منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً .. أهلاً بك بين اخوانك واخواتك آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً .. أهلاً بك بين اخوانك واخواتك آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا

منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى حمده بومنصورة *ينبوع المعرفة * الطارف

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 320 بتاريخ السبت 17 ديسمبر 2016 - 23:28

المواضيع الأخيرة

»  صور مشبات رخاميه صور مشبات حجر ملكيه اشكال 2021
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك

» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك

»  صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك

» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك

»  كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri

» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams

» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams

» بالمحبة والاقتداء ننصره.
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams

» Le Nom .مراجعة
أيها الوطني حارب النسيان  Emptyالجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 16045 مساهمة في هذا المنتدى في 5798 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 11084 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو houda-56 فمرحباً به.

.: زوار ينبوع المعرفة :.

لغة الينبوع

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

برامج للكمبيوتر

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

+google

مواقيت الصلاة


+3
أم أحمد
الثاقب
حمده
7 مشترك

    أيها الوطني حارب النسيان

    حمده
    حمده
    Admin


    عدد المساهمات : 1749
    تاريخ التسجيل : 22/02/2010

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف حمده الأحد 26 ديسمبر 2010 - 20:14

    أيها الوطني حارب النسيان
    إخوتي الأفاضل ، أخواتي الكريمات ، أيها الوطني ( ذكر أو أنثى ) ، أيها الجزائري الحر ، أنت مفخرة الشعوب في النضال والكفاح ، أنت رمز الصمود والتضحية ، أنت مثالا للعزة والكرامة ، أنت أنموذجا في التمسك بتاريخ الأمة ، أنت من يقدر الرجال ويصنف العظماء ويحترم كل من كان له الفضل في بناء هذا الوطن العزيز ، لذا أدعوك ومن خلال هذا المنبر إلى محاربة النسيان والتذكير باستمرار بمحطات هامة من تاريخنا المجيد ومنها يوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر ، مناسبة قد تمر على العديد منا مرور القطار السريع في هذا الزمن الذي تلاشت فيه القيم النبيلة ، مناسبة تذكرنا بوفاة قائد فذ عرف بصاحب الشعار :
    (( بناء دولة لا تزول بزوال الرجال )) ، أعرفته أيها الوطني ، أعرفته أيها الجيل الصاعد ، إنه من مواليد 23 أوت 1932 أبوه إبراهيم وأمه تونس بوهزيله ،
    اتصف منذ نعومة أظافره بالصبر وقوة الشخصية والذكاء الخارق والكرم وكره الظلم ومؤازرة الضعفاء والتصدي للسيطرة ، قاد الدولة الجزائرية لمدة تفوق ثلاث عشرة سنة وتوفي في عام 1978 بعد أن أطلق المشاريع الكبرى في المجالات الثلاثة الصناعية والزراعية والثقافية ، فشهدت البلاد بناء القرى الاشتراكية وإنشاء شركات الصناعة الثقيلة ومؤسسات البترول والغاز وتشييد الجامعات والمعاهد وغيرها من المنجزات التي لا يمكن لجاحد أن ينكرها .
    أيها الوطني ، حارب النسيان واقرأ المقالات العديدة التي تناولت حياته ومنها مقاله في قسم الشخصيات والرموز الوطنية في منتدانا هذا ينبوع المعرفة ، وعد لقراءة وسماع خطبه لتعرف الكثير عن نظرته المستقبلية قبل رحيله عن هذه الدنيا التي لم يترك فيها قصورا ولا شركات ولا فيلات فاخرة ولا أرصدة في البنوك بل خلف وراءه حسابا بريديا جاريا كمواطن عادي يحتوي على جزء من مدخرات راتب شهري زهيد لرجل كرس حياته لخدمة وطنه وبناء دولة قوية .
    إنه الرئيس الراحل محمد بوخروبه المدعو هواري بومدين .
    فادعوا له بالرحمة الواسعة وتذكروه باستمرار واسعوا جاهدين لبلوغ الآمال والطموحات التي ناضل من أجل بلوغها .


    عدل سابقا من قبل حمده في الإثنين 27 ديسمبر 2010 - 19:55 عدل 1 مرات
    الثاقب
    الثاقب
    Admin


    عدد المساهمات : 827
    تاريخ التسجيل : 18/02/2010
    العمر : 53

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف الثاقب الإثنين 27 ديسمبر 2010 - 12:58



    "مقطع لا يحتاج إلى تعليق"
    avatar
    أم أحمد
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 106
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 68

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف أم أحمد الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 - 16:55

    رحم الله القائد الراحل هواري بومدين وأسكنه فسيح جنانه لأنه كان يبني القرى الاشتراكية ليسكن الفقراء والمساكين وينشأ المصانع ليعمل الشباب ويكثر من الجامعات والمعاهد من أجل تكوين الإطارات ويتضامن مع الشعوب المضطهدة لتنال استقلالها .
    اللهم احشره مع الصالحين يا رب العالمين .
    حمده
    حمده
    Admin


    عدد المساهمات : 1749
    تاريخ التسجيل : 22/02/2010

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف حمده الثلاثاء 4 يناير 2011 - 9:17

    أنيسة حرم الرئيس بومدين حصريا للشروق:
    الحقرة قادتني إلى أول لقاء مع الرئيس بومدين

    حاورها: هشام عبود
    الحلقة الأولى
    إن عايشت أو لم تعايش فترة حكم الرئيس الهواري بومدين، فحتما تعرف عنه أنه كان رجلا قويا وزعيما محنّكا وقائدا رشيدا. شخصيته الفذّة الخارقة للعادة اعترف بها العدو قبل الصديق. هذه هي الصورة التي تتناقلها الأجيال بشكل استثنائي عن العقيد الهواري بومدين، بقيت ترمز إلى جزائر العصر الذهبي وأيام العزّة والكرامة، أيام العمل والصرامة، أيام كانت للجزائر شنبات ترتعد لها فرائص الدول العظمى. لأنها لا تشبهها إلا شنبات الرئيس الهواري بومدين الذي يلقبه الجزائريون بـ"الموصطاش" تعبيرا عن مودّتهم وحبّهم له واعتزازهم بشخصيته القوية وبرجولته وشهامته ومروءته.
    إن كنّا نعرف الرئيس والزعيم على هذه الصورة، فماذا نعرف عن الرجل كإنسان له أحاسيسه ومشاعره وميولاته، مثله مثل عامة الناس؟ ماذا نعرف عن تعامله مع أقربائه وعن حياته الشخصية التي كان حريصا كل الحرص على عدم الكشف عنها. فظلت من الأشياء المبهة والمجهولة في مسار زعيمنا؟ فحتى اسمه الحقيقي، محمد بوخروبة، لم يكن متداولا، دفعا لكل الأطماع التي قد تسري إلى بعض حاملي لقبه الذين قد تدفعهم الانتهازية أو حتى الغرور في استغلال صلة القرابة من أجل النفوذ وتحقيق المكاسب. وكان الكثيرون من الشعب يجهلون تاريخ ومكان ازدياده. وكان يجيب على كل من يسأله حول تاريخ ميلاده من أنه ولد مع الثورة.
    ثلاثة وثلاثون حولا مرّت على رحيله الذي أبكى الملايين من الجزائريين وبقيت جوانب كثيرة من شخصيته خافية عنا إلى يومنا هذا. فمن باستطاعته أن يكشف عن هذه الجوانب غير أقرب المقربين منه، ومن هو الذي يعرف أكثر مما تعرفه زوجته التي كانت هي الأخرى تعتبر سرّا من أسراره. فكانت ولا زالت إلى يومنا هذا عرضة للدعايات المغرضة والأساطير الواهية من طرف أولئك الذين يحقدون على من أرسى بنيان الدولة الجزائرية المعاصرة ورفع هامتها خفّاقة في كل أرجاء الدنيا.
    تنبّأ بومدين لظاهرة "الحرقة" في 1974
    ليس من السهل أن تفتح لك أنيسة بومدين قلبها لتكشف لك عن أسرار أعظم رجل عرفته الجزائر عبر التاريخ. فبحكم علاقتي بها منذ مطلع التسعينيات، اكتسبت خلالها باعتزاز ثقتها التي ليس من الهيّن أن تمنحها لكل من هبّ ودبّ. لذلك تجرّأت أن تأذن لي بالإبحار في عالمها الخفي الذي تقاسمته مع الراحل الهواري بومدين رحمه الله. لم تتردد سيدة الجزائر الأولى خلال السبعينيات في تلبية طلبي، خاصة على صفحات جريدة قوية مثل "الشروق" لتجيب على ما يدور بخاطري طيلة الحديث الذي جمعنا لمدة تجاوزت الخمس ساعات. وحديث ثاني دام أكثر من ثلاث ساعات سألتها خلالها عن كل صغيرة وكبيرة عن حياة المغفور له، بإذن الله، الهواري بومدين. بل عادت والمرارة تغص حلقها إلى سنوات السبعينيات التي لازالت خالدة في ذاكرتها فترسم معالم الحزن الذي لا يغادرها أبدا. كانت بدون شك أبهى وأعزّ فترة في حياتها. وكيف لا؟ فهي المرحلة التي عاشتها في ظلّ أحد كبار زعماء العالم، حيث صاحبته يوم وقف العالم برمّته ينصت في خشوع ورهبنة لخطاب تاريخي ألقاه أمام الدورة الاستثنائية بهيئة الأمم المتحدة، التي دعا لها هو شخصيا وانعقدت في شهر أفريل 1974 بنيويورك ليرفع على مسامع كبريات الدول أطروحة النظام الاقتصادي الدولي الجديد، مهددا الدول المصنّعة إن لم تقبل بإعادة النظر في النظام السائد آنذاك والقائم على استغلال الشمال للجنوب، سيأتي يوم يغزو فيه شباب الجنوب الفقير الشمال الغني على متن قوارب بحرية. وهذا ما نعيشه اليوم بعد مرور أكثر من 35 سنة على ذلك الخطاب التاريخي.
    هكذا دخلت أنيسة قلب بومدين
    • إنها المرأة التي رافقت مسيرة الهواري بومدين وهو في أوج العطاء ولعبت بامتياز الدور المنوط برفيقة رجل عظيم. والكل يشهد بأن هذه المرأة الكبيرة ليست وصولية ولا جاهلة لعالم السياسة حتى وإن لم تكن شخصية سياسية معروفة على الساحة قبل عقد قرانها بأول رجل في البلاد. فهي كانت مناضلة في صفوف الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات تعمل جاهدة على تطوّر المرأة الجزائرية، إذ كانت تقدم كل يوم سبت نصائح قانونية للنساء اللواتي يأتين إلى مقرّ الاتحاد الكائن بوسط العاصمة.
    • أنيسة المنصلي، البنت الوحيدة لوالديها، تنحدر من عائلة عاصمية عريقة، كانت تملك أكثر من نصف أراضي ديار المحصول بأعالي العاصمة، قبل أن يصادرها الاستعمار الفرنسي. جدّها أمحمد المنصلي، كان من مؤسسي نادي الترقي بالجزائر العاصمة. ذلك النادي الذي يعتبر بمثابة رمز قوي للحفاظ على الشخصية الجزائرية وعلى التراث العربي والإسلامي اللذين كانا مهددين بالذوبان. ويذكر المرحوم توفيق المدني في الجزء الثاني من كتابه "حياة كفاح" الدور الذي لعبه امحمد المنصلي في تأسيس نادي الترقي وكان عمها محمد المنصلي من كتّاب المسرحيات ومن رجال ركحها إلى جانب رشيد قسنطيني ومحي الدين بشطارزي. أما والدها أحمد المنصلي، فكان صاحب مؤسسة لتوزيع الأفلام السينمائية في دول المغرب الكبير وكان العربي والمسلم الوحيد في وسط يعجّ باليهود، لكنه فرض نفسه وأتاح للجزائريين مشاهدة أفلام عربية ودينية. كان الوحيد من قام باستيرادها. فأفلام مثل "فجر الإسلام" و"بلال" وغيرهما تمكّن الجمهور الجزائري من مشاهدتهما بفضل أحمد المنصلي الذي جعل من قاعة سينما "دنيا زاد"، الكائنة بوسط العاصمة بشارع عبان رمضان، قطبا فنيا لعرض الأفلام العربية واستدعاء كبار الفنانين العرب من أمثال يوسف وهبي وأمينة رزق اللذين قدما رفقة فرقتهما المشهورة، كما كان هو من استدعى المطرب فريد الأطرش للغناء في الجزائر سنة 1952.
    انيسة كانت البنت المدللة التي تلبّى كل طلباتها ويسهر والداها على تلقينها تربية تمتاز بالأخلاق النبيلة والفاضلة وعلى مزاولة دراستها في أحسن الظروف. فبعد نيلها شهادة البكالوريا، التحقت بكلية الحقوق بجامعة الجزائر، حيث درست لغاية السنة الثالثة قبل أن تنتقل إلى جامعة "السوربون" بباريس لتكمل السنة الأخيرة المتبقية لنيل شهادة الليسانس في الحقوق. فبينما كانت تطمح إلى تحقيق حلمها في تحضير شهادة الدكتوراه، طلب منها والدها العودة إلى الجزائر، لأنه صار من الصعب عليه فراق فلذة كبده وقرّة عينيه لأكثر من سنة، كما أنه لا يطيق بُعد قرينته التي كانت هي الأخرى مقيمة بباريس حتى لا تبقى أنيسة وحيدة في العاصمة الفرنسية.
    • مع عودتها إلى الجزائر باشرت أنيسة المنصلي أداء واجب الخدمة المدنية بقصر العدالة بشارع عبان رمضان، حيث شغلت منصب نائب وكيل الجمهورية. وكانت من النساء القلائل في سلك القضاء حيث لم يكن يتجاوز عددهن الخمس عشرة إمرأة محامية.
    • الظلم الذي أوصلها إلى الرئيس
    • عائلة المنصلي، حتى وإن ساهمت ككثير من الجزائريين في ثورة التحرير، كانت بعيدة عن عالم السياسة غداة الاستقلال. فأحمد المنصلي، والد أنيسة، الذي تعرّض للتوقيف وللمتابعات القضائية من طرف السلطات الاستعمارية بعدما اكتشف أمر تحويله لقاعة سينما "دنيا زاد" ملجأ للفدائيين والمجاهدين، لم يكن ممن يتباهون بالواجب الذي قاموا به. وإن أرسل برقية مساندة وتأييد للرئيس الهواري بومدين إثر التصحيح الثوري في 19 جوان 1965 بصفته رئيس نقابة موزعي أفلام السينما، لم يكن ذلك الموقف نابعا من أي طموح سياسي أو تملّق أو طمع في الجاه. وإنما هو تعبير ناضج عن نوع من الانتقام الذي يعشعش في وجدانه تجاه الرئيس أحمد بن بلة الذي كان يكنّ عداوة مميتة للطبقة البرجوازية المتوسطة، حيث يتعرّض لها بالنقد اللاّذع والاستخفاف في خطاباته السياسية وبأسلوب متدني، وسعى إلى تأميم المؤسسات الصغيرة والمتاجر البسيطة كمحلات الجزارة ودكاكين البقالة وقاعات الحلاقة، مما أثار تذمر الطبقات الوسطى التي تعرّضت إلى ظلم بعض القرارات الجائرة.
    • ورغم الإطاحة بنظام أحمد بن بلة، لم تسلم عائلة المنصلي من الوقوع ضحية سوء تطبيق قانون تأميم مؤسسات توزيع الأفلام السينمائية. فهذا القانون الذي كان يعفي من التأميم الموزعين السينمائيين المساهمين في الإنتاج السينماتوغرافي. في حين أن المؤسسة التي كان يديرها والد أنيسة المنصلي طالتها إجراءات التأميم بسبب البيروقراطية التي تجاهلت صفتها الإنتاجية.
    • انتفضت أنيسة المنصلي لهذا القرار الجائر وطلبت مقابلة المرحوم محمد الصديق بن يحيى، وزير الثقافة والإعلام في تلك الفترة، بعدما فشلت جلّ محاولات والدها في إقناع السلطات بالعدول عن قرارهم الذي يعدّ ظلما في حق مواطن همّه الوحيد كسب قوت عائلته بعرق جبينه، فضلا عن ترقية الوعي الفني والثقافي.
    • لقاء أنيسة بالوزير لم يأت بالنتائج المرجوّة. بالعكس، أثار حفيظتها وتذمّرها لمّا قال لها الوزير: "بطاقة توزيع الأفلام هي امتياز ليس في متناول الجميع كجواز السفر"، فشعرت بأن الدولة تجاهلت الدور الذي لعبه والدها إبان ثورة التحرير وما قدمته عائلتها في إطار الحركة الوطنية. غادرت أنيسة مكتب الوزير وهي في حالة هيجان متجهة لتوّها نحو مقرّ جبهة التحرير الوطني بغية لقاء السيد قايد أحمد، رحمه الله، المسؤول عن جهاز الحزب، وذلك لأن هذا الأخير كان يشاع عنه أنه يصلح الأخطاء التي ترتكبها الإدارة.
    • بعدما أوقفت سيارتها في مرأب قريب من مقر الحزب، هرولت نحو المدخل الرئيسي وإذا بها تصادف السيد قايد أحمد أمام الباب. من دون تردد، اتجهت نحوه وخاطبته قائلة: "سيدي مسؤول جهاز الحزب، أنا أنيسة المنصلي نائب وكيل الجمهورية بمحكمة الجزائر، أرغب في مقابلتك بسبب ظلم ذهب ضحيته والدي". بمجرد أن انتهت من المقدمة طلب منها السيد قايد أحمد الانتظار لمدة ربع ساعة ريثما يستقبلها ويسمع منها.
    • استقبلها مسؤول جهاز الحزب استقبالا في مستوى يليق بمنصبها بسلك القضاء واستمع لها مطولا ثم وعدها بالنظر في مشكلتها قبل أن يخوض معها حول مواضيع مختلفة تتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية للبلاد. أعجب بمستواها الثقافي وإلمامها بهذه المواضيع، فعرض عليها المشاركة في ورشات التفكير التي كان يعتمد عليها حزب جبهة التحرير الوطني لإيجاد حلول لمختلف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعيشها الجزائر وهي حديثة العهد بالاستقلال.
    • انضمت أنيسة المنصلي إلى إحدى الورشات وأبدت اهتماما بالغا بالقضايا التي كانت تتناولها وأبرزت مستوى متميزا في ما أوكل إليها من مهام، في إطار تحضير نصوص قانونية كميثاق التسيير الاشتراكي للمؤسسات وميثاق الثورة الزراعية. هذا ما أثار إعجاب المسؤولين وعلى رأسهم السيد قايد أحمد ،الذي امتنّ بما تقوم به وشكرها على مجهوداتها. وبعد مرور ما يقارب الشهرين سألت مجددا مسؤول جهاز الحزب: "هل من جديد في قضيتي؟". أقرّ لها بأنه لم يتمكن من إيجاد حلّ يرضيها، بالرغم من عدالة قضيتها. فوعدها برفع انشغالها إلى سيادة رئيس مجلس الثورة والحكومة. ولم تمرّ أيام قليلة عن هذا الوعد وإذا به يرفع سماعة الهاتف أمامها ويتصل بالسيد عبد المجيد علاهم، مدير التشريفات بالرئاسة، طالبا منه استقبال أنيسة المنصلي وتقديمها للرئيس الهواري بومدين للنظر في مظلمتها.
    • في يوم الموعد دخلت أنيسة مقرّ الرئاسة وهي كلها ثقة بنفسها. لم تمكث سوى لحظات بعد استقبالها من طرف مدير التشريفات وإذ بالباب يفتح ويستقبلها ذلك الرجل الطويل القامة النحيف الوجه الغليظ "الشنبات" الحاد النظرات وببساطة وتواضع يستدعيها للجلوس في زاوية في مكتبه، حيث توجد طاولة ومن حولها كراسي للاجتماعات. وهو يستمع إليها، غاصت به ذاكرته بملامح قاضية شابة جلبت اهتمامه في جلسة افتتاح السنة القضائية. هذا ما أسرّ به لها سنوات من بعد كما سمح له هذا اللقاء عن معرفة صاحبة المقالات التي نشرت بيومية المجاهد والتي أثارت انتباهه.
    • ...يتبع
    حمده
    حمده
    Admin


    عدد المساهمات : 1749
    تاريخ التسجيل : 22/02/2010

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف حمده الثلاثاء 4 يناير 2011 - 20:27

    الحلقة الثانية
    الهواري بومدين الذي قضى حياته منذ الصغر في طلب العلم ثم المشاركة في تحرير البلاد محاطا بعسكريين جعل منهم قادة أشاوس اعتمد عليهم في تشكيل جيش منظم لمواصلة حرب التحرير أمام رابع قوة عالمية لم تجد من بدّ لها سوى الاستنجاد بقوة الحلف الأطلسي، لم يسبق له مطلقا وأن فكّر ولو على سبيل عابر في إتمام دينه أو التقرّب من فتاة في مستوى جمال تلك التي طرقت باب الرئاسة لتطرح عليه مظلمة والدها. الرجل كان منعكفا على بناء جيش قوي إذ لقب بـ "أبو الجيش". وكان يعيش في وسط رجالي ينهض وينام على مشاكل الدولة التي قرر يوم 19 جوان 1965 أخذ زمام أمورها بيده. أربع سنوات بعد هذا القرار ولا زال الرئيس عازبا لم تحرّك أحاسيسه وعاطفته امرأة حتى يفكّر في بناء بيت زوجي مثله مثل أي مواطن.

    بعدما استمع بنهم إلى ضيفته وهي تطرح عليه قضية تأميم مؤسسات توزيع الأفلام السينمائية تطرقا بعدها إلى مسائل مختلفة تتعلق بهموم الوطن إذ كانت له فرصة سانحة أن يستمع إلى رأي مواطنة على صلة مباشرة بالمجتمع، باعتبار أنها كانت تشتغل في سلك القضاء.
    وقع في حبها لأنها يتيمة وتكتم السر
    الحوار كان ثريا بتصورات تبادلها مع امرأة جعلته ينبهر بأفكارها بعدما أبهرته بشكلها. عرض عليها العودة بعد أيام حتى ينظر في مظلمتها وفي قرارة نفسه أنه يستغلّ الفرصة ليعرف عن قرب هذه الشابة الأنيقة التي سلبت لبّه بقوة شخصيتها وذكائها وبراءة جرأتها. تعددت اللقاءات وتعمقت العلاقة وتوّطدت إلى درجة أن الرجل القوي وقع في حب امرأة لم يكن يتصور قبل لقائها أنه سيجعل منها شريكة حياته، وهي الأخرى برغم إعجابها بالرئيس مثلها مثل الملايين من الجزائريين والجزائريات لم تكن تتصور أنها ستغدو يوما قرينته وتشاركه محطات بارزة من عمر الدولة الفتيّة.
    رغم وقوعه في حب فتاة تتميز بكل المواصفات التي يتمناها أي رجل، ظل الرئيس يتعامل بحذر نظرا لحساسية المنصب الذي يشغله، فاختبرها في أكثر من مرة حتى يتأكد بنفسه من صواب اختياره. فالميزة الأولى التي يجب أن تتصف بها كل امرأة تحوز على قلب أول رجل في البلاد هي صفة الكتمان. فبعد مرور ردها من الزمن على زواجهما صارحها الهواري بومدين قائلا لها: "لك خصلتان تعجباني الأولى وهي أنك يتيمة ولا إخوة ولا أخوات لك، والثانية أنك تعرفين كتمان الأسرار".
    بالنسبة للخصلة الأولى كان الرئيس يسعى إلى عدم إعطاء أي امتياز لأفراد عائلته وحرم الكثير منهم أحيانا حتى من بعض الحقوق، فكان يخشى أن تكون عائلة أصهاره ممن يستغلّون علاقتهم بالرئيس وإذا بأنيسة المنصلي التي ارتبط بها لم يكن لها لا إخوة ولا أخوات والوالد الذي سهر على تربيتها فقدته سنة بعد تعرّفها على الرئيس ورحلت والدتها رحمها الله سنة قبل زواجها منه.
    أما بالنسبة للخصلة الثانية والمتعلقة بكتمان السرّ فهي طيلة الأربع سنوات التي ربطتها بالرئيس كخطيبة قبل زواجها لم يكن أحد على علم بهذه العلاقة باستثناء والدتها التي حفظت هي الأخرى سرّ هذا الارتباط. لم يصل إلى أذان الرئيس لا إشاعة ولا شبه خبر واحد حول علاقته بأنيسة المنصلي. فهي ليست من نوعية النساء اللواتي يتباهين بارتباطاتهن بشخصيات بارزة ولم يخطر يوما على بالها أن تبوح بسرّها لأقرب الصديقات. فهي تعلم جيدا أن السرّ إذا اقتسمه ثالث لم يعد سرّا.
    بضعة أسابيع قبل عقد القران أجرى لها خطيبها آخر اختبار فأشاع من خلال أحد الأقارب أنه سيتزوّج الأسبوع القادم من فتاة أصلها من غرب البلاد. الخبر سمعته أنيسة المنصلي بحضور صديقات لها فلم يظهر على ملامحها أي علامة من علامات المفاجأة أو الصدمة أو حتى الغضب بل تمالكت نفسها بقوة وكبرياء وبمجرد أن عادت إلى بيتها رفعت سماعة الهاتف لتهنئه عن هذه الزيجة. فضحك طويلا وطمأنها أنه لا شريكة لحياته سواها.
    سرّ علاقة لم يخترقها جهاز المخابرات
    لقد مرّ ما يناهز الأربع سنوات على ارتباط أنيسة المنصلي بالرئيس هواري بومدين وانشغالات الرئيس الكثيرة حالت دون إتمام مراسيم الزواج. المعروف أن تلك الفترة كانت غنية وغنية جدا بالأحداث على الصعيد الوطني وحتى الدولي، حيث كانت الجزائر بدأت تأخذ دور الريادة. فداخل الوطن بدأت تتزاحم الإنجازات وتتوالد المشاريع وتخطو الجزائر خطوات عملاقة في طريق النمو الاقتصادي والاجتماعي. تأميم المحروقات، بداية تطبيق قانون الثورة الزراعية ويليه قانون التسيير الاشتراكي للمؤسسات وإصدار قانون مجانية العلاج والشروع في فتح الطريق الصحراوي الذي يمتد من الشمال إلى حدود مالي والنيجر كلها مشاريع وإنجازات سهر عليها شخصيا الهواري بومدين. وكانت البلاد تعيش طفرة تنموية لا مثيل لها في العالم. من تدشين مركب الحجار في شرق البلاد إلى تدشين المركب البيتروكيماوي بأرزيو بغرب البلاد، مرورا بمركب سكيكدة للغاز المميع وفتح كبريات الجامعات والمدارس وإنجاز عشرات القرى النموذجية للفلاحين لم تترك لحظة واحدة للرئيس ليفكر في حياته الخاصة.
    حتى يوم قرر عقد القران على أنيسة المنصلي أجّل الإعلان عنه بسبب انعقاد قمة عدم الانحياز في الجزائر سنة 1973 . فضّل تأجيل الإعلان حتى لا يستقطب هذا الحدث الأنظار ويستغلّ من أعداء الجزائر لإفشاله إعلاميا. فبعد انعقاد هذه القمة والنجاح الباهر الذي حققته على الصعيد الدولي نظّم الهواري بومدين حفلا بسيطا استدعى له والدته وأفراد أسرته المقربين من الإخوة والأخوات. وبخفّة ظله المعهودة قدم أنيسة إلى العائلة قائلا: "هذه كاتبتي الخاصة" وأمام دهشة الحاضرين أضاف: "وستعيش معي إلى الأبد" كانت هذه طريقة طريفة في تقديم زوجته والإعلان عن وضع حد نهائي لعزوبيته. ولما قدمها إلى بعض المقربين منه من أعضاء مجلس الثورة والحكومة اندهش الكثيرون ومن بينهم مدير المخابرات العقيد قاصدي مرباح الذي غاب عنه سرّ علاقة الرئيس بأنيسة المنصلي طيلة أربع سنوات إنها قمة في كتمان السر بين فردين. حدثني أحد أفراد الحراسة الشخصية للرئيس أن قاصدي مرباح بعدما خرج من حفل تقديم السيدة الأولى غضب من الحرس ولامهم عن عدم إعلامه بدخول شخصية أجنبية إلى مقرّ الرئاسة على مدار مدة طويلة. وللغرابة أن الحرس الشخصي لم يكونوا على دراية إلى غاية الأيام الأخيرة عندما اضطر الرئيس إلى التسجيل المدني للزواج.
    كان الهواري بومدين زعيما فذّا فرض الاحترام على أعدائه قبل أن يكسب محبة أصدقائه والملايين داخل الجزائر وخارجها. كنّا كجزائريين عندما نسافر إلى الخارج بمجرد أن نكشف عن جنسيتنا إلا وتلفّظ محدثنا باسم الهواري بومدين معربا عن إعجابه برئيسنا وشخصيته الأسطورية وانبهاره بإنجازات الجزائر التي كانت مضربا للمثل وقدوة لدول العالم بأسره، حيث كانت تسير بخطوات عملاقة نحو النمو والرقي والازدهار.
    15 يوما عطلة في 13 سنة
    في ظل هذا الزعيم كانت السيدة الأولى تعيش بعيدا عن الأضواء. فبعدما انسحبت من سلك المحاماة فور زواجها من الرئيس أغلقت مكتبها بالعاصمة ولازمت بيتها للسهر على راحة الرئيس ومن أجل أن توفّر له أحسن ظروف الحياة الزوجية السعيدة دون الخوض في شؤون السياسة أو القضايا التي كان يديرها الرئيس. بالرغم من مستواها التعليمي العالي لم تتبجح السيدة أنيسة بومدين بعد وفاة المرحوم وتدّعي أنها لعبت دورا في اتخاذ أي قرار سياسي لما كانت سيدة الجزائر الأولى.
    فكلّ من يستمع إليها وهي تتطرق إلى قضايا البترول والغاز أو التاريخ يشهد لها بأنها معجزة في ميادين ليس من السهل الخوض فيها في حين هي تلمّ بها إلماما كاملا ولديها القدرة الفائقة على احتواء جوانب لا يتفطن إليها إلا القلة من المفكرين والمتنورين. يكفي الإطلاع على بعض المقالات الصحفية التي نشرتها حول تاريخ الثورة التحريرية وحول موضوع المحروقات لاكتشاف أن السيدة أنيسة المنصلي باحثة من طراز رفيع.
    هذه المرأة التي أعجب الهواري بومدين بقدراتها الفائقة في حفظ الأسرار عرفت كيف تلعب دورها في الظل وبسرية تامة كزوجة رئيس ليس كباقي الرؤساء. كان منهمكا في ورشات عمل فتحها في شتى المجالات. من الفلاحة إلى الثقافة مرورا بالصناعة والتعليم والصحة وكل ما يلبّي احتياجات شعب علّق كل أماله في شخص رئيس لا يعرف معنى الراحة والاستجمام. فمنذ توليه مقاليد الحكم لم يأخذ إلا خمسة عشرة يوما راحة قضاها في يوغسلافيا بدعوة من الرئيس جوزيف بروز تيتو رفقة قرينته سنة 1978 .
    لقد أدركت السيدة أنيسة بومدين أن زوجها يبذل جهدا كبيرا في خدمة البلاد والعباد. فكانت تعمل على توفير المناخ الرائع ببيت الزوجية ليخلق له قطيعة مع كل ماهو خارج البيت، وترفض الدعوات التي تردها من أجل حضور إحتفالات خارج البلاد حتى لا تترك الرئيس لوحده.
    بمجرد أن يعود الرئيس من عمله يجد نفسه في عالم وردي محاطا بكل ظروف الراحة والانبساط. يضع جانبا قبعة الرئيس ويلبس ثوب الزوج المرح الممازح لزوجته والتي يبادلها الحديث في أمور بعيدة عن السياسة. فتارة يقرآن أبيات شعرية وتارة أخرى يخوضان في الحديث حول موضوع تاريخي لتقول زوجته سنوات من بعد أنها تعلمت الكثير من زوجها، معتبرة إياه مدرسة لا مثيل لها. "أنا التي انتميت إلى المدرسة الفرنسية بحكم الظروف التي عاشتها الجزائر خلال فترة الاستعمار، اكتشفت من خلال بومدين الثقافة العربية وتاريخ الحضارة الإسلامية"، هكذا تحدثت السيدة أنيسة بومدين التي أخذت دروسا في اللغة العربية أيام صباها من طرف السيدة مريم عابد التي كانت تشتغل بالإذاعة الجزائرية.
    اكتشافها للثقافة العربية دفع بها إلى تحضير شهادة الليسانس في اللغة والآداب العربية بجامعة الجزائر في منتصف السبعينيات، نعم! زوجة رئيس الجمهورية المحامية السابقة وأحد رواد سلك القضاء في الجزائر كانت طالبة بالجامعة مثلها مثل أي طالب عادي. وشاءت الصدف أنني كنت أزاول الدراسة الجامعية في نفس الفترة. وكان أحد الأساتذة العراقيين الذي ناقش أطروحتي لنيل شهادة الليسانس في علوم الإعلام والصحافة بالفرع المعرب قد عبّر لي عن مدى اندهاشه أمام تواضع سيدة الجزائر الأولى التي كان أحد أساتذتها.
    إنه أمر نادر إن لم أقل استثنائي لأننا لم نسمع يوما أن زوجة رئيس دولة كانت تزاول دراستها الجامعية بصفة عادية منطلقة من السنة الأولى بالرغم من أنها تحمل شهادة عالية وسبق لها وأن اشتغلت في سلك القضاء.
    ../.. يتبع
    أم حمزة
    أم حمزة
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 1510
    تاريخ التسجيل : 09/04/2010
    العمر : 66

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف أم حمزة الثلاثاء 4 يناير 2011 - 23:16

    موضووع رااائع ومفيد ،،


    يا اخي

    الله يعطيك الف عافيه ،،

    والله يوفقك ويسهل لك اموورك

    بالتوفيق ..

    حمده
    حمده
    Admin


    عدد المساهمات : 1749
    تاريخ التسجيل : 22/02/2010

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف حمده الأربعاء 5 يناير 2011 - 18:20

    d]]الحلقة الثالثة والأخيرة[/b]
    ويعتبر شعر المخضرمة الخنساء من نوادر الأدب العربي والذي يصعب تفكيك نصوصها وقافيتها باللغة الأصلية، فما بالك بترجمتها إلى اللغة الفرنسية التي هي غريبة عنها. قبل إنجاز هذا العمل الأدبي الكبير سبق لها وأن نشرت ديوان شعر نظمته باللغة الفرنسية تحت عنوان "النهار والليل" سنة 1980 . في هذا الديوان تغنّت بجمال الجزائر ورثت فقيدها وفقيد شعوب العالم الثالث. الهواري بومدين الذي قاسمته أحلى أيامها وعايشت معه محطات عظيمة وجرت في عروقها أوجاع وآلام مرضه إلى أن فارق الحياة تاركا رفيقة دربه في حزن عميق لا يزال يخيم عليها ويسرق البسمة من تقاسيم وجهها الحسن إلى يومنا هذا .
    • علمني الشطرنج ويحفظ امرئ القيس
    • إن وفاة الرئيس الهواري بومدين رمى بأنيسة في أحضان المطالعة والبحث والكتابة. فهي لا تفارق المكتبات جاعلة من الوثائق التاريخية زادها لتوظفها إما في مقالات صحفية أو مثلما قامت به في كتاب روائي يحمل عنوان "نهاية العالم" الصادر في سنة 2003 . هذا الكتاب الذي يروي بدقة متناهية كبريات الأحداث التي هزّت العالم العربي والإسلامي غداة وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
    • كل ما تكتبه أنيسة بومدين إلا ورمز عن قريب أو من بعيد إلى حياة زوجها الذي لم تفكر مطلقا في اجتثاث غيمات الحزن التي سيطرت على عالمها الذي لا ترى فيه غيره فارسا وبطلا وعاشقا ورئيسا يهتزّ القياصرة خجلا من فحولته ورجولته. كلما التقيت السيدة أنيسة بومدين وتجاذبنا أطراف الحديث عن المرحوم إلا وتهطل عيونها ودقا وبدموع ترى زخّاتها تبرق على وجنتيها، بل لم ولن تتمكن من السيطرة عليها أو تجفيفها، فتضطر إلى الصمت هنيهة علّها تستعيد أنفاسها المحترقة على أطلال رجل دفنته لكنه لا يزال حيّا في أعماقها، لا أحد يمكنه أن تغيب عنه نبرات الحزن التي تنبعث من تنهّدات تدلّ بوضوح غير قابل للتأويل أن هذه المرأة الكبيرة والصبورة لا زالت تغرق في حزن عميق أبى إلا وأن عايشها إلى الأبد. كيف تغادرها الآهات وهي التي تشعر اليوم بفراغ رهيب لا يمكن أن يعوّض، تركه الرجل الذي كان يمثل كل شيء في حياتها. كان الزوج والصديق والرفيق وكان الوالد والولد أتقن فن فكّ قيود أنوثتها، وأدرك مفاتيح تضميد جراحها لمّا فارق والدها الحياة بل كان فنانا يحسن رسم الابتسامات على محياها فقد كانت البنت المدللة الوحيدة لأبيها التي حظيت بحب لا يضاهيه حب غير ذلك الذي فازت به وجنته من زوج لم يعطها أي شيء مادي بل كل ما أعطاها إياه هو فيض من العواطف والمودة والرقة والعذوبة والحنان والأمان .
    • لم يكن الرئيس من النوع الذي يبدي حبه بالكلام وبالعبارات الرنانة. مثلما كان في حياته السياسية رجل أفعال وليس رجل أقوال كان في حياته الزوجية يفضل التعبير عن مكنونات عواطفه بسلوكات غنية عن كل تعبير. فكم من مرة فاجأها عند دخوله إلى البيت وهو يحمل حفنة ياسمين قطفها في طريق العودة من مكتبه بمقر الرئاسة. وكم من مرّة افتك منها ابتسامة كلها حب وهو يهديها وردة قطفها، وهما يتجولان، في حديقة إقامة زرالدة الصيفية. مع أنيسة يعيش الرئيس كأي إنسان له مشاعر وأحاسيس وعندها يغيب منصب الزعامة ليحلّ محله الزوج اللطيف الودود والرؤوف. يلعب معها الشطرنج في أوقات فراغه، إذ علمها هذه اللعبة التي كان يهواها. وبدورها علمّته "الشيشبيش" وهي لعبة ورثها العاصميون عن الأتراك حسب ما يروى. ومعها يكشف عن وجهه الضاحك ويسرد النكت ليرفّه عنها ويردد الحكم والأمثال التي يبرع في حفظها.
    • ذات مرة أدهشها عندما دخل البيت وسمعها تقرأ بالصوت المرتفع قصيدة لامرئ القيس فواصل هو سرد ثلاثين بيتا مما تبقى من القصيدة من دون أي خطأ، مبرزا ذاكرة خارقة للعادة قائلا لها: "لم أعد قراءة هذه القصيدة منذ أن غادرت الأزهر".
    • كل هذه اللحظات التي عاشتها مع زوجها تركتها تحتفظ بذكريات ستبقى عالقة بذهنها إلى آخر رمق من حياتها. فهي تحتفظ بصورة الرجل البشوش الذي يداعبها ويمسح آلامها بأنامل تذيب الصخر برقتها، الرجل المثقف الذي يحفظ مئات الأبيات الشعرية والملم بالأدب العربي والعالمي، والرجل المتدّين الذي يحفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب . وفي كل شهر من رمضان المعظم يعيد تلاوة القرآن بأكمله . وتذكر أنيسة أنه في آخر رمضان من حياته أعاد قراءة المصحف الشريف مرتين
    قصته مع الطالب الذي سأله عن السيجار
    • لمّا تكشف لك سيدة الجزائر الأولى للسبعينيات وجه بومدين الإنسان تجد أنه يجسّد حقيقة شخصية الجزائري الطيب والجدي واللبق والصارم والحنون. هذا ما كان يحبه الجزائريون في شخص رئيسهم إذ كان الرئيس الصارم سرعان ما يكشف عن إنسانيته كلما ارتاح عند لقاءاته بالفلاحين في الأرياف ليتبادل معهم ابتسامات عريضة ويجعلهم يشعرون وكأنهم رفقة صديق قريب منهم. هذا ما أدى في أحد الأيام بفلاح قال بعفوية للرئيس: "يا دقدوق" وهي عبارة شعبية تطلق في شرق البلاد على كل من يتسم بالشهامة والرجولة.
    • كما كان يشعر الرئيس بالراحة عند لقائه بالطلبة، حيث كان ينظم سنويا لقاءات مع المتطوّعين للثورة الزراعية ليتناقش معهم بكل حرية في شتى المواضيع. ولم يسجل التاريخ لأي رئيس دولة نقاشات مثل تلك التي كان يجريها الهواري بومدين مع الطلبة في حرية مطلقة إلى أن وصل الأمر بطالب قارن نفسه بالرئيس قائلا له: "كيف نتكلم عن الاشتراكية وأنت تدخن السيجار في حين أنا وأمثالي ندخن سيجارة من نوع صافي"، النقاش بثّ حينها على شاشة التلفزيون بعيدا عن مقص الرقابة. طمأنه بومدين عندما أخبره بأبوّة أنه لا يدفع ثمن السيجار من خزينة الدولة وإنما هو هدية من الرئيس الكوبي فيديل كاسترو. إلى هذه الدرجة كانت حرية النقاش مع الهواري بومدين وأكيد أن هذه اللقاءات التي بثتها التلفزة الجزائرية وقتها لا تزال في الأرشيف حبذا لو يعاد بثها حتى تعرف الأجيال الجديدة صورة الديمقراطية الحقيقية غير المزيفة في عهد الرئيس الراحل الهواري بومدين. وأذكر أيضا أن طالبا خلال هذه المناقشات أبدى تخوّفه للرئيس من أن تعفي تأميمات قانون الثورة الزراعية أصحاب السلطة والجاه. فأجابه الهواري بومدين رحمه الله:
    • "إذا كنت تعنيني أنا ومن حولي بلفظ السلطة فأنا أقول لك وعلى الملأ أن السلطة هي أنتم الطلبة وخير دليل على ذلك أنكم ستتجهون للأرياف وستطّلعون بكل حرية على الملفات فإن وجدتم عضوا من مجلس الثورة أو من الحكومة أو من الحزب أو من الجيش الوطني الشعبي فأمّموه من دون مراجعة أي جهة". هذا ما كنا نعيشه بالفعل على أرض الواقع من دون أدنى تزييف أو مبالغة بل هو حقيقة يلمسها القاصي والداني .
    • فإن كان هذا الرجل بالصفات التي ذكرناها ينعت بالديكتاتور فكم نحن مشتاقون إلى ديكتاتور مثله نحاسبه حتى على السيجار الذي يدخنه. نحن بحاجة إلى ديكتاتور من طراز الهواري بومدين إن كان كذلك، يرفع بقيمة بلادنا إلى مصاف العظام، حيث لم يكن يطلب من الجزائريين تأشيرة الدخول لأي بلد في العالم، ولم يكن الجزائريون يلهثون لإكتساب الجنسية الفرنسية أو غيرها من الجنسيات الغربية. بالعكس كان أبناء المهاجرين يفضلون أداء الخدمة الوطنية في الجيش الجزائري لمدة سنتين على أن يؤدونها في الجيش الفرنسي لمدة سنة واحدة. وأشهرهم لاعب كرة القدم المحترف والدولي مصطفى دحلب الذي أوقف عقده مع نادي سودان الفريق الذي كان يلعب في القسم الأول من البطولة الفرنسية ليمضي عقدا لصالح فريق شباب بلوزداد ويقضي واجب الخدمة الوطنية تحت لواء الجيش الوطني الشعبي سنة 1971 .
    ]b] رفض التدخّل ليستفيد شقيقه من تأجيل أداء الخدمة الوطنية[/b]
    • هذه أمثلة قليلة كافية للدلالة على أن عهد الهواري بومدين كان أحسن فترة عاشتها الجزائر. ومن يريد تفسير ذلك النجاح بعائدات البترول فهو إما جاهل أو ناكر للخير أو مغرض. في عهد الهواري بومدين الذي امتد من يوم 19 جوان 1965 إلى غاية اليوم المشؤوم 27 ديسمبر 1978 كان مجمل عائدات المحروقات لا يتجاوز 25 مليار دولار. فمن سنة 1965 إلى 1971 أي خلال الستّ سنوات الأولى من حكمه كان البترول بين أيادي الشركات الأجنبية ولم تقبض الجزائر إلا رسوم بسيطة. ولما اتخذ الهواري بومدين قرار تأميم المحروقات في 21 فبراير 1971 كان سعر البرميل لا يتجاوز الدولارين، وبقي هذا السعر يتراوح بين دولارين إلى أربعة دولارات حتى منتصف السبعينيات، حيث اجتهد الرئيس على أن يرتفع سعر البترول ليبلغ قيمة 13,78 دولارا سنة 1978 وذلك بفضل الدور القيادي الذي لعبته الجزائر في إطار منظمة الدول المنتجة للبترول "أوبيب". ومن كان يدّعي أن الرئيس بومدين حقق إنجازات على الصعيد الدولي وفشل على الصعيد الوطني فهذا لا يصدر إلا من أبله أو معتوه لأنه من غير الممكن أن تفرض نفسك على الساحة الدولية وبيتك مخرب من الداخل، وهذا ما عشناه بعد وفاة المرحوم.
    • fومدين كما روته شريكة حياته هو رجل في الوقت نفسه ذو شخصية قوية وشجاعة سياسية نادرة، ولكنه لما يحتكّ بشعبه في زيارات مفاجئة إلى مراكز أبناء الشهداء ومدارس أشبال الثورة تجده بسيطا بساطة المواطن الجزائري العادي، هذا التواضع كان يعيشه في بيته فلم يكن له خدم وحشم مثلما هو معمول به عند كل رؤساء وزعماء الدول. طبّاخ الرئيس جاء به من ثكنة علي خوجة وهو عسكري لا يعرف إلا طهي اللوبياء والعدس والمعكرونة وإن حاولت السيدة أنيسة بومدين تزويده بوصفات وكيفيات تحضير بعض الأطباق يعجز في إنجازها. وهذا لا يزعج الرئيس لأن أكلته المفضلة كانت الكسرة باللبن والشخشوخة والرغدة. هذه الأكلات كانت ترسلها له والدته التي غضبت عليه في يوم من الأيام وخاصمته لمدة شهرين محتجّة عليه كونه رفض التدخّل ليستفيد شقيقه من تأجيل أداء الخدمة الوطنية وليس الإعفاء.
    [b]• صانع السلام[/b]
    • إذا كان الرئيس بومدين يفضّل أكل الحاجّة والدته فهو كان يثق في ذوق زوجته بكل ما يتعلق باللباس. هذه الثقة وضعها فيها منذ بداية علاقتهما. زوجته تشهد له أنه كان حساسا إلى درجة لا يتصوّرها العقل، خاصة لما يتعلق الأمر بالفقراء والمساكين والبؤساء والشعوب المضطهدة، هذا ما جعل من الثوري رجل مسالم في نفس الوقت، وما حيازته على ميدالية السلام سنة 1976 من الأمم المتحدة التي سلمها له الأمين العام كورت فلدهايم إلا دليل على اعتراف العالم بأن العقيد هواري بومدين قائد الحرب ضد الاستعمار، هو أيضا صانع سلام. وكانت اتفاقية السلام التي أبرمها شاه إيران رضا بهلوي وصدام حسين نائب الرئيس العراقي سنة 1975 بالجزائر خير دليل على أن الهواري بومدين لديه القدرات الخارقة في التقريب بين الأعداء .
    • إذا احتفظ الجزائريون بصورة رئيس يضرب على الميكرفون بإصبعيه مردّدا كلمته المشهورة "قررنا" فيحتفظون كذلك بابتسامته العريضة كلما احتضنته الجماهير في زياراته الميدانية ونأخذ اليوم صورة جديدة عن الرئيس الإنسان روتها لنا رفيقة دربه أنيسة بومدين. ولا زالت جوانب كثيرة أخرى تخفى علينا من دون شكّ فيكفي أن نذكر ما اكتشفته أنيسة بومدين من صفات أخرى بعد رحيله وهي تطلع على أرشيف الثورة الجزائرية ومن بين هذه الصفات نذكر دقة تنظيمه وسهره على التسيير الحسن والراشد لميزانية الدولة، كما اكتشفت من خلال محاضر الاجتماعات أنه كان قليل الكلام وكثير الاستماع .
    • تعتزّ اليوم أنيسة بومدين باحتفاظها بصور الرجل الشجاع والودود والشهم وحتى إن لم يترك لها لا بيت ولا سيارة ولا رصيد مالي فهي تقول: "لو تتاح فرصة عودة تلك الأيام لقبلتها حتى وإن لم أرث منه ولا أي شيء مادي فعظمته فوق أي اعتبار آخر"، هذا ما أشاطره معها شاكرا إياها جزيل الشكر لفتحها لـ " الشروق " صفحات من كتابها الحميم واضعة في شخصي ثقة نقلها للقراء وهذه الثقة ستظل تاجا على رأسي كصحفي وكاتب .
    أم حمزة
    أم حمزة
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 1510
    تاريخ التسجيل : 09/04/2010
    العمر : 66

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف أم حمزة الأربعاء 5 يناير 2011 - 22:14

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    حمده
    حمده
    Admin


    عدد المساهمات : 1749
    تاريخ التسجيل : 22/02/2010

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف حمده الأحد 4 سبتمبر 2011 - 8:39

    الذكرى الستون لرحلة بومدين مشيا على الأقدام للدراسة في الأزهر عبر ليبيا
    بومدين امتهن التنجيم في طرابلس وافترسته الذئاب في بنغازي ومشى ثلاثة أشهر من زنقة الى زنقة
    2011.09.03 ناصر
    تمر في شهر سبتمبر الحالي ستون سنة بالتمام والكمال عن سفرية بومدين المثيرة إلى القاهرة مشيا على الأقدام منها ثلاثة أشهر تقريبا على الأراضي الليبية، وما لا يعرفه الكثيرون أن الرئيس الراحل هواري بومدين عندما سافر وعمره دون التاسعة عشرة إلى الأزهر الشريف للدراسة، كانت رحلته مشيا على الأقدام ودامت ثلاثة أشهر كاملة مليئة بالإثارة رواها الأستاذ محمد الصالح شيروف ودوّنها أيضا في كتيب، وهو الرفيق الوحيد للراحل هواري بومدين في هاته الرحلة...

    فالتلميذ محمد بوخروبة أو هواري بومدين الذي لم يكن سنه يتجاوز 19 عاما عندما كان يدرس بجامع الكتانية بقسنطينة، كان لا يشبع من العلم، فقد تعلم اللغة الفرنسية بطلاقة في قالمة، وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ولم يكن مقتنعا بأقل من الدراسة في جامع الأزهر بالقاهر، وكان يقول حسب شهادة الأستاذ شيروف أنه يشعر أن الأزهر جزائري، لأن أجدادنا الفاطميين هم من بنوه.. قرر بومدين في سبتمبر 1951 أن يقوم بالرحلة مشيا على الأقدام دون علم أهله فرجع إلى قسنطينة وباع كل أثاث بيته الكائن في دار بن جلول بالسويقة.. كان ينزل إلى الرومبيلي وأحيانا يذهب إلى رحبة الجمال إلى أن تمكن من جمع 40 ألف فرنك فرنسي قديم رفقة أصدقائه الثلاثة وهم رفقاء الرحلة وهم محمد العربي مومني ومحمد لخضر مقدم ومحمد الصالح شيروف، ولكن الرفيقين الأولين قررا التراجع عن السفر بعد أن وصلا إلى مدينة طرابلس الليبية وأكمل شيروف وبومدين لوحدهما الرحلة التي بدأت من قسنطينة نحو تبسة، ثم دخلا تونس عبر صحرائها إلى أن وصلا ليبيا، ولأن الرحلة كانت في سبتمبر، حيث الحرارة الشديدة، فقد عانى الرفيقان من الحرارة التي لم تكن تنزل حتى في الليل عن الأربعين درجة فكانا يدفنان جسميهما في الصحراء الليلية الليبية في الرمال لتفادي لسعات العقارب والأفاعي.. و
    تميز الجزء الفاصل بين طرابلس وبنغازي الذي قارب 950 كلم بالخطورة حتى كادا يهلكان من العطش والجوع، ويذكر الأستاذ شيروف كيف تقدم ذئب هائج منهما وحاول افتراسهما وأصابهما بجراح، ولكن بومدين الذي كان قد قرأ كتاب الحيوان للجاحظ أشعل شموعا ردت الذئب على أعقابه.. ومن أسرار الرحلة التي كشفها الأستاذ شيروف أن بومدين عندما لاحظ طيبة البدو الرحّل الليبيين ومحاولة معرفتهم لتعاليم الإسلام تزامنا مع صعوبة مواصلة الرحلة بعد أن نفدت كل الأموال، اقترح على زميله التشبه بالمغاربة وارتداء قشابية توحي أنهما من أبناء مراكش وزاولا هناك الڤزانة والتنجيم وضرب الكف وخط الرمل، فقد كان بالنسبة للفتى بومدين المغامر كل شيء مباحا من أجل أن يصل إلى جامع الأزهر ويكمل دراسته، حتى وصلا مرسى مطروح ودخلا الإسكندرية ومنها توجها مشيا على الأقدام إلى غاية جامع الأزهر بالقاهرة ولم يكن معهما غير بطاقة تعريف رسمية فقط، وكانت اول رحلة لبومدين إلى ليبيا التي تجول فيها من زنقة إلى زنقة، ولكن طلبا للعلم قبل السياسة.
    جريدة الشروق ليوم 2011/09/04
    anise2011
    anise2011
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 3640
    تاريخ التسجيل : 14/12/2011
    العمر : 44

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف anise2011 السبت 4 فبراير 2012 - 21:37

    الف الف شكر على الالتفاتة الطيبة والموضوع الرائع روعة صاحبه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    avatar
    العمري محمود
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 2464
    تاريخ التسجيل : 02/01/2012
    العمر : 58

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف العمري محمود السبت 4 فبراير 2012 - 21:43

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    avatar
    محمد علي 12
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 61
    تاريخ التسجيل : 09/03/2012
    العمر : 61

    أيها الوطني حارب النسيان  Empty رد: أيها الوطني حارب النسيان

    مُساهمة من طرف محمد علي 12 الجمعة 16 مارس 2012 - 15:53

    بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 10:29