منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً .. أهلاً بك بين اخوانك واخواتك آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً .. أهلاً بك بين اخوانك واخواتك آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا

منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 320 بتاريخ السبت 17 ديسمبر 2016 - 23:28

المواضيع الأخيرة

»  صور مشبات رخاميه صور مشبات حجر ملكيه اشكال 2021
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك

» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك

»  صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك

» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك

»  كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri

» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams

» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams

» بالمحبة والاقتداء ننصره.
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams

» Le Nom .مراجعة
جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Emptyالجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 16045 مساهمة في هذا المنتدى في 5798 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 11084 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو houda-56 فمرحباً به.

.: زوار ينبوع المعرفة :.

لغة الينبوع

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

برامج للكمبيوتر

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

+google

مواقيت الصلاة


    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Empty جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    مُساهمة من طرف anise2011 الخميس 7 فبراير 2013 - 10:44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين



    المرجع:- المراسلة الوزارية
    رقم:23/م.و.ت.ت/2013المؤرخة يوم:30جانفي2013 إلى مديري التربية.


    أولا:-
    - مدير ثانوية
    - مفتش التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني
    -مفتش التعليم المتوسط-نائب مقتصد مسير
    - نائب مقتصد مهني


    سيجرى الامتحان لهذه الرتب يومي17و18 فيفري2013

    ثانيا :-

    -مدير متوسطة
    -مدير مدرسة ابتدائية
    -مفتش التعليم الابتدائي
    -مفتش التغذية المدرسية
    -مستشار التغذية المدرسية

    سيجرى الامتحان لهذه الرتب يومي27و28 فيفري2013


    شروط قبول المسجلين للامتحان المهني لمختلف الرتب
    المرجع:- المنشور رقم316/09/2012المؤرخ في 31ديسمبر2012 الصادرة عن مديرية تسيير الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية.

    أولا:-
    مدير ثانوية
    نظار الثانويات الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة والمنحدرين من رتبة أستاذ التعليم الثانوي.
    ثانيا:-
    مدير متوسطة
    1-المستشارين الرؤساء للتربية الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    2- المستشارين الرئيسين للتربية الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    3- مستشاري التربية الذين يثبتون07سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة والمنحدرين من أسلاك التعليم.
    4-الأساتذة الرئيسين في التعليم المتوسط يثبتون07سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة
    ثالثا:-
    مدير مدرسة ابتدائية
    1-مساعدي مديري المدرسة الابتدائية الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    2- الأساتذة الرئيسين في المدرسة الابتدائية الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    رابعا:-
    مفتش التربية و التكوين للمواد
    1-الأساتذة المبرزين الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    2- الأساتذة المكونين الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    خامس:-
    مفتش التربية و التكوين لأدارة الثانويات
    مديري الثانويات الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة
    سادسا:-
    مفتش التربية والتكوين للتسير المالي
    المقتصين الرئيسين الذين يثبتون 12سنة من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة.
    سابعا:-
    مفتش التربية والتكوين للتوجيه والارشاد
    مفتشي التوجيه والارشاد المدرسي والمهني الذين يثبتون07سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة
    ثامنا:-
    مفتش التعليم المتوسط
    الأساتذة المكونين في التعليم المتوسط الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة بهذه الصفة
    تاسعا:-
    نائب مقتص مسير
    نواب المقتصدين الذين يثبتون05سنوات من الخدمة الفعليىة .


    تنبيه هام:- بالنسبة للجديد في المشاركة هو ما جاء في المراسلة الوزارية رقم:2013/09/324
    المؤرخة في2013/01/29 أنه يسمح استثناء.
    01- للأساتذة المكونين في التعليم الثانوي في المشاركة في رتبة مدير ثانوية بدون شرط .
    02- للأساتذة الرئيسين في التعليم المتوسط بدون شرط 07سنوات ومستشاري التربية المدمجين في رتبة مستشار رئيس للتربية بدون شرط 05سنوات.
    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Empty رد: جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    مُساهمة من طرف anise2011 الخميس 7 فبراير 2013 - 10:47

    أولا:- المنظومة التربوية
    المواضيع المقترحة :
    -النظام التربوي في الجزائر
    -التطور التكنولوجي والمنظومة التربوية
    -أساليب تطوير التعليم
    -المنظومة التربوية في القرن الواحد والعشرين
    -الإصلاح التربوي في العالم الثالث والجزائر
    -ديمقراطية التعليم ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
    -المنظومة التربوية وقيم التنمية
    -العملية التعليمية : مفهومها وعناصرها
    -التقدم التعليمي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1-النظام التربوي في الجزائر :
    تعريف النظام التربوي : يتكفل ببناء الفرد ويعمل لحساب مشروع المجتمع وبلورة غايات التربية بشتى فروعها .
    1-مبادئ النظام التربوي في الجزائر :
    أ‌-الجزأرة : بمعنى جزأرة الإطار والمضمون.
    ب‌-العصرنة : مواكبة التطورات.
    ت‌-الديمقراطية : منح تعليم أساسي لكل جزائري.
    ث‌-التوجه العلمي والتكنولوجي: محو الأمية , إتاحة الفرص , تكوين رفيع المستوى.
    ج‌-مجانية التعليم.
    2-رسالة النظام التربوي الجزائري :
    -منح تربية أساسية لجميع المتعلمين .
    -تمكين اللغة العربية لتقليد المعارف العلمية
    -تكوين الفرد الجزائري القادر على التفكير والابتكار
    -دعم الروح الديمقراطية في المجتمع
    -بناء مواطن سليم في جسمه ووجدانه وعقله
    -بناء مواطن معتز بانتمائه الوطني والقومي
    3 – مضمون التعديلات التي مست أمرية 16/04/1976:
    - الإشارة إلى المكونات الأساسية للهوية : الإسلام , العروبة , الامازيغية.
    - مجانية التعليم في كل المستويات التابعة للقطاع العام .
    - تعليم تمازيغت في برامج تعليم العلوم الاجتماعية والإنسانية
    - الترخيص بإنشاء مدارس خاصة
    2-التطور التكنولوجي والمنظومة التربوية : تواجه العملية التربوية في النصف الثاني من القرن العشرين عدة ضغوطات وتحديات, فالتفجر المعرفي والانفجار السكاني وثورة المواصلات والاتصالات والثورة التكنولوجية وما يترتب عليها من سرعة انتقال المعرفة, كلها عوامل تضغط على المؤسسة التربوية من أجل مزيد من الفعالية والاستحداث والتجديد لمجارات هذه التغيرات, ولقد لجئت دول العالم إلى استخدام التقنيات بدرجات متفاوتة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات. ويمكن تلخيص دور تكنولوجيا المعرفة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات بما يلي :-
    1-لقد رافق الزيادة المضطردة في عدد السكان خاصة العالم الثالث إقبال شديد على التعليم, وزيادة عدد الطلاب, فلم تكن المؤسسة التربوية قادرة على توفير الأبنية والمرافق والتجهيزات اللازمة, فساهمت تقنيات العليم من خلال الإفادة من الإمكانات التي تقدمها وسائل الاتصال الجماهيري في تقديم حلول لهذه المشكلة بتعليم المجموعات الكبيرة.
    2-أمكن التغلب على مشكلة النقص في أعداد المدرسين خاصة ذوي الكفاءة باستخدام الدائرة التلفازية المغلقة في التعليم.
    3-لم يعد التعليم محتكرا على أبناء طبقة دون أخرى أو على مؤسسة دون غيرها, فأصبح التعليم مفتوحا أمام فئات من الناس لا تتمكن من الالتحاق بالدراسة النظامية كالمعوقين وربات البيوت وأصحاب المهن وغير المتفرغين من الطلبة وسكان المناطق النائية والأرياف. أثر استخدام وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة في تطوير برامج التعليم المستمر والتعليم المفتوح.
    4-تقدم تقنيات التعليم خدمات هامة وأساسية للتربية العملية لتحسين التدريس, وفي برامج التدريب المهني, من استخدام أسلوب التعليم المصغر ومن خلال الاستعانة بأشرطة الفيديو واستخدام المحاكاة لتحسين الأداء العلمي للطالب.
    5-تغيير دور المعلم والطالب من خلال تطبيق المنحى النظامي لتقنيات التعليم, حيث أصبح الطالب محور التركيز في العملية التعليمية, ولم يعد دور المعلم قاصر على نقل المعلومات والتلقين, وأصبحت العملية التعليمية تشاركية بين الطالب والمعلم.
    6-وفرت تقنيات التعليم بدائل وأساليب تعليمية متعددة كالتعليم المبرمج, والكمبيوتر التعليمي مما أتاح للمتعلم فرصة التعليم الذاتي, والتغذية الراجعة.
    7-وفرت تقنيات التعليم إمكانات جيدة لتطوير المناهج والكتب وأساليب التعليم .
    8-لعبت تقنيات التعليم دورا مميزا في استيعاب ما نم عن الثورة المعرفية.
    9-وفرت تقنيات التعليم شكليات مصغرة وأوعية متعددة لحفظ المعلومات.
    وبهذا يمكن القول أن تقنيات التعليم تلعب دورا كبيرا في :-
    1-تحسين نوعية التعليم والوصول به إلى درجة الإتقان
    2-تحقيق الأهداف التعليمية بوقت وإمكانات أقل.
    3-زيادة العائد من عملية التعليم.
    4-خفض تكاليف التعليم دون تأثير على نوعيته.
    بالإضافة إلى ذلك أن تقنية التعليم تساعد المعلم على مواكبة النظرة التربوية الحديثة التي تعد المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية , وتسعى إلى تنميته من مختلف جوانبه الفسيولوجية, المعرفية واللغوية, والانفعالية ,والخلقية الاجتماعية.
    دور التكنولوجيا في حقول في التربية:-أولا :- دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في الاتصال التربوي : التربية البناءة عبارة عن نظام اتصال, والسلوك الإنساني الهادف مهما كان بسيطا أو مركبا هو أيضا نظام اتصال.
    وبينما يجسد التلاميذ والمعلمون والإدارة المدرسية والتربية الصفية والبيئة المدرسية أهم مكونات نظام اتصال التربوي, ويعتمد على توفير العناصر التالية:-
    أ‌-أغراض التعلم / التدريس أو أغراض الاتصال التربوي.
    ب‌-المعلمون / الإداريون كمرسلين عموما للاتصال التربوي.
    ت‌-التلاميذ كمستقبلين غالبا للاتصال التربوي.
    ث‌-محتوى التعلم / التدريس من معارف وخبرات – رسالة الاتصال التربوي.
    ج‌-وسائل الاتصال التربوي – وسائل وتكنولوجيا التعليم.
    ح‌-وسائل التغذية الراجعة بخصوص فعالية الاتصال التربوي أو مدى تحقيقه للأغراض المقترحة.
    ثانيا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في إدراك وتعلم التلاميذ : الإدراك الإنساني هو عملية باطنية نفسية تحدث في عقل الفرد محدثة ما يسمى بالتعلم. وهذا ما يتم من خلال عمليات متصلة هي :
    أ – الانتباه : ويتمثل في يقظة الحواس الإنسانية كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والحاسة السادسة الحدس.
    ب- الإدراك الحسي أو الملاحظة الحسية : وهو شعور الفرد المبدئي بموضوع الإدراك حوله , وتجسد هذه العملية الأساس الفعلي للإدراك الفكري العام, ويتوقف عليها نوعه وقوته ودقته.
    ج- الإدراك الباطني : ويتم خلال عمليات التمييز والتبويب والتنظيم, وذلك حسب خصائص الموضوع المدرك من حيث الحجم والعمق أو الكثافة والفراغ أو الحيز والوقت والحركة والصوت, ثم الخبرات السابقة للفرد.
    د- التعلم : ويحدث عند دمج الفرد للموضوع في خبراته السابقة الفكرية والحياتية أو أحداث بناء إدراكي جديد لديه, وهذا ما يسمى بالتعلم مع العلم أن التعلم هو الفرق بين البناء الفكري القديم والجديد للفرد.
    ثالثا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في تحقيق الأهداف التربوية: لقد حفز الدور الهام الذي تقوم به وسائل وتكنولوجيا التعليم في تنفيذ التربية المدرسية عددا من المربين لدراسة مدى فعالية أنواعها المختلفة في تحقيق الأهداف التربوية.
    رابعا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في المنهج والتدريس : يتكون من أربعة عناصر هي : الأهداف والمعارف والأنشطة / خبرات التعليم والتقييم.
    خامسا : وسائل وتكنولوجيا التعليم – معينة للمعلم غير بديلة : ومهما تكن الحال, فمع الاعتراف بدور الوسائل في إنتاج التربية صفية مؤثرة إلا أنه في نفس الوقت لا يلغي دور المعلم في العملية التربوية أو الاستغناء عنه, لقصورها العام وجفاف طبيعتها بدونه.
    مزايا تكنولوجيا التعليم: من فوائد تكنولوجيا التعليم :-
    1-توفير الوقت : إن الوسيلة البصرية والحسية ( الوسائل الحسية ) تعتبر بديلا عن جميع الجمل والعبارات التي ينطق بها المعلم ويسمعها الطالب والتي يحاول أن يفهمها ويكون لها صورة عقلية في ذهنه ليتمكن من تذكرها .
    2-الإدراك الحسي : إن الألفاظ لا تستطيع أن تعطي المتعلم صور حقيقية جلية تماما عن الشيء موضوع الحديث أو الشرح, ذلك الألفاظ لا تستطيع تسيد هذا الشيء مثلما الوسيلة الاضاحية.
    3-الفهم : هو قدرة الفرد على تمييز المدركات الحسية وتصنيفها وترتيبها, فإن الفرد يتصل بالأشياء, والمظاهر المختلفة عن طريق حواسه وبالطبع لا يستطيع هذا الفرد أن بفهم المسميات أو الأشياء إلا إذا تم فهمها والتعرف عليها.
    4-أسلوب حل المشكلات : حينما يشاهد الطالب تقنية تعليمية, فإنها في الغالب تثير فيه بعض التساؤلات والتي قد لا تكون مرتبطة مباشرة بموضوع الدرس. وقد تنمي هذه التساؤلات أو التي تنبع من حب الاستطلاع, أسلوب حل المشكلات لدى هذا الطالب إذ في العادة ما يسير هذا الأسلوب.
    5-المهارات : تقوم التقنيات التعليمية بتقديم توضيحات علمية للمهارات المطلوب تعلمها.
    6-محاربة اللفظية : عدم معرفة الطالب أحيانا لبعض الجمل أو الكلمات مما يتسبب بخلط المعنى لديه, ولكن بالصورة توضح المعنى لها.
    7-تتيح للطالب فترة تذكر أطول للمعلومات.
    8-تشوق المتعلم وتجذبه نحو الدرس.
    9-تدفع المتعلم ليتعلم عن طريق العمل.
    10 – تدفع الطالب نحو التعلم الذاتي والتعلم المفرد.
    11- تنمي الحس الجمالي فالتقنية التعليمية تكون في العادة ذات إخراج جيد وتناسق لوني جميل.
    12- تنوع حواس المتعلم بمشاركة أكثر من حاسة في التعلم.
    13- المساعدة على تنظيم المادة التعليمية.
    14- تنمية الميول الايجابية لدى الطلاب.
    15- معالجة مشاكل النطق والتأتأه.
    16 - إنها تساعد على تقوية الشخصية للطالب.
    17- تساعد على التعلم الذاتي.
    18 - تنمي التفكير الإبداعي.
    سلبيات تكنولوجيا التعليم : وإذا تكلمنا عن الحاسوب برغم أهميته في العملية التعليمية لا يأخذ مكان المدرس, ولا يمكن الاستغناء عن المدرس بتاتا, وإنما الحاسوب بمنزلة اليد اليمنى له أو المساعد الكبير للمدرس, وهذا نتيجة أسباب عدة هي :-
    1-إن الحاسوب لا يجيب عن جميع الأسئلة التي يسألها الطالب.
    2-المدرس قدوة للتلميذ فهم يستشفون بعض صفاته التي يحبونها .
    3-نحتاج إلى المعلم أن ينطق الكلمات التي تخرج من الحاسوب, ولهذا للمعلم دور إرشادي عند استخدام الحاسوب.
    4-المعلم قد يستطيع أن يساعد التلميذ في أي وقت خلافا للحاسوب.
    5-لا يوجد عنصر للمناقشة أو الحوار بين التلميذ والحاسوب بعكس المدرس الذي يشجع ويحاور الطلبة في موضوعات قد لا يلم بها الحاسوب.
    6-الحاسوب لا يوازي الإنسان ولا يستطيع القيام بكل شيء ولكن ينفذ بعض الأوامر التي يفعلها الإنسان فقد يخرج صوت أو تظهر ألوان, لكنه في النهاية يعتبر أدق بكثير من الإنسان, كما أننا نستطيع أن نكبر ذاكرة الحاسوب, أما الإنسان فيمكن أن ننمي قدراته, ولكننا لا نستطيع أن نكبر ذاكرته لأنها محدودة.
    7-يؤدي دخول الحاسوب إلى تقليص دور المعلم مما يؤدي إلى البطالة التكنولوجية.
    8-عدم إلمام المدرس بالمادة العلمية الإلمام الكافي, ونقلها حرفيا كما هي وعدم إلمامه بكل جديد.
    9-عملية التدريس التقليدية تعطي المدرس حرية أكثر ببعض القوانين وطرق التعليم .
    10 – أحيانا يسبب الحاسوب عدم الثقة بالنفس للمدرس لخوفه من الفشل وعدم النجاح.
    11- يحتاج إلى وقت فراغ من المدرس لدمجه مع المجال التربوي والاجتماعي
    12- الحاسوب ينزع الروح الإنسانية من الحياة التدريسية, فيضع دور المدرسين الوجداني.
    13- تشتت الانتباه لمن يستعمله بطريقة مكثفة.
    14- الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي تقلل من مهارات الإنسان
    15- كثرة الجلوس أمام الحاسوب يسبب بعض الأمراض مثل الديسك وتوتر الجهاز العصبي والانطواء, ضعف النظر.
    16- تقلل من فرص العمل لأن مهارات الإنسان تقل باستعمال الحاسوب المكثف.
    17 - مكلفة إذا كان لم نحسن استخدامها.
    18- تحتاج إلى ضبط داخلي خوفا من سلوكات سيئة.
    19- عدم وجود فنيين لتصحيح الأعطال في البرمجيات أو الصيانة.
    20- الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يورث الكسل وانعدام بعض سلوكيات مثل سوء الخط, الحساب الذهني السريع.
    3-الإصلاح التربوي في العالم الثالث والجزائر خاصة في الوطن العربي :
    مقدمة :- يقول عما نويل كانت : ثمة اكتشافين أساسيين يحق للمرء أن يعدهما من أصعب الأمور هما : فن حكم الناس وفن تربيتهم. تشكل مسألة الإصلاح التربوي في النظام التعليمي واحدة من القضايا الساخنة في مجال الحياة السياسية والاجتماعية للعالم المعاصر, وتحفل اليوم الساحة العالمية بالنشاطات السياسية والمؤتمرات التربوية التي تسعى إلى بناء منطق جديد يكفل للتربية المدرسية أن تتجاوز التحديات التي تحيط بها ويمنحها القدرة على مواكبة عصف الحضارة التكنولوجية المتقدمة, وعلى احتواء التفجر المعرفي بما ينطوي عليه من خصائص التسارع والتقدم والتنوع. لقد تجاوز تطور الثقافة الإنسانية التكنولوجية حدود كل تصور, وفاق ومضات كل خيال, وفي خضم هذه التغيرات العاصفة التي أحاطت بالمجتمع الإنساني بدأت الأنظمة التربوية تتصدع وتتداعى أمام هذا المد الحضاري الأسطوري الذي يهدد المعايير والأسس التقليدية التي قامت عليها المؤسسات التربوية التقليدية.
    وإزاء هذه التحديات الجديدة أخذت الإنسانية على عاتقها مسؤولية إعادة بناء أنظمتها التعليمية, لتكون قادرة على التواصل مع تطور الحياة, بروح متفائلة وطاقات متجددة تتيح لهذه المجتمعات القدرة على الإحاطة بإفرازات الحضارة المادية واندفاعاتها. لقد وجدت المجتمعات الإنسانية في الإصلاح التربوي منطلقا لإصلاح أحوالها والنهوض بطاقاتها, وفي كل مرة يدق فيها ناقوس الخطر ستنهض هذه المجتمعات أنظمتها التربوية بالإصلاح من أجل مواجهة الخطر وبناء الإنسان القادر على تجاوز محن الحضارة والمشاركة في بنائها.
    وفي نسق التحديات الحضارية الجديدة مازال الإصلاح التربوي يشكل هاجس المجتمعات الإنسانية, ومازال الحلم في بناء تربية متجددة قادرة على تجاوز قهر الإنسان وتصفية معاناته والانتقال به إلى عالم العدالة والقوة والمساواة يحتل مكانة هامة في وجدان القيادات السياسية والتربوية في المجتمعات الإنسانية المعاصرة.
    من مفهوم الأزمة التربوية إلى مفهوم الإصلاح التربوي:
    يعد مفهوما الإصلاح التربوي والأزمة التربوية من المفاهيم المركزية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية, ويعدان من أكثر المفاهيم شيوعا وتداولا في الأدبيات التربوية المعاصرة ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين, وقد شهدت الساحة الفكرية في مجال التربية والعلوم الاجتماعية ولادة متسارعة لعدد كبير من المؤلفات والمقالات التي تنطلق من هذين المفهومين لدراسة وتحليل الأنظمة التربوية المعاصرة, وتأسيسا على ذلك بدأ هذان المفهومان يشكلان أداة هامة من أدوات التحليل السوسيولوجي والتربوي, ومدخلا منهجيا من مداخل البحث والتقصي في مجال القضايا التربوية والاجتماعية.
    يشير مفهوم الأزمة في مجال التربية إلى حالة عطالة أو جمود تنال جانبا أو جوانب متعددة في النظام التربوي فتفقده التوازن وتؤدي إلى الخلل في مدى قدرته على أداء وظيفته, وضعف في قدرته على تحقيق الغايات الأساسية التي يؤديها, وقد تعود الأزمة إلى أسباب خارجية أو إلى أسباب داخلية أو إلى كلاهما في آن واحد, ويمكن للأزمة أن تكون جزئية أو كلية, أن تكون ممتدة عبر الزمن أو آنية في دورته, ويمكن للحلول المناسبة أن تتم من داخل النظام التربوي أو من خارجه أو من كلاهما معا, فالأزمة قد تنبع من عطالة في جزء من النظام التربوي مثل : الإدارة, أو المناهج, أو الخطة الدراسية. كما يمكن أن تتمثل في عطالة تصيب مجموعة من العوامل الداخلية للنظام, وفي كل الأحوال فإن ما يعتري الجزء من عطالة أو تقصير يؤدي إلى شلل عام في مستويات النظام التربوي. وغالبا ما تكون الأزمة التربوية ناشئة عن مجموعة عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية ولاسيما التحولات السريعة التي تؤدي على الخلل في وظيفة النظام وفي سير عمله, وبعبارة أخرى تتمثل الأزمة التربوية في عدد من المشكلات والتحديات التي يواجهها النظام التربوي والتي تؤدي به إلى عطالة وظيفية تتباين في مستوى شدتها ودرجتها.
    وتأسيسا على مفهوم الأزمة التربوية يتنامى اليوم استخدام مفهوم الإصلاح التربوي والذي يشير إلى منظومة من الإجراءات التربوية التي تهدف إلى إخراج النظام التربوي من أزمته إلى حالة جديدة من التوازن والتكامل الذي يضمن له استمرارية وتوازنا في أداء وظيفته بصورة منتظمة, وقد يتجه الإصلاح إلى إجراء تغييرات نوعية في جميع جوانب النظام التربوي المراد إصلاحه, كما يمكن للإصلاح أن يتم في جانب من جوانب النظام التربوي, ويمكن القول في هذا السياق أن مفهوم الإصلاح وإجراءاته مرهونة بمستوى ودرجة الأزمة التي يعاني منها النظام التربوي أو التعليمي.
    وقد يأتيا الإصلاح التربوي في شكل تجديدات وتعديلات جزئية وقد يتم في صورة تغييرات جذرية تتناول جميع العوامل التي تتعلق بالوضعية التربوية, بما تنطوي عليه من سياسات وأهداف وعناصر مختلفة, وغني عن البيان أن الإصلاح يكون جوهريا وجذريا عندما يتم في سياق تحولات اجتماعية شاملة, ويكون جزئيا عندما يتم في إطار البنى والسياسات الاجتماعية القائمة في إطار المجتمع. هذا ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الإصلاح التربوي وهي : النوع الذي يركز على أهمية تحقيق التوازن النسبي, والإصلاح الذي يأخذ طابع التغيير التدريجي, وأخيرا الإصلاح الذي يأخذ اتجاه التغيير الجذري, وتتحدد هذه الصيغة على منوال الأزمة أو المشكلات التي يواجهها المجتمع أو النظام التربوي في نسق الحياة الاجتماعية.
    جوهر الأزمة التربوية العالمية وأبعادها :
    تعاني الأنظمة التربوية المعاصرة من أزمة تربوية, وتنبع هذه الأزمة من إشكالية الوظائف والأدوار التي تؤديها هذه الأنظمة وتتمثل هذه الأزمة في إشكالية العلاقة القائمة بين المدرسة ويبن المجتمع, فالمدرسة ليست عالما مستقلا يوجد في فراغ, بل نظام تتحدد وظيفته وصيرورته في جملة من العمليات الاجتماعية المتكاملة في إطار النظام الاجتماعي الشامل .
    وتتمثل العلاقة بين المدرسة والتغيير الاجتماعي أحد وجوه الأزمة التربوية المعاصرة, وتتجسد هذه الإشكالية في الثورات العلمية التكنولوجية التي شهدتها وتشهدها الإنسانية في النصف الثاني من القرن العشرين , والتي أدت إلى وجود هوة عميقة بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية, لقد فقدت المدرسة قدرتها على مواكبة هذه التغييرات المتسارعة والمتواترة في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية وفي إطار هذه التغييرات بدأت المدرسة تفقد كثيرا من تألقها وحيويتها, على مستوى الأدوار والوظائف التي تؤديها داخل المجتمع.
    وتتمثل إحدى وجوه الأزمة التربوية المعاصرة في أن التربية تستهدف المستقبل بينما هي مصممة على أساس الماضي وهنا تبرز مفارقة التضارب بين الماضي الذي تقوم عليه وبين المستقبل الذي تعد له. لقد تحولت المدرسة في إطار التغييرات الجارية إلى متحف تاريخي يعيش فيه الأطفال والتلاميذ على إكراه منهم, ويعبر مارشال ماك لوهان عن هذه الإشكالية بقوله " يبدو العالم الخارجي أكثر غنى وجمالا وتنوعا من عالم المدرسة, وذلك بما يشتمل عليه من أدوات اتصال وترفيه كالراديو والتلفزيون والسينما وليس غريبا أن يقول الأطفال : إننا لا نريد أن نذهب إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجها ". فالتعليم يتم اليوم بالدرجة الأولى خارج جدران المدرسة إذ تبين الدراسات الجارية أن الطفل يكسب في كل دقيقة يعيشها خارج المدرسة عشرة أضعاف ما يمكن له أن يتعلمه داخل المدرسة.
    فالتربية المدرسية تكرس ما هو قائم وتنزع إلى المحافظة, وهذا من شأنه أن يكرس الهوة العميقة التي تقوم بينها وبين المجتمع, أو بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية . لقد أشار دوركهايم إلى النزعة المحافظة للمدرسة حيث يقول : " إن التربية نزاعة إلى أن تستمر كما هي " وأكد من جهة ثانية بأنه على البيداغوجيا (علم التربية ) يمكن أن تساعد على انبثاق بعض ضروب التجديد.
    يقول عبد الله عبد الدايم في هذا السياق " لقد أصبح العمل التربوي في المدرسة نسق من الجهود المنظمة التي تستهدف خنق قابليات الإنسان بدلا من خلقها, وإفقار قوى الإبداع اللازمة للمجتمع بدلا من تغذيتها وإغنائها " .
    ويمكن لنا في هذا السياق أن نحدد الجوانب الأساسية لأزمة التربية المعاصرة:
    -غياب الصلة العميقة بين مناهج المدرسة وبين التجربة الحياتية للأطفال والناشئة, فالمدرسة كما يقال تشغل نفسها اليوم أكثر مما يجب في تعليم الصيادين مهارات السير على الأقدام.
    -ينطلق العمل المدرسي من مبدأ حشو الذاكرة والاستظهار ويسجل غيابا ملحوظا لمبدأ التغذية الراجعة والعمل على بناء الفكر النقدي الفاعل عند التلاميذ.
    -تعاني العلاقات المدرسية من إكراه العلاقات البيروقراطية وانحسار التفاعل التربوي بين المعلمين والتلاميذ والطلاب والإدارة, كما تعاني من غياب عنصر المبادرة ومبدأ المسؤولية في العمل التربوي.
    -لم تستطع المدرسة احتواء معطيات التطور التكنولوجي المتدفق, ومازالت هذه المعطيات بعيدة عن متناول حركتها ونشاطها.
    ويشكل البعد الزمني لعملية إنتاج المعرفة الإنسانية وتوزيعها الخلفية الأساسية للأزمة التربوية في العالم المعاصر, ويتمثل هذا في الإيقاع المتسارع لإنتاج المعرفة العلمية وتطورها. لقد بدأت عملية إنتاج المعرفة تأخذ سمة التقادم والفورية والزوالية و التنوع على حد تعبير آلان توفلر, وهذا يشير إلى تعاظم أهمية الثورات المعرفية الإنسانية التي تتضاعف كل سبع سنوات تقريبا حسب التقديرات الإحصائية الجارية, كانت المدرسة في الماضي تشكل مسرحا تتجدد على خشبته المعرفة الإنسانية, وكانت ينبوعا للعطاء العلمي المتجدد, وكان الناس يأتون إليها لينهلوا الجديد والمتجدد من هذه المعرفة العلمية. أما اليوم فإن المعرفة الإنسانية بدأت تأخذ طابعا مؤسسيا مختلفا تماما, فآلاف المؤسسات الصناعية والإنتاجية والتجارية تنتج المعرفة اليوم, وتعمل في الوقت نفسه على نشرها إعلاميا وتجاريا بعيدا عن أجواء المدرسة الرتيبة, وجميعنا يعرف اليوم على سبيل المثال أن محلا تجاريا مصغرا يتاجر بالبرامج الخاصة بالحاسوب يمكنه أن ينشر المعرفة التكنولوجية في مجال الحاسوب أكثر بعشرات المرات من المدرسة. ففي مثل هذا المتجر نجد الجديد المتجدد في كل لحظة, وما أن يغيب المرء يوما أو أكثر ويعود حتى يجد عند البائع نفسه معلومات جديدة وبرامج جديدة. ولو انتظرنا المدرسة لتعمل على نشر هذه المعرفة لاحتجنا إلى زمن طويل جدا.
    ومن أجل تحديد جوهر الأزمة العالمية التربوية يمكن لنا إيراد هذه النقاط التي تبين لنا الحدود الفاصلة في العلاقة بين المجتمع والمدرسة في مجال المعرفة العلمية:
    -لم تعد المدرسة المنتج الوحيد للمعرفة كما كان الحال سابقا حيث ظهرت آلاف المؤسسات العلمية والتجارية المنتجة للمعرفة والموزعة لها.
    -لم تعد المدرسة هي التي تنشر المعرفة وحدها فالمؤسسات السابقة تعمل على نشرها بسرعة مذهلة من خلال وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي والمؤسسات التدريبية التابعة لها ومن هنا يقال لقد ولى زمن التمدرس .
    -المعرفة تتطور بإيقاعات مذهلة مما يجعل المدرسة بأساليبها التقليدية عاجزة عن مواكبة تطور هذه المعرفة إنتاجا وتوزيعا.
    وإزاء هذه الإشكالية بدأت المدرسة تلعب دورا سلبيا في قضايا التثقيف والمعرفة, فهي بدلا من أن تعمل على تقديم المعرفة الجديدة والمستجدة إلى الطلاب والتلاميذ, تحاصر الطلاب والتلاميذ بمناهجها وأساليبها القديمة وتحرمهم من التواصل مع المعرفة والحياة الاجتماعية التي تتصف بغناها وتجاربها. لقد تحولت المدرسة إلى سجن كبير يحرم الطلاب من غنى الحياة الاجتماعية والمعرفية الذي يتألق ويزدهر خارج جدرانها. وهنا يقول بعض الأطفال احتجاجا على هذا الواقع : إننا نأتي إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجها.
    لقد أصبحت المدرسة وبحكم التطور المذهل للمعرفة والتكنولوجيا خارج المجتمع وغير قادرة على مواكبته, لا بل أصبحت المدرسة تحت تأثير هذا التطور مؤسسة تناهض تيار الحياة الاجتماعية بحكم رتابتها في بناء المعرفة, وعدم قدرتها على مواكبة الزمن وبعبارة أخرى يمكن القول أن دورة المعرفة إنتاجا وانتشارا وتوزيعا, أصبحت اليوم تتم خارج جدران المدرسة وتلك هي خلاصة الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة العالمية الراهنة.
    وتكمن إحدى أهم صيغ الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة التربوية العالمية الراهنة . ونكمن إحدى أهم سيغ الأزمة التربوية للمدرسة في أن المدرسة معنية بآداء وظيفتين متناقضتين في الجوهر وظيفة المحافظة من جهة ووظيفة التجديد من جهة ثانية, إذ يترتب على المدرسة القيام بوظيفة المحافظة على القيم وعلى تدجين روادها وفقا لمعايير إيديولوجية سائدة في المجتمع من جهة , كما يترتب عليها في ظل التموجات التكنولوجية أن تواكب الجديد والمتجدد في عالم التكنولوجيا والثقافة والقيم من جهة أخرى. ومن هنا تنشأ إحدى كبريات الأزمة التربوية في العالم إذ كيف تستطيع المدرسة أن توفق بين هذين الاتجاهين المتناقضين وظيفيا في إطار العملية التربوية.
    وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول إن الإصلاح المدرسة والأنظمة التعليمية القائمة يمكن أن يتم من خلال تحقيق الدمج الوظيفي والمعرفي والاجتماعي بين المدرسة والمجتمع, ومن خلال هدم الحواجز التي تقوم بين الطرفين, وإعطاء المدرسة دورا أكثر أهمية وتسارعا في نشر المعرفة وإنتاجها وإعداد الكفاءات العلمية في ميادين الحياة المختلفة.
    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Empty رد: جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    مُساهمة من طرف anise2011 الخميس 7 فبراير 2013 - 10:49

    ملامح الأزمة العالمية للتربية والتعليم:
    تعيش أغلب الأنظمة التعليمية العالمية, إن لم يكن جميعها, أزمة تربوية ذات طابع شمولي, ومن منطلق هذه الأزمة, وفي مواجهتها تضع الأمم المتقدمة والنامية منها أنظمتها التعليمية موضع النقد حيث تدور التساؤلات حول : هويتها الثقافية, وجدواها الحضارية, والمشروعية التاريخية لوجودها, ومدى قدرتها على تلبية احتياجات العصر وتجسيد طموحات الإنسان والشعوب في عصر أصبح قانونه الوحيد الثابت هو : التغيير الدائم ! وفي سياغ ذلك كله تبذل هذه الأمم مساعيها من أجل إعادة بناء أنظمتها التربوية بصورة مستمرة ودائمة تنسجم مع متطلعاتها المستقبلية في العصور القادمة.
    ومن هذا المنطلق تشهد الساحة الفكرية اليوم, وكما كان الحال في الأمس ميلاد نظريات عديدة تبحث في ماهية الأنظمة التعليمية وفي وظيفتها وجدواها, وفي إمكانية تطويرها لتلحق بركب الحضارة الإنسانية المتسارعة, وفي هذا السياق يرى عدد كبير من المفكرين أن المدرسة وجدت في عصور سابقة لتلبي حاجات اقتصادية واجتماعية اقتضتها طبيعة التطور في المجتمع الصناعي الأول, حيث وظفت المدرسة في مجال تأهيل الطبقة العاملة والإداريين والاختصاصيين بما ينسجم مع حاجة المجتمع ومتطلباته, ولذلك فإن مناهج المدرسة وأساليب عملها وقيمها اليوم تجسد مرحلة ماضوية من مراحل تطور في المجتمع الإنساني يتمثل في المجتمع الصناعي الأول مجتمع الإنتاج الكبير.
    فالمدرسة موروث من الماضي وهي في هذا السياق تعمل على بناء الإنسان وفقا لروح الماضي ومنطق المجتمعات الصناعية الأولى. وإذا كانت الحضارة الإنسانية قد تجاوزت مرحلة المجتمع الصناعي الأول بمؤسساته فإنها تطرح اليوم مسألة مدى مشروعية المدرسة بأشكالها الحالية ومدى قدرتها على المشاركة في نهضة المجتمعات الإنسانية ومتطلعاتها المستقبلية.
    وتأسيسا على ذلك ظهرت مجموعة من النظريات والكتابات التي ترى بأن المدرسة فقدت مشروعية وجودها في عصر تجاوز حدود المعطيات التي أدت إلى ولادتها. ومن أبرز هذه الكتابات يشار إلى كتاب إيفان إليتش مجتمع من غير مدرسة, وكتاب بودلو واستابليه المدرسة الرأسمالية في فرنسا , وكتاب بورديو وباسرون إعادة الإنتاج .وكتاب بيير بودون تكافؤ الفرص التعليمية, وعلى هذا الأساس ظهر جيل جديد من الكتاب والمفكرين يدعو إلى إعادة النظر في المدرسة وفي بنيتها على أساس من معطيات حضارية جديدة .
    صور الأزمة التربوية في العالم العربي :
    يقتضي المنهج الشمولي أن ننظر في النظام التعليمي العربي في سياقه العالمي, وفي ضوء الإشكاليات والتحديات التي يواجهاها التعليم , في بلدان العالم المتقدم والنامي, ومن ينظر في الأنظمة التعليمية في البلدان المتقدمة يشهد صورة أزمة قوامها عدد كبير من الإشكاليات والتحديات التي تواجه مسيرة هذه الأنظمة وتهدد وجودها, وتصبح هذه الصورة قاتمة أكثر كلما اتجهنا من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية, أو كما يقال اليوم من البلدان الشمال إلى البلدان الجنوب.
    إذا كان التعليم في البلدان المتقدمة يعاني من أزمة حقيقية فإن هذه الأزمة تأخذ أبعادا مأساوية مترامية الأطراف في النامية ولاسيما في البلدان العربية. فالأنظمة التربوية في المجتمعات المتقدمة تتصدى اليوم لمشكلات ما بعد الحضارة الصناعية, ولكنها ما زالت في البلدان النامية تعاني من مشكلات سابقة للحضارة الصناعية الأولى وإذا كانت مشكلات المستقبل والمستقبل البعيد جدا هي هاجس البلدان المتقدمة, فإن مشكلات الماضي والماضي البعيد مازالت تشكل محور اهتمام الشعوب في البلدان العربية, ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الأزمة التربوية في البلدان العربية هي أزمة تتميز بالدقة والخصوصية, فالتعليم في الوطن العربي لم يصل إلى المستوى الذي يمكنه فيه أن يعد أناسا من أجل الحاضر, أو من أجل المستقبل البعيد, وذلك لأن الأنظمة التربوية لأي هذا الوطن ما زالت تستمد نسق وجودها وأنظمتها من قلب الماضي وما زال الماضي يشكل محو اهتمامها .
    وفي معرض المقارنة بين إشكالية التربية في العالم المتقدم وهذه في العالم النامي يتبدى تباين نوعي صارخ بين مضامين واتجاهات ووظائف ومحددات هذين النظامين حيث يمكن الإشارة إلى الفروق الآتية:-
    وهنا يتبين لنا إلى أي حد يترتب على الدولة النامية أن تبذل جهودا مضاعفة من أجل إصلاح أنظمتها التعليمية, لأنها مطالبة اليوم بتجاوز المسافات الشاسعة التي قطعتها الأنظمة التربوية المتقدمة, وفي هذا السياق يمكن القول أن أغلب الأنظمة التربوية في البلدان النامية هي أقرب إلى الأنظمة التربوية التي كانت سائدة في منتصف القرن التاسع عشر, ومن هذا المنطلق يجب على الدولة النامية أن تبذل طاقات هائلة في ميدان الإصلاح التعليم وتطويره. وإذا كان يترتب على البلدان المتقدمة أن تضاعف جهودها لبناء أنظمتها التعليمية فإن على الدول النامية أن تبذل أضعافا مضاعفة من الجهود في سبيل تجاوز مواطن الضعف والقصور في أنظمتها التعليمية والتربوية.
    حركات الإصلاح العالمية في مجال التربية والتعليم :
    شهد القرن التاسع عشر, ولاسيما في النصف الثاني منه, حركات إصلاح واسعة في مجال التربية والتعليم. لقد أثار إطلاق الإتحاد السوفيتي لقمره الصناعي الأول سبوتنيك عام 1957 قلق البلدان الغربية, ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية, التي بدأت نشاطا نقديا واسعا للبحث عن مواطن الضعف في أنظمتها التعليمية والتربوية, مفترضة أن النظام التعليمي في الإتحاد السوفيتي, يمتلك جوانب قوة خاصة أتاحت له مثل هذا التطور, وعلى أثر ذلك نشطت عمليات التجسس العلمي والتربوي بين الدول الكبرى وشكلت هذه المحاولات التجسسية التربوية أساسا لنشوء وتطور علم تربوي يدعى التربية المقارنة الذي يعد اليوم من أكثر العلوم التربوية أهمية وخطورة في مجال التربية والتعليم.
    ومن أهم المبادرات الإصلاحية التي عرفها القرن الماضي هي الإصلاحات التربوية التي عرفتها اليابان في عصر ميجي في عام 1970, ومن الأهمية بمكان الإشارة بأن ميجي هذا قد أرسل بعثة لدراسة النظام التعليمي في مصر في عهد محمد علي في عام 1882, أي بعد عامين من قيام ثورته, حيث كان التعليم العالي قد بدأ في مصر منذ 1830, أي قبل أربعين عاما حيث كانت اليابان تعيش في عصر الظلام, وبعد عشرة سنوات استطاعت اليابان أن تعمم التعليم الابتدائي ليشمل كل الأطفال في عمر الدخول إلى المدرسة الابتدائية, وهذا هو الأمر الذي لم نستطع نحن أن ننفذه بعد أكثر من 120 سنة من قدوم البعثة اليابانية إلى مصر.
    لقد شكل ظهور كتاب أمة في خطر ( A Nation at. RISC 1984 ), في الولايات المتحدة الأمريكية, منطلق صحوة علمية تربوية في أمريكا, امتد صداها إلى مختلف بلدان العالم. لقد تحسنت السياسة التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستمر ودائم, وفي الحفاظ على موقع الولايات المتحدة الأمريكية المتميز في سلم الحضارة الإنسانية. ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان التي تعد من أهم المبادرات الحديثة للأنظمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية, التي دعا بموجبها إلى تشكيل لجنة رئاسية عالية المستوى لإعادة النظر في الإستراتيجيات والسياسات التربوية الكفيلة بتطوير النظام التربوي في الولايات المتحدة, وذلك من أجل المحافظة على موقع أمريكا المتميز في صدارة الحضارة الإنسانية المعاصرة. وقد أحدث تقرير هذه اللجنة هزة في الرأي العام الأمريكي, وانطلاقا من ذلك انبرت مؤسسات المجتمع الأمريكي لتقصي مواطن الضعف في النظام التعليمي الذي يشكل منطلق قوة أمريكا ونفوذها.
    ومن ثم تلاحقت المبادرات العالمية في اليابان وأوربا والهند وإسرائيل وبلدان أخرى على منوال ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية لتقصي جوانب الضعف والقوة في أنظمتها التعليمية, ومن أجل هذه الغاية خصص رؤساء دول السوق الأوربية المشتركة اجتماع قمة منفردة في عام 1986, عرفت باسم يوريكا, لدراسة مخاطر التلكؤ العلمي والتكنولوجي على دولهم, وبحثوا في أهمية إيجاد الوسائل الكفيلة بمجابهة هذه التحديات والمخاطر, وكان التعليم أحد أهم هذه القضايا التي طرحت في هذه القمة.
    وقد عرفت الولايات المتحدة الأمريكية أهم حركة إصلاح تربوي في عام 1989 حيث عقدت قمة رئاسية حول أوضاع التعليم, حضرها وشارك فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش في الفترة الواقعة بين 27-28 سبتمبر ( أيلول ), في مدينة تشارلوتزفيل في ولاية فرجينيا, وأطلق على هذه القمة قمة الرئيس وحكام الولايات للتربية. وصدر لاحقا على أساس هذه القمة بيانا في 18 نيسان ( أبريل ) عام 1991 وثيقة بعنوان : أمريكا عام 2000 إستراتيجية للتربية تضمنت ملامح حركة إصلاح تربوي شاملة تعد أمريكا لقيادة العالم في القرن الحادي والعشرين.
    ومع ذلك كله يقال : إن العرب لم يأخذوا تحديات القرن القادم أو التحديات المعاصرة إلى الآن على محل الجد, ولم يأخذ أغلب صانعوا القرار في هذا الوطن, أن التعليم يشكل الخط الأول في مواجهة التحديات المستقبلية. فالسياسيون العرب لا يستجيبون كفاية لنداءات المربين وخبراء التعليم في الوطن العربي, إجراء الإصلاحات التربوية الضرورية والمشاركة في بناء القرار التربوي لأن اتخاذ مهمة اجتماعية متكاملة وهو أخطر من أن يترك للتربويين وحدهم مثلما أن الحرب أخطر من أن تترك للعسكريين وحدهم.
    واقع التعليم العربي وإشكاليات المعاصرة:
    بعيدا عن الخوض في إحصاءات جامدة تمل لها القلوب, ودون أن نستغرق في وصف أدبي تعافه العقول, نقول بأن التعليم في الوطن العربي يعاني من صعوبات تربوية حقيقية شأنه في ذلك شأن أغلب الأنظمة التربوية في بلدان العالم. فهناك إشكاليات تتعلق بالأهداف, والمعلمين, والمناهج, والبناء المدرسي, والإدارة ومستوى الطلاب, وتلك هي النتائج التي تؤكدها أغلب الدراسات والبحوث الجارية حول التعليم في الوطن العربي.
    الوطن العربي بأقطاره المختلفة يواجه تحديات تاريخية ومصيرية كبرى, ويشكل التحدي التربوي واحد من التحديات التي تقع في قلب التحديات الكبرى للوطن العربي, فالتعليم العربي على حد تعبير أحد الباحثين: يواجه العديد من المعضلات التي عطلته عن القيام بدوره الطبيعي في بناء المجتمع وأدت إلى تخلفه. هذا وتشير الدراسات الجارية في ميدان التربية والتعليم إلى عدد كبير من المشكلات التي يعاني منها التعليم نذكر منها :
    1-غياب ديمقراطية التعليم.
    2-ضعف توزيع الخدمات التعليمية وتركزها في مناطق الندرة السكانية وتقلصها في المناطق المكتظة.
    3-افتقار التخطيط إلى الدراسات والبحوث المستقبلية حيث لا تقوم إدارة البحوث العربية بأداء وظيفتها الأساسية وهي البحث والاستقصاء في الواقع التربوي.
    4-ضعف مستوى خريجي النظام التعليمي بصورة عامة ولاسيما في مجال الرياضيات واللغة العربية, وهي ضعف يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف المناهج والمستوى التعليمي وطرق التدريس في مختلف المراحل التعليمية.
    5-ازدحام الصفوف بالطلاب في أغلب المدارس العربية.
    6-ضعف مستوى إعداد المعلمين وانخفاض مستوى تأهيلهم العلمي.
    7-جمود المناهج وأساليب التدريس وضعف بنية العلاقات التفاعلية بين أطراف العملية التربوية.
    8-تدني مستوى الكتاب المدرسي ونقص التجهيزات المدرسية ونقص المكتبات.
    وفي هذا السياق يمكن لنا القول أن الدراسات التي أجريت حول التعليم في الوطن العربي, رغم أهميتها وتعددها لم تغط جوانب هامة في بنية النظام فهناك نقص كبير في الدراسات التي تبحث الجوانب التربوية في التعليم المدرسي, وهناك ربما غياب للدراسات التي تباشر مسالة العلاقة بين المؤسسات التربوية, وغياب تقريبي أيضا للدراسات التي تتناول مسالة البنية الداخلية للعلاقات التربوية, في داخل المدرسة, وغياب للدراسات الجارية حول مسالة التكامل بين المدرسة والمؤسسات الدينية والأسرة , وجماعة الأقران ونحن نفترض في المقابل أن كل علاقة بين مؤسسة وأخرى يطرح مشكلة تربوية تضيف إلى لون الأزمة عمقا.
    الضرورة التاريخية للإصلاح التربوي في الوطن العربي :
    يشهد العالم اليوم تحولات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية والخطورة, وهي تحولات تفرض نفسها تحديات جديدة في مواجهة التنمية في البلدان العربية. وهذا بدوره يجعل من الإصلاح التربوي ضرورة تاريخية ملحة تملي على هذه الدول العمل المتواصل والتفاني في بناء أنظمتها التربوية في مواجهة التحديات المصيرية القائمة. ومن أهم التحولات السياسية المعاصرة التي تأخذها في المدى البعيد صورة تحديات عالمية. يمكن أن يشار إلى التحولات التالية :
    -قيام السوق الأوربية المشتركة كخطوة نحو توحيد أوربا وازدياد أهميته ككتلة اقتصادية في العالم.
    -سقوط الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى وانتهاء الحرب الباردة.
    -ظهور النمور الأسيوية كقوة اقتصادية هائلة : الصين, تايلاند, تايوان, كوريا الجنوبية.
    -تنامي اليابان كقوة اقتصادية متزايدة في العالم.
    -اشتداد وطأة الصراع العسكري في الشرق الأوسط.
    -تسرب السلاح النووي إلى أماكن متعددة في العالم.
    -تفاقم حدة التضخم والركود في الدول الصناعية وتصديره إلى الدول النامية.
    -إقامة المزيد من العوائق أما صادرات البلدان النامية. تزايد المديونية الخارجية للدول النامية.
    -عدم التزام الدول المتقدمة بتقديم قدر كاف من المعرفة المتفق عليها دوليا إلى الدول المحتاجة أثناء قيامها بعملية التنمية.
    -ازدياد موجة التقدم العلمي والتكنولوجي في الدول المتقدمة واحتكار هذه التكنولوجيا وعدم السماح بتصديرها إلى الخارج.
    -اتساع حجم النشاطات الخاصة بالشركات المتعددة الجنسية بالشكل الذي يؤثر سلبا على اتجاهات التنمية في البلدان النامية.
    تمثل هذه التحولات نوعا من التحديات التي تضرب جذورها في العمق التربوي وفي مستوى النظام التعليمي, ومن هذا المنطق يترتب على النظام التعليمي أن يتحمل مسؤوليات جسام ترتبط برفع إمكانيات المجتمع القيمية والعلمية لمواجهة التحديات الصارخة التي تهدد الوجود الحضاري والثقافي للأمم الضعيفة.
    وفي خضم هذه الأحداث الجسام التي تشهدها الأمة العربية, تقتضي الضرورة التاريخية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة, التي يتحول فيها المستقبل أمواجا عاتية تترنح لها سفن الحضارات الكبيرة, وتهز صدماتها قلاع الوجود القيمي للإنسان المعاصر, أن يعمل أبناء هذه الأمة على تطوير أنظمتهم التعليمية بما يناسب عصر ما فوق التصنيع وبما يجعل هذه الأمة قادرة على مواجهة صدمات الحضارة. ومن أجل هذه الغاية يجب أن نبحث عن وسائلنا وأن نحدد غاياتنا في عمق المستقبل بدلا من أن نبحث عنها في الماضي.
    لكل مجتمع موقف فلسفي محدد من الماضي والحاضر والمستقبل, وأغلب المجتمعات المعاصرة تعطي اليوم للمستقبل أهمية كبيرة في حياة المجتمعات العربية ففي هذه المجتمعات يزحف الماضي إلى الحاضر ويعيد نفسه في المستقبل. ولابد لنا من اجل أن نلحق بالأمم المتقدمة أن نعيد بناء موقفنا من الزمن حيث يجب أن نرسم موقفا جديدا من الزمن يعطي للحاضر أهميته وللمستقبل ضرورته, ويشكل مثل هذا الموقف الجديد من الزمن ضرورة إصلاحية تاريخية في مختلف اتجاهات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولاسيما في مجال التربية والتعليم.
    لقد بقي الإصلاح التربوي في الوطن العربي بعيدا عن مقاربة مفهوم الزمن وبقي يمثل محاولات متفرقة جزئية لا تمس جوهر العملية التعليمية السائدة, وبقيت هذه المحاولات نوعا من المبادرات التي تخشى الهدم حتى لو كان من أجل إقامة بناء راسخ متين.
    إن السبب الأساسي في قصور محاولات الإصلاح التربوي في البلاد العربية, أو التردد في تبني الاستراتيجيات الإصلاحية بصورتها الشمولية يكمن في أن النظام التربوي نظام فرعي من نظام كلي شامل هو النظام الاجتماعي الاقتصادي السائد, ونتيجة للنظرة الجزئية في سياسة الإصلاح نجد أن جهود أساتذة الجامعة والباحثين والمناهج والكتب الدراسية وأساليب التدريس المعدلة تخرج للمجتمع دون جدوى.
    تحديات الإصلاح التربوي العربي :
    يواجه الإصلاح التربوي العربي عددا كبيرا من التحديات التي تثقل خطواته وتشل قدرته على الانطلاق, فالوطن العربي يعاني من التاءات الثلاثة : التبعية والتجزئة والتخلف وهو الثالوث الذي يشكل قدر هذه الأمة في المرحلة الراهنة ويعيق حركة نمائها ويجعل من حركة نهوضها وتطورها محفوفا بالخطر. ومن هذا المنطق الشمولي يمكن القول أن الإصلاح يجري في سياق تاريخي بالغ الصعوبة والتعقيد, وبالتالي يمكننا في قلب هذه الرؤية الشمولية يمكن أن نميز حالات مجهرية تتمثل في منظومة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية القيمية, وهذه التحديات تمثل في الوقت نفسه منطلقات العمل الإصلاحي في مجال التربية والتعليم وفي المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة . ولا بد لنا من القول في هذا السياق : إن الإصلاح التربوي العربي لا يمكن أن يتحقق فعليا, وأن يصل إلى غاياته إلا في موكب من الإصلاحات الاجتماعية الشاملة, التي يجب أن تتم في ميدان الإدارة والاقتصاد والحياة السياسية والاجتماعية في مختلف تجلياتها وإسقاطاتها , وهذا يعني بالضرورة أن الإصلاح التربوي لن يتم بصورته الطبيعية ما لم يتم في إطار رؤية شمولية للواقع السياسي والاجتماعي برمته.
    على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول العربية سياسيا وتربويا واجتماعيا مازال النظام التعليمي لأغلب الدول يراوح في مكانه وما زالت الصعوبات تمنعه من الانطلاق, والتحرر من أثقاله التاريخية, والسؤال الكبير لماذا لم يستطع التعليم أن ينهض رغم هذه الجهود الكبيرة التي بذلت في مختلف المستويات ؟ والإجابة عن هذا السؤال الكبير ليست بالأمر اليسير, وقبل أن نرسم الإجابة حول هذا التساؤل الكبير لا بد لنا من استعراض بعض الأسباب والعوامل الأساسية التي تؤدي إلى إخفاق برامج الإصلاح التربوي أو نجاحها.
    أولا تحديات اقتصادية :
    يدخل الواقع الاقتصادي العربي بصعوباته وإشكالياته في قلب الأزمة التربوية ويشكل في الوقت نفسه جزءا من بنيتها, وتنسحب هذه الحالة على أغلب بلدان الوطن العربي حتى البلدان العربية النفطية التي بدأت تعاني, في الآونة الأخيرة من عجز في الموازنة العامة, هذا وتبيت المتابعات الخاصة بالإصلاحات التربوية أن بعض البلدان العربية النفطية أجلت كثيرا من مشاريعها التربوية بانتظار تحسن الواقع الاقتصادي, وتحسن الموازنات العامة وإذا كان هذا هو لسان الحال في البلدان العربية النفطية فإن الواقع يأخذ طابعا مأساويا في البلدان العربية التقليدية التي ترزح تحت ديون كبيرة متراكمة وتعاني إلى حد كبير من شلل اقتصادي شامل ينعكس على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة. ومن الطبيعي جدا أن ينعكس هذا الواقع الاقتصادي على إمكانيات الإصلاح التربوي فالأسباب الاقتصادية توجد في بنية الأسباب التي أعاقت حركة الإصلاحات التربوية في الوطن العربي حيث بقيت أغلب المشاريع والخطط التربوية العربية معلقة بسبب التحديات الاقتصادية التي تجعل أغلب المحاولات الإصلاحية حبرا على ورق.
    ثانيا : تحديات علمية :
    ينطلق الإصلاح التربوي من واقع الدراسات والأبحاث الجارية حول النظام التعليمي القائم, فالدراسات الجارية هي التي تحدد مواطن القوة والضعف والقصور في النظام التعليمي, وهي التي تبين الصعوبات والتحديات التي تعيق نهضة التعليم وتطوره, وهي بالتالي التي تشكل قاعدة الإصلاحات والمشاريع الإصلاحية الممكنة , ويمكن تسجيل عدد كبير من الملاحظات التي تقلل من مشروعية الدراسات الجارية بوصفها المقدمات الأساسية للإصلاح التربوي ومنها :
    -لم تأخذ الدراسات الجارية طابعا شموليا بمعنى أنها كانت دائما وأبدا تقتصر على دراسة جانب دون الآخر في النظام التعليمي, وهذا يضعف من شأن هذه الدراسات عندما تكون الغاية تهيئة المجال لإصلاح تربوي شامل.
    -أغلب الدراسات التي أجريت بوحي من وزارات التربية والتعليم لم يأخذ طابعا منهجيا أكاديميا وبقيت هذه الدراسات اقرب التقارير منها إلى البحوث العلمية المتكاملة.
    -يلاحظ غياب التنسيق المطلوب بين الجامعات العربية ووزارات التربية في مجال إجراء البحوث والدراسات وهذا مما لا شك فيه سنعكس سلبا على وضعية التعليم وإمكانية التطوير والإصلاح.
    -قلما اتجهت هذه الدراسات إلى تناول العمق التربوي للنظام التعليمي الذي يسجل غيابا نسبيا في الدراسات التي أجريت حول الأنظمة التربوية العربية, لا توجد دراسات كافية حول اتجاهات التلاميذ وحاجاتهم وصعوباتهم وتفاعلاتهم في داخل المدرسة. ومن هنا يمكن القول أن الاتجاه نحو دراسة قضايا التعليم كان هو الغالب في أكثر الأحيان ومن هنا أيضا أهملت الجوانب التربوية التي تعد أساس أي إصلاح تربوي ممكن.
    -غياب نسق الأولويات في تحديد المشكلات : يضع الباحثون العرب غالبا نتائج أبحاثهم في سلة واحدة حيث تضيع الحدود الفاصلة بين التحديات الكبرى والمشكلات الصغيرة فغالبا ما تخرج هذه الدراسات بمئات التوصيات التي لا تتباين في أهميتها, فرجال السياسة يعرفون اللغة الواضحة والمحددة وفي هذا السياق يتحركون وتولد لديهم القناعة في بناء ما يمكن بناؤه ويصلح ما يمكن إصلاحه. وباعتقادنا أن وضع الأشياء المتباينة في كيس واحد يشكل واحدا من أهم المعوقات على طريق التطوير التربوي في الوطن العربي.
    ثالثا : تحديات في مستوى التخطيط التربوي :
    يشكل التخطيط منطلق الإصلاح التربوي في العالم المتقدم, ومن يبحث في مضامين الجهود الإصلاحية التي أشرنا إليها في البلدان المتقدمة يجد أنها تقوم على أساس التخطيط والتنظيم المتكامل, وغني عن البيان أن التخطيط يضمن للنظام التعليمي القدرة على تحقيق التكامل والتوازن في مسار تطوره الدائم .
    وفي هذا المستوى يمكن القول أن التخطيط للإصلاح التربوي في الوطن العربي يأخذ طابعا تراجيديا, فأغلب الإصلاحات التربوية في الوطن العربي تأتي بصورة اعتباطية والأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا الميدان, ويمكننا أن نورد مثالا من جمهورية مصر العربية وهي إحدى أهم الدول العربية وأكثرها عراقة في ميدان الإصلاح التربوي: يورد الدكتور محمد منير مرسي في كتابه الإصلاح والتجديد التربوي في العصر الحديث أن قرار خفض مدة الدراسة في المرحلة الابتدائية في مصر من ست سنوات إلى خمس في عام 1989 جاء بناء على مجرد رأي استشاري من اليونسكو, قدم للسيد وزير التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية. وهذا يعني غياب الحد الأدنى من التخطيط لعملية الإصلاح في أحد أهم البلدان العربية.
    ويمكن أن نسوق أمثلة عديدة في مستوى الجمهورية العربية السورية التي يفتقر فيها الإصلاح التربوي إلى الحدود الدنيا أيضا من التخطيط والدراسات. لقد اتخذ قرار في سوريا يعد من أهم القرارات المصيرية في تاريخ التربية والتعليم في سورية قوامه, تحويل نسبة 60% من الطلاب الناجحين في الشهادة الإعدادية إلى التعليم الفني والمهني, وعلى حدود علمنا لا توجد أية دراسات راهنة أو مستقبلية تبحث عن نتائج مثل هذا القرار الخطير جدا, ونحن نعتقد ( ونتمنى أن نكون مخطئين في اعتقدنا هذا ) إن هذا القرار يعبر عن رأي فئة من العاملين في وزارة التربية الذين يثقون بقراراتهم إلى حد كبير, وفي كل الأحوال ما نستطيع أن نؤكده أن هذا القرار لم تشارك في دراسته كلية التربية في جامعة دمشق وهي المؤسسة التي ينتظم فيها الخبراء والمفكرون في مجال التربية.
    وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى مجموعة من التحديات في مستوى التخطيط والتي انعكست سلبا على طبيعة العمل التربوي في مسيرته التنموية خلال الفترة الماضية زمنها :
    -آلية التخطيط وديناميكيته : يأتي النشاط التخطيطي بتوجيهات الإدارات العليا غالبا وهي صورة معكوسة لما يحدث عادة في البلدان المتقدمة فالمشاريع التخطيطية تطرح في المؤسسات الاجتماعية المعنية وفي برامج الأحزاب السياسية وتأخذ اتجاها صاعدا حيث تصل القضايا المعنية ناضجتا إلى المستويات السياسية العليا, وعندها تتخذ القرارات السياسية المناسبة لإجراء الدراسات والأبحاث المطلوبة. وعلى خلاف هذا يتم التخطيط في البلدان النامية بصورة معكوسة فغالبا ما تأتي المبادرات من قبل القيادات السياسية العليا. وهذا ينعكس سلبا على نتائج النشاط التخطيطي ويؤدي إلى بناء خطط هزيلة غير قادرة على أداء الغاية التربوية المنشودة.
    -وجود نقص كبير جدا في الخبراء والخبرات الضرورية للتخطيط في المستوى التربوي, وعلى حد علمنا لا يوجد عدد كافي من الخبراء المختصين في مجال التخطيط التربوي في المؤسسات التربوية المعنية.
    -غياب منهجية التخطيط التكاملي داخل النظام التربوي : وهذا يعني أن التخطيط التربوي يأخذ جوانب منفصلة من جوانب الحياة التربوية ويضع لها خططا بصورة منفصلة عن مجريات الحياة التربوية برمتها وبعيدا عن صيغة الأهداف التربوية. على سبيل المثال يلاحظ أن الخطط التربوية مثل خطط المخابر والبناء المدرسي غير متكاملة مع بعضها البعض, أو مع الجوانب الأخرى التي تتصل بالمعلمين والمناهج والتصورات المستقبلية إلى آخره. فالمعنيين بالأمر يخططون لكل جانب من جوانب الحياة التعليمية بصورة منفصلة تماما عن الجوانب الأخرى.
    -غياب منهجية التخطيط التكاملي بين التربية وخطط التنمية: يلاحظ بصورة عامة غياب التنسيق بين التخطيط التربوي القائم واستراتيجيات التنمية التي تعتمدها الدولة في المستويات الاقتصادية والاجتماعية, وبصورة عامة يمكن القول أن أي عمل تخطيطي تربوي أو غيره لا يأخذ بعن الاعتبار الصيغة التكاملية سيطرح نفسه عبئا على عملية التنمية في المستقبل, وسيشكل في نهاية الأمر نوعا من الهدر الاقتصادي.
    -تجاهل العلاقة بين المدرسة والمؤسسات التربوية الأخرى: يسعى الإصلاح التربوي إلى بناء المدرسة ويتجاهل أهمية المؤسسات التربوية الأخرى كالأسرة وجماعات الأقران والمساجد وهي مؤسسات تربوية لا تقل أهمية عن المدرسة في بناء الشخصية وبناء الإنسان, مما لاشك فيه أن المدرسة لا تعمل منفصلة عن الأسرة والمؤسسات التربوية الأخرى, ومع ذلك لا نجد في الإصلاحات التربوي ما يشير إلى الاهتمام بالصلة الحقيقية بين المدرسة والأسرة والمساجد.
    -عدم الاستفادة من التجارب العالمية الإصلاحية المعاصرة : تشكل التجارب التنموية العالمية في مجال التربية والتخطيط التربوي خزانا معرفيا ومنهجيا بالغ الأهمية في مجال التخطيط التربوي, ومع ذلك يبين الواقع أن نتائج هذه التجارب لم توظف بعد في خدمة التنمية والتخطيط في مجال التعليم بصورة عامة في الوطن العربي..
    رابعا : تحديات ثقافية القيمية :
    يرى عدد كبير من الكتاب الغربيين أن النمط الثقافي السائد في البلدان النامية يعيق عملية التنمية, يقول ميردال في هذا الخصوص : إن اتجاهات السكان في البلدان النامية نحو الحياة والعمل تعتبر معوقا للتنمية لما تتميز به من عدم احترام للنظام وانتشار الخرافات والحاجة إلى اليقظة والتكيف والطموح والاستعداد للتغيير والتجريب واحتقار العمل اليدوي والخضوع للاستغلال وعدم الرغبة في التعاون وغير ذلك.
    تشكل التحديات الاجتماعية والثقافية للواقع الذي نعيش فيه منطلق الإصلاح التربوي, وفي نسق هذه التحديات يمكن تحديد الدور الذي يمكن للتربية أن تؤديه في عملية النهضة التنموية الشاملة ولاسيما في مجال التنمية الثقافية.
    يجب أن ننطلق في تحقيق الإصلاح التربوي من رؤية شمولية تكاملية, ويعني ذلك أنه يتوجب علينا إذا أردنا إصلاح الأنظمة التربوية في الوطن العربي أن ننطلق من صورة الحياة الواقعية ومن متغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والحضارية السائدة في المجتمع.
    لقد بينت مختلف الاتجاهات الفكرية والتاريخية بأن النهضة الحضارية مرهونة بفعالية النظام القيمي في المجتمعات الإنسانية, ويشهد تاريخ الحضارات الإنسانية بأن النهوض الحضاري في مختلف تعرجات التاريخ ومنعطفاته, كان مرهونا بتحولات نوعية في أنظمة القيم الثقافية والاجتماعية السائدة فالقيم هي نوابض الفعل الإنساني ومن غيرها لا يمكن للمجتمعات الإنسانية أن تسعى إلى أمجادها الحضارية.
    تبين الدراسات الاجتماعية الجارية في الوطن العربي أن الثقافة العربية مشحونة بعدد كبير من القيم السلبية التي تشكل نسقا من التحديات التنموية الشاملة, فالثقافة العربية تعاني من هجين قيمي يتمثل في احتقار العمل اليدوي رفض عمل المرأة, سيطرة الانتماء القبلي العائلي , هيمنة قيم المجاملة والواسطة, قيم المسايرة والطموح, حب المظاهر والتفاخر والاتكالية. وتبين الدراسات الجارية أن الأسرة العربية بصورة عامة تعاني من غلاء المهور, والطلاق, وتعدد الزوجات, وضعف الروابط الأسرية, وضيق فرص مشاركة المرأة في العمل وفي النشاطات الاجتماعية.
    ومن قلب هذه الإشكاليات القيمية يجب على التربية أن تنطلق, ومن هنا أيضا يجب على نسق الأهداف التربوية أن يتحدد لمواجهة هذه التحديات الثقافية والاجتماعية, وهذا يعني أن المدرسة يجب أن تساهم بمناهجها وأدبياتها وفعالياتها لمعالجة هذه القضايا وبناء نسق قيمي جديد يركز على أهمية العمل والتفاني في الدقة والاقتصاد والتوفير والمشاركة وغير ذلك من القيم التي ترتبط بالتنمية وتشكل شرطا أساسيا من شروطها, وباختصار يجب على الإصلاح التربوي أن ينطلق من أهمية إزاحة القيم السلبية لصالح قيم إيجابية تنموية قادرة على بناء المخارج إلى الحضارة والتقدم, ويجب أن يعكس هذا في الأهداف التربوية وفي مناهج التعليم بالضرورة.
    منطلقات الإصلاح التربوي في الوطن العربي وأبعاده :
    تقدم بيانات اليونسكو صورة محزنة للتعليم العربي في البلدان الغنية والفقيرة منها, فالتعليم العربي بمناهجه ومقدماته وفعالياته تعليم تقليدي , لا يمكنه أن يشكل منطلقا من بلدان تريد أن تنهض وأن تنمو وتتقدم, وذلك لأنه تعليم ينطلق من الماضي ويتمحور حوله ولا يرتبط بالواقع وأن يعبر عنه.
    وإذا أردنا أن نرسم صورة مصغرة لإشكالية هذا التعليم وأزمنته نقول بأن إشكاليته يكمن في جدل الزمن والواقع والوظيفة والطموح, فالتعليم في البلاد العربية يعيش زمنا غير زمنه, فهو لا يرتبط بواقع الحياة واتجاهاتها, كما أن وظيفته مازالت بعيدة عن تأدية دور واضح في إطار الحياة الاجتماعية والاقتصادية, ومن هنا يترتب النظر, ومن منطلق علمي إلى واقع التعليم وإمكانيات إصلاحه من خلال الأبعاد التالية :
    أولا : البعد المستقبلي للإصلاح التربوي في البلدان العربية :
    يتوقف مصير العرب في المستقبل على الكيفي التربوية التي سيعدون بها أبنائهم في القرن الحادي والعشرين, فالمستقبل هو حاضن الثورات المعرفية التي تتضاعف كل سبع سنوات قريبا ومن هذا المنطلق فإن القدرة على تنظيم وتوظيف التدفق المعرفي الهائل الذي نشهده اليوم وسنشهده في الغد يعد المحك الأساسي للتقدم في القرن القادم, ومن هنا يترتب على الأنظمة العربية التربوية, ومن هذا المنطلق يجب التخطيط لتربية عربية مستقبلية تعبر عن طموح العرب في عصر التحولات الحضارية القادمة.
    ثانيا : بعد التخطيط العلمي المتكامل لجوانب الحياة التربوي :
    يشكل التخطيط العلمي التكاملي في داخل مكونات النظام التربوي, وبين النظام التربوي وخطوط التنمية الاجتماعية الشاملة ضرورة حيوية لبناء أنظمة تعليمية قادرة على خدمة مجتمعاتها في تحقيق النهوض الحضاري الشامل, وغني عن البيان أن العفوية والاعتباط والارتجال في بناء الاصلاح التربوي يعد من أخطر ما يمكن للمجتمع أن يقع فيه, فالمشكلات والتحديات التي نواجهها اليوم هي نتائج قرارات خاطئة أتخذت في الزمن الماضي.
    ثالثا : البعد الواقعي الحياتي للتربية :
    لا يمكن للتربية أن تمارس دورها ووظيفتها ما لم ترتبط بالواقع وتعبر عنه, ومن هنا يجب هدم الحواجز التي تقوم بين المدرسة والتعليم والحياة, والغاية هي مدرسة للحياة وليس حياة للمدرسة منفصلة عن الواقع وتجلياته, فمن الخطر كل الخطر أن تتحول المدرسة إلى متحف تاريخي يعيش فيه الأطفال على إكراه منهم .
    رابعا : البعد الوظيفي للتربية والتعليم أو الموقف من الإنسان :
    ويتمثل هذا الجانب في إعداد أجيال قادرة على المشاركة في بناء الوطن والحضارة, ومن أجل هذه الغاية يجب على المدرسة العربية أن تعمل على بناء الإنسان المبدع المفكر الناقد الخلاق الواثق بنفسه المؤمن بوطنه وأمته, وأن تحرر روادها من قهر التبعية والسلبية والقصور والإحساس بالدونية.
    ضلال إستراتيجية تربوية لتحقيق الإصلاح التربوي في الوطن العربي :
    ولا بد لنا في نهاية الأمر من أن نركز على القضايا الإستراتيجية التالية التي يمكنها أن ترسم صورة متقدمة لإمكانيات العليم عربي قادر وفاعل وهي:
    1-بناء قاعدة واسعة للتعليم من رياض الأطفال ودور الحضانة تعتمد أحدث المناهج في مجار تربية الأطفال وتعليمهم وإعدادهم للمستقبل ( ولا نستطيع في هذا السياق أن نفصل في أهمية رياض الأطفال ولكن يمكن القول أن أفضل الأنظمة التربوية هي هذه التي تبني الأطفال قبل مرحلة دخولهم إلى المدرسة الابتدائية ).
    2-التأكيد على تدريس الرياضيات والعلوم التطبيقية في المدرسة و زيادة الحصص المقررة للطلاب في مجال العلوم الدقيقة التطبيقية ( الأنظمة العالمية تتبارى في مدى تركيز أنظمتها وقدرتها على تدريس الرياضيات والعلوم التطبيقية ).
    3-التركيز على التكنولوجيا عي العمل التربوي من زاويتين : توظيف هذه التكنولوجيا في التعليم ( استخدام الحاسوب والتلفزيون والانترنت كأداة تعليمية ), ومن ثم توظيف هذه التكنولوجيا موضوعا للتعليم من جهة أخرى, ويتمثل ذلك في مادة الحاسوب والانترنت وغير ذلك من المواد التكنولوجية المتاحة .
    4-التأكيد على أهمية التنمية الثقافية والقيمية: إعادة توظيف مواد التربية الدينية و اللغة العربية و التاريخ والفلسفة لتعزيز قيم : العمل, العلم, الطموح, الانجاز, قيمة المهن, و غير ذلك من القيم التي تصب في مجال التعزيز الإيجابي للوجود الحضاري.
    5-تبني أساليب ديمقراطية حرة في مجال العلاقات التربوية القائمة بين المعلمين والتلاميذ والإدارة وهذا بالضرورة يصب في مجال بناء العقل الحر المبدع, لأن الحرية هي المناخ الضروري للإبداع, ويتطلب ذلك بناء جيل من المعلمين يرفضون العلاقات التقليدية الأبوية في إطار الحياة المدرسية ويعملون على بناء علاقات إنسانية متكاملة بعيدة عن التسلط والإكراه التي تتنافى مع إمكانيات البناء التربوي .
    6-التنسيق بين المدرسة والمؤسسات التربوية : كالأسرة والمساجد في العمل التربوي والعمل على تحقيق التواصل القيمي والحضاري بين هذه المؤسسات و يمكن المساجد أن تسهم إلى جانب المدارس في التركيز على قيم العمل وطلب العلم والانجاز والطموح بالدرجة الأولى وذلك تعزيزا لدور المدرسة في هذا السياق .
    7-هدم الهوة القائمة بين المدرسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية : فتح محاور اتصال بين المدرسة والمؤسسات الاجتماعية و الاقتصادية المنتجة و مشاركة هذه المؤسسات في تدريب الطلاب وتأهيلهم في بعض المجالات, مشاركة أولياء الأمور في نشاطات العمل المدرسي, ويقتضي هذا المبدأ إدخال المدرسة في المجتمع وإدخال المجتمع في فعاليات المدرسة.
    8-العمل على تفادي الأساليب التربوي التقليدية : ( طرق تدريس , الامتحانات,العلاقات التربوية داخل المؤسسات التعليمية ) التي تركز على الحفظ والاستظهار والعمل بكل الأساليب الممكنة لجعل المدرسة مؤسسة تعتمد على مبدأ بناء العقل وتطوير إمكانيات الطلاب في تمثل العمليات العقلية المنطقية العالية في التحليل والتركيب والمناقشة والاستنتاج والاستدلال واعتماد مختلف الأساليب الممكنة في هذا المجال.
    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Empty رد: جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    مُساهمة من طرف anise2011 الخميس 7 فبراير 2013 - 10:51

    خلاصة ورؤية إجمالية : من الإصلاح إلى التجديد
    ينبئ بيان الواقع أن المصلحين العرب في مجال التربية والتعليم مازال ينظفون إلى الإصلاح التربوي على انه مجرد إصلاح في الكتب والدروس والبناء والمخابر, أما الإصلاح الحقيقي المطلوب في غمرة التحولات التاريخية الجدية فهو تعامل حضاري مع متطلبات المرحلة التاريخية وسعي إلى بناء قدرة الشعوب العربية على الدخول في التنافس الحضاري الثقافي مع الأمم والشعوب الأخرى.
    فتدفق الإصلاحات التربوية في الوطن العربي لم يؤت أكله, وبقي جزئيا وقاصرا و شكليا, ولم يستطع أن يدخل في عمق القضية الحضارية الثقافية للوجود الحضاري. فمازالت السياسات التربوية القائمة في الوطن العربي سياسات ضبابية, تجعل من القراءة في معانيها أشبه أو ما تكون بالقراءة في الخطوط الهيروغليفية , وهي في أحسن أحوالها خطب ارتجالتها قرائح الموهوبين بقيت بعيدة عن محكاة العقل الحصيف والفكر الناقد.
    لقد بقيت السياسات التربوية المعتمدة في الوطن العربي محاولات مقهورة للحفاظ على الوضع القائم بأبعاده السياسية والاجتماعية والأيديولوجية, وبقي حال السياسيين العرب حال من يجدف بعكس التيار الذي يمثل اندفاعات الحضارة الإنسانية وطفرتها , ومع ذلك كله فإن المحافظة على الوضع القائم هو ما أشبه ما يكون بعملية انتحار حضاري شامل, وتلك هي الحقيقة التي يجب على السياسيين العرب أن يدركوها بكل ما يملكون من موهبة الإدراك.
    لقد بدأت الأمم التي تريد أن تشارك في سبق الحضارة , والصعود في مدارجها , تتجاوز وضعية الإصلاح التربوي إلى وضعية التجديد والتثوير وتحقيق التحولات النوعية في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية, وظهرت اليوم ملامح العصر الذي تتخلى فيه مفاهيم الإصلاح التربوي لمفاهيم التجديد والتحولات النوعية, فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر الطفرات والتحولات النوعية المستمرة والانتقال إلى عمق هذا العصر يتطلب من الأمم والشعوب أن تركب أمواج الحضارة على إيقاعات متسارعة تكافئ ومض الطفرات الحضارية وخطفاتها.
    عندما يستعرض المرء تجارب الحياة التربوية في الوطن العربي لا يجد في متاهات هذه التجارب محاولات تتعلق بالتجديد التربوي أو التجارب تتعلق بالابتكار, فالتجديد التربوي مازال لغة مجهولة وصماء في السياسات التربوية في الوطن العربي, وليس في هذا الأمر من غرابة وذلك لأن الإصلاح التربوي نفسه مازال تجربة تعاني من قصورها الشامل في مختلف أرجاء الوطن العربي.
    فالدول التي تسجل حضورها في مواقع متقدمة للحضارة تعتمد اليوم الإصلاح الجذري الذي يتكامل في مقومات وجوده, وفي نسق علاقاته بالمصير الحضاري لهذه الأمم, وذلك في مختلف مجالات الحياة ولاسيما التعليم والتربية, ومن ينظر في تجاربها يرى بوضوح لا غبار فيه أن هذه التجارب التربوية تعتمد على عطاءات العلم والعقل والخبرة التربوية الشاملة وترتبط بإرادة أمم تقارع زمن الخوف وتحديات الحضارة.
    لقد تبين لنا في ضوء الخبرة والعمل في ميدان التربية ومن خلال تأملنا في تجارب الإصلاح العربية أن الإصلاح التربوي- وهذا ينسحب ربما عل مختلف جوانب الحياة الأخرى- يعاني من أمور خطيرة نعلن منها ما يلي :
    1-تجهض إرادة أصحاب القرار من سياسيين وإداريين عطاءات عقل الخبراء والمفكرين, وتعطل إمكانيات النهوض التربوي على أسس علمية متوازنة ورصينة, فالعلماء والمفكرون العرب ينظمون ويخططون وأصحاب القرار يعملون, عن غير قصد ربما, على إلغاء عطاءات هذه العقول بشطحات قلم أو جرأته كما يقال.
    2-غياب الرؤية التكاملية للتخطيط بصورة عامة , وفي مجال العمل التربوي على نحو خاص , فالرؤية الجزئية المجتزأة مازالت تسيطر على مختلف محاولات النهوض والتطوير التربوي في البلدان العربة , وهذا ينسحب أيضا على مجالات أخرى للحياة السياسية والاقتصادية والإدارية, وغني عن البيان أن هذه الخطط, إذا كانت جديرة بهذه التسمية, غير مترابطة داخليا فيما يتعلق بعناصرها الداخلية, أو فيما يتعلق بالتناسق الممكن بين هذه الخطط والخطط التنموية الشاملة للمجتمعات العربية.
    3-غياب الرؤية المستقبلية : ذكرنا في طيات هذه المقالة أن موقف العقل العربي مازال سلبيا من حركة الزمن وهو يتحرك في رمال الزمن الماضي بالدرجة الأولى, فالماضي كما يقال يزحف إلى الحاضر ويعيد إنتاج نفسه في المستقبل, والمستقبل اليوم هو المعادلة الصعبة, وبالتالي فإن تحديد الموقع الفلسفي من الزمن مازال يطرح نفسه بإلحاح على العقل العربي إذا كان هذا العقل يريد فعلا أن يواجه حركة التاريخ التي تتجاوز الحاضر والماضي إلى آفاق مستقبلية بعيدة المدى.
    4-غياب الموقف الفلسفي الواضح من صورة الإنسان الغاية الذي يجب على التربية أن تعمل على بنائه, فالإنسان الذي تعده المدرسة العربية والتربية العربية عموما إنسان اغترابي سلبي لا يمتلك القدرة على مواجهة التحديات الحضارية أو القدرة على تمثل معطياتها , وهنا يترتب على المخططين في مجال التربية العمل على تحديد الموقف الفلسفي من الإنسان, فالمجتمعات الغربية والتي قطعت شوطا كبيرا في ميدان المشاركة الحضارية حددت صورة الإنسان الغاية منذ زمن بعيد وصورته هي : الإنسان المبدع والناقد والمتوازن الإنسان العالم التكنولوجي الحر الذي اعد المشاركة في بناء الحضارة وتمثل معطياتها, أن التكنولوجيا الغد لا تحتاج إلى ملايين الرجال السطحيي التعليم المستعدين للعمل المتساوق في أعمال لا نهائية التكرار , لا كنها تتطلب رجالا قادرين على إصدار أحكام حاسمة رجالا يستطيعون أن يشقوا طريقهم وسط البيئات الجديدة ويستطيعون أن يحددوا موقع علاقات الجديدة في الواقع السريع التغير.
    5-غياب الأهداف التربوية الواضحة: فالأهداف التربوية العربية هي ظلال مقولات خطابية مسجعة رنانة لا حياة فيها, وهي نوع من الحلي المزيفة التي توضع على صدور الأنظمة التعليمية العربية, ومن هذا المنطلق لا نستطيع فعليا أن نتحدث عن أهداف تربوية عربية لأن هذه الأهداف ما زالت سجينة الزنزانات النظرية وبقيت مجرد شعارات ترتفع عن الواقع وتنأى عن همومه.
    وفي النهاية يمكن القول أن التربية العربية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إمكانيات جديدة تتمثل في حركة تجديد تربوي شاملة تتجاوز حدود الإصلاح المبتور, وتأخذ باعتبارها أولويات ورؤى جديدة تنطلق من الواقع في صورته كما يقدمها العلم, وتبدأ برسم الأهداف الواضحة والسياسات الجريئة التي تحدد الموقف من الإنسان والزمن والحضارة بصورة علمية تكفل للإنسان العربي من جهة وللمجتمعات العربية من جهة أخرى أن تشارك في بناء الحضارة والصعود في مدارجها.
    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Empty رد: جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    مُساهمة من طرف anise2011 الخميس 7 فبراير 2013 - 10:53




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ثانيا:- : الثقافة العامة
    المواضيع المقترحة
    -النظام التربوي في الجزائر
    -التطور التكنولوجي والمنظومة التربوية
    -أساليب تطوير التعليم
    -المنظومة التربوية في القرن الواحد والعشرين
    -الإصلاح التربوي في العالم الثالث والجزائر
    -ديمقراطية التعليم ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
    -المنظومة التربوية وقيم التنمية
    -العملية التعليمية : مفهومها وعناصرها
    -التقدم التعليمي
    ثالثا : البعد الواقعي الحياتي للتربية :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    1-النظام التربوي في الجزائر :
    تعريف النظام التربوي : يتكفل ببناء الفرد ويعمل لحساب مشروع المجتمع وبلورة غايات التربية بشتى فروعها .
    1-مبادئ النظام التربوي في الجزائر :
    أ‌-الجزأرة : بمعنى جزأرة الإطار والمضمون.
    ب‌-العصرنة : مواكبة التطورات.
    ت‌-الديمقراطية : منح تعليم أساسي لكل جزائري.
    ث‌-التوجه العلمي والتكنولوجي: محو الأمية , إتاحة الفرص , تكوين رفيع المستوى.
    ج‌-مجانية التعليم.
    2-رسالة النظام التربوي الجزائري :
    -منح تربية أساسية لجميع المتعلمين .
    -تمكين اللغة العربية لتقليد المعارف العلمية
    -تكوين الفرد الجزائري القادر على التفكير والابتكار
    -دعم الروح الديمقراطية في المجتمع
    -بناء مواطن سليم في جسمه ووجدانه وعقله
    -بناء مواطن معتز بانتمائه الوطني والقومي
    3 – مضمون التعديلات التي مست أمرية 16/04/1976:
    - الإشارة إلى المكونات الأساسية للهوية : الإسلام , العروبة , الامازيغية.
    - مجانية التعليم في كل المستويات التابعة للقطاع العام .
    - تعليم تمازيغت في برامج تعليم العلوم الاجتماعية والإنسانية
    - الترخيص بإنشاء مدارس خاصة
    2-التطور التكنولوجي والمنظومة التربوية : تواجه العملية التربوية في النصف الثاني من القرن العشرين عدة ضغوطات وتحديات, فالتفجر المعرفي والانفجار السكاني وثورة المواصلات والاتصالات والثورة التكنولوجية وما يترتب عليها من سرعة انتقال المعرفة, كلها عوامل تضغط على المؤسسة التربوية من أجل مزيد من الفعالية والاستحداث والتجديد لمجارات هذه التغيرات, ولقد لجئت دول العالم إلى استخدام التقنيات بدرجات متفاوتة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات. ويمكن تلخيص دور تكنولوجيا المعرفة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات بما يلي :-
    1-لقد رافق الزيادة المضطردة في عدد السكان خاصة العالم الثالث إقبال شديد على التعليم, وزيادة عدد الطلاب, فلم تكن المؤسسة التربوية قادرة على توفير الأبنية والمرافق والتجهيزات اللازمة, فساهمت تقنيات العليم من خلال الإفادة من الإمكانات التي تقدمها وسائل الاتصال الجماهيري في تقديم حلول لهذه المشكلة بتعليم المجموعات الكبيرة.
    2-أمكن التغلب على مشكلة النقص في أعداد المدرسين خاصة ذوي الكفاءة باستخدام الدائرة التلفازية المغلقة في التعليم.
    3-لم يعد التعليم محتكرا على أبناء طبقة دون أخرى أو على مؤسسة دون غيرها, فأصبح التعليم مفتوحا أمام فئات من الناس لا تتمكن من الالتحاق بالدراسة النظامية كالمعوقين وربات البيوت وأصحاب المهن وغير المتفرغين من الطلبة وسكان المناطق النائية والأرياف. أثر استخدام وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة في تطوير برامج التعليم المستمر والتعليم المفتوح.
    4-تقدم تقنيات التعليم خدمات هامة وأساسية للتربية العملية لتحسين التدريس, وفي برامج التدريب المهني, من استخدام أسلوب التعليم المصغر ومن خلال الاستعانة بأشرطة الفيديو واستخدام المحاكاة لتحسين الأداء العلمي للطالب.
    5-تغيير دور المعلم والطالب من خلال تطبيق المنحى النظامي لتقنيات التعليم, حيث أصبح الطالب محور التركيز في العملية التعليمية, ولم يعد دور المعلم قاصر على نقل المعلومات والتلقين, وأصبحت العملية التعليمية تشاركية بين الطالب والمعلم.
    6-وفرت تقنيات التعليم بدائل وأساليب تعليمية متعددة كالتعليم المبرمج, والكمبيوتر التعليمي مما أتاح للمتعلم فرصة التعليم الذاتي, والتغذية الراجعة.
    7-وفرت تقنيات التعليم إمكانات جيدة لتطوير المناهج والكتب وأساليب التعليم .
    8-لعبت تقنيات التعليم دورا مميزا في استيعاب ما نم عن الثورة المعرفية.
    9-وفرت تقنيات التعليم شكليات مصغرة وأوعية متعددة لحفظ المعلومات.
    وبهذا يمكن القول أن تقنيات التعليم تلعب دورا كبيرا في :-
    1-تحسين نوعية التعليم والوصول به إلى درجة الإتقان
    2-تحقيق الأهداف التعليمية بوقت وإمكانات أقل.
    3-زيادة العائد من عملية التعليم.
    4-خفض تكاليف التعليم دون تأثير على نوعيته.
    بالإضافة إلى ذلك أن تقنية التعليم تساعد المعلم على مواكبة النظرة التربوية الحديثة التي تعد المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية , وتسعى إلى تنميته من مختلف جوانبه الفسيولوجية, المعرفية واللغوية, والانفعالية ,والخلقية الاجتماعية.
    دور التكنولوجيا في حقول في التربية:-أولا :- دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في الاتصال التربوي : التربية البناءة عبارة عن نظام اتصال, والسلوك الإنساني الهادف مهما كان بسيطا أو مركبا هو أيضا نظام اتصال.
    وبينما يجسد التلاميذ والمعلمون والإدارة المدرسية والتربية الصفية والبيئة المدرسية أهم مكونات نظام اتصال التربوي, ويعتمد على توفير العناصر التالية:-
    أ‌-أغراض التعلم / التدريس أو أغراض الاتصال التربوي.
    ب‌-المعلمون / الإداريون كمرسلين عموما للاتصال التربوي.
    ت‌-التلاميذ كمستقبلين غالبا للاتصال التربوي.
    ث‌-محتوى التعلم / التدريس من معارف وخبرات – رسالة الاتصال التربوي.
    ج‌-وسائل الاتصال التربوي – وسائل وتكنولوجيا التعليم.
    ح‌-وسائل التغذية الراجعة بخصوص فعالية الاتصال التربوي أو مدى تحقيقه للأغراض المقترحة.
    ثانيا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في إدراك وتعلم التلاميذ : الإدراك الإنساني هو عملية باطنية نفسية تحدث في عقل الفرد محدثة ما يسمى بالتعلم. وهذا ما يتم من خلال عمليات متصلة هي :
    أ – الانتباه : ويتمثل في يقظة الحواس الإنسانية كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والحاسة السادسة الحدس.
    ب- الإدراك الحسي أو الملاحظة الحسية : وهو شعور الفرد المبدئي بموضوع الإدراك حوله , وتجسد هذه العملية الأساس الفعلي للإدراك الفكري العام, ويتوقف عليها نوعه وقوته ودقته.
    ج- الإدراك الباطني : ويتم خلال عمليات التمييز والتبويب والتنظيم, وذلك حسب خصائص الموضوع المدرك من حيث الحجم والعمق أو الكثافة والفراغ أو الحيز والوقت والحركة والصوت, ثم الخبرات السابقة للفرد.
    د- التعلم : ويحدث عند دمج الفرد للموضوع في خبراته السابقة الفكرية والحياتية أو أحداث بناء إدراكي جديد لديه, وهذا ما يسمى بالتعلم مع العلم أن التعلم هو الفرق بين البناء الفكري القديم والجديد للفرد.
    ثالثا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في تحقيق الأهداف التربوية: لقد حفز الدور الهام الذي تقوم به وسائل وتكنولوجيا التعليم في تنفيذ التربية المدرسية عددا من المربين لدراسة مدى فعالية أنواعها المختلفة في تحقيق الأهداف التربوية.
    رابعا : دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في المنهج والتدريس : يتكون من أربعة عناصر هي : الأهداف والمعارف والأنشطة / خبرات التعليم والتقييم.
    خامسا : وسائل وتكنولوجيا التعليم – معينة للمعلم غير بديلة : ومهما تكن الحال, فمع الاعتراف بدور الوسائل في إنتاج التربية صفية مؤثرة إلا أنه في نفس الوقت لا يلغي دور المعلم في العملية التربوية أو الاستغناء عنه, لقصورها العام وجفاف طبيعتها بدونه.
    مزايا تكنولوجيا التعليم: من فوائد تكنولوجيا التعليم :-
    1-توفير الوقت : إن الوسيلة البصرية والحسية ( الوسائل الحسية ) تعتبر بديلا عن جميع الجمل والعبارات التي ينطق بها المعلم ويسمعها الطالب والتي يحاول أن يفهمها ويكون لها صورة عقلية في ذهنه ليتمكن من تذكرها .
    2-الإدراك الحسي : إن الألفاظ لا تستطيع أن تعطي المتعلم صور حقيقية جلية تماما عن الشيء موضوع الحديث أو الشرح, ذلك الألفاظ لا تستطيع تسيد هذا الشيء مثلما الوسيلة الاضاحية.
    3-الفهم : هو قدرة الفرد على تمييز المدركات الحسية وتصنيفها وترتيبها, فإن الفرد يتصل بالأشياء, والمظاهر المختلفة عن طريق حواسه وبالطبع لا يستطيع هذا الفرد أن بفهم المسميات أو الأشياء إلا إذا تم فهمها والتعرف عليها.
    4-أسلوب حل المشكلات : حينما يشاهد الطالب تقنية تعليمية, فإنها في الغالب تثير فيه بعض التساؤلات والتي قد لا تكون مرتبطة مباشرة بموضوع الدرس. وقد تنمي هذه التساؤلات أو التي تنبع من حب الاستطلاع, أسلوب حل المشكلات لدى هذا الطالب إذ في العادة ما يسير هذا الأسلوب.
    5-المهارات : تقوم التقنيات التعليمية بتقديم توضيحات علمية للمهارات المطلوب تعلمها.
    6-محاربة اللفظية : عدم معرفة الطالب أحيانا لبعض الجمل أو الكلمات مما يتسبب بخلط المعنى لديه, ولكن بالصورة توضح المعنى لها.
    7-تتيح للطالب فترة تذكر أطول للمعلومات.
    8-تشوق المتعلم وتجذبه نحو الدرس.
    9-تدفع المتعلم ليتعلم عن طريق العمل.
    10 – تدفع الطالب نحو التعلم الذاتي والتعلم المفرد.
    11- تنمي الحس الجمالي فالتقنية التعليمية تكون في العادة ذات إخراج جيد وتناسق لوني جميل.
    12- تنوع حواس المتعلم بمشاركة أكثر من حاسة في التعلم.
    13- المساعدة على تنظيم المادة التعليمية.
    14- تنمية الميول الايجابية لدى الطلاب.
    15- معالجة مشاكل النطق والتأتأه.
    16 - إنها تساعد على تقوية الشخصية للطالب.
    17- تساعد على التعلم الذاتي.
    18 - تنمي التفكير الإبداعي.
    سلبيات تكنولوجيا التعليم : وإذا تكلمنا عن الحاسوب برغم أهميته في العملية التعليمية لا يأخذ مكان المدرس, ولا يمكن الاستغناء عن المدرس بتاتا, وإنما الحاسوب بمنزلة اليد اليمنى له أو المساعد الكبير للمدرس, وهذا نتيجة أسباب عدة هي :-
    1-إن الحاسوب لا يجيب عن جميع الأسئلة التي يسألها الطالب.
    2-المدرس قدوة للتلميذ فهم يستشفون بعض صفاته التي يحبونها .
    3-نحتاج إلى المعلم أن ينطق الكلمات التي تخرج من الحاسوب, ولهذا للمعلم دور إرشادي عند استخدام الحاسوب.
    4-المعلم قد يستطيع أن يساعد التلميذ في أي وقت خلافا للحاسوب.
    5-لا يوجد عنصر للمناقشة أو الحوار بين التلميذ والحاسوب بعكس المدرس الذي يشجع ويحاور الطلبة في موضوعات قد لا يلم بها الحاسوب.
    6-الحاسوب لا يوازي الإنسان ولا يستطيع القيام بكل شيء ولكن ينفذ بعض الأوامر التي يفعلها الإنسان فقد يخرج صوت أو تظهر ألوان, لكنه في النهاية يعتبر أدق بكثير من الإنسان, كما أننا نستطيع أن نكبر ذاكرة الحاسوب, أما الإنسان فيمكن أن ننمي قدراته, ولكننا لا نستطيع أن نكبر ذاكرته لأنها محدودة.
    7-يؤدي دخول الحاسوب إلى تقليص دور المعلم مما يؤدي إلى البطالة التكنولوجية.
    8-عدم إلمام المدرس بالمادة العلمية الإلمام الكافي, ونقلها حرفيا كما هي وعدم إلمامه بكل جديد.
    9-عملية التدريس التقليدية تعطي المدرس حرية أكثر ببعض القوانين وطرق التعليم .
    10 – أحيانا يسبب الحاسوب عدم الثقة بالنفس للمدرس لخوفه من الفشل وعدم النجاح.
    11- يحتاج إلى وقت فراغ من المدرس لدمجه مع المجال التربوي والاجتماعي
    12- الحاسوب ينزع الروح الإنسانية من الحياة التدريسية, فيضع دور المدرسين الوجداني.
    13- تشتت الانتباه لمن يستعمله بطريقة مكثفة.
    14- الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي تقلل من مهارات الإنسان
    15- كثرة الجلوس أمام الحاسوب يسبب بعض الأمراض مثل الديسك وتوتر الجهاز العصبي والانطواء, ضعف النظر.
    16- تقلل من فرص العمل لأن مهارات الإنسان تقل باستعمال الحاسوب المكثف.
    17 - مكلفة إذا كان لم نحسن استخدامها.
    18- تحتاج إلى ضبط داخلي خوفا من سلوكات سيئة.
    19- عدم وجود فنيين لتصحيح الأعطال في البرمجيات أو الصيانة.
    20- الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يورث الكسل وانعدام بعض سلوكيات مثل سوء الخط, الحساب الذهني السريع.
    3-الإصلاح التربوي في العالم الثالث والجزائر خاصة في الوطن العربي :
    مقدمة :- يقول عما نويل كانت : ثمة اكتشافين أساسيين يحق للمرء أن يعدهما من أصعب الأمور هما : فن حكم الناس وفن تربيتهم. تشكل مسألة الإصلاح التربوي في النظام التعليمي واحدة من القضايا الساخنة في مجال الحياة السياسية والاجتماعية للعالم المعاصر, وتحفل اليوم الساحة العالمية بالنشاطات السياسية والمؤتمرات التربوية التي تسعى إلى بناء منطق جديد يكفل للتربية المدرسية أن تتجاوز التحديات التي تحيط بها ويمنحها القدرة على مواكبة عصف الحضارة التكنولوجية المتقدمة, وعلى احتواء التفجر المعرفي بما ينطوي عليه من خصائص التسارع والتقدم والتنوع. لقد تجاوز تطور الثقافة الإنسانية التكنولوجية حدود كل تصور, وفاق ومضات كل خيال, وفي خضم هذه التغيرات العاصفة التي أحاطت بالمجتمع الإنساني بدأت الأنظمة التربوية تتصدع وتتداعى أمام هذا المد الحضاري الأسطوري الذي يهدد المعايير والأسس التقليدية التي قامت عليها المؤسسات التربوية التقليدية.
    وإزاء هذه التحديات الجديدة أخذت الإنسانية على عاتقها مسؤولية إعادة بناء أنظمتها التعليمية, لتكون قادرة على التواصل مع تطور الحياة, بروح متفائلة وطاقات متجددة تتيح لهذه المجتمعات القدرة على الإحاطة بإفرازات الحضارة المادية واندفاعاتها. لقد وجدت المجتمعات الإنسانية في الإصلاح التربوي منطلقا لإصلاح أحوالها والنهوض بطاقاتها, وفي كل مرة يدق فيها ناقوس الخطر ستنهض هذه المجتمعات أنظمتها التربوية بالإصلاح من أجل مواجهة الخطر وبناء الإنسان القادر على تجاوز محن الحضارة والمشاركة في بنائها.
    وفي نسق التحديات الحضارية الجديدة مازال الإصلاح التربوي يشكل هاجس المجتمعات الإنسانية, ومازال الحلم في بناء تربية متجددة قادرة على تجاوز قهر الإنسان وتصفية معاناته والانتقال به إلى عالم العدالة والقوة والمساواة يحتل مكانة هامة في وجدان القيادات السياسية والتربوية في المجتمعات الإنسانية المعاصرة.
    من مفهوم الأزمة التربوية إلى مفهوم الإصلاح التربوي:
    يعد مفهوما الإصلاح التربوي والأزمة التربوية من المفاهيم المركزية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية, ويعدان من أكثر المفاهيم شيوعا وتداولا في الأدبيات التربوية المعاصرة ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين, وقد شهدت الساحة الفكرية في مجال التربية والعلوم الاجتماعية ولادة متسارعة لعدد كبير من المؤلفات والمقالات التي تنطلق من هذين المفهومين لدراسة وتحليل الأنظمة التربوية المعاصرة, وتأسيسا على ذلك بدأ هذان المفهومان يشكلان أداة هامة من أدوات التحليل السوسيولوجي والتربوي, ومدخلا منهجيا من مداخل البحث والتقصي في مجال القضايا التربوية والاجتماعية.
    يشير مفهوم الأزمة في مجال التربية إلى حالة عطالة أو جمود تنال جانبا أو جوانب متعددة في النظام التربوي فتفقده التوازن وتؤدي إلى الخلل في مدى قدرته على أداء وظيفته, وضعف في قدرته على تحقيق الغايات الأساسية التي يؤديها, وقد تعود الأزمة إلى أسباب خارجية أو إلى أسباب داخلية أو إلى كلاهما في آن واحد, ويمكن للأزمة أن تكون جزئية أو كلية, أن تكون ممتدة عبر الزمن أو آنية في دورته, ويمكن للحلول المناسبة أن تتم من داخل النظام التربوي أو من خارجه أو من كلاهما معا, فالأزمة قد تنبع من عطالة في جزء من النظام التربوي مثل : الإدارة, أو المناهج, أو الخطة الدراسية. كما يمكن أن تتمثل في عطالة تصيب مجموعة من العوامل الداخلية للنظام, وفي كل الأحوال فإن ما يعتري الجزء من عطالة أو تقصير يؤدي إلى شلل عام في مستويات النظام التربوي. وغالبا ما تكون الأزمة التربوية ناشئة عن مجموعة عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية ولاسيما التحولات السريعة التي تؤدي على الخلل في وظيفة النظام وفي سير عمله, وبعبارة أخرى تتمثل الأزمة التربوية في عدد من المشكلات والتحديات التي يواجهها النظام التربوي والتي تؤدي به إلى عطالة وظيفية تتباين في مستوى شدتها ودرجتها.
    وتأسيسا على مفهوم الأزمة التربوية يتنامى اليوم استخدام مفهوم الإصلاح التربوي والذي يشير إلى منظومة من الإجراءات التربوية التي تهدف إلى إخراج النظام التربوي من أزمته إلى حالة جديدة من التوازن والتكامل الذي يضمن له استمرارية وتوازنا في أداء وظيفته بصورة منتظمة, وقد يتجه الإصلاح إلى إجراء تغييرات نوعية في جميع جوانب النظام التربوي المراد إصلاحه, كما يمكن للإصلاح أن يتم في جانب من جوانب النظام التربوي, ويمكن القول في هذا السياق أن مفهوم الإصلاح وإجراءاته مرهونة بمستوى ودرجة الأزمة التي يعاني منها النظام التربوي أو التعليمي.
    وقد يأتيا الإصلاح التربوي في شكل تجديدات وتعديلات جزئية وقد يتم في صورة تغييرات جذرية تتناول جميع العوامل التي تتعلق بالوضعية التربوية, بما تنطوي عليه من سياسات وأهداف وعناصر مختلفة, وغني عن البيان أن الإصلاح يكون جوهريا وجذريا عندما يتم في سياق تحولات اجتماعية شاملة, ويكون جزئيا عندما يتم في إطار البنى والسياسات الاجتماعية القائمة في إطار المجتمع. هذا ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الإصلاح التربوي وهي : النوع الذي يركز على أهمية تحقيق التوازن النسبي, والإصلاح الذي يأخذ طابع التغيير التدريجي, وأخيرا الإصلاح الذي يأخذ اتجاه التغيير الجذري, وتتحدد هذه الصيغة على منوال الأزمة أو المشكلات التي يواجهها المجتمع أو النظام التربوي في نسق الحياة الاجتماعية.
    جوهر الأزمة التربوية العالمية وأبعادها :
    تعاني الأنظمة التربوية المعاصرة من أزمة تربوية, وتنبع هذه الأزمة من إشكالية الوظائف والأدوار التي تؤديها هذه الأنظمة وتتمثل هذه الأزمة في إشكالية العلاقة القائمة بين المدرسة ويبن المجتمع, فالمدرسة ليست عالما مستقلا يوجد في فراغ, بل نظام تتحدد وظيفته وصيرورته في جملة من العمليات الاجتماعية المتكاملة في إطار النظام الاجتماعي الشامل .
    وتتمثل العلاقة بين المدرسة والتغيير الاجتماعي أحد وجوه الأزمة التربوية المعاصرة, وتتجسد هذه الإشكالية في الثورات العلمية التكنولوجية التي شهدتها وتشهدها الإنسانية في النصف الثاني من القرن العشرين , والتي أدت إلى وجود هوة عميقة بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية, لقد فقدت المدرسة قدرتها على مواكبة هذه التغييرات المتسارعة والمتواترة في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية وفي إطار هذه التغييرات بدأت المدرسة تفقد كثيرا من تألقها وحيويتها, على مستوى الأدوار والوظائف التي تؤديها داخل المجتمع.
    وتتمثل إحدى وجوه الأزمة التربوية المعاصرة في أن التربية تستهدف المستقبل بينما هي مصممة على أساس الماضي وهنا تبرز مفارقة التضارب بين الماضي الذي تقوم عليه وبين المستقبل الذي تعد له. لقد تحولت المدرسة في إطار التغييرات الجارية إلى متحف تاريخي يعيش فيه الأطفال والتلاميذ على إكراه منهم, ويعبر مارشال ماك لوهان عن هذه الإشكالية بقوله " يبدو العالم الخارجي أكثر غنى وجمالا وتنوعا من عالم المدرسة, وذلك بما يشتمل عليه من أدوات اتصال وترفيه كالراديو والتلفزيون والسينما وليس غريبا أن يقول الأطفال : إننا لا نريد أن نذهب إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجها ". فالتعليم يتم اليوم بالدرجة الأولى خارج جدران المدرسة إذ تبين الدراسات الجارية أن الطفل يكسب في كل دقيقة يعيشها خارج المدرسة عشرة أضعاف ما يمكن له أن يتعلمه داخل المدرسة.
    فالتربية المدرسية تكرس ما هو قائم وتنزع إلى المحافظة, وهذا من شأنه أن يكرس الهوة العميقة التي تقوم بينها وبين المجتمع, أو بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعية . لقد أشار دوركهايم إلى النزعة المحافظة للمدرسة حيث يقول : " إن التربية نزاعة إلى أن تستمر كما هي " وأكد من جهة ثانية بأنه على البيداغوجيا (علم التربية ) يمكن أن تساعد على انبثاق بعض ضروب التجديد.
    يقول عبد الله عبد الدايم في هذا السياق " لقد أصبح العمل التربوي في المدرسة نسق من الجهود المنظمة التي تستهدف خنق قابليات الإنسان بدلا من خلقها, وإفقار قوى الإبداع اللازمة للمجتمع بدلا من تغذيتها وإغنائها " .
    ويمكن لنا في هذا السياق أن نحدد الجوانب الأساسية لأزمة التربية المعاصرة:
    -غياب الصلة العميقة بين مناهج المدرسة وبين التجربة الحياتية للأطفال والناشئة, فالمدرسة كما يقال تشغل نفسها اليوم أكثر مما يجب في تعليم الصيادين مهارات السير على الأقدام.
    -ينطلق العمل المدرسي من مبدأ حشو الذاكرة والاستظهار ويسجل غيابا ملحوظا لمبدأ التغذية الراجعة والعمل على بناء الفكر النقدي الفاعل عند التلاميذ.
    -تعاني العلاقات المدرسية من إكراه العلاقات البيروقراطية وانحسار التفاعل التربوي بين المعلمين والتلاميذ والطلاب والإدارة, كما تعاني من غياب عنصر المبادرة ومبدأ المسؤولية في العمل التربوي.
    -لم تستطع المدرسة احتواء معطيات التطور التكنولوجي المتدفق, ومازالت هذه المعطيات بعيدة عن متناول حركتها ونشاطها.
    ويشكل البعد الزمني لعملية إنتاج المعرفة الإنسانية وتوزيعها الخلفية الأساسية للأزمة التربوية في العالم المعاصر, ويتمثل هذا في الإيقاع المتسارع لإنتاج المعرفة العلمية وتطورها. لقد بدأت عملية إنتاج المعرفة تأخذ سمة التقادم والفورية والزوالية و التنوع على حد تعبير آلان توفلر, وهذا يشير إلى تعاظم أهمية الثورات المعرفية الإنسانية التي تتضاعف كل سبع سنوات تقريبا حسب التقديرات الإحصائية الجارية, كانت المدرسة في الماضي تشكل مسرحا تتجدد على خشبته المعرفة الإنسانية, وكانت ينبوعا للعطاء العلمي المتجدد, وكان الناس يأتون إليها لينهلوا الجديد والمتجدد من هذه المعرفة العلمية. أما اليوم فإن المعرفة الإنسانية بدأت تأخذ طابعا مؤسسيا مختلفا تماما, فآلاف المؤسسات الصناعية والإنتاجية والتجارية تنتج المعرفة اليوم, وتعمل في الوقت نفسه على نشرها إعلاميا وتجاريا بعيدا عن أجواء المدرسة الرتيبة, وجميعنا يعرف اليوم على سبيل المثال أن محلا تجاريا مصغرا يتاجر بالبرامج الخاصة بالحاسوب يمكنه أن ينشر المعرفة التكنولوجية في مجال الحاسوب أكثر بعشرات المرات من المدرسة. ففي مثل هذا المتجر نجد الجديد المتجدد في كل لحظة, وما أن يغيب المرء يوما أو أكثر ويعود حتى يجد عند البائع نفسه معلومات جديدة وبرامج جديدة. ولو انتظرنا المدرسة لتعمل على نشر هذه المعرفة لاحتجنا إلى زمن طويل جدا.
    ومن أجل تحديد جوهر الأزمة العالمية التربوية يمكن لنا إيراد هذه النقاط التي تبين لنا الحدود الفاصلة في العلاقة بين المجتمع والمدرسة في مجال المعرفة العلمية:
    -لم تعد المدرسة المنتج الوحيد للمعرفة كما كان الحال سابقا حيث ظهرت آلاف المؤسسات العلمية والتجارية المنتجة للمعرفة والموزعة لها.
    -لم تعد المدرسة هي التي تنشر المعرفة وحدها فالمؤسسات السابقة تعمل على نشرها بسرعة مذهلة من خلال وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي والمؤسسات التدريبية التابعة لها ومن هنا يقال لقد ولى زمن التمدرس .
    -المعرفة تتطور بإيقاعات مذهلة مما يجعل المدرسة بأساليبها التقليدية عاجزة عن مواكبة تطور هذه المعرفة إنتاجا وتوزيعا.
    وإزاء هذه الإشكالية بدأت المدرسة تلعب دورا سلبيا في قضايا التثقيف والمعرفة, فهي بدلا من أن تعمل على تقديم المعرفة الجديدة والمستجدة إلى الطلاب والتلاميذ, تحاصر الطلاب والتلاميذ بمناهجها وأساليبها القديمة وتحرمهم من التواصل مع المعرفة والحياة الاجتماعية التي تتصف بغناها وتجاربها. لقد تحولت المدرسة إلى سجن كبير يحرم الطلاب من غنى الحياة الاجتماعية والمعرفية الذي يتألق ويزدهر خارج جدرانها. وهنا يقول بعض الأطفال احتجاجا على هذا الواقع : إننا نأتي إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجها.
    لقد أصبحت المدرسة وبحكم التطور المذهل للمعرفة والتكنولوجيا خارج المجتمع وغير قادرة على مواكبته, لا بل أصبحت المدرسة تحت تأثير هذا التطور مؤسسة تناهض تيار الحياة الاجتماعية بحكم رتابتها في بناء المعرفة, وعدم قدرتها على مواكبة الزمن وبعبارة أخرى يمكن القول أن دورة المعرفة إنتاجا وانتشارا وتوزيعا, أصبحت اليوم تتم خارج جدران المدرسة وتلك هي خلاصة الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة العالمية الراهنة.
    وتكمن إحدى أهم صيغ الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة التربوية العالمية الراهنة . ونكمن إحدى أهم سيغ الأزمة التربوية للمدرسة في أن المدرسة معنية بآداء وظيفتين متناقضتين في الجوهر وظيفة المحافظة من جهة ووظيفة التجديد من جهة ثانية, إذ يترتب على المدرسة القيام بوظيفة المحافظة على القيم وعلى تدجين روادها وفقا لمعايير إيديولوجية سائدة في المجتمع من جهة , كما يترتب عليها في ظل التموجات التكنولوجية أن تواكب الجديد والمتجدد في عالم التكنولوجيا والثقافة والقيم من جهة أخرى. ومن هنا تنشأ إحدى كبريات الأزمة التربوية في العالم إذ كيف تستطيع المدرسة أن توفق بين هذين الاتجاهين المتناقضين وظيفيا في إطار العملية التربوية.
    وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول إن الإصلاح المدرسة والأنظمة التعليمية القائمة يمكن أن يتم من خلال تحقيق الدمج الوظيفي والمعرفي والاجتماعي بين المدرسة والمجتمع, ومن خلال هدم الحواجز التي تقوم بين الطرفين, وإعطاء المدرسة دورا أكثر أهمية وتسارعا في نشر المعرفة وإنتاجها وإعداد الكفاءات العلمية في ميادين الحياة المختلفة.
    ملامح الأزمة العالمية للتربية والتعليم:
    تعيش أغلب الأنظمة التعليمية العالمية, إن لم يكن جميعها, أزمة تربوية ذات طابع شمولي, ومن منطلق هذه الأزمة, وفي مواجهتها تضع الأمم المتقدمة والنامية منها أنظمتها التعليمية موضع النقد حيث تدور التساؤلات حول : هويتها الثقافية, وجدواها الحضارية, والمشروعية التاريخية لوجودها, ومدى قدرتها على تلبية احتياجات العصر وتجسيد طموحات الإنسان والشعوب في عصر أصبح قانونه الوحيد الثابت هو : التغيير الدائم ! وفي سياغ ذلك كله تبذل هذه الأمم مساعيها من أجل إعادة بناء أنظمتها التربوية بصورة مستمرة ودائمة تنسجم مع متطلعاتها المستقبلية في العصور القادمة.
    ومن هذا المنطلق تشهد الساحة الفكرية اليوم, وكما كان الحال في الأمس ميلاد نظريات عديدة تبحث في ماهية الأنظمة التعليمية وفي وظيفتها وجدواها, وفي إمكانية تطويرها لتلحق بركب الحضارة الإنسانية المتسارعة, وفي هذا السياق يرى عدد كبير من المفكرين أن المدرسة وجدت في عصور سابقة لتلبي حاجات اقتصادية واجتماعية اقتضتها طبيعة التطور في المجتمع الصناعي الأول, حيث وظفت المدرسة في مجال تأهيل الطبقة العاملة والإداريين والاختصاصيين بما ينسجم مع حاجة المجتمع ومتطلباته, ولذلك فإن مناهج المدرسة وأساليب عملها وقيمها اليوم تجسد مرحلة ماضوية من مراحل تطور في المجتمع الإنساني يتمثل في المجتمع الصناعي الأول مجتمع الإنتاج الكبير.
    فالمدرسة موروث من الماضي وهي في هذا السياق تعمل على بناء الإنسان وفقا لروح الماضي ومنطق المجتمعات الصناعية الأولى. وإذا كانت الحضارة الإنسانية قد تجاوزت مرحلة المجتمع الصناعي الأول بمؤسساته فإنها تطرح اليوم مسألة مدى مشروعية المدرسة بأشكالها الحالية ومدى قدرتها على المشاركة في نهضة المجتمعات الإنسانية ومتطلعاتها المستقبلية.
    وتأسيسا على ذلك ظهرت مجموعة من النظريات والكتابات التي ترى بأن المدرسة فقدت مشروعية وجودها في عصر تجاوز حدود المعطيات التي أدت إلى ولادتها. ومن أبرز هذه الكتابات يشار إلى كتاب إيفان إليتش مجتمع من غير مدرسة, وكتاب بودلو واستابليه المدرسة الرأسمالية في فرنسا , وكتاب بورديو وباسرون إعادة الإنتاج .وكتاب بيير بودون تكافؤ الفرص التعليمية, وعلى هذا الأساس ظهر جيل جديد من الكتاب والمفكرين يدعو إلى إعادة النظر في المدرسة وفي بنيتها على أساس من معطيات حضارية جديدة .
    صور الأزمة التربوية في العالم العربي :
    يقتضي المنهج الشمولي أن ننظر في النظام التعليمي العربي في سياقه العالمي, وفي ضوء الإشكاليات والتحديات التي يواجهاها التعليم , في بلدان العالم المتقدم والنامي, ومن ينظر في الأنظمة التعليمية في البلدان المتقدمة يشهد صورة أزمة قوامها عدد كبير من الإشكاليات والتحديات التي تواجه مسيرة هذه الأنظمة وتهدد وجودها, وتصبح هذه الصورة قاتمة أكثر كلما اتجهنا من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية, أو كما يقال اليوم من البلدان الشمال إلى البلدان الجنوب.
    إذا كان التعليم في البلدان المتقدمة يعاني من أزمة حقيقية فإن هذه الأزمة تأخذ أبعادا مأساوية مترامية الأطراف في النامية ولاسيما في البلدان العربية. فالأنظمة التربوية في المجتمعات المتقدمة تتصدى اليوم لمشكلات ما بعد الحضارة الصناعية, ولكنها ما زالت في البلدان النامية تعاني من مشكلات سابقة للحضارة الصناعية الأولى وإذا كانت مشكلات المستقبل والمستقبل البعيد جدا هي هاجس البلدان المتقدمة, فإن مشكلات الماضي والماضي البعيد مازالت تشكل محور اهتمام الشعوب في البلدان العربية, ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الأزمة التربوية في البلدان العربية هي أزمة تتميز بالدقة والخصوصية, فالتعليم في الوطن العربي لم يصل إلى المستوى الذي يمكنه فيه أن يعد أناسا من أجل الحاضر, أو من أجل المستقبل البعيد, وذلك لأن الأنظمة التربوية لأي هذا الوطن ما زالت تستمد نسق وجودها وأنظمتها من قلب الماضي وما زال الماضي يشكل محو اهتمامها .
    وفي معرض المقارنة بين إشكالية التربية في العالم المتقدم وهذه في العالم النامي يتبدى تباين نوعي صارخ بين مضامين واتجاهات ووظائف ومحددات هذين النظامين حيث يمكن الإشارة إلى الفروق الآتية:-
    وهنا يتبين لنا إلى أي حد يترتب على الدولة النامية أن تبذل جهودا مضاعفة من أجل إصلاح أنظمتها التعليمية, لأنها مطالبة اليوم بتجاوز المسافات الشاسعة التي قطعتها الأنظمة التربوية المتقدمة, وفي هذا السياق يمكن القول أن أغلب الأنظمة التربوية في البلدان النامية هي أقرب إلى الأنظمة التربوية التي كانت سائدة في منتصف القرن التاسع عشر, ومن هذا المنطلق يجب على الدولة النامية أن تبذل طاقات هائلة في ميدان الإصلاح التعليم وتطويره. وإذا كان يترتب على البلدان المتقدمة أن تضاعف جهودها لبناء أنظمتها التعليمية فإن على الدول النامية أن تبذل أضعافا مضاعفة من الجهود في سبيل تجاوز مواطن الضعف والقصور في أنظمتها التعليمية والتربوية.
    حركات الإصلاح العالمية في مجال التربية والتعليم :
    شهد القرن التاسع عشر, ولاسيما في النصف الثاني منه, حركات إصلاح واسعة في مجال التربية والتعليم. لقد أثار إطلاق الإتحاد السوفيتي لقمره الصناعي الأول سبوتنيك عام 1957 قلق البلدان الغربية, ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية, التي بدأت نشاطا نقديا واسعا للبحث عن مواطن الضعف في أنظمتها التعليمية والتربوية, مفترضة أن النظام التعليمي في الإتحاد السوفيتي, يمتلك جوانب قوة خاصة أتاحت له مثل هذا التطور, وعلى أثر ذلك نشطت عمليات التجسس العلمي والتربوي بين الدول الكبرى وشكلت هذه المحاولات التجسسية التربوية أساسا لنشوء وتطور علم تربوي يدعى التربية المقارنة الذي يعد اليوم من أكثر العلوم التربوية أهمية وخطورة في مجال التربية والتعليم.
    ومن أهم المبادرات الإصلاحية التي عرفها القرن الماضي هي الإصلاحات التربوية التي عرفتها اليابان في عصر ميجي في عام 1970, ومن الأهمية بمكان الإشارة بأن ميجي هذا قد أرسل بعثة لدراسة النظام التعليمي في مصر في عهد محمد علي في عام 1882, أي بعد عامين من قيام ثورته, حيث كان التعليم العالي قد بدأ في مصر منذ 1830, أي قبل أربعين عاما حيث كانت اليابان تعيش في عصر الظلام, وبعد عشرة سنوات استطاعت اليابان أن تعمم التعليم الابتدائي ليشمل كل الأطفال في عمر الدخول إلى المدرسة الابتدائية, وهذا هو الأمر الذي لم نستطع نحن أن ننفذه بعد أكثر من 120 سنة من قدوم البعثة اليابانية إلى مصر.
    لقد شكل ظهور كتاب أمة في خطر ( A Nation at. RISC 1984 ), في الولايات المتحدة الأمريكية, منطلق صحوة علمية تربوية في أمريكا, امتد صداها إلى مختلف بلدان العالم. لقد تحسنت السياسة التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستمر ودائم, وفي الحفاظ على موقع الولايات المتحدة الأمريكية المتميز في سلم الحضارة الإنسانية. ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان التي تعد من أهم المبادرات الحديثة للأنظمة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية, التي دعا بموجبها إلى تشكيل لجنة رئاسية عالية المستوى لإعادة النظر في الإستراتيجيات والسياسات التربوية الكفيلة بتطوير النظام التربوي في الولايات المتحدة, وذلك من أجل المحافظة على موقع أمريكا المتميز في صدارة الحضارة الإنسانية المعاصرة. وقد أحدث تقرير هذه اللجنة هزة في الرأي العام الأمريكي, وانطلاقا من ذلك انبرت مؤسسات المجتمع الأمريكي لتقصي مواطن الضعف في النظام التعليمي الذي يشكل منطلق قوة أمريكا ونفوذها.
    ومن ثم تلاحقت المبادرات العالمية في اليابان وأوربا والهند وإسرائيل وبلدان أخرى على منوال ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية لتقصي جوانب الضعف والقوة في أنظمتها التعليمية, ومن أجل هذه الغاية خصص رؤساء دول السوق الأوربية المشتركة اجتماع قمة منفردة في عام 1986, عرفت باسم يوريكا, لدراسة مخاطر التلكؤ العلمي والتكنولوجي على دولهم, وبحثوا في أهمية إيجاد الوسائل الكفيلة بمجابهة هذه التحديات والمخاطر, وكان التعليم أحد أهم هذه القضايا التي طرحت في هذه القمة.
    وقد عرفت الولايات المتحدة الأمريكية أهم حركة إصلاح تربوي في عام 1989 حيث عقدت قمة رئاسية حول أوضاع التعليم, حضرها وشارك فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش في الفترة الواقعة بين 27-28 سبتمبر ( أيلول ), في مدينة تشارلوتزفيل في ولاية فرجينيا, وأطلق على هذه القمة قمة الرئيس وحكام الولايات للتربية. وصدر لاحقا على أساس هذه القمة بيانا في 18 نيسان ( أبريل ) عام 1991 وثيقة بعنوان : أمريكا عام 2000 إستراتيجية للتربية تضمنت ملامح حركة إصلاح تربوي شاملة تعد أمريكا لقيادة العالم في القرن الحادي والعشرين.
    ومع ذلك كله يقال : إن العرب لم يأخذوا تحديات القرن القادم أو التحديات المعاصرة إلى الآن على محل الجد, ولم يأخذ أغلب صانعوا القرار في هذا الوطن, أن التعليم يشكل الخط الأول في مواجهة التحديات المستقبلية. فالسياسيون العرب لا يستجيبون كفاية لنداءات المربين وخبراء التعليم في الوطن العربي, إجراء الإصلاحات التربوية الضرورية والمشاركة في بناء القرار التربوي لأن اتخاذ مهمة اجتماعية متكاملة وهو أخطر من أن يترك للتربويين وحدهم مثلما أن الحرب أخطر من أن تترك للعسكريين وحدهم.
    واقع التعليم العربي وإشكاليات المعاصرة:
    بعيدا عن الخوض في إحصاءات جامدة تمل لها القلوب, ودون أن نستغرق في وصف أدبي تعافه العقول, نقول بأن التعليم في الوطن العربي يعاني من صعوبات تربوية حقيقية شأنه في ذلك شأن أغلب الأنظمة التربوية في بلدان العالم. فهناك إشكاليات تتعلق بالأهداف, والمعلمين, والمناهج, والبناء المدرسي, والإدارة ومستوى الطلاب, وتلك هي النتائج التي تؤكدها أغلب الدراسات والبحوث الجارية حول التعليم في الوطن العربي.
    الوطن العربي بأقطاره المختلفة يواجه تحديات تاريخية ومصيرية كبرى, ويشكل التحدي التربوي واحد من التحديات التي تقع في قلب التحديات الكبرى للوطن العربي, فالتعليم العربي على حد تعبير أحد الباحثين: يواجه العديد من المعضلات التي عطلته عن القيام بدوره الطبيعي في بناء المجتمع وأدت إلى تخلفه. هذا وتشير الدراسات الجارية في ميدان التربية والتعليم إلى عدد كبير من المشكلات التي يعاني منها التعليم نذكر منها :
    1-غياب ديمقراطية التعليم.
    2-ضعف توزيع الخدمات التعليمية وتركزها في مناطق الندرة السكانية وتقلصها في المناطق المكتظة.
    3-افتقار التخطيط إلى الدراسات والبحوث المستقبلية حيث لا تقوم إدارة البحوث العربية بأداء وظيفتها الأساسية وهي البحث والاستقصاء في الواقع التربوي.
    4-ضعف مستوى خريجي النظام التعليمي بصورة عامة ولاسيما في مجال الرياضيات واللغة العربية, وهي ضعف يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف المناهج والمستوى التعليمي وطرق التدريس في مختلف المراحل التعليمية.
    5-ازدحام الصفوف بالطلاب في أغلب المدارس العربية.
    6-ضعف مستوى إعداد المعلمين وانخفاض مستوى تأهيلهم العلمي.
    7-جمود المناهج وأساليب التدريس وضعف بنية العلاقات التفاعلية بين أطراف العملية التربوية.
    8-تدني مستوى الكتاب المدرسي ونقص التجهيزات المدرسية ونقص المكتبات.
    وفي هذا السياق يمكن لنا القول أن الدراسات التي أجريت حول التعليم في الوطن العربي, رغم أهميتها وتعددها لم تغط جوانب هامة في بنية النظام فهناك نقص كبير في الدراسات التي تبحث الجوانب التربوية في التعليم المدرسي, وهناك ربما غياب للدراسات التي تباشر مسالة العلاقة بين المؤسسات التربوية, وغياب تقريبي أيضا للدراسات التي تتناول مسالة البنية الداخلية للعلاقات التربوية, في داخل المدرسة, وغياب للدراسات الجارية حول مسالة التكامل بين المدرسة والمؤسسات الدينية والأسرة , وجماعة الأقران ونحن نفترض في المقابل أن كل علاقة بين مؤسسة وأخرى يطرح مشكلة تربوية تضيف إلى لون الأزمة عمقا.
    الضرورة التاريخية للإصلاح التربوي في الوطن العربي :
    يشهد العالم اليوم تحولات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية والخطورة, وهي تحولات تفرض نفسها تحديات جديدة في مواجهة التنمية في البلدان العربية. وهذا بدوره يجعل من الإصلاح التربوي ضرورة تاريخية ملحة تملي على هذه الدول العمل المتواصل والتفاني في بناء أنظمتها التربوية في مواجهة التحديات المصيرية القائمة. ومن أهم التحولات السياسية المعاصرة التي تأخذها في المدى البعيد صورة تحديات عالمية. يمكن أن يشار إلى التحولات التالية :
    -قيام السوق الأوربية المشتركة كخطوة نحو توحيد أوربا وازدياد أهميته ككتلة اقتصادية في العالم.
    -سقوط الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى وانتهاء الحرب الباردة.
    -ظهور النمور الأسيوية كقوة اقتصادية هائلة : الصين, تايلاند, تايوان, كوريا الجنوبية.
    -تنامي اليابان كقوة اقتصادية متزايدة في العالم.
    -اشتداد وطأة الصراع العسكري في الشرق الأوسط.
    -تسرب السلاح النووي إلى أماكن متعددة في العالم.
    -تفاقم حدة التضخم والركود في الدول الصناعية وتصديره إلى الدول النامية.
    -إقامة المزيد من العوائق أما صادرات البلدان النامية. تزايد المديونية الخارجية للدول النامية.
    -عدم التزام الدول المتقدمة بتقديم قدر كاف من المعرفة المتفق عليها دوليا إلى الدول المحتاجة أثناء قيامها بعملية التنمية.
    -ازدياد موجة التقدم العلمي والتكنولوجي في الدول المتقدمة واحتكار هذه التكنولوجيا وعدم السماح بتصديرها إلى الخارج.
    -اتساع حجم النشاطات الخاصة بالشركات المتعددة الجنسية بالشكل الذي يؤثر سلبا على اتجاهات التنمية في البلدان النامية.
    تمثل هذه التحولات نوعا من التحديات التي تضرب جذورها في العمق التربوي وفي مستوى النظام التعليمي, ومن هذا المنطق يترتب على النظام التعليمي أن يتحمل مسؤوليات جسام ترتبط برفع إمكانيات المجتمع القيمية والعلمية لمواجهة التحديات الصارخة التي تهدد الوجود الحضاري والثقافي للأمم الضعيفة.
    وفي خضم هذه الأحداث الجسام التي تشهدها الأمة العربية, تقتضي الضرورة التاريخية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة, التي يتحول فيها المستقبل أمواجا عاتية تترنح لها سفن الحضارات الكبيرة, وتهز صدماتها قلاع الوجود القيمي للإنسان المعاصر, أن يعمل أبناء هذه الأمة على تطوير أنظمتهم التعليمية بما يناسب عصر ما فوق التصنيع وبما يجعل هذه الأمة قادرة على مواجهة صدمات الحضارة. ومن أجل هذه الغاية يجب أن نبحث عن وسائلنا وأن نحدد غاياتنا في عمق المستقبل بدلا من أن نبحث عنها في الماضي.
    لكل مجتمع موقف فلسفي محدد من الماضي والحاضر والمستقبل, وأغلب المجتمعات المعاصرة تعطي اليوم للمستقبل أهمية كبيرة في حياة المجتمعات العربية ففي هذه المجتمعات يزحف الماضي إلى الحاضر ويعيد نفسه في المستقبل. ولابد لنا من اجل أن نلحق بالأمم المتقدمة أن نعيد بناء موقفنا من الزمن حيث يجب أن نرسم موقفا جديدا من الزمن يعطي للحاضر أهميته وللمستقبل ضرورته, ويشكل مثل هذا الموقف الجديد من الزمن ضرورة إصلاحية تاريخية في مختلف اتجاهات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولاسيما في مجال التربية والتعليم.
    لقد بقي الإصلاح التربوي في الوطن العربي بعيدا عن مقاربة مفهوم الزمن وبقي يمثل محاولات متفرقة جزئية لا تمس جوهر العملية التعليمية السائدة, وبقيت هذه المحاولات نوعا من المبادرات التي تخشى الهدم حتى لو كان من أجل إقامة بناء راسخ متين.
    إن السبب الأساسي في قصور محاولات الإصلاح التربوي في البلاد العربية, أو التردد في تبني الاستراتيجيات الإصلاحية بصورتها الشمولية يكمن في أن النظام التربوي نظام فرعي من نظام كلي شامل هو النظام الاجتماعي الاقتصادي السائد, ونتيجة للنظرة الجزئية في سياسة الإصلاح نجد أن جهود أساتذة الجامعة والباحثين والمناهج والكتب الدراسية وأساليب التدريس المعدلة تخرج للمجتمع دون جدوى.
    تحديات الإصلاح التربوي العربي :
    يواجه الإصلاح التربوي العربي عددا كبيرا من التحديات التي تثقل خطواته وتشل قدرته على الانطلاق, فالوطن العربي يعاني من التاءات الثلاثة : التبعية والتجزئة والتخلف وهو الثالوث الذي يشكل قدر هذه الأمة في المرحلة الراهنة ويعيق حركة نمائها ويجعل من حركة نهوضها وتطورها محفوفا بالخطر. ومن هذا المنطق الشمولي يمكن القول أن الإصلاح يجري في سياق تاريخي بالغ الصعوبة والتعقيد, وبالتالي يمكننا في قلب هذه الرؤية الشمولية يمكن أن نميز حالات مجهرية تتمثل في منظومة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية القيمية, وهذه التحديات تمثل في الوقت نفسه منطلقات العمل الإصلاحي في مجال التربية والتعليم وفي المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة . ولا بد لنا من القول في هذا السياق : إن الإصلاح التربوي العربي لا يمكن أن يتحقق فعليا, وأن يصل إلى غاياته إلا في موكب من الإصلاحات الاجتماعية الشاملة, التي يجب أن تتم في ميدان الإدارة والاقتصاد والحياة السياسية والاجتماعية في مختلف تجلياتها وإسقاطاتها , وهذا يعني بالضرورة أن الإصلاح التربوي لن يتم بصورته الطبيعية ما لم يتم في إطار رؤية شمولية للواقع السياسي والاجتماعي برمته.
    على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول العربية سياسيا وتربويا واجتماعيا مازال النظام التعليمي لأغلب الدول يراوح في مكانه وما زالت الصعوبات تمنعه من الانطلاق, والتحرر من أثقاله التاريخية, والسؤال الكبير لماذا لم يستطع التعليم أن ينهض رغم هذه الجهود الكبيرة التي بذلت في مختلف المستويات ؟ والإجابة عن هذا السؤال الكبير ليست بالأمر اليسير, وقبل أن نرسم الإجابة حول هذا التساؤل الكبير لا بد لنا من استعراض بعض الأسباب والعوامل الأساسية التي تؤدي إلى إخفاق برامج الإصلاح التربوي أو نجاحها.
    أولا تحديات اقتصادية :
    يدخل الواقع الاقتصادي العربي بصعوباته وإشكالياته في قلب الأزمة التربوية ويشكل في الوقت نفسه جزءا من بنيتها, وتنسحب هذه الحالة على أغلب بلدان الوطن العربي حتى البلدان العربية النفطية التي بدأت تعاني, في الآونة الأخيرة من عجز في الموازنة العامة, هذا وتبيت المتابعات الخاصة بالإصلاحات التربوية أن بعض البلدان العربية النفطية أجلت كثيرا من مشاريعها التربوية بانتظار تحسن الواقع الاقتصادي, وتحسن الموازنات العامة وإذا كان هذا هو لسان الحال في البلدان العربية النفطية فإن الواقع يأخذ طابعا مأساويا في البلدان العربية التقليدية التي ترزح تحت ديون كبيرة متراكمة وتعاني إلى حد كبير من شلل اقتصادي شامل ينعكس على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة. ومن الطبيعي جدا أن ينعكس هذا الواقع الاقتصادي على إمكانيات الإصلاح التربوي فالأسباب الاقتصادية توجد في بنية الأسباب التي أعاقت حركة الإصلاحات التربوية في الوطن العربي حيث بقيت أغلب المشاريع والخطط التربوية العربية معلقة بسبب ال
    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين  Empty رد: جديد المسابقات المهنية.....مديرين ... مفتشين... مقتصدين

    مُساهمة من طرف anise2011 الخميس 7 فبراير 2013 - 10:55

    ثالثا:- اللغة الفرنسية
    TEXTE
    Notre civilisation est. une somme de conaissances et de souvenirs accumulés par les générations qui nous ont précédés .Nous ne pouvons y participer qu’en prenant contact avec la pensée de ces générations .Le seul moyen de le faire, et de devenir ainsi un homme cultivé ,est la lecture .
    Rien ne peut la remplacer .l’image est précieuse pour illustrer un texte écrit : elle ne permet guère la formation des idées générales .le film comme le discours, s’écoule et disparaît, il est difficile, voire impossible ,d’y revenir pour le consulter .le livre demeure ,compagnon de toute notre vie .Montaigne disait que trois commerces lui étaient nécessaires :L’amour, L’amitié, la lecture .Ils sont presque de même nature
    On peut aimer les livres :ils sont toujours des amis fidèles ,je dirais même que je les ai trouvés plus brillants et plus sages que leurs auteurs .Un écrivain met dans ses ouvrages le meilleur de lui –même .La conversation .si même elle étincelle .s’enfuit On peut interroger sans le mystère du livre .En outre ,cette amitié sera partagée ,sans jalousie ,par des millions d’êtres ,en tous pays .Balzac ,Dickens ,Tolstoï ,Goethe ,Dante,Melville nouent des liens merveilleux entre les hommes que tout semble séparer .
    Le liver est un moyen de debasement .Aucun homme n’a assez d’expériences personnelles pour bien comprendre les autres, ni bien se comprendre lui –même –Nous nous sentons tous solitaires dans ce monde immense et fermé .Nous en souffrons ; nous sommes choqués par l’injustice des choses et des difficultés de la vie .les livres nous apprennent que d’autres, plus grands que nous ,ont souffert et cherché comme nous .ils sont des portes ouvertes sur d’autres âmes et d’autres peuples.
    Grâce à eux nous pouvons nous évader de notre univers personnel, si étroit : grâce à eux nous échappons à la méditation stérile sur nous –mêmes .Un soir consacré à la lecture des grands livres est pour l’esprit ce qu’un séjour en montagne est. pour le corps .l’homme redescend de ces hautes cimes, plus fort, les poumons et le cerveau lavés de toutes souillures, mieux préparé à affronter avec courage les luttes qu’il retrouvera dans les plaines de la vie quotidienne.

    Question
    I/Compréhension du texte 6 pts)
    - Dans ce texte, l’auteur :
    - vante les mérites de la lecture .
    - défende la télévision et la radio.
    -définit la civilisation.
    - fait la publicité d’un livre.
    Relevez la bonne réponse.
    2-Expliquez la phrase suivante :
    « je dirais même que je les ai trouvés plus brillants et plus sages que leurs auteurs. »
    3- Qui est désigné par « nous « dans le passage : .
    « Nous nous sentons tous solitaires dans ce monde immense et fermé »
    4- « Dans ce monde immense et fermé. » :
    Relevez dans le texte une expression qui s’oppose à cette affirmation.
    5- Relevez dans le texte deux avantages relatifs à la lecture .

    II/ Fonctionnement de la langue ( 6 pts )
    a ) « Rien ne peut la remplacer . » A quoi renvoie la dans cette phrase ?
    1/ b) « Ils sont des portes ouvertes sur d’autres âmes et d’autres peuples. »
    A quoi renvoie le pronom souligné « ils « dans cette phrase?

    2/ Montaigne disait que trois commerces lui étaient nécessaires : l’amour ,L’amitié ,La lecture .
    Réécrivez la phrase en procédant à la transformation nécessaire :
    Montaigne déclare ……………………………………….

    3/ « On peut aimer les livres ;ils sont toujours des amis fidèles . »
    a-Reliez les deux propositions avec l’un des articulateurs logique suivants :
    Parce que – alors que –avant que –si bien que .
    b-Quel rapport logique obtenez –vous alors ?

    4/ « grâce à eux nous pouvons nous évader de notre univers personnel, si étroit : grâce à eux nous échappons à la méditation stérile sur nous –mêmes . »
    Remplacez dans cette phrase « nous « par « ils » puis procédez aux transformations nécessaires.

    5/ Un écrivain met dans ses ouvrages le meilleur de lui –même.
    Remplacez le terme souligné par un équivalent.

    III –Expression écrite 8 pts )
    Traitez, au choix, l’un des deux sujets :
    1/- Résumez le texte en une dizaine de lignes.
    2/- La télévision est omniprésente dans notre vie .Rédigez un texte pour montrer ses avantages ou ses inconvénients.

    CORRIGES ET PAREME

    I/ Compréhension du texte :
    1- Dans ce texte, l’auteur vante les mérites de la lecture
    2- Un auteur met dans son livre ce qu’il a de meilleur il va tellement s’appliquer qu’il produira
    Un texte qui serait plus sage que lui –même-
    3/ Dans ce passage " nous " renvoie à l’homme d’une manière générale
    4/Dans ce monde immense et fermé ≠ notre univers personnel à étroit .
    5/ Deux avantage relatifs à le lecture :
    -devenir un homme cultivé
    -échapper à une méditation stérile

    II-Fonctionnement de la langue :
    a-Rien ne peut la remplace
    La : la lecture
    b-ils sont des portes ouvertes sur d’autre âmes et d’autres peuples.
    Ils :les livres
    2/ Montaigne déclare que trois commerces lui sont nécessaires : l’amour, L’amitié, La lecture.
    3/a-On peut aimer les livres parce qu’ils sont toujours des amis fidèles.
    b-C’est un rapport de cause
    4/ grâce à eux, ils prouvent s’évader de leur univers personnel si étroit :grâce à eux ils échappent à la méditation stérile sur-nous –mêmes-
    5/ Un écrivain met dans ses ouvrages le meilleur de lui –même-
    Ses livres –ses œuvres –ses écrits.

    II/Expression écrit :
    1-le résumé.
    -Sélection des idées essentielle.
    -Reformulation.
    -Fidélité au texte.
    -Correction de la langue.

    2-Le texte argumentatif
    -Introduction
    --Richesse et originalité des idées
    -Structure du texte
    -Correction de la langue
    -Conclusion.



    Texte


    Le monde que nous espérons devra signifier, entre autres choses :le triomphe d’une paix définitive ;grâce à un climat nouveau ,plus de discordes internationales qui troublent la paix intérieure de chaque pays ,mais des normes claires et justes permettant de régler les relation entre nations en tenant toujours compte des droits des peuples.
    Nous devons réaliser l’union et la solidarité entre tous les hommes dans une réalité sociale afin que disparaisse à jamais le spectacle des indigents qui demandent l’aumône dans les rues .
    Nous devons dispenser l’éducation et l’instruction universellement pour que les lumières du savoir dissipent les ombres de l’analphabétisme .il importe d’orienter l’éducation de façon qu’elle prépare à la vie .
    Il faut que la promotion de la science et de la technique permette à l’intelligence ,insatiable dans sa soif de connaissance ,de s’approfondir et de s’élargir .
    Il faut que le travail soit conçu comme une des loi s de la vie ,conformément aux principes suivants :l’élimination des parasites sociaux ,chacun devant vivre de ses propres moyens et non de l’effort et du sacrifice des autres .
    Nous appelons à libérer la terre du crime en créant les conditions économique et sociales qui permettront d’éliminer la criminalité en s’attaquant à ses profondes racines socio –économiques .
    Nous de mondons un logement décent pour tous parce que le droit à un toit est fondamental .c’est un moyen de sauvegarder dignité du citoyen.
    Nous voulons que l’exploitation de l’homme par l’homme disparaisse ,tous les hommes considérés comme égaux ,sans exploiteurs ni exploités L’homme devrait être pour l’homme , non pas un loup , mais un frère et un ami prêt a soutenir et aider son prochain .
    Nous voulons le triomphe des droits dits fondamentaux : droit de choisir une profession et un métier ,droit au travail honnête , l’application concrète des valeur morales , le triomphe de la justice qui permettra de donner a chacun ce dont il a besoin .
    Nous devons lutter pour avoir des gouvernements dignes de peuples ayant atteint la majorité civique :
    Loyaux et honnêtes , au service de l’intérêt général .
    Il faut enfin que les colonies disparaissent définitivement et que leurs habitants soient admis dans le concert des peuples libres car les colonie sont au siècle des fusées spatiales , de l’atome et de l’énergie thermonucléaire , une tache qu’il faut effacer de la planète.

    Costa Diaz
    Uruguayen de 16 ans , lauréat du concours organise par L4UNESCO.
    « Courrier de L’Unesco»,septembre 2000.




    QUESTION

    1-COMPREHENSION /6 pts
    1- Ce texte est : un récit ? un appel ? un poème ?
    Relève la bonne réponse.

    2- Quel est le but visé par l’auteur ?

    3- Expliquez la phrase soulignée dans le texte.

    4- Relevez quatre droits fondamentaux cités dans le texte.

    5- Qui est désigné par le pronom « nous » dans le texte ?

    II-FONCTIONNEMENT DE LA LANGUE /6 pts

    1- Remplacer « nous » par « ils » dans la phrase :
    Nous devons réaliser l’union et la solidarité et nous demandons un logement décent pour tous.

    2- Quel est le rapport logique exprimé dans la phrase suivante ?
    La cause ? La conséquence ? Le but ? Le temps ?
    Nous devons dispenser l’éducation et et l’instruction pour que les lumières du savoir dissipent les ombres de l’analphabétisme .

    3-Mettez le verbe de la phrase a l’imparfait, au passé composé et au futur simple de l’indicatif :
    La promotion de la science permet a l’intelligence humaine de se développer .

    4- Remplacer les points par les pronoms relatif qu’il faut : qui , dont , ou , que .
    Le texte …… nous analysons a été écrit par un jeune ……est âgé de 16 ans .
    Le journal ……cet article est extrait , s’appelle le « Courrier de L4UNESCO » .

    5- Transposez a la voix passive la phrase :
    Un logement décent sauvegarde la dignité du citoyen .

    III-PRODUCTION ECRITE /8 pts

    Traitez, au choix , l’un des deux sujets suivant :

    1- Résumez le texte en une dizaine de lignes .

    2- Imaginez que vous faites partie d’une association de défense de l’environnement , rédigez un texte aux habitants de votre ville ou village pour les inciter a préserver le cadre de vie .


    CORRIGES ET PAREME


    1-COMPREHENSION /6 pts)
    1- Ce texte est un appel (1 point)
    2- L’auteur demande aux dirigeants de tous les pays d’unir leurs efforts afin de construire un monde meilleur. (1 point).
    3- Plusieurs réponses possibles (1 point)
    Il faut que l’école forme des citoyens connaissant leurs droits et leurs devoirs
    Le projet de société conçu par les gouvernants se réalise à travers l’école .
    L’école participe à la formation du citoyen de demain .
    L’école a pour mission de préparer l’élève à la vie professionnelle et citoyenne .


    4-Les droits fondamentaux (2 points :0.5×4)
    Le droit de vivre dans la paix .
    Le droit à l’instruction et à l’éducation.
    Le droit à la secréter
    Le droit à un logement décent.
    Le droit au travail.
    L e droit à l’égalité.
    5- Le pronom « nous « désigne les jeunes de tous les pays du monde (1 point).

    II- FONCTIONNEMENT DE LA LANGUE /6 pts
    1-ils doivent ………..ils demandent …..(1 point :0.5×2
    2-Le but (1 point).
    3-Imparfait : permettait (0.5)
    Passé composé :a permis (0.5 point)
    Futur simple : permettra (0.5 point)
    4- Le texte que ……….le jeune qui ……Le journal dont ………(1.5point :0.5× 3 )

    4-La dignité au citoyen est sauvegardée par logement décent .(1 point)

    III-PRODUCTION ECRITE /8 pts
    1-Le résumé :
    -Sélection des idées essentielles ………………..2 points
    -reformulation ………………………….………2 points
    -fidélité au texte…………………..………….…2 points
    -correction de la langue…...2 points

    2-L’appel
    -introduction ………………………………….1 point
    -richesse et originalité des idées ……………2 points
    -structure du texte…………………………...2 points
    -correction de la langue ……………………..2 points
    -conclusion……………………..……………1 point





    A bas les anti –tout

    Je plains les publiphobes :s’acharner contre la publicité à moins de mille jours de l’an 2000 est aussi ridicule que de partir en guerre contre l’énergie nucléaire .la télévision .l’informatique ou l’aéronautique On peut toujours regretter .La temps jadis ou l’on s’éclairait à la bougie et écrivait a la plume d’oie ,il ne reviendra jamais .les publiphobes ont peur de tout du progrès comme du risque .de la créativité comme de la générosité .je connais par cœur leurs critiques .elles n’ont guère évolué depuis trente ans.


    Première flèche :la publicité est manipulation .Toute prise de parole est manipulation .à chaque lecteur de faire la part des argumentations pour se faire une opinion le plus cocasse est que la publicité tant d écriée par certains .est justement le sponsor de la démocratie. En finançant cent pour cent des radio et des télévision privées et soixante -dix pour cent de la presse. elle autorisé justement la libre circulation des idées .De toutes les idées ,les seuls pays qui interdisent la publicité sont les états totalitaires.


    Deuxième pétard mouillé :la pub coûte cher ,propos d’intellectuel en mal de rabais .car je n’ai jamais vu un financier ou un entrepreneur tenir un tel discours .et pourtant c’est bien eux qui payent .la publicité est le stimulateur de l’économie quel est le pays qui lui consacre le plus d’argent ? les etas-unis ,première puissance économique du monde .


    On dit aussi que la publicité augmente le prix de nos achats , c’est faux , les statistiques ont calculé qu’en moyenne , la pub coûte 1% des produits fabriqués , mais qu’elle réussissait en multipliant les ventes à baisser les prix , la grande distribution le prouve tous les jours .

    Cela étant dit , il nous faut , à nous publicitaires , lutter contre certains excès .
    Par exemple , le trop de pub tue la pub à la télévision et je le combats depuis vingt ans ,D’ailleurs , les français ne s’y trompent pas , un sondage récent sur le sujet montre que 75 % d’entre eux aiment la publicité , mais 92% déplorent la saturation de nos écrans , le seul combat salubre est de nous battre cantre la médiocrité publicitaire , cette pollution des esprits .

    La publicité est un art , puisqu’elle est œuvre de création , art mineur , certes, mais art a l’unisson du cinéma , de la télévision miroir de notre société, elle contribue à notre culture immédiate et , plus important encore , forme au déforme l’esprit de nos enfants , leur première maîtresse d’école , c’est le publicité. Ils passent 800 heures par an a l’école et 1200 heures devant le petit écran , leur spectacle préféré : nos spots de pub , D’où la mission qui doit être la nôtre de ne jamais abêtir , les tromper , mais surtout obsession dans chaque trente secondes qu’on leur offre de les rendre plus imaginatifs , un peu plus vifs et drôles , un peu plus ouverts , la chose n’est pas facile , la création comme toute magie ne peut réussir à tous les coups , ce n’est pas un usinage à la chaîne , ni une loi scientifique immuable , mais seulement l’alchimie du talent , Ce talent qui est le don le moins partagé des hommes , Et donc plus critique .

    Jacques Séguéla , publicitaire in Les clés de l’actualité
    N° 217 DU 09/10 AU 15/10/1997

    1-COMPREHENSION /6 pts)
    -1/-L’auteur de ce texte :
    --Défend la publicité
    -Définit la publicité
    -Critique la publicité
    -Vend un produit publicitaire
    Relevez la bonne réponse.

    2/ Première flèche
    -deuxième pétard mouillé
    - que veut dire l’auteur par l’emploi de ces deux expressions

    3/ La publicité est manipulation
    La publicité coûte cher
    La publicité augmente le prix de nos achats
    Relevez,dans le texte ,les expression qui s’apposent à chacune de ces trois phrases
    4/- Expliquer la phrase suivante :
    3La publicité bien au contraire est le stimulateur l’économie.

    5/-« la grande distribution le prouve tous les jours «
    Dans cette phrase, à quoi renvoie le pronom « le »§

    II- FONCTIONNEMENT DE LA LANGUE /6 pts

    1/-*les publiphobes »
    Dans ce terme, déterminez le suffixe et donnez sa signification.

    2/-a –quel est le rapport logique exprimé dans la phrase suivante :
    La cause §l’apposition §le temps§le but§
    b-les statistiques ont calculé qu’en moyenne ,la pub coûte 1 % des produits ,mais qu’elle réussissait en multipliant les ventes à abaisser les prix.
    3/- la publicité est un est un art ,puisqu’elles est œuvre de création
    a-Soulignez dans cette phrase l’articulateur logique
    b-Qu »exprime –t-il !la cause ,la conséquence ,le but §
    c-L’articulateur logique peut être remplacé par arce que, bien que ,pour que

    4/-Transformez la phrase suivante à forme active
    « la publicité est très regardée par les enfants »

    5/Complétez les phrases suivantes en procédant à l’emploi correct du verbe « augmenter »
    à l’emploi correct du verbe « augmenter ».
    « on dit que la publicité augment le prix de nos achats ».
    « on dit que la publicité …………………..
    « on disait que la publicité ………………….
    « on dira que la publicité …………………..

    III –Expression écrite 8 pts )
    Traitez, au choix ,l’un des deux sujets :
    1-résumez le texte en une dizain de lignes.
    2-Quel rôle peut jour la publicité en Algérie ?.

    CORRIGES ET PAREME

    I/ Compréhension du texte :
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1-l‘auteur défend la publicité
    2- première flèche Ce sont deux arguments qui » ne sont pas convaincants Deuxième pétard mouillé
    3/la publicité est manipulation ≠ elle autorise la libre circulation des idées
    Ca publicité augmente le prix de nos achats en multipliant les ventes, la publicité arrive à les prix.
    4/-la publicité bien au contraire est le stimulateur de l’économie =la publicité favorise les dépenses et donc les achats et de cette manière là un produit est beaucoup plus vendu.
    5/- la grande distribution le prouve tous les jours
    Le : la baisse des prix

    II- FONCTIONNEMENT DE LA LANGUE
    1-les publiphobes
    Phabe : suffixe :contre ,s’apposer
    2/mais : exprime l’opposition
    3/a-la publicité est un art, puisqu’elle est œuvre de création
    b-il exprime
    c-la publicité est un art parce qu’elle est œuvre de création .
    4/- les enfants regardent la publicité
    5/- On a dit que la publicité augmentait le prix de nos achats.
    On disait que la publicité augmentait le prix de nos achats.
    On dire que la publicité augmentera le prix de nos achats

    III –Expression écrite
    1-le résumé
    - Sélection des idées .
    - Reformulation
    -Fidélité au texte
    -Correction de la langue.
    - 2-le texte argumentatif
    - Introduction
    -Richesse et originalité des idées.
    - Structure du texte.
    -Correction de la langue
    - Conclusion



    TEXTE



    Pilotage d’un établissement scolaire

    A un moment ou les évolutions de la société et de son système éducatif sont rapides, ou le pilotage stratégique est au cœur des préoccupations, où la complexité et la diversité des situations sur le terrain nécessitent un degré d’autonomie des unités d’enseignement, une implication directe et une responsabilisation des divers acteurs dans la conduite du mouvement sont indispensables.

    Dans les établissements,les équipes éducatives doivent pouvoir analyser ensemble une situation ,prendre en considération les caractéristique des élèves accueillis et du fonctionnement pédagogique pour adapter les orientation nationales. Un développement de la réflexion collective permettant de rassembler les énergies autour d »objectifs partagés est une condition d’amélioration de la qualité de service ;chacun peut ainsi donner du sens à son action.





    D.Brillaud
    « Pilotage et projet d’établissement »
    « Enjeux, démarches, outils .CRDP Aquitaine ,2006


    Questions
    Compréhension : 6 pts
    1) Qu’est-ce qui est indispensable dans la conduite du mouvement ?
    2) Pour les équipes éducatives : quelles sont les actions nécessaires pour adapter les orientations nationales ?
    3) Qu’est-ce qui permet le développement de la réflexion collective ?

    Fonctionnement de la phrase : 6pts

    1) Donnez les mots dérivés de « éducatif »

    2) « Dans les établissements scolaires , les équipes éducatives , doivent pouvoir analyser ensemble une situation » .
    a- analysez les éléments syntaxiques de cette phrase
    b- mettez le verbe conjugué au futur simple puis a l’imparfait de l’indicatif
    3) Transformez a la forme négative la phrase suivante :
    « Le pilotage stratégique est au cœur des préoccupations »

    Production écrite : 8pts

    Sujet1 :
    Demain, vous serez chef d’établissement : comment pensez –vous gérer et organiser l’établissement dont vous aurez la charge ?

    Répondez à la question en une quinzaine de lignes

    Sujet2 :
    Résumez le texte de départ en quatre lignes environ.




    TEXTE

    On ne saurait concevoir une formation des enseignants sans la claire connaissance des exigence générales de ce difficile métier, quel que soit le niveau auquel les futures maîtres l’exerceront , de l’école préélémentaire jusqu a la fin de l’enseignement du second degré – l’université posant des problèmes partie différents sinon d’une autre nature , Avant toute détermination en ce domaine , il convient donc de préciser ce qu’on entend par enseigner et , plus largement , ce qu’il faut comprendre par éduquer – les deux entreprises s’impliquant réciproquement ,On peut
    répondre a ces questions de façon sans doute assez formelle , en séparant pour plus de clarté l’acte pédagogique , la démarche proprement enseignante , et l’action éducative .


    Indépendamment de la matière ou de la discipline enseignée et des activités spécifiques qui s’y rapportent , enseigner c’est effectuer un acte pédagogique qui consiste , pour tout enseignant a établir une relation , une communication a deux sens :
    De l’enseignant a la classe et à chaque élève et, inversement , de chaque élève et la classe au maître , Or ,cette situation pédagogique fondamentale que doit vivre tout enseignant , requiert aussi bien des aptitudes qui relèvent de ses dispositions personnelles entre l’enseignant et les élèves comporte , certes des ouvertures ,des rencontres et des effets privilégiés , grâce a sa personnalité . Il reste que l’enseignant doit aussi assumer un rôle qui peut contrer ses dispositions naturelles a communiquer avec les autres , notamment avec des enfants et des adolescents .

    Extrait de » formation des enseignants « de J-LEIF



    Questions


    I/ Compréhension de l’écrit :
    1/- pourquoi le rôle qui incombe à un enseignement est-il déterminant?
    2/-quelle sont les deux entreprises qui s’impliquent réciproquement ?
    3/- Selon l’auteur que signifie « enseigner » ?
    4/- « l’action……….suppose ………..la……des élèves . ……..de l’enfant et de ……individuellement on en ……...»
    Complétez la phrase à l’aide des mots suivants : groupe - enseignante – connaissance –adolescent - toujours –celle.


    II- FONCTIONNEMENT DE LA LANGUE

    1/-« l’enseignant doit assumer un rôle »
    Récrivez la phrase en mettant le verbe à la voix passive.
    2/- « Or .cette situation pédagogique requiert des aptitudes ….. »
    Récrivez la phrase en remplaçant le mot souligne par deux mots équivalents sans modifier le sens de la phrase.
    3/- « L’interaction entre les élevé et l’enseignant comport des ouvertures … »

    Mettez le verbe de la phrase au futur simple et ensuite au passé composé



    III –Expression écrite
    Vous traiterez l’un des sujets au choix :



    Sujet 1 Selon vous quelles sont les aptitudes que doit posséder un enseignant pour réaliser correctement son action pédagogique et éducative§


    Sujet 2
    Résumez le texte au quart de sa longueur.
    بالتوفيق

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو 2024 - 20:21