ومضات وذكريات كفاح من القاعدة الشرقية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أيها الأفاضل ، أيتها الكريمات ، أفراد أسرة ينبوع المعرفة الطارف ، أيها المتصفح الكريم ، يقال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فالصدفة جمعتني بأحد مجاهدي ثورة التحرير المجيدة ، التقينا في مناسبة كتابة تاريخ القاعدة الشرقية سنة 1987 أيام كان النضال نضالا وحب الوطن عملة متداولة والتضحية في سبيل تسجيل شهادات المجاهدين سباق سرعة يتنافس فيه الشرفاء من هذا الوطن حيث كان الجميع منكبا على جمع الشهادات من أفواه صانعيها وصياغتها لتكون مادة للمؤرخين ، فذكرني هذا الكريم بمن كانوا حاضرين سواء من هم على قيد الحياة أو من التحقوا بالرفيق الأعلى وجرنا الحديث عن كتابة التاريخ .
هذا الموقف أوحى لي بفكرة بسيطة هي نشر ومضات وذكريات كفاح من القاعدة الشرقية
بالاعتماد على تقرير الملتقى الجهوي للقاعدة الشرقية المنعقد بالطارف يومي 16و 17أفريل 1987 ، هي ومضات مختصرة وملخصات لمعارك ضارية وقعت بالقاعدة الشرقية والهدف من نشرها هو تقديم معلومات ووصع معالم تمكن هذا الجيل من الاطلاع على أن استرجاع السيادة لم يكن هدية من المستدمر وإنما هو نتيجة ثورة وقفت أمام جبروت الاستدمار .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحقائـــــــــق على حلقـــــــــــــات متتابعــــــــــة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تكون بتعريف مبسط للقاعدة الشرقية في الحلقة الأولى
القاعدة الشرقية هي الرقعة الجغرافية التي تقع في الشمال الشرقي من الوطن ، يحدها شمالا البحر المتوسط ممتدة من عين باب بحر ( أم الطبول ) عبر الشريط الساحلي إلى حي سيبوس ثم تمتد غربا مع خط السكة الحديدية إلى غاية الناظور فالكاف الأعكس ثم سدراتة ، فجنوبا جبل بوخضرة ثم شرقا الحدود التةنسية من المريج إلى عين باب بحر .
وتتشكل تضاريسها من سلسلة جبلية كثيفة يصل ارتفاع بعضها ( المسيدا 1400م ) ، مكونة جبالا منها :
جبل كاف الشهبة ، الغرة ، بوعباد ، الدير ، أولاد مسعود ، بني صالح ، أولا بشيح ، النبائل ، أولاد ضياء ، أولاد مومن ، ولان ، بوصالح ، بوسمسو ، سيدي أحمد ، بوخضرة .................
وتغطيها أشجار عالية كأشجار الزان والفلين والصنوبر ، وتتخللها أحراش وغابات متشابكة منها ((الضرو والهذبان وبوحداد والقندول والكشريد والريحان ـ أسماء باللهجة المحلية ـ ))،
ويفرشها بساط دائم ، وتعلوها هضاب وتلال ، وتتفجر منها ينابيع حارة وباردة وتجري بها أودية وشعاب كأودية مجردة ،ملاق ، سيبوس ، بوناموسة والوادي الكبير وتتوسط بعض جهات هذه الأراضي سهول ساحلية وداخلية ويميز قسمها الشمالي بحيرات كبحيرة طنقة والطيور والسبعة والمالحة والأوبيرة الواقعة كلها بولاية الطارف .
وتبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه التضاريس في وعورة مسالكها وصعوبة طرقها مما ساعد الثورة على التمركز فيها بقوة والتحرك بسهولة في المجالات المختلفة .
وقد تمكنت القاعدة الشرقية من التطور بعد سيطرة جيش وجبهة التحرير الوطني على الوضع العسكري بتنظيم صفوفه ، وتعبئة طاقاته البشرية والمادية لمواجهة العدو ، مما جعلها قاعدة استراتيجية ، حملتها الثورة مهاما ووظائف عظيمة كانت في الموعد لتسجيل صفحات خالدة في تاريخ وطننا المجيد .
إضافة إلى المهام التي تقوم بها كبقية الولايات الأخرى في الكفاح المسلح فقد أسند لها القيام بوظائف أساسية أخرى منها :
ـــ تزويد الولايات الأخرى الثانية والثالثة والرابعة بالعتاد الحربي والذخيرة .
ـــ ضمان أمن عبور القوافل وتموينها .
ــــ تبليغ تعليمات وأوامر القيادة العامة المتمركزة في تونس إلى الولايات .
ــــ القيام بالعمليات العسكرية الكبرى لإرهاب العدو .
كل هذه المعطيات وغيرها جعلت القاعدة الشرقية تتبوأ مكانة بارزة في تاريخ الثورة التحريرية وتؤدي دورها الرائد على أكمل وجه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أناشد كل مهتم بالمجال التاريخي للثورة التحريرية
(( مؤرخون ، مجاهدون ، مواطنون عايشوا الثورة عن قرب ............. )) المساهمة معنا بالتوجيه والإرشاد والتصحيح والإثراء من أجل تقديم الحقائق واضحة المعالم لهذا الجيل
موعـــــدنا يتجـــــــدد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحلقـــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــــة
الممارسات والأساليب العسكرية للعــدو
عندما فشل الجنرال ( آلار ) قائد القوات البرية في عهد الجمهورية الرابعة في التصدي للثورة ومجابهة مجاهدي جيش وجبهة التحرير الوطني الذين تميزوا بعنفهم وقوة ضرباتهم فأقلقوا مضاجع عدوهم وأحرجوه أمام حلفائه ، وجعلوه يفشل في خنق الثورة وإيقاف تيارها الجارف .
وما أن تولى الجنرال ديغول الرئاسة حتى سارع إلى تنصيب الجنرال (( شال )) قائدا جديدا للقوات البرية بعدما كان هذا الأخير قائدا للقوات الجوية فاتحا له المجال لتطبيق مشروعه الذي سمي فيما بعد بمشروع ((شال)) وفي واقعه يعتبر امتدادا لمشروع موريس الذي لم يتمكن من الوقوف في وجه كتائب وفصائل جيش وجبهة التحرير الوطني ، ويهدف مشروع شال إلى حصار الثورة وقطع خطوط تمويلها والحد من توجيهاتها وإعلامها وعزل المواطنين عنها ولقد رصدت حكومة العدو أكبر ميزانية حربية لتمكين القادة العسكريين من تحقيق هذا المشروع المجهز بأحدث وسائل الدمار والخراب العسكرية والنفسية وتظهر الممارسات العسكرية في :
1 ـ إقامة خط شال مع بداية شهر فيفري 1959 بعد خط موريس الذي كان سنة 1957 فاصلا بين منطقتين المنطقة المحصورة بين الخطين وهي المنطقة المحرمة التي أرادها العدو أن تكون معزولة ملغمة والمنطقة التي لم يستطع التحكم فيها وهي المنطقة المحررة شرق خط شال .
2 ـ إنشاء المراكز المتقدمة والخلفية وهي مراكز معززة بوسائل الاستنفار والإنذار المبكرين .
3 ـ حصار المدن ( نظام الكادرياج ) يشل عمليا جيش وجبهة التحرير الوطني وتحركه فيها .
4ـ إقامة المحتشدات وأماكن التجمعات لمنع أي تسرب لعناصر جيش وجبهة التحرير الوطني داخل صفوف المواطنين .
5 ـ تشجيع تجنيد الحركة والقومية باعتبار أهل الأرض أدرى بشعابها .
6 ـ القيام بالعمليات الكبرى المعززة بالتجهيزات الحديثة قصد إرهاب جيش وجبهة التحرير الوطني .
7 ـتطبيق نظام التحرك المستمر وتعزيزه بسلاح الطيران .
8ـ الإقامة في الجبال لعدة أيام والاشتباك مع المجاهدين .
9 ـ تطبيق أسلوب جيش وجبهة التحرير الوطني في حرب العصابات ( دوريات ، فرق ، أفواج ، وكمائن )
10ـ تطبيق أسلوب حرب الليل وقد أعد لهذا الغرض ضباطا مختصين .
11 ـحرق الغابات بالنابالم للقضاء على مخابئ ومخازن جيش وجبهة التحرير الوطني وكشفهم والقضاء عليهم .
12 ـ ترك المتفجرات والذخائر المغشوشة في المسالك والممرات الجبلية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( أ ) خـــــــــط شــــــال:
بعد إنجاز خط موريس سنة 1957 المكهرب بقوة 12 ألف فولت المزروعة أراضيه ألغاما مضادة والمتصلة أسلاكه بمراكز المراقبة أقيم خط شال في شهر فيفري 1959 وهو يمتد خلفه من الناحية الشرقية ( أم الطبول ) مارا بالعيون فرمل السوق فعين العسل فالطارف ثم بوحجار وسوق أهراس وتاورة من المريج إلى نقرين بوادي سوف والمساحة الفاصلة بين الخطين تتسع حينا وتضيق في بعض الأحيان حيث تتراوح بين 70 و 90 كم وهو يتكون من خط مكهرب قوته 30ألف فولت مكون في الوقت نفسه من خمسة أسلاك متراكبة تفصلها عوازل يبلغ ارتفاعها حوالي مترين وتغطيها أسلاك شائكة لحماية الدبابات من قذائف البازوكا .
ـــ خط ملغم بالمفرقعات المضيئة عرضه 50 م
ـــ خط ملغم يتراوح عرضه بين 12 و 40 م وقد يتجاوز ذلك أحيانا حسب طبيعة المكان .
ـــ حزام من الأسلاك الشائكة لحماية حقل الألغام من الحيوانات عرضه 04 أمتار
ـــ حزام أبواق تعمل أوتوماتيكيا مستعملة جملة (( قف )) بالفرنسية
ـــ أحزمة إلكترونية للإنذار المبكر والكشف عن النقاط التي يقوم بفتحها المجاهدون وقد استعملت فيما بعد رادارات تستعمل الأشعة فوق البنفسجية وقد أحيطت هذه الأحزمة والخطوط بطرق معبدة أو طرق جبلية وبعد اجتيازه مباشرة حفرت خنادق محصنة بالاسمنت المسلح ، محمية بجذوع الأشجار وكل خندق يتسع لستة عساكر ، وتتصل كلها بحجرات أرضية قوية ، ومع ذلك فقد اعتبره المجاهدون سد الاستشهاد ( الموت )
( ب ) المراكز الأماميـــــة :
ولم يكتف العدو بإقامة خط شال الجهنمي بل تعداه إلى إقامة مراكز عسكرية من الناحية الشرقية وتتكون تحصينات المراكز من :
1 ـ مراكز رئيسية مزودة ببطاريات للمدافع الثقيلة .
2 ـ أبراج المراقبة المسلحة بالإسمنت والتجهيزات .
3 ـ الدشم ( البلوكوزات )
4 ـ الخنادق
5 ـ الطقم
6 ـ الأضواء الكاشفة
ولكل منها مراكز ثانوية وفرعية ، كل يكمل بعضه تغطي منطقة محدودة بالإضافة إلى المراكز الخلفية التي تعززها .
ومن أهم هذه المراكز:
القوارد ، الحمري ، بوعمود ، بوزيان ، قرية 28 ، عين الزانة
مركز كلم 17 ، خبوشة ، برجيلات ، صنهاجة ، عين مزاز سعد ، فج تكوك ، العيون ، لوليجة ،وقد استطاع مجاهدو جيش وجبهة التحرير الوطني القضاء على أهم المراكز المحصنة منها المركز القوي لعين الزانة حرره المجاهون وعلقوا فوقه العلم الوطني ومركز الحمري

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]