قبل أن أرحل أقول لكم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أنا الشهر الفضيل ، أنا الشهر الكريم ، أنا الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، أنا شهر البركة ، أنا شهر تخافني الشياطين ، أنا الشهر الذي يتقبل فيه الله تعالى جميع الطاعات والخيرات ويأمر بصلة الأرحام ،أنا الشهر الذي فيه ليلة هى خير من ألف شهر وفيه عمرة تعدل حجة ، أزوركم مرة في كل سنة ، فتفرحون باستقبالي وأرحل عنكم فتتأسفون على ذهابي لكن وقبل أن أودعكم على أمل اللقاء بكم في العام القادم بحول الله أقول لكم :
ـــ وجدت التجارة عندكم تعيش في فوضى عارمة :
غش ، احتكار ، تلاعب بالأسعار ، تحول مكتبات ومحلات أخرى لبيع الحلويات والبقلاوة ، احتلال طرقات وساحات وأرصفة لعرض السلع و تحايل على المستهلك بشتى الوسائل وابتزاز يومي لراتبه أو منحة تقاعده

ـــ وجدت الاستهلاك ازداد والتبذير انتشر والإسراف على الملذات لا حدود له

ـــــ وجدت الإدارات تغط في نوم عميق رفع موظفوها لافتة كتبت عليها عبارة (( عد بعد عيد الفطر ))
باستثناء قطاع التربية الذي عرف ضغطا ومجهودا مضاعفا لاستقبال ملفات المترشحين لمسابقة التوظيف وإجراء المقابلة الشفوية في جو يسوده الاحباط بفعل تأجيل صرف الجزء الثاني من المخلفات

ــــ عايشت معكم انقطاعات الكهرباء في مختلف الأوقات تارة مع الإفطار وتارة وقت التراويح وتارة أخرى في منتصف النهار

ــــ راقبت عن بعد انقطاع تدفق الماء وانتظاركم بفارغ الصبر للتزود بلترات من الماء الشروب

ــــ زرت المكتبات فوجدت الكتب نسجت حولها خيوط العنكبوت وعلا الغبار كراسي قاعات القراءة

ــــ فتشت عن البرنامج الثقافي المسطر فوجدت إلا دعوات للغناء والرقص

ــــ سألت عن النشاط السياسي فقيل لي اقرأ ما تكتبه الصحف عن الانشقاقات
والصراعات والبحث عن الزعامات دون التكفل بالتكوين السياسي والمساهمة في حل مشاكل الناس

ــــ استفسرت عن المسابقات الثقافية التي دأبت على تنظيمها وزارة الشؤون الدينية والتي كانت تدفع بالمثقفين لزيارة المكتبات والبحث في أمهات الكتب قبل عصر الأنترنت فقيل أين تلك الأيام وأين ذاك الزمان

ــــ طرحت السؤال عن برنامج المحاضرات التي كانت تلقى بعد صلاة العصر للمصلين والمثقفين فقيل باستغراب نحن في زمن العولمة والفضائيات لا حاجة لنا للموضوعات الجادة ، نحن نبحث عن الترفيه والبرامج الخفيفة وليس بمقدورنا المتابعة

ــــ اقتربت ممن قصدوا الإدارات لمقابلة المسؤولين فقيل لي المسؤول لا يلتحق بمكتبه قبل الساعة الحادية عشر ليمكث برهة من الزمن ثم يغادر بحجة أداء صلاة الظهر فالتوجه للتسوق ثم القيام بزيارات عدة أماكن لشراء ما تشتهيه النفس وأخيرا يلتحق بمنزله قبل آذان المغرب بدقائق

وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

غيروا من تصرفاتكم واجعلوا شهر الصيام فرصة لتقويم السلوك والقيام بالأعمال الصالحة لأنفسكم ولغيركم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]