طالب البكالوريا و الـــ"Zoom "

يعتبر " الغش " في الامتحانات ظاهرة مألوفة في الوسط المدرسي قديما وحديثا ، إذ يعتبره التلميذ - الجزائري خاصة - فرصته للنجاح بعد فشله في طريقة " اللّاغش " التي ينتهجها أصحاب الضمائر الحية .
وحقيقة ما يهمّنا في هذا الموضوع هو معرفة أسباب ودوافع الغش عند التلاميذ ، والتي يرجعها بعض المربين وحتى الأولياء إلى ضعف مستوى التلميذ ومحدودية إمكانياته ، مع رغبة هذا الأخير في النجاح. والحق يقال أن التلميذ لا يلام ملامة مطلقة في انتهاج هذا السلوك ، بل توجد أطراف عدة ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في تفشّي الغش ، الذي شمل مختلف المستويات التعليمية ( الثانوي، الإكمالي، الابتدائي).
وحين حراستي لمترشحي البكالوريا دورة جوان 2012م في أحد المراكز ، لاحظت إبداع المترشحين في استخدام وسائل الغش ، ولعل أهم وسيلة لفتت انتباهي هي تقنية لتصغير الحجم وتكبيره أو ما تعرف بــ" Zoom ".وما لفت انتباهي أيضا هو لجوء التلاميذ المتفوقين والحاصلين على البكالوريا أكثر من مرة أيضا إلى استخدام هذه التقنية، الأمر الذي حيّرني وجعلني أتساءل عن اللغز الكامن وراء هذه الظاهرة المألوفة والغريبة أيضا. فلماذا يلجأ التلاميذ المتوسطون والمتوفقون إلى استخدام الــ" Zoom "؟ ولماذا يلجأون إليه خاصة في مادة العلوم الإسلامية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة؟ ألأنهم عاجزون عن " الحفظ "؟ أم عدم ميلهم لهذه المواد؟
تساؤلات كثيرة تطرح ، والحال هو الحال ، وتغيرت طبيعة التلميذ ، حيث أصبح منتكسا، منهك القوى ، مكبّل الفكـــر .. والسبب هو عدم ثقته بنفسه ، وجهله بالطاقات الكامنة فيه وعدم استغلالها بطريقة صحيحة .
كما ويعود السبب في لجوء التلاميذ إلى استخدام تقنية " Zoom " هو تعوّدهم على نمط معين روتيني من الأسئلة خاصة في امتحان شهادة البكالوريا . فلو تعوّد التلاميذ على أسئلة تختبر الفهم وتختبر فيهم أيضا القدرات العقلية كالتحليل والتفسير و تنمي فيهم أيضا التعبير الإبداعي ، لما انحرفوا عن الطريق. فشخصية التلميذ ملغاة تماما تماما ، فهو في نظر الكثير من الأطراف آلة حفظ وطباعة فقط. للأسف....
كما ان مطالبة التلميذ باستذكار ما حفظه ، من تعاريف ومصطلحات وشخصيات- كما درسها أو كما وردت في أحد المراجع - في ذات الوقت ضرب من المحال و رغبة دفينة لتعجيز التلميذ وتحميله ما لا يطيق. كما وفي هذا الصدد لم يتم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ خاصة في قدرة الحفظ والاستذكار، وأيضا احتمال وارد جدا حدوث الخلط بين المفاهيم عند التلاميذ والسبب في ذلك اختلاف العلوم فمثلا مصطلحات شرعية، قد تختلط مع مصطلحات اجتماعية ، تاريخية واقتصادية وحتى رياضية.. واختلاط هذه المصطلحات في ذهن التلميذ يؤدي به إلى النسيان فيلجأ إلى خطة احتياطية تحصّنه من نسيان ما حفظه وهذه الخطة تمثلت في "Zoom ".
إذن طبيعة الأسئلة المقترحة ، تكليف التلميذ بحفظ ما لا يستوعبه عقله ، تجاهل روح التلميذ التي قد تصنع المعجزات ، التشجيع على الغش بمختلف الطرائق.. وغيرها تعتبر أسباب لتفشي ظاهرة الغش بمختلف وسائله .

ودعوتي الأخيرة هي إعادة النظر في طرح الأسئلة خاصة في مواد الحفظ كما تعودنا منذ صغرنا أن نصطلح عليها ، كما وأن نعيد بناء عقل التلميذ والتخلي عن برمجته كالآلة .كما وأن نمنحه فرصا عدة لإثبات ذاته وبناء شخصية .
تقبلوا تحياتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لهواتف المحمولة المثبتة فى ساعة اليد أحدث صيحة للغش

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقوم البعض باستخدام سماعات لاسكلية صغيرة متناهية الصغر للغش أثناء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ظهرت مجموعة من الأقلام التي تستخدم في الغش، وهي عبارة عن قلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احدث طرق الغش - طريقه غش مبتكره - غش آخر حاجه

أنا طالبة مقبلة على الباكالوريا ان شاء الله
وبالنسبة لي لا أجيد أي طريقة من الغش لأنني تلميذة ممتازة وأؤمن بما كتب لي الله,في هذه الأعوام انتشر الغش بكثرة
ولكثرة الغش التلميذ الممتاز لا يوجد له مكان الكل ناجحون
وهذا يؤلمني كثيرااا

حقق ''الغشاشون'' في بكالوريا 2012 قفزة نوعية في مجال استغلال التقنيات المتقدمة في الغش. وقال مؤطرون وأساتذة شاركوا في حراسة شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، إن الغش في الامتحانات بات خارج سيطرة الجهاز التربوي.

ساهم في هذا تطور الوسائل التقنية ومستوى الذكاء لدى بعض التلاميذ. يقول السيد مختار علوس، أستاذ ثانوي بخبرة تزيد عن 20 سنة ''من أغرب حالات الغش الجماعي التي شهدتها في مساري المهني أن كل تلاميذ إحدى لجان البكالوريا نقلوا بطريق الخطأ الإجابة الخاطئة نفسها في اختبار مادة الإنجليزية، كما ضبط في العديد من الحالات طلبة وهم يهددون زملاءهم وزميلاتهم من أجل انتزاع الإجابة''. ويضيف ''كان الغش في الماضي عبارة عن كتابة بعض الكلمات في كف اليد وتبادل الطلبة للحديث أثناء الامتحان. أما اليوم، فإن 3 حراس لا يمكنهم مراقبة قاعة الامتحان بسبب براعة الغشاشين وتطور التقنية، حيث انتشر استخدام الهواتف النقالة وأجهزة ''أم بي''3 في الغش''. ويتداول الغشاشون نكتا ونوادر حول ما يقومون به، منها أن الغش مفيد لعضلات العين بسبب تحريكها في جميع الاتجاهات، وبأنه ''منشط لحاسة السمع ويعزز الروابط الاجتماعية بين الطلاب وينشر روح التعاون''، كما أنه ''يسلي المراقب بدلا من جلوسه الممل''، كما أن ''تحقيق النجاح في الامتحان والتفوق يعني دخول الجنة بسبب إسعاد الوالدين''.
حراس للمراحيض
طلب مراقب عمل في بكالوريا 2012 بمركز الامتحانات في بلدية بنورة بغرداية، من أحد الطلبة تقديم إثبات طبي يؤكد إصابته بمرض السكري بعد أن غادر الممتحن القاعة مرتين نحو المرحاض، ثم طلب ذلك للمرة الثالثة في غضون أقل من ساعتين. وقال المتحدث، الذي رفض الكشف عن هويته ''تحوّل أغلبنا من حراس لقاعات الامتحان إلى حراس يقفون قرب أبواب المراحيض''. مضيفا ''لقد سمعنا خربشة أوراق داخل المرحاض أثناء مرافقتي للطالب ولم يكن بمقدوري إثبات أي شيء ضده''. وقال سهيل جمال، أستاذ جامعي بجامعة غرداية ''أتعجب من مدى قدرة وذكاء بعض التلاميذ والطلبة الغشاشين، سواء في الجامعة أو في المستويات الدراسية الدنيا، كان الأجدر بهؤلاء توظيف ذكائهم الحاد ومواهبهم في الدراسة والتحصيل العلمي بدلا من الغش''. ويضيف المتحدث: ''سمحت لي الفرصة التقرب من مراقبي الامتحان لعدة سنوات ولاحظت خلال هذه الفترة تطور أداء غشاشي الامتحان''. وصارت قصص ومغامرات الغشاشّين تطبع أحاديث المعلمين والأساتذة بعد الامتحانات كأنّما عقدت لهذا الغرض، ولم تعقد لتسابق القرائح وتنافس العقول. ولم يعد الغشّ تصرفا سلبيا يحدث بين الفينة والأخرى، وتظهر في امتحان وتختفي في آخر، بل صار ظاهرة خطيرة تطبع سير الامتحانات وتصبغ مداولات المسابقات. والشيء الأخطر في هذه الظاهرة أنّها أصبحت ثقافة تجمع الممتحن والمشرف على الامتحان كما تجمع المراقب والملاحظ والأولياء. بل غدت حقّا من الحقوق المكتسبة التي هيّأت لها السبل والوسائل وعبّدت لها كلّ الطرق وتواطأ فيها الجميع ويخشى من عواقبها التي ستدمّر المجتمع بأكمله.

الغش بالأرقام

يقول الدكتور بوخالفي سايح باحث في علم الاجتماع ''من الناحية العلمية يمكن تصنيف الغش في المدارس على أنه خطير جدا على المجتمع، ذلك أنه يكرّس تدهور المستوى التعليمي ويؤدي إلى تسلل أشخاص من المشوهين نفسيا ومن غير ذوي الكفاءة إلى المناصب القيادية في المجتمع''. ويتابع بوخالفي: ''تحوّل الغش في الامتحانات إلى وسيلة رئيسية يعتمد عليها الطلبة للنجاح، حيث أثبتت دراسة ميدانية قام بها 3 باحثين في علم الاجتماع التربوي من جامعات جزائرية اعتمدت على إحصاءات 8 مديريات للتربية بولايات بالوسط والشرق وشملت محاضر ضبط حالات الغش في امتحان البكالوريا لسنوات 2006 و2007 بأن 63 بالمائة من مجموع حالات الغش البالغ عددها 280 حالة بطلاتها طالبات و37 بالمائة من الحالات كانت للطلاب، كما أظهرت الدراسة بأن عامل السن يلعب دورا مهما في الغش، حيث بلغت نسبة المرشحين الأحرار الذين تم ضبطهم متلبسين بالغش في البكالوريا 74 بالمائة من مجموع الحالات التي شملتها الدراسة التي أثبتت بأن حالات الغش ترتفع إلى 70 بالمائة تقريبا في التخصصات الأدبية، بينما لا تزيد نسبتها عن 28 بالمائة في التخصصات العلمية''. ويضيف المتحدث إن التلميذ الغشاش يحصل على خبرة غش متراكمة عبر السنوات، وفي كل عام يتفنن التلاميذ والطلبة في وسائل جديدة.

جريدة الخبر ليوم 2012/06/16