما يخص الهيكلة الجديدة للتعليم العالي، فإن الوزارة قد آثرت نظام ليسانس ـ ماستر ـ دكتوراه (أل.أم.دي)، وهذا النظام يبدو أنه اختيار مبني على بعد سياسي أكثر من كونه مبنيا على معطيات المجتمع الجزائري، وطبيعة الجامعة الجزائرية واستعدادات الطالب وتكوين الأستاذ ومؤهلاته. وهو ما أحدث الخلل، في الوقت الذي تبقى فيه عجلة الإصلاح تمشي بوتيرة متباطئة شبيهة إلى حد كبير بخطى السلحفاة.
حوار لجريدة الخبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

منقول للفائدة العامة