التعلم والتعليم الإبداعي
التعلم والتعليم الإبداعي
د.جواد محمد الشيخ خليل
مقدمة :ـ
يعد التفكير الإبداعي من أهم القدرات التي يجب على الأنظمة التربوية توجيه عناية خاصة بها لكي تجيد هذه الأنظمة أداء الدور المنوط بها في عالم اليوم ، هذا العالم الذي يتميز بكثرة التحديات والمشكلات التي يعيشها الأفراد والمجتمعات ، وازدياد حدة التنافس والصراع من أجل البقاء واثبات الوجود.
إن معظم الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي حققتها البشرية في القرن العشرين هي نتاجات أفكار المبدعين ، ولكن العلم في الماضي كان يصمم لعالم مستقر أما الآن فإن مجتمعنا يعيش في عالم سريع التغير تحيطه تحديات محلية وعالمية لعل أهمها الانفجار المعرفي والتطور التكنولوجي والانفتاح على العالم نتيجة سرعة الاتصالات والمواصلات حتى أصبح العالم قرية صغيرة ، كل ذلك يحتاج منا السرعة في تنمية عقليات قادرة على حل المشكلات .
وتعتبر تنمية هذه العقليات المفكرة مسئولية كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسات التعليمية ، فمن المعلوم أن تنمية تفكير الفرد يمكن أن تتم من خلال المناهج الدراسية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية، والمناهج باختلافها تساهم في تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات لدى الطلاب وتسهم في زيادة قدراتهم في أنواع التفكير المختلفة إذا توفر لتدريسها الإمكانات اللازمة.
القدرات الإبداعية موجودة عند كل الأفراد بنسب متفاوتة ، وهي بحاجة إلى الإيقاظ والتدريب لكي تتوقد. وإن النمطية في الأساليب التعليمية توقف أو تعيق تلك القدرات ولا تؤدي إلى إعداد أفراد يمتازون بالفكر قادرين على الإنتاج المتنوع والجديد، والذي تحتاجه التنمية الشاملة لمجتمعنا في القرن الحادي والعشرين.
فنحن اليوم بحاجة أكثر من قبل إلى إستراتيجيات تعليم وتعلم تمدنا بآفاق تعليمية واسعة ومتنوعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهارتهم العقلية المختلفة وتدربهم على الإبداع وإنتاج الجديد والمختلف . وهذا لا يتأتى بدون وجود المعلم المتخصص الذي يعطي طلابه فرصة المساهمة في وضع التعميمات وصياغتها وتجربتها ، وذلك من خلال تزويدهم بالمصادر المناسبة وإثارة اهتماماتهم وحملهم على الاستغراق في التفكير الإبداعي وقيادتهم نحو الإنتاج الإبداعي ، وأن تكون لديه القدرة على إبداء الاهتمام بأفكار الطلاب واستخدام أساليب بديلة لمعالجة المشكلات ، وعرض خطوات التفكير عند معالجة المشكلة بدلا من عرض النتيجة فقط ، مما يدفعهم نحو تطوير نماذج التفكير والقدرة على تقييم نتائج التعلم بشكل فعال.
ولقد أوضحت العديد من الندوات والمؤتمرات من خلال توصياتها دور المعلم كمحور أساسي في تنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب ونادت بتغيير وتطوير برامج إعداده على النحو الذي يؤهله للقيام بهذا الدور.
أهمية الإبداع:
يعتبر الإبداع والتفكير الإبداعي من أهم الأهداف التربوية ، فنجد أن تربية وتعليم التلاميذ المبدعين في الدول المتقدمة كان من العوامل الأساسية التي أدت إلى التقدم العلمي والاقتصادي في العصر الحديث.
وهذه بعض الافتراضات التي سيتم مناقشتها كمدخل للقاء الأول :
1- هل الإبداع صفة جسمية وراثية في المتعلم؟
إن كانت الإجابة نعم ! فمن الصعب إثارته وتحسينه بالتعليم.
أدب الإبداع يؤكد الآن إنه شكلا من أشكال النشاط العقلي يمارسه المتعلم ، ويتمتع جميع الطلاب بدرجة معينة من الإبداع ، ولو أنهم يختلفون في الكم وليس في النوع في هذه الصفة ، وهذا يعني إمكانية تعليم الإبداع والتدريب على ممارسته.
2-هل بيئة التعلم الشائعة تنمي القدرة على الإبداع؟
تنمية القدرة على الإبداع والتفكير الإبداعي رهن اقتناع المعلمين والمسئولين عن المؤسسة التربوية بأهمية الإبداع والمبدعين وتنمية قدراتهم الإبداعية.إخلاص المعلم وحماسه لإفادة الطلاب ورعاية المبدعين لا يقل أهمية في التدريس من أية عوامل أخرى تتعلق بالعملية التدريسية.
3-هل يمكن إكساب المتعلم القدرات الإبداعية بدون توافر الاستعدادات والاتجاهات اللازمة للإبداع؟
المتعلم بما يملك من قدرات عقلية واتجاهات إيجابية إبداعية، فإنه يمكنه تقبل وممارسة العملية الإبداعية من خلال ممارسة النشاطات التدريسية التعليمية التي تعرضه لمشكلات تستثير و تتحدى قدراته العقلية ، وبدون توافر هذه القدرات تصبح مشاركة المتعلم وانغماسه في العملية الإبداعية أمرا مشكوكا فيه.
مفهوم الإبداع :
تحديد المفهوم الدقيق للإبداع يساعد المعلمين على التعرف إلى الطلاب المبدعين ، أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية، ومن خلال مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع متعدد المناحي ، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي:
1- مفهوم الشخص بناء على سمات الشخص المبدع
هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير .
2-مفهوم الإبداع على أساس الإنتاج
قدرة المتعلم على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية والمرونة
التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابات لمشكلة أو موقف مثير. وهكذا يعبر التفكير الإبداعي عن نفسه في صورة إنتاج شئ جديد ، أو التفكير المغامر ، أو الخروج عن المألوف ، أو ميلاد شئ جديد سواء كان فكرة أو اكتشافا أو اختراعا بحيث يكون أصيلا وحديثا ، ويؤكد بعض المربين على الفائدة شرط أساسي في التفكير والانتاج الإبداعي ، وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير مفيد ، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة من الزمن.
3-مفهوم الإبداع على أنه عملية
الإبداع هو عملية يصبح فيها المتعلم حساسا للمشكلات ، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات ، ووضع الفروض حولها ، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج ، وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض .
4-مفهوم الإبداع بناء على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة
يقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع ، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية ، وتقسم هذه الظروف لإلى قسمين هما :
أ - ظروف عامة:
ترتبط بالمجتمع وثقافته ، فالإبداع ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد ، وتقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي خطاها وبالتالي تشجع على نقد وتطوير الأفكار العلمية والرياضية والأدبية ..
ب – ظروف خاصة:
وترتبط بالمعلمين والمديرين والمشرفين التربويين وأدوارهم في تهيئة الظروف والبيئة الصفية والمدرسية لتنمية الإبداع لدى الطلاب.
خصائص الإبداع ومكوناته:
يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي :
أولآ : الطلاقة
تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع ، ويقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع ، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية ، وبالتالي يجب أن تستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات. وعليه كلما كان المتعلم قادرا على إنتاج عدد من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن ، توفرت في الطلاقة أكثر.
وتقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال :
1- سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد ، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين ( هراء – جراء …. ) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. ( كرة - ملعب – حكم …… ).
2- تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة ، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية ، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة ، أو الحجر ، أو العلب الفارغة …… الخ.
3- القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة ، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار أو سمكة ، أو سيف ، أو مدرسة …..الخ
4- القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.
ثانيا : المرونة
تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع ، ويقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع ، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفا ما أو وجهة نظر عقلية معينة.
ومن أشكال المرونة التكيفية ، المرونة التلقائية ، ومرونة إعادة التعريف أو التخلي عن مفهوم أو علاقة قديمة لمعالجة مشكلة جديدة ، ومن الأمثلة عليها :اكتب مقالا قصيرا لا يحتوي على أي فعل ماضي ، فكر في جميع الطرق التي يمكن أن تصممها لوزن الأشياء الخفيفة جدا.
فالتلميذ على سبيل المثال ، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها ، يعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضروريا.
(تابع الجزء الثاني) (منقول للفائدة)
الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 12:10 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات بافضل الديكورات والابداعات الجديده والمستمر في المشبات حيث نقوم بكافت اعمال المشبات بافضل الاسعار واجمل التصميم ديكورات روعه ديكورات مشبات حديثه افضل انواع المشبات في السعوديه افضل اشكال تراث غرف تراثية
الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 14:30 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات صور مشبات رخام صور مشبات ملكيه صور مشبات فخمه صور مشبات روعه صور مشبات جد
الإثنين 26 أكتوبر 2020 - 12:59 من طرف جمال ديكورك
» صور مشبات ومدافى بتصميم مودران مشبات رخام جديده
الثلاثاء 26 مايو 2020 - 14:26 من طرف جمال ديكورك
» كراس التمارين والكتابة للسنة الاولى ابتدائي
الأحد 13 أكتوبر 2019 - 1:44 من طرف kaddour_metiri
» تصميم بابداع وعروض لجمال ديكور بيتلك صور مشبات مشبات رخام مشبات الرياض
الإثنين 14 يناير 2019 - 23:34 من طرف shams
» بيداغوجية الدعم بدل الاستدراك
الثلاثاء 31 يوليو 2018 - 23:31 من طرف shams
» بالمحبة والاقتداء ننصره.
الأربعاء 11 يوليو 2018 - 12:58 من طرف shams
» Le Nom .مراجعة
الجمعة 25 مايو 2018 - 17:22 من طرف أم محمد