درس رائع يوم بمسجدالطارف

بطلب من صديقتي الفاضلة الدكتورة سعيدة، سألخّص ما دار في درس الجمعة ليوم 26/09/2014 بتصرّف بعد موافقة الإمام طبعا: فقد دار الدرس حول الطهارة وانواعها وفضائلها وحظّ المسلمين منها اليوم. فالطهارة في ابسط صورها هي النظافة والوضاءة وعكسها النجاسة والدناسة والوساخة. أمّا أنواعها فهي طهارة ماديّة تتصل بالجسد وملبسه ومأكله ومسكنه وطهارة معنوية، تتصل بالروح والفكر والمزاج والنفس والأهداف وتطهيرها وتنقيتها كلّها من الشرك وما يتعلّق به من قريب أو بعيد. وكأن الإمام أراد أن يصل إلى تفكيك عناصر مفارقة خطيرة حاصلة في المجتمع الجزائري بشكل عام ويكاد يتميّز بها عن غيره من المجتمعات العربيّة تقريبا وتتمثّل في كون ديننا يدعو إلى الطهارة والتطهّر في آيات وأحاديث عديدة، يقرأها الجزائريون ويعرفون معناها جيّدا غير أن الأوساخ والقاذورات لم تكتف باكتساح أظافرنا وشعرنا ووجهنا وأحذيتنا وملابسنا والعبث بأفنيّة منازلنا وشوارع وأزقة وطرقات وساحات مدننا وقرانا وإنّما غزت باحات مدارسنا وثانوياتنا ومحيط وقاعات ومراحيض جامعاتنا ايضا؛ بل وصلت الأوساخ إلى ميضات المساجد وروض الأطفال والمدارس القرآنيّة. أين نحن من خصال النبيمَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وأين نحن من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الترمذي عن سعدٍ رضي الله عنه قال((إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)). فأين مدننا وبيوتنا اليوم وأين مدن اليهود وبيوتهم؟ بل أين نحن وأين الغرب المخمور؟ لقد أصبحت أزقّتنا وشوارعنا وساحاتنا العامّة ومقابرنا للأسف حانات ومخمرات عامّة مفتوحة لمن هبّ ودبّ في غياب الوعي وتراجع السلطان باسم الحريّة الفرديّة وحقوق الانسان وذلك من شدّة انتشار قارورات الخمر بكل أنواعه فيها.. إن الغرب يشرب الخمر كما نشرب نحن الشاي والقهوة ولا ترى في أزقّته قارورة خمر مرميّة. إن رمي القارورات بالشكل الذي نعيشه في شوارعنا وأمام مؤسّساتنا التربوية العلميّة والدينيّة والثقافيّة، فيه اغراء واغواء واستقطاب لأطفالنا ومراهقينا بأشكالها وألوانها وصورها وخطوطها لكي ينظروا إليها ولما لا يحملونها ويستقطرون ما بها ووو .. لقد أخرجنا في الأسابيع الماضيّة - يقول الإمام - أحمالا وأحمالا معتبرة من تلك القارورت من مقبرة - والعياذ بالله- قريبة جدا من السكّان، فماذا عن المقابر البعيدة عنهم وماذا عن قداسة الميّت التي هي من قداسة الحي؟؟؟ أمّا الخطبة فدارت حول فضل وقيمة وما يجب أن نفعله في العشر الأوائل من ذي الحجة.