[b]نجاح الرداءة [/b]"..
Tuesday, July 19
الموضوع : الكلام الآخر
العنوان أعلاه تكرر كثيرا في معرض التعليق على نتائج امتحانات التعليم المتوسط والبكالوريا، إذ تبارى المسؤولون، من وزير التربية إلى مدراء المؤسسلت التعليمية، في إبراز أهمية تلك النتائج وكيف أنها الدليل الساطع على نجاح الإصلاحات والشاهد الكبير على أن منظومتنا التعليمية بخير.
ولا ندعي أننا نكتشف الماء، حين نقول أن منظومتنا التربوية في خطر، يدفعني إلى ذلك ما أصبح واضحا من ملامح التفاوت الاجتماعي الذي تعرفه الجزائر اليوم بين مجتمعات أهل القمة وأهل القاع، وما قد يؤدي ذلك – فى أبعاده وممارساته - إلى فقدان كامل من جانب أهل القمة للإحساس بالظروف التى تعيش فيها ، ليس الطبقات الدنيا وإنما حتى الطبقة الوسطى، في مجالات التعليم خاصة.
كما هو معروف، فإن المجتمع الراقي عادة ما يتحصن فى السيارات الفارهة والقصور المنيفة، ودواليك إلى نواحي الحياة الأخرى، حيث نلاحظ اليوم – على سبيل المثال- أن مظاهر ذلك التفاوت الاجتماعي، تبرز بوضوح بين التعليم العام وغيره، سواء كان التعليم الخاص أو الأجنبي أو مدارس اللغات.
إن قطاع التعليم يعرف أيضا أهل القمة فى المدارس الأجنبية والخاصة، ومثلما يصعب السكن فى الأحياء الراقية إلا بتكلفة باهظة، لا يقدر عليها إلا ذوو مال وجاه وسلطان، فإن الأمر نفسه ينطبق على المدارس الخاصة، التي لا يستطيع أن ينتسب إليها إلا من كانت جيوبه منتفخة.
بالتأكيد ليست هناك مشكلة في أن يذهب أبناء هذا المسؤول وذاك الغني إلى المدارس الخاصة، وإنما ما نأمله، هو أن يكون لدى الجميع، إحساس خاص بمشكلة التعليم فى بلادنا، لأن الأمر يعني المجتمع كله ويجب أن ندرك أن التردي في التعليم، قد لا يكون هناك إحساس مباشر به، على عكس الغلاء في المعيشة مثلا، الذي تظهر آثاره بوضوح.
هل تحسنت حالة التعليم ببلادنا فى السنوات الأخيرة حتى ارتفعت نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا؟.. أياً كانت الإجابة عن هذا السؤال، فإن التعليم هو التحدي الحقيقى الذى نواجهه إذا أردنا، حقيقة لبلادنا أن تتقدم، ولعلنا لا نختلف على أن هدف الأجيال أصبح هو أن تجد مكانا في المدرسة أو الجامعة، بل إن المدرسة في مختلف أطوارها فقدت أهم ما يميزها، وهو البناء الثقافي والعلمي والفكري، بل تحولت العملية التربوية في كل مراحلها إلى برامج للحفظ والتلقين، من أجل الحصول على الشهادة وكفى. ماذا لو أجرينا استطلاعا عن اهتمامات التلاميذ والطلبة، بالتأكيد فإن النتيجة التي سنتحصل عليها هي أن النظام الدراسي لا يتيح لهم فرصة الاهتمام بالشؤون العامة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى إنتاج أجيال منفصلة بدرجة كبيرة عن كل ما يدور في المجتمع، غير مدركة لوجودها من الأساس، لا تهتم بالعلم ولا تتقن أي لغة، لا العربية ولا الفرنسية ولا أي لغة أخرى! ولا يستطيع أحد أن ينكر أنه من ناحية الكم – أعداد التلاميذ والطلبة والإنفاق الحكومى- فإن الصورة لا تبدو سيئة، ولكن إذا تساءلنا عن ناتج العملية التعليمية فهنا تبدو الكارثة الحقيقية، لأن المنحنى يتجه بصفة شبه مستمرة إلى الهبوط بل إلى التردى الشديد.
وإذا كان هذا هو الحال في التعليم العام، فإن الحال في التعليم الجامعي والعالي بيقين ليس أفضل، فالأصل في الجامعات أنها فضاء للتعليم والبحث العلمي، فهل في جامعاتنا بحث علمي، وأين هو هذا البحث، وما مدى تأثيره على الحياة؟.
قد يقول قائل إن أسباب تراجع المستوى، بالمقارنة مع التعليم في بلاد أخرى، يعود إلى ملايين المتمدرسين، وهذا غير صحيح، لأن العدد لم يكن أبداً هو المشكلة في طريق بلد يريد أن ينهض، وعليه أن يفهم بالتالي أن نهوضه يبدأ من التعليم وينتهي إليه.
لقد كان الخطر الذي شعرت به أمريكا وحشدت من أجل مواجهته كافة العقول الأمريكية، تمثل في موضوع قد يبدو بالنسبة للبعض غريبا أن تهتز له هذه الدولة العظمى، كان الأمر يتعلق بأن الجامعات الأوروبية واليابانية تعطي مستوى تعليميا لطلابها أفضل من الجامعات الأمريكية وأن مستوى التعليم في تلك الدول أكثر جودة، وتحركت أمريكا بكامل قوتها لأجل وضع تقرير اعتبر الأهم في تاريخها تحت عنوان "أمة في خطر"، وكانت مهمة التقرير وضع خطة لإصلاح السياسات التعليمية.
لنا أن نتساءل: لماذا كل هذا الاهتمام بالمنظومة التعليمية؟.. والإجابة واضحة في إدراك أمريكا بأن كل التقدم الذي تشهده وكونها قوة عظمى يعود إلى وجود أنظمة تعليمية ناجحة، تستطيع صناعة مواطن قادر على إحداث النهضة، ولذلك فإن أي اهتزاز تتعرض له هذه الأنظمة يعني أن مكانة الولايات المتحدة ستتعرض هي الأخرى للاهتزاز.
إن التعليم هو قضيتنا الأولى، وإن أى قضية أخرى لن تزاحمها على جدول الأولويات الوطنية، فالمواطنون جميعاً معنيون، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من عواقب التردي في مستوى التعليم، المطلوب اليوم هو نظرة جديدة لمنظومتنا التعليم ببلادنا، تنطلق أساسا من أن التعليم هو اشتثمار للعنصري البشري وهو محور الأمن القومي بمفهومه الشامل. فمتى يدرك الذين فى أيديهم مقالبد المسؤولية، أن النسب العالية في نتائج التعليم المتوسط والبكالوريا ليست دليلا على نجاح الإصلاحات ولا تعني أن منظومتنا التعليمية بخير، حتى لا نقول إن ما يحصل هو " نجاح الرداءة".
Tuesday, July 19
الموضوع : الكلام الآخر
العنوان أعلاه تكرر كثيرا في معرض التعليق على نتائج امتحانات التعليم المتوسط والبكالوريا، إذ تبارى المسؤولون، من وزير التربية إلى مدراء المؤسسلت التعليمية، في إبراز أهمية تلك النتائج وكيف أنها الدليل الساطع على نجاح الإصلاحات والشاهد الكبير على أن منظومتنا التعليمية بخير.
ولا ندعي أننا نكتشف الماء، حين نقول أن منظومتنا التربوية في خطر، يدفعني إلى ذلك ما أصبح واضحا من ملامح التفاوت الاجتماعي الذي تعرفه الجزائر اليوم بين مجتمعات أهل القمة وأهل القاع، وما قد يؤدي ذلك – فى أبعاده وممارساته - إلى فقدان كامل من جانب أهل القمة للإحساس بالظروف التى تعيش فيها ، ليس الطبقات الدنيا وإنما حتى الطبقة الوسطى، في مجالات التعليم خاصة.
كما هو معروف، فإن المجتمع الراقي عادة ما يتحصن فى السيارات الفارهة والقصور المنيفة، ودواليك إلى نواحي الحياة الأخرى، حيث نلاحظ اليوم – على سبيل المثال- أن مظاهر ذلك التفاوت الاجتماعي، تبرز بوضوح بين التعليم العام وغيره، سواء كان التعليم الخاص أو الأجنبي أو مدارس اللغات.
إن قطاع التعليم يعرف أيضا أهل القمة فى المدارس الأجنبية والخاصة، ومثلما يصعب السكن فى الأحياء الراقية إلا بتكلفة باهظة، لا يقدر عليها إلا ذوو مال وجاه وسلطان، فإن الأمر نفسه ينطبق على المدارس الخاصة، التي لا يستطيع أن ينتسب إليها إلا من كانت جيوبه منتفخة.
بالتأكيد ليست هناك مشكلة في أن يذهب أبناء هذا المسؤول وذاك الغني إلى المدارس الخاصة، وإنما ما نأمله، هو أن يكون لدى الجميع، إحساس خاص بمشكلة التعليم فى بلادنا، لأن الأمر يعني المجتمع كله ويجب أن ندرك أن التردي في التعليم، قد لا يكون هناك إحساس مباشر به، على عكس الغلاء في المعيشة مثلا، الذي تظهر آثاره بوضوح.
هل تحسنت حالة التعليم ببلادنا فى السنوات الأخيرة حتى ارتفعت نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا؟.. أياً كانت الإجابة عن هذا السؤال، فإن التعليم هو التحدي الحقيقى الذى نواجهه إذا أردنا، حقيقة لبلادنا أن تتقدم، ولعلنا لا نختلف على أن هدف الأجيال أصبح هو أن تجد مكانا في المدرسة أو الجامعة، بل إن المدرسة في مختلف أطوارها فقدت أهم ما يميزها، وهو البناء الثقافي والعلمي والفكري، بل تحولت العملية التربوية في كل مراحلها إلى برامج للحفظ والتلقين، من أجل الحصول على الشهادة وكفى. ماذا لو أجرينا استطلاعا عن اهتمامات التلاميذ والطلبة، بالتأكيد فإن النتيجة التي سنتحصل عليها هي أن النظام الدراسي لا يتيح لهم فرصة الاهتمام بالشؤون العامة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى إنتاج أجيال منفصلة بدرجة كبيرة عن كل ما يدور في المجتمع، غير مدركة لوجودها من الأساس، لا تهتم بالعلم ولا تتقن أي لغة، لا العربية ولا الفرنسية ولا أي لغة أخرى! ولا يستطيع أحد أن ينكر أنه من ناحية الكم – أعداد التلاميذ والطلبة والإنفاق الحكومى- فإن الصورة لا تبدو سيئة، ولكن إذا تساءلنا عن ناتج العملية التعليمية فهنا تبدو الكارثة الحقيقية، لأن المنحنى يتجه بصفة شبه مستمرة إلى الهبوط بل إلى التردى الشديد.
وإذا كان هذا هو الحال في التعليم العام، فإن الحال في التعليم الجامعي والعالي بيقين ليس أفضل، فالأصل في الجامعات أنها فضاء للتعليم والبحث العلمي، فهل في جامعاتنا بحث علمي، وأين هو هذا البحث، وما مدى تأثيره على الحياة؟.
قد يقول قائل إن أسباب تراجع المستوى، بالمقارنة مع التعليم في بلاد أخرى، يعود إلى ملايين المتمدرسين، وهذا غير صحيح، لأن العدد لم يكن أبداً هو المشكلة في طريق بلد يريد أن ينهض، وعليه أن يفهم بالتالي أن نهوضه يبدأ من التعليم وينتهي إليه.
لقد كان الخطر الذي شعرت به أمريكا وحشدت من أجل مواجهته كافة العقول الأمريكية، تمثل في موضوع قد يبدو بالنسبة للبعض غريبا أن تهتز له هذه الدولة العظمى، كان الأمر يتعلق بأن الجامعات الأوروبية واليابانية تعطي مستوى تعليميا لطلابها أفضل من الجامعات الأمريكية وأن مستوى التعليم في تلك الدول أكثر جودة، وتحركت أمريكا بكامل قوتها لأجل وضع تقرير اعتبر الأهم في تاريخها تحت عنوان "أمة في خطر"، وكانت مهمة التقرير وضع خطة لإصلاح السياسات التعليمية.
لنا أن نتساءل: لماذا كل هذا الاهتمام بالمنظومة التعليمية؟.. والإجابة واضحة في إدراك أمريكا بأن كل التقدم الذي تشهده وكونها قوة عظمى يعود إلى وجود أنظمة تعليمية ناجحة، تستطيع صناعة مواطن قادر على إحداث النهضة، ولذلك فإن أي اهتزاز تتعرض له هذه الأنظمة يعني أن مكانة الولايات المتحدة ستتعرض هي الأخرى للاهتزاز.
إن التعليم هو قضيتنا الأولى، وإن أى قضية أخرى لن تزاحمها على جدول الأولويات الوطنية، فالمواطنون جميعاً معنيون، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من عواقب التردي في مستوى التعليم، المطلوب اليوم هو نظرة جديدة لمنظومتنا التعليم ببلادنا، تنطلق أساسا من أن التعليم هو اشتثمار للعنصري البشري وهو محور الأمن القومي بمفهومه الشامل. فمتى يدرك الذين فى أيديهم مقالبد المسؤولية، أن النسب العالية في نتائج التعليم المتوسط والبكالوريا ليست دليلا على نجاح الإصلاحات ولا تعني أن منظومتنا التعليمية بخير، حتى لا نقول إن ما يحصل هو " نجاح الرداءة".
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد