المنهاج وأسسه

للمناهج الدراسية دوراً هاما وبارزاً في حياة البشر فهي الأداة الفعالة التي تستخدمها المجتمعات في بناء وتشكيل شخصية الأفراد المنتمون لها ، وفقـا لفلسفاتها وثقافاتها ومعتقداتها. فمن المعروف أن المناهج الدراسية تعكس تطلعات وطموحات هذه المجتمعات وأمالها في أجيالها القادمة، كما تعكس الواقع التي تعيشه هذه المجتمعات وما تعانى به من أحداث وما يمر بها من أزمات، وقد فطنت بعض الدول إلى هذه الحقيقة وأجرت تعديلات واسعة وشاملة وأحدثت تغيرات هائلة في مناهجها الدراسية، مما أدى إلى ظهور طفرات هائلة في تقدم هذه الدول على كافة الأصعدة، وفي كافة مجالات الحياة، وحققت تقدماً مذهلاً في شتى ضروب العلم والمعرفة.
أهم سمات و خصائص المنهج المدرسي الجيد
أن يقدم خبرات تربوية متكاملة.
أن يخضع إلى تخطيط مسبق و دقيق.
أن يتسم بالتنظيم و التدرج بما يتلاءم مع درجة استيعاب المتعلم.
أن يتناسب مع إمكانات التعليم و التعلم المتاحة.
أن يتناسب مع الوقت و الظرف الزمني للخبرة.
أن يؤكد على أهمية دور المدرسة في توجيه المتعلم نحو تعلم فاعل.
أن يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
( أن يحقق النمو الشامل للمتعلمين ( العقلي و الوجداني و الجسمي
أن يتلاءم مع أهداف المجتمع و استراتيجياته.
أن يجعل دور المتعلم إيجابياً و فاعلاً بتحفيزه و إثارة دافعيته.
الأسس العامة للمنهاج

يتحدد ميدان المنهاج بثلاث اتجاهات رئيسية تمثل الأسس التي يقوم عليها بناء المنهاج وهذه الاتجاهات هي:
الأول: ويرى أن التلميذ أو المتعلم هو محور بناء المنهاج , وهذا الاتجاه يجعل من المتعلم وقدراته وميوله وخبراته السابقة أساساً لاختيار محتوى المنهج وتنظيمه , وهذا الاتجاه يمثل الأساس النفسي للمنهاج.
الثاني: ويرى أن المعرفة هي محور بناء المنهاج , وبهذا الاتجاه يجعل من المعرفة الغاية التي لا يماثلها شيء في الأهمية حيث توجه كافة الجهود والإمكانات لصب المعلومات في عقول التلاميذ بصورة تقليدية. وهذا يعني عدم إعطاء أي اعتبار لإمكانيات التلميذ أو ميوله أو خبراته السابقة, مما يجعل مهمة المعلم تقتصر على نقل المعرفة من الكتب إلى عقول التلاميذ, وهذا الاتجاه يمثل الأساس المعرفي للمنهاج.
الثالث: ويرى أن المجتمع هو محور بناء المنهج وهذا الاتجاه يركز على ما يريده المجتمع بكل حاجاته وفلسفته وثقافته, وهو يمثل الأساس الفلسفي والاجتماعي للمنهاج. وبالنظر إلى هذه الاتجاهات الثلاثة وما تمثله من أسس للمنهاج يلاحظ ما يلي:
1. إن أسس المنهاج غير منفصلة وإنما هي متكاملة ومتفاعلة مع بعضها تفاعلاً عضوياً.
2. إن أسس المنهاج ليست ثابتة وإنما هي متغيرة في ضوء الأفكار الجديدة الناتجة عن البحث سواء ما يتعلق منه بالمتعلم وقدراته وعملياته المعرفية أو بطبيعة المعرفة وأسلوب تنظيمها أو بطبيعة المجتمع ومستجداته.
3. إن أسس المنهاج واحدة ولكنها مختلفة في طبيعتها من مجتمع إلى آخر نتيجة لتباين المجتمعات واختلاف تركيبها وفلسفتها وحاجاتها ونظرتها إلى المتعلم والدور المطلوب منه ونظرتها إلى المعرفة وتنظيمها , ومما يؤكد ذلك اختلاف المناهج الدراسية في بلدان العالم.

ومما سبق نستطيع القول أن أسس المنهج هي: أسس فلسفية, اجتماعية, نفسية, معرفية.
هناك أربعة عوامل رئيسية تؤثر في المنهج المدرسي و تتأثر به، و هي
أولاً: المجتمع
فالمنهج المدرسي ما هو إلا وليد المجتمع، بل إنه يعكس ثقافة المجتمع بكل عناصرها ( المعتقدات الدينية، العادات و التقاليد، أنماط التفكير و السلوك، أساليب التربية)، و ما على المنهج إلا أن يسد ثغرات المجتمع، و يصلح فيه ما فسد، من خلال تربية الناشئة على خدمة هذا المجتمع و العمل على إعادة بناءه.
ثانياً: المتعلم
و هو محور العملية التعليمية التعلمية الذي يركز عليه المنهج المدرسي و يستهدفه، و ما المتعلم سوى عنصر من عناصر المجتمع.. لذلك نرى أن المتعلم يسهم في بناء المنهج المدرسي، و في نفس الوقت، يعمل المنهج المدرسي على تحقيق ذات المتعلم
ثالثاً: التعلم
حيث تسهم هذه العملية بشكل فعال في توجيه المنهج نحو فهم واع للمتعلم، و بالتالي ضمان التعليم الشامل له.. و يتم ذلك من خلال تطبيق المنهج المدرسي لمبادئ التعلم الأساسية، حتى تعينه على القيام بأدواره على أكمل وجه.

رابعاً: المعرفة
و تتضمن المعلومات، و طرق البحث و التفكير، بالإضافة إلى التركيب الخاص بكل مادة.. المهم أن المنهج المدرسي في مضمونه و محتواه عبارة عن معرفة تقدم للمتعلمين، و تسهم في اتساع مداركهم العقلية.. لكن المنهج المدرسي لا يستطيع أن يغطي كافة أشكال المعرفة الإنسانية بأفرعها العلمية المتعددة، خاصة بعد اتساع هذه المعرفة في عصرنا الذي أسميناه نتيجة لذلك عصر التفجر المعرفي