أسماء القران في شهر الـقران

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185)

قد تعددت أسماء القرآن في القرآن؛ فهو القرآن وهو الكتاب وهو الذكر وهو النور إلى غير ذلك من الأسماء ، كما وصفه الله تعالى بصفات كثيرة فوصفه بأنه عظيم ، وأنه كريم ، وأنه مبين ، وأنه حكيم ، وأنه مجيد ، وأنه رحمة ...، و كثرة أسماء القرآن تدل على شرف المسمى و كماله.
وفي هذا الشأن يقول الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي في كتابه ( الهدى والبيان في أسماء القران): (( الله جل شأنه,سمى القران الكريم, بأسماء شريفة و عظيمة,أسماء لائقة بالقران, أسماء مطابقة لمسماها,أسماء مشعرة بعظمة القران,أسماء تحمل في طياتها, ما اشتمل عليه القران من أسرار بديعة, وأهداف سامية, و مقاصد جليلة, وحكم حكيمة, وأقاصيص عجيبة, و أحكام محكمة.
أسماء رائعة فيها الدلالة الواضحة على شرف القران وعلو مكانته,أسماء فيها الحجة و البرهان على أنه أعظم كتاب سماوي لا كان و لا يكون مثله ).

ويقول مجد الدين الفيروزأبادي صاحب كتاب( بصائر ذوي التمييز) في عظمة شرف القران و فضيلته: (اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته ، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدتها وصعوبتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته ، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته ) .

و لأهمية هذه الأسماء و عظمتها و شرفها فقد خصها بعض العلماء بالتأليف لتوضيح معانيها و الكشف عن مقاصدها و من هؤلاء نجد ابن قيم الجوزية في كتابه ((شرح أسماء الكتاب العزيز )) , كما نجد الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي في كتابه (( الهدى والبيان في أسماء القرآن )),وكذلك الدكتور.محمد جميل بن أحمد غازي في كتابه (( أسماء القرآن في القرآن )) وغيرهم كثر ممن كتبوا في هذا.

و يتفق الجميع على أن كلها يدل على عظمة القران وشرفه وعلو مكانته, وكلها بينها اشتراك وامتياز، فهي تشترك في دلالتها على ذات واحدة هي القرآن الكريم نفسه، ويمتاز كل واحد منها عن الآخر بدلالته على معنى خاص، فكل اسم للقرآن يدل على حصول معناه فيه، فتسميته مثلاً بالهدى يدل على أن الهداية فيه، وتسميته بالتذكرة يدل على أن فيه ذكرى،وتسميته بالفرقان يدل على تفريقه بين الحق والباطل . و في تسميته بالقرآن، والكتاب،أشار بعض العلماء إلى أنه روعي في تسميته قرآناً كونه متلوا بالألسن، كما روعي في تسميته كتاباً كونه مدوناً بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية شيء بالمعنى الواقع عليه. وتسميته بشيرا ونذيرا فلأنه بشر بالجنة وأنذر من النار و تسميته قصصا فلأن فيه قصص الأمم الماضين وأخبارهم.وسمي بالنُّورُ؛ فَلِأَنَّهُ يُدْرَكُ بِهِ غَوَامِضُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ‏.‏ وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ ‏"‏ بَلَاغًا ‏"‏؛ فَلِأَنَّهُ كَانَ فِي الْإِعْلَامِ وَالْإِبْلَاغِ وَأَدَاءِ الرِّسَالَةِ‏ وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ ‏"‏ شِفَاءً ‏"‏؛ فَلِأَنَّهُ مَنْ آمَنَ بِهِ كَانَ لَهُ شِفَاءً مِنْ سَقَمِ الْكُفْرِ، وَمَنْ عَلِمَهُ وَعَمِلَ بِهِ كَانَ لَهُ شِفَاءً مِنْ سَقَمِ الْجَهْلِ‏. وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ ‏"‏ رَحْمَةً ‏"‏ فَإِنَّ مَنْ فَهِمَهُ وَعَقِلَهُ كَانَ رَحْمَةً لَهُ‏.‏

وهذه بعـــض الأسمـــاء و الصفات مع الدلـــــــــــيل:

(الكتاب: قال تعالى : ( لقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ). [الأنبياء:10
القرآن: قال تعالى { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي...}. (الإسراء/ ) الحجر/ 9
التنزيل: قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. الشعراء/ 192
الفرقان قال تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) .الفرقان/ 1
الذكْرً قَال تعالىَ‏:‏ ‏{‏وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ‏}‏ ‏الْأَنْبِيَاءِ‏/ 50‏
كلام الله: قال تعالى: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ}. التوبة/ 6
الروح: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا}. الشورى/ 52
الأمر: قال تعالى: {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ}. الطلاق/ 5
القول: قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ}. القصص/ 51
الوحي: قال تعالى: {إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ}. الأنبياء/ 45
الكريم: قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} .الواقعة/ 77
المجيد: قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}. البروج/ 21
العزيز: قال تعالى: {إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} .فُصّلت/ 41
الحكيم والعلي: قال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}. الزخرف/ 4
الصدق: قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ}. الزمر/ 33
الحقّ: قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}. آل عمران/ 62
المبارك: قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ}. ص/ 29
العَجَبُ: قال تعالى: {قُرْآناً عَجَباً} .الجن/ 29-
العلم: قال تعالى: {وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ} .الرعد/ 37
الهدى: قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}. البقرة/ 2
الرحمة: قال تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ}. لقمان/ 3
الموعظة: قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}. آل عمران/ 138
الشفاء: قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ}. الإسراء/ 82
التذكرة: قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} .المُدَّثر/ 54
المبين: قال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} .يوسف/1
البلاغ: قال تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} .الأنبياء/ 106
البشير والنذير: قال تعالى: {بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ...} .فُصِّلَتْ/ 4-
البصائر: قال تعالى {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} .الجاثية/ 20-
البيان: قال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} .آل عمران/ 138-
النور: قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} .النساء/ 174
القَصَص قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَحْسَنَ الْقَصَصِ‏}‏ ‏.‏يُوسُفَ‏/ 3‏
الايمَانً قال تعالى:‏ ‏{‏سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ‏}‏ ‏.آلِ عِمْرَانَ‏/ 193‏
عَدْلً َقَالَ‏تعالى:‏ ‏{‏وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا‏}‏ ‏الْأَنْعَامِ‏/ 115‏‏
مُتَشَابِهً َقَالَ‏ تعالى:‏ ‏{‏كِتَابًا مُتَشَابِهًا‏}‏ ‏.الزُّمَرِ‏/ 23‏
الْعُرْوَةِ الْوُثْقَى َقَالَ‏ تعالى:‏ ‏{‏فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى‏}‏ ‏‏لُقْمَانَ‏/ 22‏
أَحْسَنَ الْحَدِيثِ َقَالَ‏ تعالى:‏ ‏{‏اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ‏}‏ ‏(‏الزَّمْرِ‏:‏ 23‏)‏‏
العلي َقَالَ‏ تعالى:‏ ‏{‏، وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ‏}‏ ‏.الزُّخْرُفِ‏/ 4‏
رَحْمَةً َقَالَ‏ تعالى:‏ ‏{‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا‏}‏ ‏.يُونُسَ/ 58
حَبْلًا قَالَ‏ تعالى:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا‏}‏ ‏.آلِ عِمْرَانَ‏/ 103‏

هذا وأ شير إلى اختلاف العلماء حول العدد المحدد لأسماء القرآن الكريم , فقد ذكر بدر الدين الزركشي في كتابه ((البرهان في علوم القران)) خمسة وخمسين اسماً, , وهوالعدد نفسه الذي أشاراليه أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة في كتاب"البرهان" وذكر الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي في كتابه ((الهدى والبيان في أسماء القرآن)) ستة وأربعين اسماً ، وذلك لاعتقاده أن بعض هذا العدد إن لم يكن أكثره فهو أوصاف للقرآن وليست أسماء, وقيل: هي أكثر من تسعين اسما .

الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء :
اللَّهُمَّ اجْعَلْ القُرْآنَ العَظِيمَ لِقُلُوبِنا ضِياءً، وَلأَبْصَارِنا جَلاءً، وَلأَسْقَامِنا دَواءً، وَلِذُنُوبِنا مُمَحِّصاً، وَعَنْ النّارِ مُخَلِّصا . اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت و ارزقني تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك و اجعله لي حجة يارب العالمين .

اللهم تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيم يا الله.
للموضوع: مراجع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]