حل المشكلات

طريقة حل المشكلات

التعريف: لقد شاع استخدام مصطلح " حـل المـشكلات" بصفته طريقة أو اسلوبا من أساليب التدريس التي تهدف إلى تنمية عدد من المهارات الفكرية أو الأدائية لدى الماعلم ، وتوفر له البيئة المناسبة لتوظيف المعارف و القدرات و المباديء التي اكتسبها في حل المشطلات ذات علاقة بالبيئة أو المجتمع أو الحياة العملية.
و يمكن تعريف هذه الطريقة بالآتي: هي طريقة بيداغوجية تسمح للمتعلم بتوظيف معارفه وتجارته و قدراته المكتسبة سابقا للتوصل إلى حل مرتقب ، تتطلبه وضعية جديدة أو مألوفة ، يشعر بميل حقيقي لبحثها و حلها حسب قدراته و بتوجيه من المدرس ، وذلك اعتمادا على ممارسة أنشطة تعلم متعددة.
مبررات الإستخدام: ** المبررات التربوية: ان استخدام طريقة حل المشكلات في التدريس يحقق تعلما فعالا تتوفر فيه الرغبة و التشوق للتعلم و المشاركة الفعالة من قبل المتعلمين إذ أن هذا الأسلوب بمفهومه الحديث يقوم على التعلم من خلال العمل و إثارة الدافعية للتعلم و الإقبال عليه برغبة و شوق و على الإستمتاع بالعمل و استخدام الخبرات السابقة.
** المبررات العلمية: تعد هذه الطريقة من وجهة كثير من المشتغلين بالعلوم إحدى العمليات العملية الأساسية التي تكون المنطق العلمي لدى المتعلمين و تكسبهم النظرة العلمية للأشياء و الظواهر الكونية . إن المتعلمين بممارستهم لحل المشكلات يكتسبون التربية العلمية من خلال تتبعهم للخطوات التي يعمل بها الباحث العلمي فتنموا اتجاهاتهم العلمية و مهاراتهم العلمية اللازمة مثل حب الإستطلاع و الحماس في العمل و التريث في إصدار الأحكام و القدرة على التحليل و التفسير و التعليل ...
** المبررات المهنية: إن حل المشكلات يعد عملية ضرورية لطبيعة العمل الذي يحتاجه الناس ، فالمجتمع يحتاج القوى العاملة المدربة في شتى مجالات الحياة . إن حل المشكلة عندما يمارسه المتعلم بمفهومه الحديث يوفر استراتيجية تعليمية جيدة لتنمية مهارات العمل الجماعي ، ويعطي الفرصة المناسبة للإبداع و الإبتكار و بخاصة إذا كانت المشكلات حقيقية و ذات علاقة بحياة المتعلم و مجتمعه.
خـــطواتـهـا:
تنطلق هذه الطريقة من تجاوز الحدود الفاصلة بين المواد الدراسية ، حيث تتداخـــــل هذه المواد لكي تتمحور حول مجموعة من الأنشطة الهادفة ، وبهذا تصبح المعلومات و المعـــارف و القــدرات مجـــرد وسيلة لا غايــة في حــد ذاتهــا أما خطـواتهـا فتحدد فيمايلي:
1 ـ الإحساس بالمشكلة: إن نقطة الإنطلاق لأي بحث هي احساس المتعلم بأن هناك مشكلة تواحهه في مجال معين ، وهذا الشعور و الإحساس من أهم العوامل التي تحرك دوافعه للقيام بالملاحظة و البحث للوصول إلى الحل ، وهذا بتوجيه من المعلم و ارشــاده.
2 ـ تحديد المشكلة: وضبط الإهداف بإشـراك المتعلمين ، وذلك بصياغتها في عبارات واضحة ، فوضوح المشكل لدى المتعلم يساعد على وضع الخطة السليمة و اختيار الوسائل الملائمة لبلوغ الحل ، ومما تجدر الإشارة إليه هو أن المشكلة ينبغي أن تــكون: *** متوافقة مع ميول المتعلمين و رغباتهم. *** خصبة و ثرية تثير أنشطة متعددة وتمس مجالات عمل متنوعة . *** ذات ارتباط وثيق مع الموضوعات المقررة و مع بقية المواد الدراسية الأخـرى . *** قابــلـة للـتنفيــــذ .
3 ـ جمع المعلومات: تتطلب هذه الخطوة أن يسعى المتعلم إلى البحث عن المصادر و المراجع لجمع المعلومات المتصلة بالمشكلة ، ثم بعد ذلك تصنيف المعلومات بطريقة تبين مابينها من علاقات ، حتى تساعد في وضع الحلول التي قد تساهم في حل المشكلة.
4 ـ وضع الفرضيات: في هذه الخطوة يقوم الدارس بتحديد الفرضيات الممكنة لحل هذه المشكلة أو الإقتراحات ، ويشترط فيها الوضوح و التلاؤم لحل المشكل و على المعلم مساعدة المتعلمين على وضع الفرضيات المناسبة و تشجيعهم على اقتراح الحلول المختلفة .
5 ـ التحقق من الفرضيات: يبدأ المتعلم في دراسة الفرضيات و الإقتراحات الممكنة للحل تحت إشراف المدرس و مساعدته بتوظيف كل الوسائل المتاحة و المتوفرة (المعلومات ، البيانات ، الأجهزة ، الأدوات ...) للتأكد من صحة الفرضيات أو القيام بإجراء التجارب أو الإستطلاعات للوصول إلى نتائج تؤكد صحة الفرضيات .
6 ـ حـل المشكلة : في هذه الخطوة يكون المتعلم قد ـاكد من الحل المناسب من خلال الخطوة السابقة ، وفيها يناقش المعلم متعلميه فيما أنجزوه فيقدمون انجازاتهم و ملاحظاتهم ، و يقومون ما حققوه من أهداف و مدى نجاحهم في عمليات التخطيط و التنظيم و التنفيذ ، كما يتعرفون على مواطن الضعف و أماكن الخطأ كي يعملوا على تحاشيها مستقبلا ، و يبلورون النتائج التي توصلوا إليها في صورة عملية منظمة توضح الحل المناسب للمشكلة المستهدفة بالدراسة ، مع التأكد من انطباقها على جميع الحالات التي تماثل الظاهرة أو المشكلة موضوع الدراسة حتى يمكن تعميمها .
التوجيهات:
 إن طريقة حل المشكلات مرنة لا تقتضي بالضرورة المرور بالخطوات السابقة بنفس الترتيب ، وإنما يمكن لخطوة أن تسبق الأخرى ، كما أنه ليس من الضروري في جميع الحالات استخدام الخطوات .
 إن هذه الطريقة قد تحتاج إلى وقت طويل ، لذلك فقد يعزف المعلمون عن استخدامها نظرا لطول المنهاج ، ولكن بالرغم من هذا فإنه يجب اتاحة الفرصة للمتعلمين للتمرن على استخدام هذا الأسلوب خاصة في المواد و الأنشطة الملائمة .
 يجد المعلم فــرصـا كثيـرة لتــدريــب المتعلمين على المهــارات الضروريـــة في هذا الأسلوب وفق بيداغوجية الكفاءات.
 إن استخدام طريقة حل المشكلات في التدريس يحتاج الكثير من الإمكانيات و الوسائل التي قد لا تتوفر في الكثير من الكثير من مدارسنا حاليا ، و لكن بشيء من الجهد من المعلم يمكن أن نتغلب على هذه الصعوبات .
 إن تدريب المتعلمين على اسلوب حل المشكلات ، واعتماده كطريقة مثلى في التدريس يحتاج إلى الوقت و الحهد من جانب المعلم ، لذا فعليه أن يخطط للمواقف المختلفة و الأنشطة التعلمية اللازمة لنجاح هذا الأسلوب و تحقيق أهدافه التي تستحق أن يبذل لها الجهد الكبير ، ويصرف عليها الوقت الطويل .